طوارئ مستشفى صامطة العام ( قسم النساء )
واقع محزن وأمل منشود
حين تضطرك الظروف وتجبرك لدخول طوارئ مستشفى صامطة العام
( قسم النساء )تجد مالا يسرك وكل مايتردد على مسامعك أو قد رأيته بأم عينك من سنوات تراه أمامك مرة أخرى لاتحسّن ولا تجديد وكأن الزمن قد توقف عندهم .
نفس المكان الضيق ( ممر وغرفة بدون باب يوجد بها خمسة أسرة )
نفس القلة في الكادر أطباء وممرضات .
نفس الأثاث القليل المتهالك.
نفس الوجوه العابسة. نفس الفضاضة في التعامل من الممرضات مع المرضى والمرافقات .
نفس المستوى الضعيف للنظافة والمناظر المقززة لسلات النفايات المكشوفة الممتلئة بالإبر والقطن والشاش المبلل بالدم .
نفس العشوائية واللانظام
لماذا؟
وإلى متى ؟
سؤالين لابد لهما من إجابة يامستشفى صامطة العام
ألتمس العذر للطبيب المناوب حين أجده عابس الوجه يطلق زفرات الغضب التي تترجم رفضه لكل ماحوله من فوضى وضغوط مُجبر لتسجيل بيانات وحالة وعلاج كل مريض بالحاسب الآلي لم يُهيأ له مكان لممارسة عمله بأريحية وتركيز يضمن خصوصية للمرضى ليس لدية القلم المضيء أو إضاءة لقراءة الأشعة
تراه في زاوية الممر ممسكاً بفأرة حاسوبه قد تزاحم النسوة حوله لدرجة الالتصاق بكرسيه يتحدثن في نفس الوقت كل واحدة تحمل ورقتها ولطويلة القامة قصب السبق في تخطي بقية الأوراق وإن حضرت متأخرة .
وقبل أن أتناول قلمي لأكتب عن مستشفى محافظتي الغالية أحببت أن أطلع على ماقد كتب من قبل وبمجرد الضغط على زر البحث انهالت أنواع من المقالات والصور والمقاطع التي تحمل عناوينها مستشفى صامطة العام
في الويب والصور واليوتيوب وفي الصحف
ولأجد لنفسي مكانا بين هؤلاء سأختط خطا آخر
لابد من الإنصاف ولابد من عرض الحلول أو جزء منها لنكن إيجابيين
لنقم بدورنا ثم ننتظر الآخر للقيام بدوره
يقول الحق -تبارك وتعالى- (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ )[الرعد:11]
إن الواقع المحزن الذي وجدته شاركت بصنعه عدة أمور :-
1-المراجعات وهن عالم من النساء من مدينة صامطة والقرى التابعة لها امتلأ بهن المكان الواقفات والمتكئات على حيطانه ومن المراجعات من وجدت سرير الكشف مكانا مناسبا لأخذ قسط من الراحة وإجراء المكالمات والرد على الرسائل الخاصة بها .
2-بنظرة العين الفاحصة يجد الناظر أن ثلاثة أرباع من امتلأ بهن المكان لسن من أهل المكان فلماذا ترافق الجدة المرتفع سكرها أو ضغطها البنت والأربع حفيدات ممن أنعم الله عليهن بالضخامة والصحة ليزداد الطين بلة في ذلك المكان الضيق .
3-الطفل المصاب ترافقه كل العائلة والأم المصابة تصطحب كل أطفالها الأصحاء وكأن المكان معد للتنزه وسط جهل يصيبك بالحسرة على ماقد تجلبه لهم تلك الزيارة الغبية للمكان الخطأ من عواقب فالأطفال يتسابقون في ممرات المستشفى وتتساقط حبات البطاطا من أكياسهم المفتوحة ليعيدوا التقاطها وأكلها وعبوات العصير تسقط ليمسح شفاطها جزء من أرضية المكان ثم يعود لفم ذلك الطفل .
ورسولنا صلى الله عليه وسلم الذي لاينطق عن الهوى يقول في قاعدة طبية نبوية
(عَنْ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ : " إِذَا كَانَ الطَّاعُونُ بِأَرْضٍ فَلَا تَهْبِطُوا عَلَيْهِ ، وَإِذَا كَانَ بِأَرْضٍ وَأَنْتم بِهَا ، فَلَا تَفِرُّوا مِنْهُ "
4- معظم الحالات ليست طارئة من خلال ما نسمعه من المراجعة للإجابة على سؤال الطبيب المناوب في القسم
( زكام – صداع – ألم مزمن بالظهر تقيؤ من يومين –حساسية ...............إلخ )
وغيره من الحالات التي لاتستدعي التعامل الفوري من جهة الطبيب مع الحالة .
ولنصل للمستوى المطلوب من رقي وجدوى الخدمات لابد من التكاتف والتعاون أما المشاركة بالخطأ ثم انتقاده من بعد وانتظار عصا سحرية للتغيير فهذا ما يفاقم المشكلات ويجعل حلها في مرتبة المستحيلات .
حين غادرت المكان طلبت من مرافقي الذهاب للمدخل الرئيسي رغبة في الإطلاع على الرؤية والرسالة والقيم لمستشفى صامطة العام وقد وجدتها قد عُلقت بلوحة بارزة بالمدخل أمام الجميع في مكان بارز تدعو قراءها ليل نهار .
والدائرة الحكومية الخدمية عندما تُعلق الرؤية والرسالة والقيم أمام المستفيد معنى ذلك هيا بنا لنحقق ونصل للهدف
رؤية رائعة ورسالة وقيم أروع ونريدها يوم القيامة شاهداً لنا لاعلينا
ونريدها يوم القيامة شاهداً لنا لاعلينا
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾ سورة الصف
أين دور الجهات المعنية في رفع الوعي لدى المستفيدين رجالاً ونساءً وأطفالاً؟؟
أين دور لجان أصدقاء الصحة في مراكز الرعاية الأولية؟؟
أين دور المرشدات الصحيات بالمدارس ؟؟
أين دور لجنة التنمية الاجتماعية ؟؟
أين دور الأم المتعلمة الواعية ؟؟
أين دور الأب المتعلم الواعي ؟؟
أين دورالأخ والأخت ؟؟
لابد من قيام كل بدوره بشتى الطرق والوسائل وباستمرار بهدف رفع مستوى الثقافة الصحية في المجتمع والاجتهاد في الوصول للطبقة الغير متعلمة والتعريج على من لم يتخذ ماتعلمه سلوكاً
لابد أن تعي وتفهم كل طبقات المجتمع مهام ودور كل المرافق الصحية كل على حدة
لابد من أن نرى تقلص العدد في مراجعي الطوارئ ليكن فقط للطوارئ
ولابد من الرقي قليلا بالمكان والتجهيز بالإمكانات المتاحة وتكليف كادر يتناسب مع متوسط عدد المراجعات.
والأهم من كل هذا هو تقنين الدخول للمستشفى بشكل عام لابد من وجود مكتب فرز ببوابة الدخول المباشرة للمستشفى لديها الكفاءة والصلاحية في الحكم على الحالة الموجودة ومدى استحقاقها لدخول قسم الطوارئ بمرافقة شخص واحد فقط ومنع الزيادة تماما .
أما الأطفال المتنزهين فلا دخول لهم نهائيا حفاظا على صحتهم ومنعا لمزاحمتهم وإزعاجهم للمراجعين والمراجعات .
فهل من مستجيب!