لا ترسم الأشياء كما هي !! بل كما تراها عينك
لا ترسم الأشياء كما هي !! بل كما تراها عينك !!
عينك سجل أمين لما تراه ..
فدربها على الرؤية الصحيحة
يقول "كوندياك"
الفيلسوف الفرنسي الشهير وزعيم المذهب الحواسي أو الحسي - القائل
"إن مرجع معارفنا أصلها كلها في الحس -: ((هناك فرق كبير بين الرؤية والنظر))
فالأعمى ينظر ولكنه لا يرى، وكلما كثر ما في العقل قل ما يحتاج إليه الإنسان لتصوره.
والناس يرون الأشياء بعيون مختلفة ومن زوايا متعددة
تجد مثلا شخصا يدخل حجرة ويخرج منها، فيقص عليك كل محتوياتها، وآخر ينبئك بأشياء أخرى لم يصفها الأول، بينما تجد غيره لا يأتي بأي شيء. فالعين غير المتدربة إذن تنظر دون أن ترى، والرسم يعتمد كليا على العقل الناضج والرؤية الصحيحة والملاحظة الدقيقة. والعناية بالرسم ليست بتهييج الحواس، أي "دون أن ينظر الإنسان كما أعتاد"، بل بتعليم الإنسان كيف ينظر.
ومن هنا قول (دوغاس):
الرسم ليس كثير الصعوبة لمن يجهل الرسم ...إنه صعب جدا لمن عرف الرسم.
ومن الأمور التي أحبطت عزائم الكثير من المبتدئين
تلك الأساليب التقليديــة التي كانت تعتمد على نقل الرسوم والصور نقلا آليا عن السبورة أو الكتب أو الدفاتر. فهذه الأساليب والطرق البالية تعرقل النضوج الفكري، وتؤخر نمو القدرة الإبداعية عند الطالب، وتجعله لا يحتاج إلى التفكير ولا يعترف بماهية الملاحظة الدقيقة، بل يعتمد على الجهد والتفكير الممل فقط. كل ذلك لأنه يقوم بعمل لا ينطوي على إشباع رغبته ونزعته الفطرية وميله الفني.
وإن من أسباب الشعور بالجمال القـــدرة على أدراك كنه الأشياء إدراكا صحيحا كاملا، ومن هنا كانت أهمية تنمية القدرة على الرؤية الصحيحة ضرورية جدا للطالب المبتدئ، لأن الخبرة الفنية الصحيحة هي أن تنظر
كما قال (روبر جونس):
((انظر إلى الشيء كما لو كنت تنظر آخر مرة إلى حبيب عزيز عليك))
وأن تركز انتباهك لهذا الشيء بحيث يشغل حواسك، ولا تجعل عينيك كالآلة الفوتوغرافية التي تحاول أن تجمع في عدستها كل شيء أمامها، فرب شجرة واحدة ترسمها رسما دقيقا أفضل بكثير من رسم غابة بكاملها.
ويقول الفنان الإيطالي (رافيال ):
((لا ترسم الأشياء كما هي بل كما تراها عينك)).
والمطلوب منك : إن كنت مبتدئا
أن تركز ثقتك بنفسك على أساس متين، وأن تهيئ نفسك للفكرة قبل إخراجها إلى حيز الوجود، وأن تدرب عينيك على الرؤية الصحيحة والملاحظة الدقيقة للأشياء ودراسة صفاتها من حيث الطول والعرض والعمق، وابدأ خطوة خطوة مبتدئا بالرسوم البسيطة والتجارب الحسية إلى المدركات الكلية المعنوية، وأعلم أن اتصالك المباشر مع الطبيعة يكون عن طريق استخدام حواسك، وأن أول مدركاتك هي الحسية، فإذا راعيت كل ذلك كانت الثقة حليفتك والعز رائدك، وضمنت لنفسك النجاح العظيم في أقرب وقت ممكــن .
مقال : أعجبني ..
اتمنى يعجبكم ! بس يتطلب القراءة !!
تحياتي !!
كل عام وأنتم بخير :D
|
 |
رد مع اقتباس
:D
