لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: إعلام الحاضر والباد بأن كتاب العباد تقليل للشر وال

العرض المتطور

  1. #1
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية العربي السعودي
    تاريخ التسجيل
    06 2010
    المشاركات
    7

    إعلام الحاضر والباد بأن كتاب العباد تقليل للشر وال


    إعلام الحاضر والباد بأن كتاب العباد تقليل للشر والفساد
    تأليف أخينا الشيخ أبي علي محمد بن علي الحملي
    http://www.4shared.com/document/MZi-ZjVx/_____.html

  2. #2
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية العربي السعودي
    تاريخ التسجيل
    06 2010
    المشاركات
    7

    رد: إعلام الحاضر والباد بأن كتاب العباد تقليل للشر

    بسم الله الرحمن الرحيم

    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أما بعد.
    فإن كتاب الفاضل العلامة المحدث عبد المحسن بن حمد العباد (رفقا أهل السنة بأهل السنة ) كتاب إصلاح وتقليل لما حصل من شر وفساد وافتراق بين أهل السنة السائرين على منهج سلف الأمة ومع عظم مكانة هذا الكتاب وعلو قدر صاحبه إلا أنه خفي على البعض أهميته لذا أحببت المساهمة في هذا الإصلاح ببيان أن هذا الكتاب تقليل للشر والفساد.وها أنا ذا أنقل من كلامه مايبين مراده من تأليف الرسالة ومن ثم يتبين مقصودي من هذا البيان (ولم أرد بأهل السنة في رسالة رفقا أهل السنة بأهل السنة الفرق والأحزاب المنحرفة عما كان عليه أهل السنة والجماعة كالذين ظهر حزبهم من المنصورة في مصر وقال عن هذا الحزب مؤسسه مخاطبا أتباعه "فدعوتكم أحق أن يأتيها الناس ولاتأتي أحدا ... إذ هي جماع كل خير وغيرها لايسلم من النقص!!"(مذكرات الدعوة والداعية ص232 ط.دار الشهاب )للشيخ حسن البنا وقال أيضا "وموقفنا من الدعوات المختلفة التي طغت في هذا العصر ففرقت القلوب وبلبلت الأفكار أن نزنها بميزان دعوتنا فما وافقها فمرحبا به وما خالفها فنحن براء منه ونحن مؤمنون بأن دعوتنا عامة لاتغادر جزءاً صالحا من أي دعوة إلا ألمت به وأشارت إليه !!!" (مجموعة رسائل حسن البنا ص240 ط.دار الدعوة سنة 1411هـ ) ومقتضى كلامهم أنهم يرحبون بالرافضي إذا وافقهم ويتبرؤون ممن خالفهم ولو كان سنيا على طريقة السلف وكالقابعين في لندن الذين يحاربون أهل السنة بما ينشرونه في مجلتهم التي سموها "السنة" ومن ذلك نيلهم من علماء المملكة العربية السعودية ووصفهم الدعاة الذين على شاكلتهم فيها بالأحرار لإظهارهم معارضة العلماء والنيل منهم ولاسيما المرجعية فيهم !! وقد كتب أحد الفضلاء رسالة بعنوان مجلة السنة جمع فيها من مجلتهم جملة من ذلك وكالذين ظهرت دعوتهم من دهلي في الهند وهي لاتخرج عن ست نقاط ويغلب على أهلها الجهل وعدم الفقه في الدين ولا يعرجون في دعوتهم على أهم المهمات وهو إفراد الله بالعبادة والابتعاد عن الشرك وهي دعوة الرسل جميعا كما قال تعالى {ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطغوت } فإن الذين ابتلوا بدعاء أصحاب القبور والاستعانة بهم والذبح لهم ليس لهم نصيب من دعوتهم) (كتب ورسائل-6/284) وإنني في هذا المقام لأحمد الله جل وعلا أن من علينا بنعمة التوحيد والسنة وتيسير الدعوة السلفية وانتشارها بعد أن قام الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب برفع راية التوحيد والسنة ورد شبهات أهل الأهواء من قبورية وصوفية وغيرهم والصبر في سبيل نشر هذه الدعوة المباركة والتي هي امتداد لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ولما دعا إليه أصحابه من بعده ومن تبعهم من سلف هذه الأمة فليست بدعا من القول. فانتشرت بفضل الله ورحمته هذه الدعوة المباركة وارتفعت معالم التوحيد والسنة وسار على هذا المنوال من أخذ عنه من أبنائه وأحفاده وطلابه ولكن عادة أهل الباطل تشويه صورة الحق فما زال أهل الأهواء يردون هذا الخير والحق بل وتكالبوا بجميع أصنافهم ضد التوحيد وأهله لذا فإن الواجب على الدعاة إلى المنهج السلفي عقيدة وعبادة وأخلاقا أن يحافظوا على هذا الخير مبينين ضلال من خالفه من قبورية صوفية ورافضة وأشعرية وإخوانية وتبليغية و غيرها من طوائف الضلال وأن يصبروا أنفسهم مع أهل الحق على ماهنالك من خلاف إجتهادي فيما بينهم والحذر من السعي في تفريق هذا الشمل وتشتيته .إن هذا كان هو الواجب على دعاة الحق ولكن حصل خلاف هذا ولاحول ولاقوة إلا بالله فظهر الخلل في تصور منهج السلف وعدم تحقيقٍ لفهم قواعد الشرع العظيمة ومقاصده السامية قال الفاضل الشيخ فتحي الموصلي (فمما يعكر صفاء أهل التوحيد والسنة في سيرهم إلى ربهم عقيدة ومنهجا أن يطوف بينهم طائف الشيطان بالتحريش وإلقاء العدواة والبغضاء في ساعة غفلة فيبغي بعضهم على بعض وينتقص بعضهم بعضا في عصر ظهرت فيه ظلمات البدعة وخفيت فيه آثار النبوة لذا صار الكلام في أسباب حفظ الدين علما وعملا ومعالجة الداء العضال الذي يعرض لأهله مهما في بابه لإنقاذ ما أمكن إنقاذه قبل عموم البلوى وغلبة الفوضى والشروع في معالجة هذا الداء متوقف على تصور موارد النزاع بين المؤمنين تصورا تاما وأسباب الخلاف وآثارها وإدراك القواعد العلمية التي تحكم تلك المنازعات بمنهج علمي قائم على تحري الحق ورحمة الخلق وبطريقة إصلاحية تقوم على حراسة الدين وحفظ مقاصده بعيدا عن الطروحات الفارغة والآراء الضالة وفي هذا الموضوع الدقيق يتجلى العلم والعدل وتظهر الحاجة إلى الإخلاص والصبر ويبرز دور الفهم المستقيم والقصد السليم والحرص على أهل الدين الصحيح في هدايتهم ونصحهم وجمع كلمتهم بغية حراسة السنة وقمع دابر البدعة ودفع أسباب الفتن والحكم على موارد النزاع في نطاق طلب الهدى والتوسط الشرعي في الإثبات والنفي وفي المدح والذم وتصنيف الخلاف على أساس دقيق فما كان اختلافا في باب بيان الحق ونصرته وتأصيله والذب عنه فإنه ممدوح مطلوب أما ماكان من جنس البغي والحسد واتباع الهوى والحكم على الناس بالشبهات والظنون والعمل بالمشتبه من القول فإنه خلاف مذموم مردود على صاحبه وهذا هو الذي يخشى على أهل الدين منه أن يقع الخلاف بعد العلم ويحصل النزاع بعد تقرير الحق كما قال تعالى [وما اختلف الذين أوتوا الكتب إلا من بعد ماجاءهم العلم بغيا بينهم ] ولأجل هذه الأمور وغيرها تبرز أهمية الكلام في أصول التعامل مع المخالفين وضوابطه بعيدا عن الإفراط والتفريط وعن الغلو والتمييع وبعيدا عن المعارضات النفسية والمدافعات الشخصية بل نصرة للدين وحفظا لحقوق المؤمنين وتحقيقا للعدل بين المتنازعين والكلام في هذه المسائل يأتي في وقت تقهقرت فيه بعض الثوابت وتنوسيت عنده بعض المقاصد وذهبت كل طائفة تنتصر لرأيها وتستدل له وترك الجند المرابطة على ثغر السنة والتوحيد واشتغلوا بالقيل والقال والتدابر والتنافر عبر مواقع الانترنت وفي وسائل الإعلام بألفاظ مستنكرة وكلمات مستغربة وأهل البدع فرحون بالأحداث يتربصون بأهل التوحيد الدوائر وقد تحالفوا على غزو السنة في عقر دارها مستغلين الفتن والأزمات والخلاف والمجادلات بعد إذ هزمت جيوشهم وكادت تضمحل آثارهم بسيوف الأئمة المجددين وبسهام العلماء الربانيين لذلك فالحاجة إلى إبراز دور علماء الأمة وأهل الفهم من أهل السنة في تحمل أعباء المسؤولية ومعالجة الأخطاء وفقا للطريقة القرآنية السنية السلفية والتعامل مع المخالفين على قاعدة تحري الحق ورحمة الخلق حاجة ضرورية تستدعيها ملابسات الواقع وآثاره ونتائجه وطريقة التعامل مع المخالفين بالجهل والظلم والخروج عن حد الوسطية إلى الغلو أو التقصير.وعدم اعتماد قواعد الشرع في الإثبات والنفي والمدح والذم مسلك فاسد يتعين بيان وجه الخطأ فيه وتصحيحه بقواعد العلم وأدلة الأحكام بغية حراسة السنة بالعلم والعدل والصدق)(أصول نقد المخالف/4) وكان من أعظم أسباب هذه الفتنة الغلو الذي حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال (إياكم والغلو فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في دينهم ) فدبت هذه الفوضى في ألوان من الغثائية وتبنى هذا الأمر بعض من يشار إليه بالبنان بل بعض من حظي بثناء ربما لم يحظ به كثير من أئمة السنة في حين أنه ليس على قدم راسخة من العلم قال صاحب الرسالة (وقد تولى كبر ذلك شخص من تلاميذي بكلية الشريعة بالجامعة الإسلامية ..... وهو غير معروف بالاشتغال بالعلم ولا أعرف له دروسا علمية مسجلة ولامؤلفا في العلم صغيرا ولاكبيرا وجل بضاعته التجريح والتبديع والتحذير من كثيرين من أهل السنة لايبلغ هذا الجارح كعب بعض من جرحهم لكثرة نفعهم في دروسهم ومحاضراتهم ومؤلفاتهم ) ( كتب ورسائل-6/321) وهكذا استفحل الأمر والناس بين مؤيد محسن للظن أو مكره خائف من الوقيعة في عرضه أو جاهل مقلد لما يسمع وبين مستنكر متوقف عن البيان ظناً منه عدم اقتضاء المصلحة أو خائف من الوقيعة في عرضه كيف لا وقد تبنى هذا الأمـر من ذكرت لك وصفه وقد بينت أبرز معالم هذه الفتنة في رسالتي ( الورقات الكاسرة للمفاهيم الخاسرة) ورأيت نقلها بتمامها تكميلا للفائدة وإليك نص الرسالة ( فإن من الفتن التي دبت في هذا الزمن جعل مسائل من العلم محنة وشعاراً يفرق بها بين أهل السنة في حين أنها من موارد الاجتهاد وهذا راجع إما إلى عدم معرفة التأصيل العلمي القويم لمسائل الخلاف في الفرق بين مسائل الاجتهاد وغيرها أو إلى الغلط في تحقيق مناط المسألة أجتهادية هي أم لا ولا يعني هذا عدم رد الخطأ بل لابد منه ليحفظ دين الله جل وعلا قالشيخ الإسلام (ولهذا يسوغ بل يجب أن نبين الحق الذي يجب اتباعه وإن كان فيه بيان خطأ من أخطأ من العلماء والأمراء ) الفتاوى ( 19/ 123 ).ولكن ثمَّ فرق بين رد الخطأ وبين جعله محنة وشعاراً يوالى ويعادى عليه فليست كل مسألة في العلم تجعل كذلك.قالشيخ الإسلام (وقد كان العلماء من الصحابة والتابعين ومن بعدهم إذا تنازعوا في الأمر اتبعوا أمر الله تعالى في قوله ( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله ذلك خير وأحسن تأويلا ) وكانوا يتناظرون في المسألة مناظرة ومشاورة ومناصحة وربما اختلف قولهم في المسألة العلمية والعملية مع بقاء الألفة والعصمة وأخوة الدين نعم من خالف الكتاب المستبين والسنة المستفيضة أو ما أجمع عليه سلف الأمة خلافاً لا يعذر فيه فهذا يعامل بما يعامل به أهل البدع ) الفتاوى ( 24/ 172 ). وقال في مسألة رؤية الكفار ربهم في الآخرة ( فبالجملة فليس مقصودي بهذه الرسالة الكلام المستوفي لهذه المسألة فإن العلم كثير وإنما الغرض بيان أن هذه المسألة ليست من المهمات التي ينبغي كثرة الكلام فيها وإيقاع ذلك إلى العامة والخاصة حتى يبقى شعاراً ويوجب تفريق القلوب وتشتت الأهواء وليست هذه المسألة فيما علمت مما يوجب المهاجرة والمقاطعة فإن الذين تكلموا فيها قبلنا عامتهم أهل سنة واتباع وقد اختلف فيها من لم يتهاجروا ويتقاطعوا كما اختلف الصحابة رضي الله عنهم والناس بعدهم في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه في الدنيا وقالوا فيها كلمات غليظة كقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها من زعم أن محمداً رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية ومع هذا فما اوجب هذا النزاع تهاجراً وتقاطعاً) الفتاوى ( 6/ 502- 504 ) وقال في الواسطية في مسألة عثمان وعلي رضي الله عنهما في التقديم في الفضل ( وإن كانت هذه المسألة ليست من الأصول التي يضلل المخالف فيها عند جمهور أهل السنة لكن التي يضلل فيها مسألة الخلافة ). وإن تحقيق مناط القواعد وتطبيقها في جزئياتها يحتاج إلى دراسة قوية لأصول الفقه عموماً ودلالات الألفاظ وأحكامها خصوصاً دراسة متقنة محررة وإذا كانت المسالة لها علاقة بأصل من أصول السنة فيحتاج الأمر إلى معرفة كلام أهل السنة وفهمه على وجهه الصحيح فهماً يوافق مقاصد الإسلام وقواعده العظام.وكذلك القول في الاستدلال بقضايا عينية لبعض السلف قالالفاضل العلامة المحقق صالح بن عبد العزيز آل الشيخ (إذا كان هذا في الكتاب والسنة منه محكم ومنه متشابه وإن اتباع المتشابه من الكتاب والسنة نوع من أنواع الزيغ الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم (إذا رأيتم الذين يتبعون ماتشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم ) فلأن يقع التشابه في الكلام وفي الأقوال وفي الأرآء وفي الأفعال لأن يقع التشابه في أحوال الصحابة في أقوالهم وأفعالهم من باب أولى لأنه وقع التشابه في الكتاب وفي السنة ووقع التشابه أيضا في أقوال الصحابة وفي أفعالهم وقع التشابه أيضا ومن باب أولى في أقوال وأفعال التابعين وقع التشابه ومن باب أولى في أقوال وأفعال الأئمة والعلماء وقع التشابه ومن باب أولى في الذين صنفوا كتبا فإذا ليست النجاة وليست معرفة الحق في أن تجد قولا مكتوبا في كتاب أو قولا منسوبا إلى عالم أو رأيا يستدل عليه صاحبه بالكتاب أوبالسنة أو بأقوال بعض أهل العلم حتى يكون استدلاله موافقا للقواعد المحكمة التي قررها أئمة الإسلام........القواعد من مزاياها أنها محكمة لأنها أمر كلي وضعه العلماء بالاستدلال بالنصوص المحكمة دون المتشابهة أما أقوال أهل الزيغ أقوال أهل الضلال فإنهم يستدلون بأدلة لكن هذه الأدلة معارضة بمثلها معارضة بغيرها وأبلغ منه في البعد وأبلغ منه في البطلان أن يستدل بحال من الأحوال بفعل تابعي بفعل مجموعة من التابعين بقول من أقوالهم بقول وجده في كتاب بقول وجده منسوبا إلى عالم ولو استدل عليه حتى يوافق ذلك النصوص من الكتاب والسنة وما قعده أهل العلم من القواعد التي تعصم من أخذ بها من الخطأ في هذا الباب العظيم ) (شريط قواعد القواعد/ الوجه الأول) وقال( كلام السلف له بساط حال قام عليه إذا لم يرع المتأخر بساط الحال الذي قام عليه كلام السلف فإنه لن يفهم كلام السلف ...... بعض كلمات السلف في المبتدعة بعض كلمات السلف في أهل الأهواء لها بساط حال في الزمن الأول وليس ذلك منطبقاً على بساط الحال في الزمن هذا ولذلك ترى أن بعضهم اخذ من تلك الكلمات كلمات عامة فطبقها على غير الزمان الذي كان ذلك القول فيه، ولو رأى كلام الأئمة والحفاظ والمحققين من أهل السنة لوجد أنه يخالف ذلك الكلام في التطبيق أما في التأصيل فهو واقع ) (شريط المنهجية في قرآءة كتب العلم/الشريط الثاني- الوجه الأول) ـــــــــــــــــــــــــ (فصل) ومن هذه المسائل التي تجاوز بها البعض حدها الخلاف في بعض الأشخاص تعديلاً وتجريحاً فإن من المعلوم أن أهل السنة في هذا العصر علماء وطلاب علم حصل بينهم خلاف في أشخاص نظراً لاختلاف وجهات النظر فهل يوجب ذلك في كل مسألة أن تجعل محنة وشعاراً ويبنى عليها التفرق والهجر في حين أن تكالب المبتدعة على أهل السنة؟ قالالفاضل العلامة المحدث الفقيه محمد ناصر الدين الألباني في جوابه على سؤال (مارأيكم في هذه القواعد من لم يكفر الكافر فهو كافر ومن لم يبدع المبتدع فهم مبتدع ومن لم يكن معنا فهو ضدنا ) فأجاب (من أين جاءت هذه القواعد ومن قعدها ليس شرطا أبدا أن من كفر شخصا وأقام عليه الحجة أن يكون كل الناس معه في التكفير لأنه قد يكون هو متأولا ويرى العالم الآخر أنه لايجوز تكفيره كذلك التفسيق والتبديع فهذه من فتن العصر الحاضر ومن تسرع بعض الشباب في ادعاء العلم هذا باب واسع قد يرى عالم أمرا واجبا ويراه الآخر ليس كذلك كما اختلف العلماء من قبل ومن بعد لأن باب الاجتهاد لا يلزم الآخرين بأن يأخذوا برأيه الذي يجب عليه الأخذ برأيه إنما هو المقلد الذي لا علم عنده وهو يجب عليه أن يقلد ) (نقلا عن تلميذه الفاضل الحلبي في كتابه منهج السلف الصالح/179) وقال الفاضل الشيخ علي بن حسن الحلبي (لا يجوز أن نجعل خلافنا (الاجتهادي المعتبر= نحن أهل السنة) في غيرنا (ممن خالف السنــة من مبتدع أو سني وقع في بدعة) سببا في الخلاف بيننا (نحن أهل السنة ) (منهج السلف الصالح/337) فإن هذه الفوضى ليجب القضاء عليها لأنها لا تعود على الدعوة بخير والواقع يشهد به والتفرق بين السلفيين يحكيه قال الفاضل العلامة المحدث عبد المحسن العباد (وإن مما يؤسف له في هذا الزمان ماحصل من بعض أهل السنة من وحشة واختلاف مما ترتب عليه انشغال بعضهم ببعض تجريحا وتحذيرا وهجرا وكان الواجب أن تكون جهودهم جميعا موجهة إلى غيرهم من الكفار وأهل البدع المناوئين لأهل السنة وأن يكونوا فيما بينهم متآلفين متراحمين يذكر بعضهم بعضا برفق ولين) كتب ورسائل (6/292) وقد عالج هذه الفوضى في كتابه القيم رفقاً أهل السنة بأهل السنة ولم يرد في رسالته هذه أهل البدع كما قال ( ولم أرد بأهل السنة في رسالة رفقاً أهل السنة بأهل السنة الفرق والأحزاب المنحرفة عما كان عليه أهل السنة والجماعة ) (كتب ورسائل /284) فقال(حصل في هذا الزمان انشغال بعض من أهل السنة ببعض تجريحاً وتحذيراً وترتب على ذلك التفرق والاختلاف والتهاجر وكان اللائق بل المتعين التواد والتراحم بينهم ووقوفهم صفاً واحدا في وجه أهل البدع والأهواء المخالفين لأهل السنة والجماعة ويرجع ذلك إلى سببين: أحدهما أن من أهل السنة في هذا العصر من يكون ديدنه وشغله الشاغل تتبع الأخطاء والبحث عنها سواء كانت في المؤلفات أو الأشرطة ثم التحذير ممن حصل منه شيء من هذه الأخطاء........ ومن المجروحين من يكون نفعه عظيماً سواء عن طريق الدروس أو التأليف أو الخطب ويحذر منه لكونــه لا يعرف عنه الكلام في فلان أو الجماعة الفلانية مثلاً، بل لقد وصل التجريح والتحذير إلى البقية الباقية في بعض الدول العربية ممن نفعهم عميم وجهودهم عظيمة في إظهار السنة ونشرها والدعوة إليها ولا شك أن التحذير من مثل هؤلاء فيه قطع الطريق بين طلبة العلم ومن يمكنهم الاستفادة منهم علماَ وخلقاً. والثاني أن من أهل السنة من إذا رأى أخطاء لأحد من أهل السنة كتب في الرد عليه ثم إن المردود عليه يقابل الرد برد ثم يشتغل كل منهما بقراءة ما للآخر من كتابات قديمة أو حديثة والسماع لما كان له من أشرطة كذلك لالتقاط الأخطاء وتصيد المثالب وقد يكون بعضها من قبيل سبق اللسان يتولى ذلك بنفسه أويقوم له غيره به ثم يسعى كل منهما إلى الاستكثار من المؤيدين له المدينين للآخر ثم يجتهد المؤيدون لكل واحد منهما بالإشادة بقول من يؤيده وذم غيره وإلزام من يلقاه بأن يكون له موقف ممن لا يؤيده فإن لم يفعل بدعه تبعاً لتبديع الطرف الآخر وأتبع ذلك بهجره وعمل هؤلاء المؤيدين لأحد الطرفين الذامين للطرف الآخر من أعظم الأسباب في إظهار الفتنة ونشرها على نطاق واسع ويزداد الأمر سوءاً إذا قام كل من الطرفين والمؤيدين لهما بنشر ما يذم به الآخر في شبكة المعلومات ( الإنترنت ) ثم ينشغل الشباب من أهل السنة في مختلف البلاد بل في القارات بمتابعة الاطلاع على ما ينشر بالمواقع التي تنشر لهؤلاء وهؤلاء من القيل والقال الذي لا يأتي بخير وإنما يأتي بالضرر والتفرق مماجعل هؤلاء وهؤلاء المؤيدين لكل من الطرفين يشبهون المترددين على لوحات الإعلانات للوقوف على ما يجد نشره فيها ويشبهون أيضاً على المفتونين بالأندية الرياضية الذين يشجع كل منهم فريقاً فيحصل بينهم الخصام والوحشة والتنازع نتيجة لذلك ) كتب ورسائل ( 6/ 309) ومما يزيد الأمر سوءاً التعصب لأشخاص والموالاة والمعاداة عليهم والإلزام بالأخذ بأقوالهم وآرائهم مطلقا قال شيخ الإسلام ( من نصب شخصاً كائناً من كان فوالى وعادى على موافقته في القول والفعل فهو من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً، إذا تفقه الرجل وتأدب بطريقة قوم من المؤمنين مثل أتباع الأئمة والمشايخ فليس له أن يجعل قدوته وأصحابه هم العيار فيوالي من وافقهم ويعادي من خالفهم فينبغي للإنسان أن يعود نفسه التفقه الباطن في قلبه والعمل به فهذا زاجر وكمائن القلوب تظهر عند المحن وليس لأحد أن يدعو إلى مقالة أو يعتقدها لكونها قول أصحابه ولا يناجز عليها بل لأجل أنها مما أمر الله به ورسوله أو أخبر الله به ورسوله لكون ذلك طاعة لله ورسوله ) الفتاوى ( 20/ 8- 9 ). وقال ( ليس لأحد أن ينتسب إلى شيخ يوالي على متابعته ويعادي على ذلك بل عليه أن يوالى كل من كان من أهل الإيمان ومن عرف منه التقوى من جميع الشيوخ وغيرهم ولا يخص أحداً بمزيد موالاة إلا إذا أظهر له مزيد إيمانه وتقواه فيقدم من قدم الله تعالى ورسوله عليه ويفضل من فضله الله ورسوله قال تعالى ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) ) الفتاوى (11/ 512 ) وقال(فإذا كان المعلم أو الأستاذ قد أمر بهجر شخص أو بإهداره وإسقاطه وإبعاده ونحو ذلك نظر فيه فإن كان قد فعل ذنبا شرعيا عوقب بقدر ذنبه بلا زيادة وإن لم يكن أذنب ذنبا شرعيا لم يجز أن يعاقب بشئ لأجل غرض المعلم أو غيره ) (الفتاوى/28-15) ــــــــــ وقال مؤدبا للمعلمين (وليس للمعلمين أن يحزبوا الناس ويفعلوا مايلقي بينهم العداوة والبغضاء بل يكونوا مثل الإخوة المتعاونين على البر والتقوى كما قال تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) وليس لأحد منهم أن يأخذ على أحد عهدا بموافقته على كل مايريده وموالاة من يواليه ومعاداة من يعاديه) (الفتاوى/28-16) فالواجب هو البحث في المسائل بالنقاش المنضبط بالعلم لمن استطاع النظر في المسألة فما كان من حق يؤخذ به بعيداً عن التقليد.ولكن هذا قد لا يتيسر لكل أحد لذلك لا ننكر على من قلد عالماً سلفياً يثق بعلمه وعندها لا نلزمه بترك قول هذا العالم بل نعذره لتقليده لهذا العالم السلفي ولا ندخل معه في نقاشات قد لا يستوعبها وإنما تشوش عليه وتقطع طريقه لطلب العلم ــــــــــــــ ـــــ (فصل) ومما هو حاصل في الساحة النزاع في طرق علاج بعض الأغلاط أو في معاملة بعض المخالفين ولابد أن يعلم أن كل مسألةٍ راجعةٍ إلى المصالح والمفاسد لاختلاف الأحوال والأزمان والأماكن والأشخاص لابد أن يحكم فيها وفق ما تقتضيه هذه المتغيرات من مصالح ومفاسد في حدود قواعد الشريعة ومقاصدها قال شيخ الإسلام (فلا يجوز دفع الفساد القليل بالفساد الكثير ولا دفع أخف الضررين بتحصيل أعظم الضررين فإن الشريعة جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها بحسب الإمكان ومطلوبها ترجيح خير الخيرين إذا لم يمكن أن يجتمعا جميعا ودفع شر الشرين إذا لم يتفقا جميعا) (المسائل الماردينية /63-64) نقلا عن كتاب النصيحة للفاضل الشيخ إبراهيم الرحيلي/32)
    وأما أن يلزم فيها قاعدة مطردة ويلغي النظر في اختلاف هذه المتغيرات فهذا غير سديد قال الفاضل العلامة المحقق صالح بن عبد العزيز آل الشيخ ( أن نسعى في أطر معينة لا نتعداها وألا نحدث الآخر لأنه كذا وكذا هذا يفقدنا البناء الداخلي والمحافظة على رأس المال لأن الفرقة وقعت وإذا وقعت فلابد من الاختلاط الذي معه إصلاح إصلاح هذا الشعب الذي حصل كيف يكون الإصلاح بالمناقشة بالمحاورة بطرح جميع القضايا ليس ثم قضية الآن يمكن أن يقال لا تناقش نعم هناك بعض الدعوات عندها قضايا لم تطرح إلى الآن ولكن الخاصة يعلمونها لابد من طرح جميع القضايا إذا كان ديدننا الحق أما أن تفجأ الناس بين حين وآخر بآراء أو أن تكون آراؤنا حبيسة لأطر معينة لاشك أن هذا ليس من وسائل البناء ) (شريط الغثاء والبناء /الشريط الأول ) ومن هذه المسائل مسألة الهجر فقد جعلها البعض قاعدة مطردة من غير نظر إلى المصالح والمفاسد وهذا سبب كثيراً من الفوضى والغثائية حتى أنه بني على عدم الهجر التضليل والتبديع أو التحذير والتشنيع وإليك تحقيق شيخ الإسلام حيث قال ( وهذا الهجر يختلف باختلاف الهاجرين في قوتهم وضعفهم وقلتهم وكثرتهم فإن المقصود زجر المهجور وتأديبه ورجوع العامة عن مثل حاله فإذا كانت المصلحة في ذلك راجحة بحيث يفضي هجره إلى ضعف الشر وخفيته كان مشروعاً وإن كان لا المهجور ولا غيره يرتدع بذلك بل يزيد الشر والهاجر ضعيف بحيث يكون مفسدة ذلك راجحة على مصلحته لم يشرع الهجر بل يكون التأليف لبعض الناس أنفع من الهجر والهجر لبعض الناس أنفع من التأليف ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يتألف أقواماً ويهجر آخرين كما أن الثلاثة الذين خلفوا كانوا خيراً من أكثر المؤلفة قلوبهم ولما كان أولئك كانوا سادة مطاعون في عشائرهم فكانت المصلحة الدينية في تأليف قلوبهم وهؤلاء كانوا مؤمنين والمؤمنون سواهم كثير فكان في هجرهم عز الدين وتطهيرهم من ذنوبهم وهذا كما أن المشروع في العدو القتال تارة والمهادنة تارة وأخذ الجزية تارة كل ذلك بحسب الأحوال والمصالح. وجواب الأئمة كأحمد وغيره في هذا الباب مبني على هذا الأصل ولهذا كان يفرق بين الأماكن التي كثرت فيها البدع كما كثر القدر في البصرة والتنجيم بخراسان والتشيع بالكوفة وبين ما ليس كذلك ويفرق بين الأئمة المطاعين وغيرهم وإذا عرف هذا فالهجرة الشرعية هي من الأعمال التي أمر الله بها ورسوله فالطاعة لابد أن تكون خالصة لله و أن تكون موافقة لأمره فتكون خالصة لله صواباً فمن هجر لهوى نفسه أو هجر هجراً غير مأمور به كان خارجاً عن هذا وما أكثر ما تفعل النفوس ما تهواه ضانة أنها تفعله طاعة لله ) الفتاوى ( 28/ 206 ). فلا غرابة إذا أن تختلف وجهات النظر في تحديد مقتضى المصلحة في هذه المسألة وغيرها من أشباهها فهل يبنى التبديع على كل خلاف من هذا القبيل؟ قال الفاضل العلامة المحدث عبد المحسن العباد ( وقريب من بدعة امتحان الناس بالأشخاص ما حصل في هذا الزمان من افتتان فئة قليلة من أهل السنة بتجريح بعض إخوانهم من أهل السنة وتبديعهم وما ترتب على ذلك من هجر وتقاطع بينهم وقطع لطريق الإفادة منهم وذلك التجريح والتبديع منه مايكون مبنياً على ظن ما ليس ببدعة بدعة ومن أمثلة ذلك أن الشيخين الجليلين عبدالعزيز بن باز وابن عثيمين رحمهما الله قد أفتيا جماعة بدخولها في أمر رأيا المصلحة في ذلك الدخول وممن لم يعجبهم ذلك المفتى به تلك الفئة القليلة فعابت تلك الجماعة بذلك ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل انتقل العيب إلى من يتعاون معها بإلقاء المحاضرات ووصفه بأنه مميع لمنهج السلف مع أن هذين الشيخين الجليلين كانا يلقيان المحاضرات على تلك الجماعة عن طريق الهاتف ومن ذلك أيضاً حصول التحذير من حضور دروس شخص لأنه لا يتكلم في فلان الفلاني أو الجماعة الفلانية ) كتب ورسائل ( 6/ 320 ) ــــــ (فصل) وفي خضم هذه الفتن انتشرت ظاهرة التصنيف بالباطل والظن المرجوح وقد عالج هذه الظاهرة الفاضل العلامة المحقق بكر أبو زيد في كتابه القيم تصنيف الناس بين الظن واليقين فقد رد هذا المنهج الذي هو دخيل على أهل السنة في حين أن كان خفياً حتى ظن بأنه يقصد السلفيين الذين ردوا على أهل التحزب وأما الآن فقد ظهر جلياً ما خشيه ففي الوقت الذي قوى فيه جهد الدعاة إلى الحق بنشر التوحيد والسنة ورد الشرك والبدعة (بدا لقاء مايحملونه من الهدى والخير والبيان اختراق ظاهرة التجريح لأعراضهم بالوقيعة فيهم وفري الجراحين في أعراضهم وفي دعوتهم ولما وضعه سعاة الفتنة من وقائع الافتراء وإلصاق التهم وألوان الأذى ورمي الفتيل هنا وهناك مما لا يخفى في كل مكان وصلته أصواتهم البغيضة ) (تصنيف الناس/ 5- ط دار العاصمة) وها أنا ذا أنقل شيئاً من كلامه وفيه بيان لمراده من تأليف كتابه ( إن كشف الأهواء والبدع المضلة ونقد المقالات المخالفة للكتاب والسنة وتعرية الدعاة إليها وهجرهم وتحذير الناس منهم وإقصاءهم والبراءة من فعلاتهم سنة ماضية في تاريخ المسلمين في إطار أهل السنة معتمدين شرطي النقد العلم وسلامة القصد العلم بثبوت البينة الشرعية والأدلة اليقينية على المدعى به في مواجهة أهل الهوى والبدعة ودعاة الضلالة والفتنة وإلا كان الناقد ممن يقفو ما ليس به علم وهذا عين البهت والإثم، ويرون بالاتفاق أن هذا الواجب من تمام النصح لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولأئمة المسلمين وعامتهم وهذا شرط القصد لوجه الله تعالى وإلا كان الناقد بمنزلة من يقاتل حمية ورياء وهو من مدارك الشرك في القصد، وهذا من الوضوح بمكان مكين لمن نظر في نصوص الوحيين الشريفين وسير الأئمة الهداة في العلم والدين ولا يلتبس هذا الأصل الإسلامي بما تراه مع بلج الصبح وفي غسق الليل من ظهور ضمير أسود وافد من كل فج استعبد نفوساً بضراوة أراه تصنيف الناس وظاهرة عجيب نفوذها هي رمز الجراحين أو مرض التشكيك وعدم الثقة حمله فئام غلاظ من الناس يعبدون الله على حرف فألقوا بجلباب الحياء وشغلوا به أغراراً التبس عليهم الأمر فضلوا فلبس الجميع أثواب الجرح والتعديل وتدثروا بشهوة التجريح ونسج الأحاديث والتعلق بخيوط الأوهام فبهذه الوسائل ركبوا ثبج التصنيف للآخرين للتشهير والتنفير والصد عن سواء السبيل ومن هذا المنطلق الواهي غمسوا ألسنتهم في ركام من الأوهام والآثام ثم بسطوها بإصدار الأحكام عليهم والتشكيك فيهم وخدشهم وإلصاق التهم بهم وطمس محاسنهم والتشهير بهم وتوزيعهم أشتاتاً وعزين في عقائدهم وسلوكهم ودواخل أعمالهم وخلجات قلوبهم وتفسير مقاصدهم ونياتهم ) (تصنيف الناس/8) وقال( وبعد الإشارة إلى آثار المنشقين وغوائل تصنيفهم فإنك لو سألت الجراح عن مستنده وبينته على هذا التصنيف الذي يصك به العباد صك الجندل لأفلت يديه يقلب كفيه متلعثماً اليوم بما برع به لسانه بالأمس ولوجدت نهاية ما لديه من بينات هي وساوس غامضة وانفعالات متوترة وحسد قاطع وتوظيف لسوء الظن والظن أكذب الحديث وبناءً على الزعم وبئس مطية الرجل زعموا فالمنشق يشيد الأحكام على هذه الأوهام المنهارة والظنون المرجوحة ومتى كانت أساساً تبنى عليه الأحكام ؟؟) (تصنيف الناس/ 30) وقال ( ومن طرائقهم ترتيب سوء الظن وحمل التصرفات قولاً وفعلاً على محامل السوء والشكوك ومنه التناوش من مكان بعيد لحمل الكلام على محامل السوء بعد بذل الهم القاطع للترصد والتربص والفرح العظيم بأنه وجد على فلان كذا وعلى فلان كذا ) (تصنيف الناس/32) وقال شيخ الإسلام ( ومن أعظم التقصير نسبة الغلط إلى المتكلم مع إمكان تصحيح كلامه وجريانه على أحسن أساليب كلام الناس ثم يعتبر احد الموضعين المتعارضين بالغلط دون الآخر ) الفتاوى ( 31/ 114 ) ولكن هذه الرسالة (الورقات الكاسرة ) لم تعجب بعض الناس ممن قد يرى نفسه واقعا في بعض هذه المخالفات فنظروا فيها فإذا بها تحكي منهج السلف بحق بل وجلها نقول عن شيخ الإسلام وبعض العلماء من معاصرينا ممن لهم قدم راسخة في السنة فكسرت بفضل الله باطل قوم فطأطئوا رؤوسهم أمام هذه الحجج القوية ولم يستطعوا الخوض في ميدان العلم فانتقلوا إلى ميادين الكذب والتهويل والتبديع بدون حق فهذه ميادين يحسنون خوضها أما البيان بالعلم والإنصاف فليسوا من أهله ورواده فلا تكاد تراه في ثنايا أطروحاتهم وتخرصاتهم وكان الأليق على من رأى خطأ أن يبينه بالحجة والبرهان.ــــــــــــ وفي خضم هذه الفوضوية الجهلاء والغثائية العمياء جاء كتاب رفقا أهل السنة بأهل السنة تأليف الفاضل المحدث العلامةِ حامل راية السلفيةِ في المدينة النبويةِ عبد المحسن بن حمد العباد فصدع بالحق في شجاعة عالية أبان بها مكمن الخلل فاجتثه من جذوره فعندها بدأت رايات هذا التخبط في الزعزعة والسقوط وأيده على ذلك الفاضل الشيخ عبد السلام بن برجس العبد الكريم حيث قال (وقد بلينا في هذه الأزمان ببعض المنتسبين إلى السلفية ممن يغلون في الحكم على الناس بالبدعة، حتى بلغ الأمر إلى التعميم في التبديع على كل المجتمع، وأن الأصل في غيرهم البدعة حتى يتبينوا في شأنهم. وهؤلاء جهال بالشريعة، جهال بفهم عبارات العلماء في البدع وأهلها، فلا عبرة بقولهم، بل هو هباء لا وزن له. وقد أجاد العلامة الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد في نصحهم والتحذير من منهجهم في كتابه: رفقا يا أهل السنة بأهل السنة. نسأل الله تعالى السلامة من الغلو كله) (مظاهر الغلو في الإعتقاد والعمل والحكم على الناس ضمن بحوث ندوة أثر القرآن الكريم في تحقيق الوسطية ودفع الغلو) وقال الفاضل العلامة مفتي المملكة العربية السعودية عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ مؤيدا له ( وقد ألف الشيخ عبد المحسن العباد وفقه الله كتابا سماه رفقا بأهل السنة نادى إلى أنه يجب على أهل السنة أن يرفق بعضهم ببعض ويوالي بعضهم بعضا ) فهذا الكتاب يعتبر لبنة أولى لعلاج هذه الفوضى أنار به الله عقول كثير من طلاب العلم-والكمال عزيز-فكان الأليق أن يقابل بالقبول عند عامة دعاة السلفية إذ أن موضوعه هو القضاء على هذه الفوضى وإن الناظر في الواقع ليكاد يجزم بأهميته لما يرى من سقوط بعض أفاضل أهل العلم في حبال هذه الفوضى وهذا أمر قد عايشناه جليا فأين هم من توجيهات شيخ الإسلام حيث قال مؤدبا لأمثالهم ومحذرا من هيشاتهم (وليس للمعلمين أن يحزبوا الناس ويفعلوا مايلقي بينهم العداوة والبغضاء بل يكونوا مثل الإخوة المتعاونين على البر والتقوى كما قال تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) وليس لأحد منهم أن يأخذ على أحد عهدا بموافقته على كل مايريده وموالاة من يواليه ومعاداة من يعاديه) (الفتاوى/28-16) وقال الفاضل العلامة العباد مؤكدا حصول هذا الأمر (وبعد وفاة شيخنا الجليل شيخ الإسلام عبد العزيز بن عبدالله بن باز سنة (1420هـ) ووفاة الشيخ العلامة محمد بن صالح بن عثيمين سنة (1421هـ)رحمهما الله حصل انقسام وافتراق بين بعض أهل السنة نتج عن قيام بعضهم بتتبع أخطاء بعض إخوانهم من أهل السنة ثم التحذير منهم وقابل الذين خطؤوهم كلامهم بمثله وساعد على انتشار فتنة هذا الانقسام سهولة الوصول إلى هذه التخطئات والتحذيرات وما يقابلها عن طريق شبكة الانترنت التي يقذف فيها كل مايراد قذفه في أي ساعة من ليل أو نهار فيتلفه كل من أراد فتتسع بذلك شقة الانقسام والافتراق ويتعصب كل لمن يعجبه من الأشخاص وما يعجبه من الكلام ولم يقف الأمر عند تخطئة من خطئ من أهل السنة بل تعدى ذلك إلى النيل من بعض من لايؤيد تلك التخطئة ) (كتب ورسائل -6/283) وقال (ولا شك أن الواجب على أهل السنة في كل زمان ومكان التآلف والتراحم فيما بينهم، والتعاون على البر والتقوى.وإن مما يؤسف له في هذا الزمان ما حصل من بعض أهل السنة من وحشة واختلاف، مما ترتب عليه انشغال بعضهم ببعض تجريحاً وتحذيراً وهجراً، وكان الواجب أن تكون جهودهم جميعاً موجهة إلى غيرهم من الكفار وأهل البدع المناوئين لأهل السنة، وأن يكونوا فيما بينهم متآلفين متراحمين، يذكر بعضهم بعضاً برفق ولين) (كتب ورسائل-6/292) فإذا كان قد حصل هذا من بعض الفضلاء فكيف يملك عاقل بعد هذا أن يصف كتاب العباد بأنه كتاب سيئ إن هذا لخلط في التصور قال الفاضل العلامة العباد مستنكرا هذا الأمر من بعض الفضلاء (وقد أوردت في رسالتي رفقا أهل السنة بأهل السنة جملة كبيرة من الآيات والآثار في حفظ اللسان من الوقيعة في أهل السنة ولاسيما أهل العلم منهم ومع ذلك لم تعجب هذا الجارح ووصفها بأنها غير مؤهلة للنشر وحذر منها ومن نشرها ولاشك أن من يقف على هذا الجرح ويطلع على الرسالة يجد أن هذا الحكم في واد والرسالة في واد آخر وأن الأمر كما قال الشاعر

    قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد ***** وينكر الفم طعم الماء من سقم )

    (كتب ورسائل -6/322)



    ملحق

    ومعذرة من القارئ الكريم إن خرجت عن المقصود قليلاً ضارباً مثلاً ببعض الفضلاء الذين سقطوا في حبال هذه الفوضى من واقع لازلنا نعيش آثاره. ففي هذه الأيام وأنا أكتب هذه الرسالة خرجوا علينا بشريط قد حوى بعض معالم هذه الفتنة وهو عبارة عن سؤال وجه إلى محمد بن هادي المدخلي ونحن لاننكر فضله ولكنه في هذا الباب قد خلط خلطا عظيما. وقد سمعت بخبر شريطه هذا قبل صدوره وكم كنت أتمنى ألا ينزل إلى هذا المستوى وأن يكون رده علمياً بعيدا عن التهويل والتبديع دون حق فهذا أسلوب يترفع عنه صغار طلاب العلم فكيف بمن يدعى فيه العلم ولكنه عكس الأمر فعاد إلى ما عرف عنه من الطعن المنفلت المبني على الوساوس الغامضة والانفعالات المتوترة والتوظيف لسوء الظن بعيدا عن الحجج العلمية بل والتهجم على عالم من كبار علماء الأمة تخرصا وظلما فيصدق على هذا الشريط قول الشاعر

    لقد هزلت حتى بدا من هزالها ***** كلاها وحتى سامها كل مفلس

    وإني لأقول بأن هذا الشريط ليس له في ميزان التحقيق العلمي نصيب فحقه ألا يلتفت إليه إذ هو ليس بقابل للنقاش ولكن من باب البيان لمن قد يغتر بطريقته الخاطئة والتأكيد على وجود مثل هذه الغثائية وأهمية رد هذه الفوضوية. وقد بينت من قبلُ بعضَ مقولاته الباطلة التي ساهمت في إشعال هذه الفتنة بيانا مبهما دون ذكر اسمه حرصا على الخير الذي معه وشفقة عليه إذ هو ممن له جهود في السنة بل وأرسلت له بعض محبيه ممن له مكانة عنده لمناصحته وزاد إصرارا وعنادا وقد كان يحذر مني قبل سنة ونصف أو يزيد كما اعترف في هذا الشريط-وذلك قبل بياني لمقولته الباطلة تلك- وما ذلك إلا لعدم قبولي قولهم في كل من يجرحونه بالباطل. وقد عرفت مايدور خلفي من تحذير ولم أكن أعرف أنه هو من حرض على ذلك. وكان الانصراف عن بيان أمره هو الأولى لولا أن هذا الخطأ كان من أسباب إشعال هذه الفتنة التي نحن بصدد علاجها بل وضم إلى تخرصاته الطعن في بعض دعاة السنة دون حق ولو وقف الأمر عند هذا لكان أسهل ولكن صحبه إلزام وتضليل لكل من لم يوافقه على تخرصاته وعندها يصبح الأمر خطيرا بل هو عين ما نسعى لعلاجه في هذه الرسالة فمفسدة السكوت وعدم بيان أمره أشد تفرقا وخطرا من مفسدة البيان قال شيخ الإسلام (فلا يجوز دفع الفساد القليل بالفساد الكثير ولا دفع أخف الضررين بتحصيل أعظم الضررين فإن الشريعة جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها بحسب الإمكان ومطلوبها ترجيح خير الخيرين إذا لم يمكن أن يجتمعا جميعا ودفع شر الشرين إذا لم يتفقا جميعا) (المسائل الماردينية /63-64) نقلا عن كتاب النصيحة للفاضل الشيخ إبراهيم الرحيلي/32) وقد سبقني إلى ذلك الفاضل الشيخ سلطان بن عبدالرحمن العيد فقد بين أمره في كتابه (النصيحة لعامة الإخوان وإيضاح الكذب والبهتان) فقال عنه وهو يحكي حال فتنة من الفتن (كان من أشهر المشاركين في هذه الفتنة بعد أن كان يرجى منه الإصلاح وكان يجمع لها ويحرض أعظم التحريض ويطوف البلدان من أجل ذلك كما فعل في مجالسه الخاصة باستراحات الرياض ) وقال الفاضل الشيخ علي بن حسن الحلبي مؤكدا ماقاله ومؤيدا له (وقد جرح -جزاه الله خيرا-(بالجرح المفسر) (المقنع)-بالتكذيب- بعض (أهل التشغيـب!)-من دعاة الغلو المريب-!) (منهج السلف الصالح /301) فليس بغريب عليه الوقوع في هذه الفوضى قال الفاضل الشيخ سلطان العيد حاكيا حاله (ثم صار-عفا الله عنه-يتجرأ على من لم يدخل معه في فتنته هذه بل ويحرض عليه تصريحا وتلميحا هو وأعوانه وهم قلة-ولله الحمد- وأكثر من ذلك في حق إخوانه السلفيين ومنهم أخوه ومحبه سلطان العيد فقد صدر منه في حقي كلام كثير انتشر داخل المملكة وخارجها قصد به-عفا الله عنه- الإساءة إلي وتشويه سمعتي وتنفير الشباب وتشكيكهم في أخيه ورفيقه في الدعوة إلى السنة وليس لأخيه ذنب سوى إعراضه عن هذه الفتنة وعدم استجابته لإغراءات الدخول فيها وسيره على طريقة مشايخنا الأكابر في الإمساك عنها ) وقال أيضا (لقد اتخذ الشيخ محمد ومن معه طريقة جديدة في الجرح تميزوا بها ..... الاحتجاج بأمور مبهمة مجملة فإذا نوقش لايستطيع تبيينها ولاتفصيلها ولايقدر على إيراد دليل عليها بل غاية ماعنده من علم حجة على من لم يعلم ... ولذلك أطالب الإخوة بالاستفصال منه ومن أمثاله وعدم الرضا منهم بالأمور المجملة التي يموهون بها على الشباب السلفي ....الاحتجاج بأمور غيبية وتوقعات وتخرصات فإذا قيل مادليلكم ؟ قالوا نحن نعلم وأنتم لا تعلمون سيظهر لكم سترون ذلك ..... ومما لوحظ على الشيخ محمد وأعوانه في طعونهم الجديدة :عدم التثبت والتروي والاستعجال المذموم لجرح إخوانهم وإخراجهم من السلفية .... أسلوب "النسف" و" الإسقاط" وهو أخطرها فليس عندهم إلا سلفي لايخطئ !! أو سلفي أخطأ-فيما يظنون- وجزاؤه الإخراج من السلفية كفعل الحدادية الغلاة , ولهذا تراهم-اليوم- يطلقون الأحكام يمينا وشمالا دون ضوابط شرعية ولارجوع لأهل العلم فكانوا بذلك معاول هدم للدعوة السلفية ..فلا حول ولا قوة إلا بالله واللهم اكفنا شر الفتن ) ـــــــــــــــــــــــــ وقال أيضا ناصحا له ومشفقا عليه ( وأوصي أخي بالحذر من تتبع أكاذيب الشباب الذي يسميهم "ثقات" فإنهم قد أوقعوه كما ترى فيما لايليق بأهل العلم وأوصيه أن يغير أسلوبه في دعوته ومناصحته لإخوانه –إن كان عنده نصيحة بحق- وليجتنب أساليب الإثارة والغموض والعموميات وكأن وراءه علما لم يبلغه غيره ولايفهمه إلا هو والاحتجاج ب:سترون وسيظهر لكم وسيفعل ونحن أعلم إلى آخر هذه التوقعات والتخرصات والظنون التي تدل على إفلاس صاحبها من الحجج والبراهين الشرعية وهذا قد لمسته من طعونه –عفا الله عنه-فيَّ وتقدم شئ من كلامه الذي لايمكن الرد عليه إلا بتكذيب صاحبه أو أنه مريض في نفسه يهذي بما لايدري كما أوصي أخي الشيخ محمدا بالتوبة إلى الله مما صدر منه من طعن في إخوانه السلفيين خاصة شيخنا العبيكان ونشر تلك القصة التافهة الملفقة عنه وأما أنا فلي معه موقف عند من لاتخفى عليه السرائر والله يأخذ حقي منه وممن أعانه ) وقال أيضا مبينا نصح بعض المشائخ له وإصراره وعناده ( وقد نوصح-عفا الله عنه-من قبل بعض المشايخ وطلبة العلم وبينوا له وكشفوا له الحال على الحقيقة وردوا الشبه التي كان يتعلق بها لكنه-أصلحه الله- أصر وعاند ولم يرجع عن ترويج تلك الظنون والأوهام ومضى يبث ذلك سرا بين الشباب الذي لا علم لهم بالحال ويثقون به) وتأكيدا لما قاله الشيخ سلطان أقول قد سمعنا منه تقريرافيه رمي للناس بدونتثبت فيقول بأنه قد يعرف الرجل من وجهه مع أنه لأول مرة يراه بل ويحلف والله وبالله وتالله على أنه مبتدع(فهل مجرد النظر إلى الوجه يعتبر قرينة؟) ويقول بأنهذات مرة في مجلس من المجالس بعد انصراف الناس قال لصاحبه الذي بجانبك إخواني والذيبجانبه قطبي...و...و...و...و إلى آخر هرائه وتخرصه ولن يستطيع أن ينكر فقد حصل ذلكله في أحد دول الغرب وذكر نحواً من أفعاله هذه في مدينة جدة وفي جنوب المملكة وهذادليل على أن الأمر يحتاج إلى بيان فإذا كان هذا هو حال من يوصف بأنه عالم فكيف بمنتربى تحت يده وكيف بمن ضمهم ذلك المجلس من صغار طلاب العلم أفهذه تربية سلفية؟ قال الفاضل العلامة المحقق بكر أبوزيد واصفا نهاية تخرص أمثاله ( وبعد الإشارة إلى آثار المنشقين وغوائل تصنيفهم فإنك لو سألت الجراح عن مستنده وبينته على هذا التصنيف الذي يصك به العباد صك الجندل لأفلت يديه يقلب كفيه متلعثماً اليوم بما برع به لسانه بالأمس ولوجدت نهاية ما لديه من بينات هي وساوس غامضة وانفعالات متوترة وحسد قاطع وتوظيف لسوء الظن والظن أكذب الحديث وبناءً على الزعم وبئس مطية الرجل زعموا فالمنشق يشيد الأحكام على هذه الأوهام المنهارة والظنون المرجوحة ومتى كانت أساساً تبنى عليه الأحكام ؟؟)(تصنيف الناس/ 30) ومما فوجئت به في هذا الشريط تهجمه على الفاضل العلامة المحقق بكر أبو زيد رحمه الله وذلك بقوله (وأما مايقوله عن تصنيف الناس إنه قد ظهر أهله فنعم أهله ظاهرون من القدم الذين يقولون هذا سني وهذا سلفي وهذا أثري يقولون هذا بدعي ما الذي يضيرهم وما الذي ينقمه هو عليهم وهذا الرجل صاحب هذا التصنيف وهو بكر أبو زيد قد أفضى إلى الله والله سبحانه وتعالى يتولى الجميع وأما كتابه فإنه للأسف مانصر به إلا أهل الأهواء وقد سقط منذ أن كتب كتابته في الدفاع عن سيد قطب والرد على من بين أخطائه ونصح للمسلمين وهو شيخنا الشيخ ربيع حفظه الله ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله فبعد أن كتب هذا الكتاب سقط ولم تقم له قائمة في عيون السلفيين ..... وتصنيف الناس بين الظن واليقين كتاب سيء سار فيه صاحبه على خلاف سيرته الأولى في كتابه حكم الإنتماء إلى الأحزاب والجماعات وأيضا في كتاب هجر المبتدع ديانة وهكذا كذلك كتابه براءة أهل السنة من الوقيعة والطعن في علماء الأمة هذا الكتاب ينقض طريقه التي كان عليها في هذه الكتب الثلاثة وأمثالها ) فهان كلامه فيَّ عند كلامه في هذا العالم الهمام وعرفت عندها أن الرجل يمر بمرحلة من أصعب مراحل حياته

    يقضى على المرء في أيام محنته ***** حتى يرى حسنا ماليس بالحسن

    ونص كلامي في الثناء على هذا الكتاب هو أنه كشف عوار منهج دخيل على أهل السنة في حين أن كان خفيا حتى ظن بأنه يقصد السلفيين الذين ردوا على أهل التحزب وأما الآن فقد ظهر جليا ماخشيه الشيخ بكر وأصبح أمرا مشاهدا لا ينكره عالم نبيه وهذا الأمر الذي ظهر وخشيه الشيخ بكر هو التصنيف بالظن المرجوح . وقول هذا المنتقد (وأما مايقوله عن تصنيف الناس إنه قد ظهر أهله فنعم أهله ظاهرون من القدم الذين يقولون هذا سني وهذا سلفي وهذا أثري يقولون هذا بدعي ما الذي يضيرهم وما الذي ينقمه هو عليهم ) وقصدَ المنتقدُ تقريرَ أصل من أصول السنة لم ينازع فيه صاحب التصنيف فهذا خروج عن موضع النزاع غفلة منه ووهما أوكذبا وظلما فإن موضع النزاع هو التصنيف بالظن المرجوح دون أدلة واضحة وها أنا ذا أنقل من كلام صاحب التصنيف ما يوضح مراده ويبين موضع النزاع قال رحمه الله ( إن كشف الأهواء والبدع المضلة ونقد المقالات المخالفة للكتاب والسنة وتعرية الدعاة إليها وهجرهم وتحذير الناس منهم وإقصاءهم والبراءة من فعلاتهم سنة ماضية في تاريخ المسلمين في إطار أهل السنة معتمدين شرطي النقد العلم وسلامة القصد العلم بثبوت البينة الشرعية والأدلة اليقينية على المدعى به في مواجهة أهل الهوى والبدعة ودعاة الضلالة والفتنة وإلا كان الناقد ممن يقفو ما ليس به علم وهذا عين البهت والإثم، ويرون بالاتفاق أن هذا الواجب من تمام النصح لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولأئمة المسلمين وعامتهم وهذا شرط القصد لوجه الله تعالى وإلا كان الناقد بمنزلة من يقاتل حمية ورياء وهو من مدارك الشرك في القصد، وهذا من الوضوح بمكان مكين لمن نظر في نصوص الوحيين الشريفين وسير الأئمة الهداة في العلم والدين ولا يلتبس هذا الأصل الإسلامي بما تراه مع بلج الصبح وفي غسق الليل من ظهور ضمير أسود وافد من كل فج استعبد نفوساً بضراوة أراه تصنيف الناس وظاهرة عجيب نفوذها هي رمز الجراحين أو مرض التشكيك وعدم الثقة حمله فئام غلاظ من الناس يعبدون الله على حرف فألقوا بجلباب الحياء وشغلوا به أغراراً التبس عليهم الأمر فضلوا فلبس الجميع أثواب الجرح والتعديل وتدثروا بشهوة التجريح ونسج الأحاديث والتعلق بخيوط الأوهام فبهذه الوسائل ركبوا ثبج التصنيف للآخرين للتشهير والتنفير والصد عن سواء السبيل ومن هذا المنطلق الواهي غمسوا ألسنتهم في ركام من الأوهام والآثام ثم بسطوها بإصدار الأحكام عليهم والتشكيك فيهم وخدشهم وإلصاق التهم بهم وطمس محاسنهم والتشهير بهم وتوزيعهم أشتاتاً وعزين في عقائدهم وسلوكهم ودواخل أعمالهم وخلجات قلوبهم وتفسير مقاصدهم ونياتهم ) (تصنيف الناس/8) ـــــ وقال( وبعد الإشارة إلى آثار المنشقين وغوائل تصنيفهم فإنك لو سألت الجراح عن مستنده وبينته على هذا التصنيف الذي يصك به العباد صك الجندل لأفلت يديه يقلب كفيه متلعثماً اليوم بما برع به لسانه بالأمس ولوجدت نهاية ما لديه من بينات هي وساوس غامضة وانفعالات متوترة وحسد قاطع وتوظيف لسوء الظن والظن أكذب الحديث وبناءً على الزعم وبئس مطية الرجل زعموا فالمنشق يشيد الأحكام على هذه الأوهام المنهارة والظنون المرجوحة ومتى كانت أساساً تبنى عليه الأحكام ؟؟) (تصنيف الناس/ 30) ـ وقال ( ومن طرائقهم ترتيب سوء الظن وحمل التصرفات قولاً وفعلاً على محامل السوء والشكوك ومنه التناوش من مكان بعيد لحمل الكلام على محامل السوء بعد بذل الهم القاطع للترصد والتربص والفرح العظيم بأنه وجد على فلان كذا وعلى فلان كذا ) (تصنيف الناس/32)
    فهذه نصوص صريحة في بيان مراد صاحب التصنيف وإن توهم خلاف ذلك بعض أهل العلم .فالكتاب بحمد الله لا إجمال فيه من جهة المعنى المراد بل هو تأصيل سلفي سديد وإن كان خفيا من حيث الواقع وعدم ظهور من أرادهم المؤلف. لذا ظُنَّ بأنه يقصد السلفيين الذين ردوا على أهل التحزب. أما الآن ومن سنوات قليلة ظهر جليا في الواقع ماخشيه صاحب الكتاب فعُرِف أناس بهذا المنهج. فالظاهر أنهم هم المقصودون بهذا الكتاب ولكن رأى المؤلف عدم ذكر أسمائهم لمكانتهم العالية عند بعض العلماء . ومن هذا التحقيق تعلم أن قول هذا المنتقد (وتصنيف الناس بين الظن واليقين كتاب سيء سار فيه صاحبه على خلاف سيرته الأولى ) بعيد عن التحقيق والإنصاف بل ومجانب للحق والصواب إذ كيف يكون سيئا وهو يعالج ظاهرة التصنيف بالظن المرجوح تخرصا وظلما فهو بكتابه هذا ينقض أصلا سار عليه هذا المنتقد لذا تراه يتحامل على مؤلفه رحمه الله . وأما قوله ( وقد سقط منذ أن كتب كتابته في الدفاع عن سيد قطب والرد على من بين أخطائه ونصح للمسلمين وهو شيخنا الشيخ ربيع حفظه الله ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله فبعد أن كتب هذا الكتاب سقط ولم تقم له قائمة في عيون السلفيين) فلا أدري كيف يقول هذا مع أن الشيخ بكراً قد تبرأ من هذه الورقات وقال بأنها قد سرقت منه ونشرت من غير رضاه قال الفاضل العلامة المحدث ربيع بن هادي المدخلي (فقد صدرت أربع ورقات قبل سنوات نسبت إلى الشيخ بكر فلما سألته عنها تبرم منها وبمن ينشرها وقال لي هؤلاء يريدون أن يفرقوا بين الأحبة وسأله عنها الشيخ زيد بن محمد بن هادي المدخلي فسب من ينشرها واعتذر لدى آخرين أنها سرقت منه ونشرت من غير رضاه وإلى الآن لم يعترف بها رسميا ولم يرض عن طبعها ونشرها فهي إذن بمثابة لقيط ليس لها أب شرعي ) (الحد الفاصل بين الحق والباطل ( فحصل الندم بعد ذلك فلا يحق الحكم عليه بالسقوط بعد هذا التراجع وإن كان فيه قصور من جهة أنه لم يبين ذلك بيانا ينشر بين الناس إلا أنه قد رد عليها بعض العلماء ردا كافيا وشافيا فانتهى الأمر.ولكن هذا المنتقدلم يُحَكِّم الإنصاف والعدل وإنما طاش به عقله فأخرج مثل هذا الكلام هداه الله
    ولا أدري كيف غفل عن قوله (إن محبة أهل السنة علامة على أن الرجل سني وسلفي وأثري والوقيعة فيهم والطعن فيهم دلالة على أن الرجل خلفي وبدعي ) أم أن صاحب التصنيف ليس عنده من أهل السنة ؟ فكيف لو قيل بأن طعنه هذا دليل على أنه خلفي وبدعي فبماذا سيجيب هو وأصحابه ؟ ولكنا نقول هذه زلة من هذا المنتقد حمله عليها غيرته على السنة فلانخرجه بها منها وإن كنا نعظم خطأه هذا . وذلك لأنا بحمد الله ورحمته وفضله نفهم كلام السلف وما المراد منه قال الفاضل العلامة المحقق صالح بن عبد العزيز آل الشيخ ( كلام السلف له بساط حال قام عليه إذا لم يرع المتأخر بساط الحال الذي قام عليه كلام السلف فإنه لن يفهم كلام السلف ...... بعض كلمات السلف في المبتدعة بعض كلمات السلف في أهل الأهواء لها بساط حال في الزمن الأول وليس ذلك منطبقاً على بساط الحال في الزمن هذا ولذلك ترى أن بعضهم اخذ من تلك الكلمات كلمات عامة فطبقها على غير الزمان الذي كان ذلك القول فيه، ولو رأى كلام الأئمة والحفاظ والمحققين من أهل السنة لوجد أنه يخالف ذلك الكلام في التطبيق أما في التأصيل فهو واقع ) (شريط المنهجية في قرآءة كتب العلم/الشريط الثاني- الوجه الأول) ـــــــــــــــــــ
    ومما جاء في شريط هذا المنتقد قوله ( وأما ما ذكرت عنه من ثنائه على كتاب الأخ علي حسن المسمى بمنهج السلف الصالح فيكفيك ما تقدم في الكلام الأول وأما كتاب الأخ علي حسن فهو أبعد ما يكون عن منهج السلف الصالح وإن سماه بهذه التسمية فالعبرة بالحقائق ورد الأخ أحمد بازمول عليه أيضا رد نافع ومدعم بالأدلة والحق يظهر من أدلته لكل من كان أهلا للنظر في كلام أهل العلم ويفهم كلام أهل العلم ويعرف الأمور التي تحيط بكلام أهل العلم من القرائن التي تحتف بالكلام زمانا ومكانا يعلم أن هذا الكتاب كتاب الأخ أحمد كتاب نافع وقائم على الدليل وقد أقام الأدلة في نقض ماقاله الأخ علي في كتابه الذي سميته آنفا والحق أحق أن يتبع فكلام الأخ أحمد كلام طيب مفيد وقد أصاب فيه وأجاد وأفاد ) . وأقول إن مسالة الفاضل الشيخ الحلبي قد تمثل مكمن الخلاف الحاصل بيننا إذ أني لم أوافقهم على تجريحه والطعن فيه بعد أن حصل الإمتحان منهم به وبكتابه منهج السلف الصالح وأنا وإن خالفت الحلبي في بعض مايقول أو بعض من يزكي إلا أنه عندي شيخ فاضل سلفي وليس معهم مايوجب الامتحان به إلا مسائل اجتهادية أو ادعاءات كاذبة ووساوس غامضة وانفعالات متوترة وتوظيف لسوء الظن والظن أكذب الحديث وقال الفاضل الشيخ الحلبي مبينا أصل خلافه معهم ( إن الخلاف الجاري بكل مابني عليه وألحق به وحمله من مسائل صغارا أم كبارا إنما هو راجع كله إلى مسألة واحدة فقط هي شاء من شاء وأبى من أبى نقد بعض الشخصيات والطعن في بعض الهيئات وجل ذلك النقد إن لم يكن كله مما هو داخل في دائرة الاجتهاد الذي لايجوز الالزام به إلا لمن ظهر له الحق والتزمه هو بالقناعة الشرعية وإلا فبإجماع معتبر لا ينبغي الخروج عنه أو عليه . وعليه فإني على مثل اليقين أنا لو وافقنا المخالف في تبديع من بدع وفي إسقاط من أسقط وفي هجران من هجر لأعادوا إلينا جميع الألقاب التي نزعوها منا ولم يرتضوها لنا ولرجعنا فيهم مقدمين كما كنا من قبل عندهم ولسحبت ألفاظ الهجر والزجر والتميع والشنيع والتفلسف التي رمينا بغير حق فيها وخلال السنوت العشر الأخيرة لما علا موضوع الجرح وغلا كانت سائر المناقشات والمناصحات بيني وبين فضيلة الشيخ ربيع بن هادي حفظه الله عند زياراتي له في أنه كان يبدع بعضا من أهل العلم ممن لايزالون هم عندي سلفيين فكان الفراق على هذا الصنف بهذه الطريقة أكثر مايكون حتى كتبنا مع شيوخ آخرين بعض البيانات والأوراق المتضمنة عدم إلزامنا أو الضغط علينا بالتبديع مع أهمية مواصلة النصح لهم واستمرار الانكار عليهم فيما يظهر لنا خطؤهم فيه وهذا مانحن عليه والحمد لله أولا وأخيرا ومع كل السلفيين في كل مكان ) وأما وصفه الكتاب بأنه أبعد مايكون عن منهج السلف فهذا كلام من لم يقرأ الكتاب وإنما سمع موافقيه يقولون شيئا فقاله وهذا من تجاوزه وغلوه هداه الله. وكان عليه أن يبين بوضوح عدم مسوغ الثناء على هذا الكتاب. وحيث أنه قد أحال على رد صاحبه هذا فأحيل القارئ إلى ردود طلاب الفاضل الحلبي على هذا الرد فالأمر يحتاج إلى مزيد بسط ليس هذا موضعه ـــــــــــــــــــــ ومما جاء في هذا الشريط تهجمه على بعض إخواننا الأفاضل ممن خالفهم في فتنتهم الأخيرة . فقال المنتقد (وأما ماذكرته من صاحب الكلام الأخير وهو المسمى بحسن مفرح المالكي الذي يُدَرِّس عندكم في المعهد العلمي بصامطة فهذا يلحق به والذي تقدم في الحملي ينجر عليه قولا واحدا فنقول إنه لا خير فيه ولا يجوز أن يجلس الطلبة إليه ولا أن يجلسوا إلى من يجلس إليه لأنه لا يفيدهم شيئا بل لا يجلب إليهم إلا ضرا فنعوذ بالله من الهوى والجهل فلا يجوز الجلوس إليه ولا الاستماع له ولا إلى مجالسة من يجالسه والاستماع لهم بل ويجب التحذير منه وكشفه للناس حتى يعود ويتوب أو يبقى إن بقي على حاله فالحكم هو الذي ذكرت لأنه لا يثني على هذا الجاهل أعني الحملي إلا من هو أردء منه .... فأنت إذا رأيت أن جليسه هو الحملي ورأيت أن مادح الحملي هو مثل هذا عرفت من هما سويا جميعا فيجب التحذير منه وممن على شاكلته ) أقول إن هذا لدليل واضح على تخرص هذا المنتقد وتخبطه وكل ذلك لأنه خالفهم في شخص يجرحونه ومن هنا تعلم أهمية كتاب( رفقا أهل السنة بأهل السنة ) للفاضل العلامة المحدث عبد المحسن العباد. هذا الكتاب الذي ينتقدونه بالخفاء بل وتعلم أهمية علاج هذه الفوضى فإذا كانت هذه أعمال من يوصف بأنه عالم فكيف بمن تربى تحت يده من صغار طلاب العلم بل البعض قد أصبح سائرا على طريقته الغثائية وتخرصاته الفلسفية وبهذا يتبين أيضا أهمية كتاب (تصنيف الناس بين الظن واليقين) . ومما ذكر في السؤال (حسن المالكي هذا يقول أنا سلفي ويقسم على ذلك ولما نقل له كلام الحملي أنه يطعن في الشيخ زيد قال الذي أدين الله به أن الحملي على الحق فهل قوله هذا يؤخذ به أنه سلفي ) فأجاب المنتقد (لا عبرة به الدعاوى إن لم تقيموا عليها بينات أصحابها أدعياء وقد بان من دعواه كذبه فيها بواقعه الحالي فحاله يكذب مقاله ..... ولا عبرة بكلام هذا الرجل قوله أنا سلفي نقول له العبرة بالحقائق لا بالدعاوى فمقالك يفضح حالك). وظاهر السؤال أنه وصف الطعن في الشيخ زيد أنه حق وأقول هذا كذب أولاً في دعوى الطعن في الشيخ زيد وثانيا في نسبة هذا الكلام لأخينا الفاضل المالكي ولقد رأيت بنفسي تقدير شيخنا الفاضل العلامة المحدث أحمد بن يحي النجمي لأخينا المالكي فقد سئل ذات مرة سؤالا فقهيا لا أذكره الآن فأجاب شيخنا ثم التفت إليه قائلا ( أليس كذلك ياشيخ حسن ) بل وكذلك رأيت تقدير شيخنا الفاضل العلامة زيد المدخلي له وما عرفناه إلا شيخا سلفيا فاضلا متواضعا من أفاضل مدرسي المعهد العلمي بصامطة وما كل هذه الحملة عليه إلا لمخالفته لهم في تجريح بعض الأشخاص ـــــــــــــ
    ولما أخذت بمنهج أئمة السلفية , تاركا هيشاتهم الغثائية , وتخرصاتهم الفلسفية , ورأو مخالفتي لهم في بعض من يجرحونهم قاموا بالتحذير ــــــــــ ومما جاء في هذا الشريط-الذي هو في الأصل للتحذير مني-سؤال ذُكِرَ فيه بعض الملاحظات في زعمهم وهذا نص السؤال (يقول عن كتاب تصنيف الناس بين الظن واليقين إنه قد ظهر القوم الذين عناهم مؤلف هذا الكتاب الآن ويثني على كتاب الحلبي المسمى منهج السلف الصالح ويقول أنصح به كل سلفي ويقول إن الشيخ ربيا أخطأ في ثنائه على رد الشيخ أحمد بازمول على علي الحلبي إذ هو ليس ردا علميا ويقول أيضا إن زيارة الشيخ ربيع ليست من شروط السلفية ويرى عدم وجوب صلاة الجماعة ويصلي في بيته بعض الصلوات واعتزل دروس الشيخ زيد واعتاض عنها بقرائته للكتب بنفسه ودائما يردد هو وأتباعه خلافنا في غيرنا لايوجب خلافا بيننا وقاعدة لا يلزمني ولايقنعني التي جاء بها الحلبي ويلمز بعض الإخوة الذين يجالسون العلماء ويأخذون بأقوالهم ويقول إنهم ليسوا على شئ من التأصيل العلمي وأنهم مقلدة ) فأجاب المنتقد قائلا ( فهذا الرجل الذي ذكرت عنه ماذكرت في كلامك لاخير فيه ولاخير في مجالسته ولا في صحبته بل ولايجوز الجلوس إليه وإلى أمثاله فهو صاحب فتنة وهوى وهو جاهل جهلا مركبا وهو لا يدري ولا يدري أنه لايدري ....وهذا اجتمع له مع جهله الهوى فنسأل الله العافية والسلامة ) وقال أيضا ( ولو كان لدى المستمع مسكة عقل ونظر في هذا الكلام الذي ذكرنا الآن وتأمله يعلم أن هذا الحملي لا خير فيه لأنه ماينفرد عن أهل العلم وفحول العلماء وأحبار العلماء أحبار الفقه والسنة في البلدة لا ينحرف عنهم وينخزل بنفسه إلا من لا خير فيه ومن أزمع هذا الأمر مع وجود العلماء فإنه لا خير فيه كما انعزل الخوارج بأنفسهم عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقعوا في البلاء في التقلب في فهم القرآن من عند أنفسهم وحينئذ وقعت البلية عليهم ووقعت البلية والفتنة بهم فالذي يكون الشيخ زيد وأمثاله بين ظهرانيه وينعزل عنه ويقرأ الكتب ولا يأخذ عليه هذا مسكين ضائع صاحب هوى وانحراف )
    فأقول أما ثنائي على هذين الكتابين فقد سبق الكلام عنهما وأن هذا ليس موضع تضليل . وأما أن زيارة الشيخ ربيع ليست من شروط السلفية فهذا قول لا أذكر أني قلته ولكن هذا القول قد يقوله القائل ردا على غلو من غلا في الشيخ ربيع فأصبح يتهم كل من لم يزره إلا أنه إن قيل على وجه الاستهزاء فلا ينبغي ذلك وأما عن ترك صلاة الجماعة فهذا كذب وافتراء . وأما عن ترجيح عدم وجوب صلاة الجماعة فالمسألة خلافية اجتهادية وكأن المنتقد انتبه لهذا فلم يشنع على هذه المسألة ومع ذلك فأصل القول الذي نشر عني بأنني متوقف في هذه المسألة مع نوع ميل إلى أدلة السنية وبالأدق فرض الكفاية والمسألة لازالت محل بحث فالنقاش يكون فيها بالعلم والأدب لا بالتهويل ــــــــــــــ وأما عن قاعدة خلافنا في غيرنا لايوجب خلافا بيننا فهذه والحمدلله ننتقد إطلاقها بل إطلاقها باطل بعيد عن الصواب . وإنما الذي نقرره ويقرره غيرنا من أهل العلم هو ما كان في دائرة الخلاف الاجتهادي وقد قيد الفاضل الحلبي هذه القاعدة خلافا لما ينقل عنه من إطلاقها فقال (لا يجوز أن نجعل خلافنا (الاجتهادي المعتبر= نحن أهل السنة) في غيرنا (ممن خالف السنة من مبتدع أو سني وقع في بدعة) سببا في الخلاف بيننا (نحن أهل السنة ) (منهج السلف الصالح/337) وقالالفاضل العلامة المحدث الفقيه محمد ناصر الدين الألباني في جوابه على سؤال (مارأيكم في هذه القواعد من لم يكفر الكافر فهو كافر ومن لم يبدع المبتدع فهو مبتدع ومن لم يكن معنا فهو ضدنا ) فأجاب (من أين جاءت هذه القواعد ومن قعدها ليس شرطا أبدا أن من كفر شخصا وأقام عليه الحجة أن يكون كل الناس معه في التكفير لأنه قد يكون هو متأولا ويرى العالم الآخر أنه لايجوز تكفيره كذلك التفسيق والتبديع فهذه من فتن العصر الحاضر ومن تسرع بعض الشباب في ادعاء العلم هذا باب واسع قد يرى عالم أمرا واجبا ويراه الآخر ليس كذلك كما اختلف العلماء من قبل ومن بعد لأن باب الاجتهاد لا يلزم الآخرين بأن يأخذوا برأيه الذي يجب عليه الأخذ برأيه إنما هو المقلد الذي لا علم عنده وهو يجب عليه أن يقلد ) (نقلا عن تلميذه الفاضل الحلبي في كتابه منهج السلف الصالح/179) واعلم أن هذه القاعدة خلافنا في غيرنا لايوجب خلافا بيننا قد يطلقها بعض السلفيين بحسب واقع كان الخلاف فيه اجتهاديا مع أنه لايرى إطلاقها ولا العمل بها مطلقا فلا يعدوا الخطأ حينئذ أن يكون لفظيا قد ينتقد صاحبه وأما أن يقال فيه بمثل ما أجاب به المنتقد (لاخير فيه ... صاحب فتنة وهوى ... صاحب هوى وانحراف ) فهذا تجاوز في النقد قال شيخ الإسلام ( ومن أعظم التقصير نسبة الغلط إلى المتكلم مع إمكان تصحيح كلامه وجريانه على أحسن أساليب كلام الناس ثم يعتبر احد الموضعين المتعارضين بالغلط دون الآخر ) الفتاوى ( 31/ 114 ) وأما قول السائل ( ويلمز بعض الإخوة الذين يجالسون العلماء ويأخذون بأقوالهم ويقول إنهم ليسوا على شئ من التأصيل العلمي وأنهم مقلدة ) . فلم ألمز أحدا جالس العلماء وأخذ بأقوالهم لأجل هذا. ولكن لما سمعوا توجيهي بالاهتمام بالتاصيل العلمي (وأنه كيف يكون للمسائل مؤصِّلا من لم يكن في طلبه للعلم مؤصَّلا ) ظن البعض ممن قصر في ذلك أنه هو المقصود وأنا لم أكلف نفسي بتقييم أحد وإنما هو توجيه لمن أراد طرائق العلماء في الطلب . وأما عن التقليد فهذا نص قولي من رسالة الورقات الكاسرة (فالواجب هو البحث في المسائل بالنقاش المنضبط بالعلم لمن استطاع النظر في المسألة فما كان من حق يؤخذ به بعيداً عن التقليد ولكن هذا قد لا يتيسر لكل أحد لذلك لا ننكر على من قلد عالماً سلفياً يثق بعلمه وعندها لا نلزمه بترك قول هذا العالم بل نعذره لتقليده لهذا العالم السلفي ولا ندخل معه في نقاشات قد لا يستوعبها وإنما تشوش عليه وتقطع طريقه لطلب العلم) فلم أنكر التقليد مطلقا فضلا عن ذم صاحبه وإنما المنكر هو أن يكون مقلدا ثم ينكر على غيره بمحض التقليد والهذيان لا بالحجة والبرهانــــ
    ومن هنا تعلم أن ما أجاب به المنتقد (لاخير فيه ... صاحب فتنة وهوى ... صاحب هوى وانحراف ) ليس على على قدر الخطأ لوسلم به جدلا-مع التنبه لماذكرته من تفصيل في قاعدة خلافنا في غيرنا لايوجب خلافا بيننا-فكيف وقد رأيت بأن بعض ماذكر كذب. ولله در الفاضل الشيخ سلطان العيد حيث قال ناصحا له ومشفقا عليه ( وأوصي أخي بالحذر من تتبع أكاذيب الشباب الذي يسميهم "ثقات" فإنهم قد أوقعوه كما ترى فيما لايليق بأهل العلم ) ــــ ومما جاء في كلام المنتقد ( فإذا كان هذا الحبر في هذه البلدة وهذا السفيه يقول فيه هذا القول فماذا يرجى بالله إنه لا خير فيه إلا أن يتوب إلى الله تبارك وتعالى) وقال أيضا (وأنا أنصح كما قلت أولا ألا يجلس إليه ولايستمع إليه بل ولايجلس إلى من جلس إليه ولايستمع أيضا إليه ويجب التحذير منه على رؤوس الأشهاد حتى يعلم الناس حاله ولايغتروا به فإن هذا من النصيحة فإن من قال في أهل العلم وأحبار العلماء هذا الذي سمعته منكم عن هذا الرجل لا خير فيه ولا يرجى منه خيرا إلا أن يشاء الله إذا كان ) . وإن السامع لكلامه ليظن أن وراءه شيئا خطيرا فصدق أخونا الفاضل الشيخ سلطان العيد لما قال مبينا طريقته الجديدة في الجرح ( التشبع بما لم يعط فتجد عندهم -الشيخ محمد وأعوانه-التهويل والتضخيم ويعظمون كلامهم بعبارات توحي للسامع بأن وراء متكلمهم علما وخبرا أو أنه وقع على مالم يقع عليه غيره أو أنه سبق غيره إلى اكتشاف حزبية أخيه) ولم يأت في السؤال إلا تخطئتي للشيخ ربيع فهل تخطئة عالم يحكم على صاحبها بأنه لا خير فيه ولا يرجى منه خير ؟. إن هذا الحكم لا يصدر من طالب علم فضلا عن مدرس بالجامعة يدَّعى فيه أنه عالم .
    ومما جاء فيه قوله عني ( أنت لست بطالب علم ) وقوله (ما أكمل حتى سنة ونصف في العلم أو سنتين ) وقوله (أما هذا من أهل الجهل وانعزاله لنفسه على الكتب دليل على جهله .... فهذا إنما يدل على سوء نيته وسوء فهمه فنحن نسأل الله العافية والسلامة فإن المحب للعلم مايترك العلماء أقرب مايكونون إليه وينخزل بنفسه فينعزل على الكتب هذا يدل على سوء حاله وقصده ) ــــ وأقول بأنني والحمد لله أعرف بأن العلم لايؤخذ من الكتب والعلم في بطون الكتب ومفاتحه بأيدي الرجال كما قال الشاطبي في الموافقات وقد قلت في رسالتي التأصيل العلمي (مع الحرص أن تُدرس هذه العلوم تلقيا ) وهذا ما أقرره دائما بل وأشدد فيه كثيرا ومن جالسني عرف ذلك جليا . فمن أخذ مفاتح الكتب تلقيا فلابد له من الغوص في كتب أهل العلم والمحذور إنما هو أخذ العلم من الكتب ابتداءً كما قال الفاضل العلامة الفقيه الأصولي المجتهد المحقق محمد بن صالح العثيمين في شرحه حلية طالب العلم . وبدايتي كانت بأخذ العلم تلقيا ومشافهة وذلك بدراسة قدر جيد من العلوم في العقيدة والفقه والتفسير والحديث وأصول الفقه ومصطلح الحديث والنحو والصرف والبلاغة وانتبهت لأهمية التأصيل العلمي من بداية طلبي للعلم والحمد لله . ومما كتبته لبعض مشائخي الفضلاء في رسالتي له (وأما عن انقطاعي عن الدروس الذي استغربه البعض فليس انقطاعا عن العلم وإنما للتوسع في قراءة الكتب المعتبرة في كل فن من الفنون التي لابد منها لطالب العلم وإنما الخطأ في أخذ العلم من الكتب ابتداءً فأنا والحمدلله منشغل في طلب العلم وتحقيق مسائله وقراءة ماسطره الأوائل ولا أشتغل بهذه التفـاهات التي أخذ بها بعض الشبــاب من تشويش وسعي في استخراج كلام من الأشياخ ليعتمدوا عليه في التحذير مني فإن الخافض والرافع هو الله جل وعلا ) وقد ذكرت هذا الانتقاد أمام شيخي الفاضل العلامة زيد المدخلي وقلت بأن الشباب ينتقدون انقطاعي عن الدروس وأنا عندي ما أراجعه وأقرأه وليس عندي الوقت الكافي لحضور الدروس فأجاب قائلا ( لك الحق في ذلك ) وهو يعلم بأني لم آخذ العلم من الكتب ابتداءً لذا كانت هذه الإجابة منه جزاه الله خيرا ونفع به . ولو سلم حصول ذلك جدلا فهل هو دليل على سوء النية والحال والقصد كما قال هذا المنتقد ؟. وقد طلب مني شيخي الفاضل العلامة زيد المدخلي التدريس في دورة القرعاوي وذلك في عام 1429هـ وقاله في مجلس ضم دعاة المكتب التعاوني وكرر ذلك مرارا فلما رأى عدم رغبتي في ذلك قال لي ( إلى متى لا تزكي العلم ) بل قال مرة في مجلس ضم جمعا من طلاب العلم ( قد رشحنا الحملي للتدريس في الدورة شاء أم أبى) ولكني لم أرغب في ذلك لأمر يخصني واعتذرت منه وفي عام 1430 قال لي (اختر أي كتاب في أي فن ونرفع لك في درس في الجامع ) فاعتذرت منه أيضا فجزاه الله خيرا على حسن ظنه وهذا كان قبل حصول ماحصل من فتنة وتشويش فبعدها تغير الأمر والله المستعان وقوله ( أنت لست بطالب علم ) (ما أكمل حتى سنة ونصف في العلم أو سنتين ) أقول إن إجازتي من شيخي الفاضل العلامة المحدث أحمد بن يحي النجمي كانت في عام 1427 وفي عام 1429 حصلت على ثبت من شيخي الفاضل العلامة زيد بن محمد المدخلي فيه كثير مما درسته مما لاتكفي دراسته في سنتين .
    وأذكر هذا بل وأضع منه صورة في هذه الرسالة من باب قول الإمام الألباني رحمه الله لما ذكر إجازته العلمية (لا أعتبرها شيئا وإنما أردُّ بها على الحاقدين )


    خاتمة

    وأختم بما ختم به الفاضل العلامة المحدث عبد المحسن العباد كتابه رفقا أهل السنة بأهل السنة وذلك قوله ( أوصي طلبة العلم أن يشكروا الله عز وجل على توفيقه لهم إذ جعلهم من طلابه وأن يعنوا بالإخلاص في طلبه ويبذلوا النفس والنفيس لتحصيله وأن يحفظوا الأوقات في الاشتغال به فإن العلم لا ينال بالأماني والإخلاد إلى الكسل والخمول وقد قال يحيى بن أبي كثير اليمامي: " لا يستطاع العلم براحة الجسم " رواه مسلم في صحيحه بإسناده إليه في أثناء إيراده أحاديث أوقات الصلاة وقد جاء في كتاب الله آيات وفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم أحاديث تدل على شرف العلم وفضل أهله كقوله تعالى: ((شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ )) وقوله: ((قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ)) وقوله: ((يَرْفَعْ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ))، وقوله: ((وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً )) وأما الأحاديث في ذلك فمنها قوله صلى الله عليه وسلم: " من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين " أخرجه البخاري (71) ومسلم (1037) وقد دل الحديث على أن من علامة إرادة الله تعالى الخير بالعبد أن يفقهه في الدين؛ لأنه بفقهه في الدين يعبد الله على بصيرة، ويدعو غيره على بصيرة وقوله صلى الله عليه وسلم: " خيركم من تعلم القرآن وعلمه " رواه البخاري (5027) وقوله صلى الله عليه وسلم: " إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين " رواه مسلم (817) وقوله صلى الله عليه وسلم: " نضر الله امرءاً سمع مقالتي فوعاها وأداها كما سمعها " وهو حديث متواتر جاء عن أكثر من عشرين صحابياً، ذكرت رواياتهم في كتابي " دراسة حديث { نضر الله امرءا سمع مقالتي} رواية ودراية " وقوله صلى الله عليه وسلم: " من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله عز وجل به طريقاً من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاً لطالب العلم وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وإن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر " وهو حديث حسن لغيره أخرجه أبو داود (3628) وغيره وانظر تخريجه صحيح الترغيب والترهيب (70) والتعليق على مسند الإمام أحمد (21715) وقد شرح الحافظ ابن رجب هذا الحديث في جزء مفرد والجملة الأولى وردت في حديث في صحيح مسلم (2699) وقوله صلى الله عليه وسلم: " إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولدٍ صالح يدعو له " رواه مسلم (1631) وقوله صلى الله عليه وسلم: " من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً " أخرجه مسلم (2674). ــــــــــــــــ وأيضا أوصي الجميع بحفظ الوقت وعمارته فيما يعود على الإنسان بالخير لقوله صلى الله عليه وسلم: " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ " رواه البخاري في صحيحه (6412) وهو أول حديث عنده في كتاب الرقاق وقد أورد في هذا الكتاب [11/235 مع الفتح] أثراً عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: " ارتحلت الدنيا مدبرة وارتحلت الآخرة مقبلة ولكل واحدةٍ منهما بنون فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا فإن اليوم عمل ولا حساب وغداً حساب ولا عمل ".ــــــــــــ وأوصي بالاشتغال بما يعني عما لا يعني، لقوله صلى الله عليه وسلم: " من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه " حديث حسن، رواه الترمذي (2317) وغيره وهو الحديث الثاني عشر من الأربعين للنووي.ـــــــــــــ وأوصي بالاعتدال والتوسط بين الغلو والجفاء والإفراط والتفريط لقوله صلى الله عليه وسلم: " إياكم والغلو في الدين؛ فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين " وهو حديث صحيح أخرجه النسائي وغيره وهو من أحاديث حجة الوداع انظر تخريجه في السلسلة الصحيحة للألباني (1283). ــــــــــــــ وأوصي بالحذر من الظلم، للحديث القدسي: " يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا " رواه مسلم (2577)، ولقوله صلى الله عليه وسلم: " اتقوا الظلم؛ فإن الظلم ظلمات يوم القيامة " رواه مسلم (2578) )وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

    كتبه / محمد بن علي الحملي


    المدينة النبوية - 19/8/1431هـ


    ثم زدت فيه وعدلت وغيرت اسم الملحق نظراً لرغبة بعض طلاب العلم اطراحاً لرأي عند رأيهم وكان ذلك في 23/8/1431هـ

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •