الأخت الفاضلة جزاك الله خيرا وبارك فيك
هذا القصة يروجها الصوفية وأهل البدع - وكما نعلم بأن المجنون مرفوع عنه القلم ولانأخذ ديننا من المجانين
بعد أن أتم الله لنا النعمة وأكمل لنا الدين
والصوفية وأهل البدع قد أفضى بهم الجهل وعدم تعلم السنة ورفع الرأس بها كل ذلك أدى بهم إلى الغلو والتنطع في العبادة مما انحرفوا به عن الصراط المستقيم، ومن ذلك غلوهم في المحبة، حتى زعموا أنهم لا يعبدون الله خوفاً ولا رجاءً، وإنما يعبدونه بالمحبة، وهذا مخالف لطريق الأنبياء والرسل – عليهم الصلاة والسلام- الذين يدعونه سبحانه وتعالى رغباً ورهباً مع حبهم له سبحانه، وابتغائهم إليه الوسيلة، وتقربهم إليه بمحابه ومسارعتهم في ذلك، كما قال تعالى: "إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ"[ وقال تعالى: "أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً"[وقوله تعالى وادعوه خوفاً وطمعاً
وهذه المقولة المنسوبة أصلا لرابعة العدوية مقالة منكرة تتضمن الزهد في الجنة والاستخفاف بعذاب النار، وأما رؤية الله فإنها أعلى نعيم الجنة، فمن دخل الجنة فاز بالنظر إلى وجه الله الكريم، وسماع كلامه، قال تعالى: "لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ"[ فالحسنى: الجنة، والزيادة: النظر إلى وجه الله، ويروى معنى هذه المقولة عن رابعة أو غيرها بلفظ: إني لا أعبده خوفاً من ناره، ولا طمعاً في جنته، بل أعبده حباً له.
ولهذا قال بعض أهل العلم: من عبدَ الله بالخوف وحده فهو حروري، -أي: من الخوارج-، ومن عبده بالرجاء فهو مُرجئ، ومن عبده بالحب فهو زنديق
ومن عبده بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن موحد، وأسماء الله وصفاته تقتضي محبته وخوفه ورجاءه، فالله –تعالى- ذو الجمال، والجلال والإكرام، وغافر الذنب، وقابل التوب، شديد العقاب، وكل اسم من أسمائه الحسنى، وصفة من صفاته، تقتضي عبودية خاصة، فمن كان بأسمائه وصفاته أعلم كان له أعبد، وعلى صراطه أقوم.
هذا الكلام للشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك
اقتسبته هنا بتصرف وزيادات يقتضيها المقام
وأقول ألم يأمرنا الله عزوجل بقوله " قوا أنفسكم وأهليكم نارا - الآية
ألم يقل الرسول عليه الصلاة والسلام اتقوا النار ولوبشق تمرة
*********************
أما هذا الدعاء "اللهم ان كنت أعبدك خوفا من نارك فأدخلنى فيها، وان كنت أعبدك حبا فى جنتك فاحرمنى منها، فإننى أعبدك لأنك أحق أن تُعبد"
فهو بهذا النص من الجهل العظيم ولا يجوز بل هو منكر من القول وزورا ، لان المسلم مع تعظيمه لربه وحبه له إلا أنه مأمور أن يخاف من النار ويرجو الجنة ، والله أعلم .