ماكنتِ تجيدين الغناء ولا الرّقص إلا مذ سلّمتِ للمطر قلبكِ !!
لأنكِ أنتِ رضيتِ أمام هطوله كبرياء المثول
لأنكِ أنتِ قرعتِ بعشقِ الصبايا صدور الطّبول
لأنكِ أنتِ تقوقعتِ داخل قلبٍ لايعترف
بشكل الذّبول .. بتفاهة العقول
بمكر .. بعض الفلول !!
لأنكِ توسّلتِ الغيرة الخرساء لأن تنطق له وحده
أغار عليك إلى أن تشرق الشمس من حيث الأفول.
ما كنتِ تمارسين بكاء الأتقياء إلا بعدما وهبتِ النور روحكِ !!
لأنكِ أنتِ تدثّرتِ يومًا بوهج الضياء
لأنكِ أنتِ تزمّلتِ دهرًا بنسجِ الحروف وشهدِ البقاء
لأنكِ أنتِ تعلّمتِ منه الكثير الكثير .. تعلّمتِ منه ذلك الكبير
كيف يغزِل بسحر اليدين لحافًا
ويُغدقُ فيكِ كفافًا
بـ ألفٍ وحاءٍ وكافٍ وقبلها باء
كيف يتموسق الفرح بوترِ النقاء
فتولد أنشودة عمرٍ تمادى .. تهادى بعُقرِ البهاء.
ماكنتِ تفقهين معنى الجفاء إلا حين ارتكبَ غيابًا بحقّكِ !!
لأنكِ أدمنتِه سلسبيلاً .. لذيذًا .. نبيلاً على شفتيك
لأنّكِ أنتِ تعوّدتِ منه حنانًا وعطفًا .. دلالاً يسير إليك
لأنكِ أنتِ كتبتِ الحياة بساعةِ عهدٍ وشمها على معصميك
لأنكِ الأفق .. وهو بوصلة الأيام
لأنكِ الشفق وهو حمرةُ الهوى على خدّيك
لأنّك الودق وهو الرعود
لأنكِ الأرق وهو الوعود
لأنكِ أنتِ وليس سواك تجوبُ الغراما .. تذوب هُياما
تنادي حبيبي .. طبيبي
دوائيَ أني أموت بشوقي على ساعديك.