أحمد العبد الله – خاص:
كشفت الكاتبة السعودية ريم آل عاطف عن رسالة وصلت إليها من رئيس تحرير إحدى الصحف العربية - فضلت الكاتبة عدم ذكر اسمه واسم الصحيفة - يتهمها بأنها ليست امرأة، وأنها لا تحترم نفسها، وذلك بعدما نشرت "تواصل" مقالة للكاتبة، بعنوان"لماذا لا تقود المرأة السيارة؟" عرضت فيها المفاسد التي ستأتي وراء قيادة المرأة للسيارة داخل المملكة، مؤكدة أنها تعمدت إبراز تلك المفاسد لأن الإعلام يقوم بالتستر عليها وتناولها بشكل من التزييف والتضليل، على حد قول الكاتبة.
وقالت آل عاطف أن رئيس التحرير كتب إليها يقول: "كلامك بالغ الخطورة ضد نفسك، هذا إن كنت امرأة حقا..؟ ما هذه التبريرات التي هي أشبه بعذر أقبح من ذنب؟ هل امرأة تحترم نفسها تكتب هذه التفاهات؟" !!.
وأوضحت الكاتبة أن هذه الرسالة تحمل تناقض صاحبها الذي يعتبر من أمثال الليبراليين المعروف عنهم ازدواجيتهم التي لا تنتهي! وشعاراتهم التي ترتفع مطالبة بالحريات، والتعددية الفكرية والثقافية، والتسامح والمساواة وحفظ حقوق المرأة.
وأكدت آل عاطف أن أي رأي يبرز مخالفٌ لهم بخصوص قضية المرأة، أو تعارض المرأة بنفسها توجهاتهم وما يدبرونه ويريدونه لها، تثور ثائرتهم وتتساقط أقنعتهم.
يذكر أن الكاتبة ريم آل عاطف قد أرسلت لـ"تواصل" مقالة تحت عنوان لماذا لا تقود المرأة السيارة؟ وقد نشرتها تواصل في وقت سابق، وعرضت فيها الكاتبة للأضرار والمفاسد التي ستتعرض لها المرأة من قيادتها للسيارة وفق آراء المعارضين لهذه القضية وآراء العلماء والمشايخ، وقالت الكاتبة أنها ستعرض في مقالتها الآراء دون تحيز.
وقالت الكاتبة في مقالتها "أن الرافضين لقيادة المرأة لا يقصدون التضييق على مصالحها وتقييدها، وإنما هم ذاتهم من يرون أن على الرجل أبا أو أخا أو زوجا أن يكون في خدمة المرأة، ويقوم بواجبه تجاهها وقضاء احتياجاتها ومصاحبتها إلى وجهتها، ويرون أن الإذن بقيادتها للسيارة فيه تكليف لها بأعباء جديدة من مهام توصيل الأبناء وتوفير متطلبات المنزل، وتفريغ تام للرجل من بقية باقية من مسؤولياته ودوره تجاه أسرته".
وأكدت الكاتبة في مقالتها أن الذي لا يعرفه الكثيرون أن ظروف المملكة تختلف عن الظروف في دول عدة، فالمستوى الميسور نسبيا للأسر السعودية يدعم شراء السيارة للزوجة والفتيات في العائلة، مما يساهم في ازدياد هائل لأعداد المركبات في الطرقات، وليس كحال دول كثيرة تقود فيها المرأة، ولكن المستوى العام لا يساعد المواطنين عامة لامتلاك سيارة! فإن أضفنا إلى ذلك أن المملكة تفتقر إلى شبكة حديثة مترابطة للنقل العام، ولا تتوفر فيها مشاريع القطارات الكهربائية "المترو" أو خطوط الحافلات السريعة كغيرها من الدول، لذا فقيادة المرأة مع هذه الحال، وفي ظل وجود ثقافة اجتماعية تميل لاستخدام المركبة الخاصة، فإننا بلا شك سندفع بالوضع إلى مزيد من الازدحامات والاختناقات المرورية.
وأضافت الكاتبة:" يرى غير المؤيدين أن قيادة المرأة للسيارة يترتب عليه تعريضها لمخاطر الطرق والضغوط النفسية والعصبية المختلفة، وأن الإذن بالقيادة سيحمّل الأسرة أعباءً اقتصادية هائلة لملاحقة رغبات الإناث في العائلة وحبهن للمظاهر والمفاخرة".
ومما يبرأ موقفها من اتهام رئيس التحرير لها أنها قالت في نهاية مقالتها "مقالي هذا ليس بيانا لموقفي بقدر ما هو إتاحة فرصة للاطلاع على الرأي الرافض لقيادة المرأة ومبرراته".
صحيفة تواصل الالكترونية