نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

داوود الشريان .. اين ذهب صوتك المخملي القوي .. الذي لا يخشى في الحق لومة لائم .. وتلك الحجة الدامغة .. والاراء الحادة ؟ ألم تعجبهم صراحتك .. ألم يعجبهم شفافيتك / وضوحك / جرأتك .. أم أن الصراحة وطرح القضايا التي تهم الناس اصبحت في زمن "الانفتاح الفضائي": تهمة ؟! انهم ياسيدي .. لا يريدون هذه النوعية من البرامج التي " تكشف عوراتهم " .. و" سوءة بدت جليّة لاقاصي الارض ودانيها " الا من عيونهم ؟! هم لا يريدون : تعرية جسدنا الاجتماعي المليء بـ التشوهات في بعض الاجزاء .. والطفح الجلدي " الحساسية " .. الحساسية التي لم نجد لها حلاً سوى ان نتجاهلها .. حتى لو تورمت وشكلت " مرضاً مستعصياً " .. هم لا يريدون
" مواجهة " .. بل يحبون " المداهنة " حبا جماً ! ويحبون : التمليع / وتمييع القضايا ! والتمجيد والمديح والرقص على انغام السامري والعرضة والخبيتي والمزمار .. ولا يهم ان كانت هناك افواه جائعة .. او قضايا عائمة .. او مستشفى بلا امكانيات .. هكذا هي المعادلة .. معادلة : البقاء للاكثر انتفاعاً وليس نفعاً ؟!

أخيراً : قبل فترة ظهر استطلاع عن افضل برنامج اذاعي من خلال : الست اذاعات .. وحينها نال برنامج : ساعة مع داوود .. نصف الاصوات .. تماماً 50% .. ولكن هذا الرقم لا يشكل شيئاً مهماً .. بالنسبة لمن لم يعجبه : شكل داوود " مثلاً " ! ولكن هؤلاء الناس وأكثر .. جميعهم سيحفظون اسم : داوود في قلوبهم .. عن قلب قلب .. وليس عن ظهر قلب ! وسيتلون آهتهم
حزناً ووجعاً .. على داوود .. داوود الذي فقد جميع مناصبه بين عشية وضحاها .. واصبح لا منصب له .. وعلى الهامش تماماً .. حتى يقولون لكل من تسوّل له نفسه : اياك ان تكون داووداً !؟