كيف تحاور للدكتور طارق الحبيب...
[ لا أعلم ]
هي لكل محاور ولطالب علم خاصة . . فمن الإخلاص لله والخوف منه أن يقول لا أعلم
في مسألة لا يعلمها، أو يطلب الإمهال حتى يراجعها . . روي عن الإمام مالك - رحمه الله - أنه
سئل عن ثماني وأربعين مسألة، فقال في اثنين وثلاثين منها: لا أدري.
فإذا حاورت فلا تخجل أن تستوضح غامضاً أو أن تسأل عن مجهول، لأنك إن سكت فربما يكون
الحرج بعد أشد وليته وحده، بل معه تهمة الجهل والتستر عليه والتعالم.
قال بعضهم: (( ينبغي للعالم أن يعلّم جلساءه قول: لا أدري حتى يكون ذلك في أيديهم أصلاً يلجؤون إليه، فإذا
سئل أحدهم عما لا يدري، قال: (( لا أدري)) " أصول الحوار، ص34 بتصرف " وقال بعضهم: من قال لا أعلم فقد أفتى.
وقد يخجل بعض الناس من قول ( لا أدري )فيما يجهله حتى لا يظهر بمظهر الجهل أمام الآخرين، لكنه ينسى أن قوله ذلك
له معنى آخر وهو أنه حقيقة يدري ما قال عنه قبل أنه يدري.
قال عمر بن عبد العزيز: من قال لا أدري فقد أحرز نصف العلم؛ لأن الذي له على نفسه هذه القوة قد دلنا على جودة
التثبيت وكثرة الطلب وقوة المنة.
وقد يبدأ أحدهم بحوار أمر بسيط، فيجيبه الآخر خطأ عن أمر لا يدركه الأول ظنا منه أنه قصده، فيقع
الأول في حرج شديدإما أن يحاور في أمر يجهله حتى لا يقل شأنه في عين صاحبه وهذا هو الغالب،
أو أن يصرح بمراده أو عدم إدراكه لرد صاحبه كي لا يقع في مزلق أكبر فيما بعد، وهو الأسلم والأصوب.
دمتم بود
|
 |
رد مع اقتباس
