ورغم انه متعكز بجدار خرب إلا انه استقام واقفا ومد قامته الخضراء ، وهوى بروحه التي جاست في المكان
أمطرت الأمكنة فصول من وجد ، ارتقى في الشرفات بحثا عن روحها ، كانت الشرفات في سبات القلب وفي معمة الظلام !
لازال في المدى نورا يسطع وقلب هاجمه الضنى
ارتقى
و دنا منها كغيمه يلفها الحبور
ونسج أغنية في سريرها العاجي ، فهب القلب واقفا
شدى بلغة الروح فاكهة العطر
فأورقت روحها بهجة
وانسلت في شوق إليه !
ومدت الخطو أليه أسرعت تشدها الروح إلى جنبات الغيب ، عندما ارتمى في أحضانها الهواء تطلعت في الشرفات حسبته في انتظارها
ألا أن الستائر كانت مسدله والأبواب مغلقه !
نادها من بين أضلع الجدار
هفت إليه
و اقتربت منه رويدا رويدا
حكى لها عن صباحا ته الماطرة وكيف انه استبقى روحه لها ووهبها عطرا وحيدا
بكى
كان الندى دمعهُ
تحدر على خده الوردي
في يديك إسراء للقلب ومعراج، باح لها
خالجها شعورا بالحب، توسدت أغنيته الأبدية ، وباحت له بالود، لكلماته الغاوية وروحه الناعمة .
دنت أناملها من خاصرته، وجذبته بيدها الناعمة كما الماء
غدت أهدابه الوردية تضلل سماءها وتمطرها حنانا
وتنسمت روحه
وذاب العمر في عطره .