- صديقي و حبـيبي : أرجو أن تكون هذه الأبيات العليلة مقدمة حلوة و مشجعة لك لقراءة ما يتلوها من قصص - -
......................................
- (عــــــــودي)-
- قصيدة من شعر التفعيلة -
- رمت الحجاب – على التراب
- و علت خيولا من سراب –
- وترحَلت نحو الغروب ...
- فلحقتها – ناديتها - - - يا مرج زهر العاشقين - -
- قفي رجاءً – كلميني - -
- من تقصدين ؟
- من تقصدين بلمح طرفك ذا الفتون - -
- و بذا التمخطر بالمسير على القلوب - - على العيون - -
- من تقصدين ؟؟
- لم تنزلين بذا الربيع – لتدفنيه في الرمال أيا فتاه - -
- لم تنزلين ؟؟
- لم تنظرين إلى الوراء - - تتلفتين إلى البغاه - -
- لم تنظرين ؟؟
- أضيعتهم ؟!
- أم ضاع قلبك عندهم شر الضياع - -
- و تخطفته بخسة – تلك الكواسر و الضباع - -
- أعشقتهم ؟؟
- أم بل تراك – تراوغيني- كي أغار ؟
- كي أجرب – دون طرفك- كل أسلحة الدمار - -
- كي أنازل كل طرفٍ جامحٍ – يبتغي فحشا و عار - -
- كفِي - - فقد أشعلت بالأحشاء نار –
- كفِي - - فإنك لو طلبت شغاف قلبي - أخذتها - -
- كفِي - - فإنك لو قصدت جيوش حبي – هزمتها - -
- كفي و عودي إلى الديار – كفي و عودي إلى الديار –
- في ذا العراك على الطريق - -
- تنسلُ من ورد الحديقة وردتان -
- و تغيب عن مقل الليالي نجمتان –
- و تذوب في الوجه الجميل الوجنتان –
- في ذا العراك على الطريق - -
- يخبو بقلبينا الأمان - -
- كفِي وعـــــــودي إلى الديار –
- كفِي فإنك تستحقي – تستحقي – تستحقي –
- أن أغار –
...............................
سلسلة قصص ( أول السواقات )
- القصة الأولى -
(Golee thiban)
- ( جولي بنت ذيبان ) -
كان ذيبان هذا شابا غنيا ومن أسرة غنية – ولكنه كان أيضا- وللأسف- تلميذا بليدا وغبيا لأبعد الحدود – ولذلك فعندما تخرج من الثانوية لم يكن مجموعه ولا مستوى ذكائه يؤهلانه لدخول كلية الطب الحكومية والتي كانت أسرته تود أن يلتحق بها حتى تستطيع بعد ذلك أن تفتخر أمام الناس بــ ( الدكتور ذيبان ) ...
ولذا فقد قررت هذه الأسرة أن ترسل ابنها ذيبان لدراسة الطب في أمريكا على حسابها الخاص – وفعلا – ذهب ذيبان إلى أمريكا , وهناك جلس على كرسي الدراسة , وجلست إلى جواره زميلته الأنسة الجميلة – سوزان باركر – وماهي إلا أيام حتى أحبا بعضيهما .
- ذيبان أحب سوزان لأنها فقط كانت جميلة للغاية – مع أنها كانت في نفس الوقت سكيرة ومعربدة وعصبية المزاج .
وسوزان أحبت ذيبان لأنه فقط كان ( Rich man)- رجل غني- و ( Stupid) - مغفل- ..
وتزوج ذيبان بسوزان , ومامرت سنه من عمر زواجهما حتى أنجبت سوزان مولودتها الأولى – جولي - , وأمتدت هذه الحياة لسنوات عديدة كان فيها ذيبان الفنان بالنسبة لسوزان مجرد أسم لصراف آلي , ومع ذلك فقد كان ذيبان سعيد جدا بهذه الحياة , لأن هذا المغفل كان يكفيه فقط أن تقول له الحبيبة سوزي :
- I LOVE YOU - فيصدق المغفل ويطير من الفرح بحب سوزي .
وأنتهت السنوات الست التي كانت مخصصة لدراسة الطب – ومازال ذيبان الفنان يعيد الدراسة في السنة الأولى – فبدأت بعد هذا أسرة ذيبان تقلق على ذيبان وتساورها الشكوك حوله , وبدأ ذيبان يسرد لهم الأكاذيب تلو الأكاذيب عن دراسته للماجستير والدكتوراه وما إلى ذلك -- ولكن في نهاية المطاف علمت الأسرة عبر مصادرها الخاصة بالحقيقة – وعندئذ طالبته بالعودة فورا – ثم أوقفت عنه المصروف الضخم الذي كانت ترسله له , وهنا أضطر ذيبان للرضوخ لطلب الأسرة – ولكن زوجته سوزان رفضت ذلك بكل قوه وقامت تصرخ في وجهه : - are you crazy - هل أنت مجنون؟ - تبغاني أترك بلدي – بلد التطور – وأروح معاك لبلد التخلف -- أترك بلد الحرية وأروح لبلد الكبت والعبودية والرجعية – لا – لا – قول غيرها يا ذيبي ....
فيرد ذيبان : - والله ما أدري إيش أقول لك - ياسوزي - أنت معاك حق في كل إللي قلتيه – لكن من فين تبغينا نعيش ونصرف – وأنا الأن خلاص – ماعاد معي أي شيئ – يا سوزي – الفلوس والقصور والسيارات والحدائق كلها هناك – كلها هناك ياحبيبتي سوزي .
وهنا بدأت سوزان تفكر بالأمر بواقعية أكثر – وبعد فترة من التفكير العميق عادت لتقول لذيبان : - OK –
- خلاص – أنا موافقه أجي معاك – بس لازم أول نسوي - agreement – إتفاق -
فقال ذيبان : - إيش تقصدي ؟
فقالت :- يعني – أنا ممكن إيجي معك لكن بشرط إنك تكتب لي ورقة تقول فيها إنك تضمن لي إني أقدر أتمتع هناك في بلدك بكل الأشياء اللي أنا أقدر أتمتع بها هنا في أمريكا – وبعدين إذا ما قدرت تسوي لي كذا يتم بيننا الطلاق وتعطيني بنتي جولي بالإضافه إلى مبلغ مالي قدرة – 10000000- عشرة مليون دلاور كتعويض , وبعدين تعطيني الورقة هذي عشان أودعها هنا في المحكمة الأمريكية – ها ه – موافق ؟
وهنا يرد ذيبان بكل عزة نفس وقوة وشجاعة : - OK - أوكيه سوزي – أوكيه سوزي -- !
وبالفعل – يوقع ذيبان الإتفاق , ويودع هذا الأتفاق لدى المحكمة الأمريكية – ويرجع ذيبان الفنان إلى بلده ومعه سوزان وجولي , وتضطر أسرة ذيبان أن ترضى بالأمر الواقع فتعفو عنه ثم تسكنه مع أسرته المصونة في أحد قصور العائلة الفارهه – رغم أنه لم يكن حتى قد أخبرهم بقصه زواجه بسوزان – وهنا تبدأ سوزان بالتدلل وإملاء الرغبات على ذيبان وكلما حاول أن يقول لها : - لا , قالت له : -
( Remember the agreement) تذكر الاتفاق يا ذيبي -- , ورفضت سوزان ارتداء الحجاب وبدأت تمارس حياتها الطبيعية – تماما - وكأنها في أمريكا – ولكن مع بعض الحشمة بسبب خوفها من غضب أفراد المجتمع المتمسكين بتعاليم الدين وبالعادات والتقاليد -- , وأصبحت سوزان كذلك تعتبر نفسها رائدة الحرية والانفتاح الأولى في بلد ذيبان الفنان -- , وكبرت جولي التي بدت أكثر انفتاحا وانتفاخا وكبرياء وعنادا من أمها ---
وسئمت جولي من الركوب مع السواق , فأصرت على أبيها ذيبان أن يشتري لها سيارة خاصة – ووافقتها أمها على ذلك وأصدرت أوامرها لذيبان – فلم يرفض ذيبان ذلك – بل كان يرغب هو أيضا في ذلك – لاسيما – وأنه هو أيضا قد أصبح يرى نفسه رائدا من رواد الحرية والانفتاح – ويرى أن قيادة البنت للسيارة أمر طبيعي ومن مسلمات الحرية , ولكنه كان يخاف على ابنته من غضب الشباب الملتزمين بالدين من ناحية , ومن تحرش الشباب الصيع من ناحية أخرى , فتصبح ابنته عندئذ عبارة عن ( صيد سهل ) إما للملتزمين أو للشبان الصيع – وهنا بدأ يحاول أن يقنع جولي بأن هذا أمر صعب – وصعب للغاية في الوقت الحالي , وأنه يجب عليها أن تنتظر حتى يلين هذا المجتمع و ( يسيح )أكثر وأكثر , ويصبح متقبلا لهذا السلوك --- ولكن جولي لم تقتنع بكل هذا الكلام وأصرت على موقفها – فما كان أمام ذيبان إلا أن يوافق ويشتري لها السيارة – وهنا أخذت جولي مفتاح السيارة وبدأت تقز شوارع المدينة كما كانت أمها تقز شوارع أمريكا –
-وأصبحت جولي السواقة الحلوة حديث أهل المدينة – وهنا بدأ الشبان المراهقين في نصب الشباك لجولي – وبالفعل – فما هي إلا أيام حتى جاءت الأخبار بأن جولي بنت ذيبان قد وقعت في قبضة مجموعة من الشبان فأخذوا سيارتها وانتهكوا كرامتها وصوروها بكميرا الجوال ورموها في الشارع وهي في وضع مقزز للغاية ...........
ثم نشروا صورها عبر شبكة الأنترنت – وعلم ذيبان بالخبر فما كان منه إلا أن غضب – أو بالأصح إلا أن مثل أنه قد غضب من جولي وأمها – وأمام ضغط الأسرة والمجتمع يضطر ذيبان إلى تطليق سوزي والتبرؤ منها ومن ابنتها جولي التي جلبت للأسرة العار والشنار – وهنا عادت سوزان وابنتها جولي إلى أرض الوطن – أمريكا – وهناك تقدمت مباشرة إلى المحكمة لرفع قضية التعويض – وماهي إلا بضعة شهور حتى حصلت بالفعل على العشرة مليون دولار – قيمة التعويض الذي كان قد أقره ذيبان على نفسه في الماضي – وانتهت القضية , ولكن لم تمض عدة شهور حتى بدأت نار البعد والشوق لسوزي وجولي تعصف بقلب ذيبان الفنان
- وهنا قرر العودة مجددا إلى أمريكا للبحث عن الحبيبة سوزي وفلذة الكبد جولي -- فسافر بالفعل وبدأ بالبحث –وبالمصادفة لمح سوزي وهي خارجة من أحد المحلات , فطار من الفرح وذهب يجري وراءها : - سوزي – سوزي آي - أنا ذيبان ياسوزي – وهنا تلتفت إليه سوزي باحتقار , وتقول له :-
- Go to hell أذهب للجحيم يا ذيبان – أذهب للجحيم – أنا لم أعد في حاجة إليك – ارجع إلى بلدك المتخلف يا متخلف – من زين ذي ( الكشه ) عليك ( يعني الخشه ) – ثم تركب سيارتها وتفحط في وجه ذيبان الفنان وتنطلق مسرعة – تاركه ذيبان الفنان – رائد الحرية والانفتاح – يندب حظه العاثر على أرصفة شوارع أمريكا 0 ...
.................................................. .......................................
.................................................. .......