قالتْ معذّبتي : أتعلمُ من أنا ؟!
ولِمنْ تُكِنُّ الحبَ لا تخشى الضنى
أتُراكَ تحملكَ الرياحُ كمركبٍ
نحوَ الشواطيءِ أم ستغرقُ هاهنا
أتُراكَ تطمعُ أن تلّمَ ضفائري
وتشمّها حتى يفارقكَ العنا
ما زلتُ أَذكُرُ بيتَ شعرٍ قُلْتَهُ
حقُّ الهوى هجرٌ وأصدقهُ المنى
يا غادةَ الحسنِ البهيّ أنا الذي
من كان يرفضُ أن يزوركِ مُوهِنا
وأنا الذي أرجو خيالكِ خالياً
حينَ الظلامِ وحينَ سكراتِ الأنا
وأنا الذي أهوى البعاد وربّما
أدركتُ وصلكِ عندَ ومضاتِ السنا
لُقياكِ لا تعني اللقاءَ وإنّما
هي لحظةُ النجوى ومُتعةُ ذكرنا
وهي العذاباتُ العِذابُ يزفّها
عرسُ النجومِ إلى هُنيهاتِ الهنا
هذي الضدودُ ومثلها في خافقي
بوحُ الضميرِ وما يعبّرُ حلمنا
من أنتِ عندي ، أنتِ مسكُ سلافةٍ
جعلتْ كؤوسَ الراحِ أفلاكاً لنا
دارتْ بنا كالبدرِ فوقَ مجالهِ
والحبُّ أرضُ الحالمين لها الدنا
فلكٌ مجالُ العاشقينَ ظلامهُ
وضياؤهُ سيّانِ في خلدِ المنى
هذا لقاؤكِ يا مليحةُ فانظري
صوبَ الملائكِ واهتفي طابَ الجنى
لا شيءَ عندي غيرَ بعضِ صبابةٍ
باتتْ لنا وصفاً يشكّلُ بعضنا
لا شيء عندي ، غادرَ الأملُ المدى
لا وعدَ لا آمالَ قادتْ عشقنا
تلكَ السطورُ وما حوتهُ آيةٌ
نُسختْ فقلنا هاتِ حزنُ فغنّنا
لا أنتِ شرحٌ للصبابةِ واضحٌ
لا أنتِ طيفٌ في الخيالِ ولا أنا
ضوءانِ من وهجِ الغرامِ تمازجا
سارا خفافاً والكواكبُ حولنا
جُنحُ الخيالِ مكاننا لكنّنا
عندَ الحقيقةِ لا وجودَ لمثلنا
لشاعر محمد موسى فقيهي ..