وحيدٌ ....
غريبٌ ...
في دنيا من البعد والهجران كادت تكتنفني أوهام الضياع ،
وتلتحف بردائي انحرافات الوداع !! ..
هكذا كنتُ ،،
ولذلك كتبتُ .....
ولتلك أهديتُ ....
لحنتُ قافيتي وزنْتُ صدرها وعجزها
ومن حبر دمي كتبتها ومن نبضات فؤادي عزفتها ..
استلت إلى أعماقي صرخات الحنين ،،
وتمكنت من قلبي هفهفات الوجدْ ..
في سماء أحلامي معاني سطرتها وأجزل الحروف نسجتُ خيوطها ..!!
سـ أنطلق وأترك العنان
سـ أرى أمواج البحر ..
سـ ألمح على مرفأ السفُن تقاسيم التلال
وعلى شطآن اليَم آمال الصيادين ....
ما كنت إلا وحيدا في عالم لا أريد مفارقته ..
فيا لهُ من عالم استثنائي !!
ولكنني لا أجيد الغوص في هذا البحر بمفردي !!
عندها سأتوجه لقريتي الصغيرة وحيث شرفات منزلي وطرقات الحي الضيقة ،
لا أرى سوى صمتٌ يخيم بهدوئه ليعم في المكان والزمان لحن السكوت وتراجيديا المكوث الأليم ....
هناك وضعت أمتعتي ليتسلل الليل إلى حولي ويبدو الظلام جليسي ، نجوم في كبد السماء ببريق ضوئها
وقمراً كان بدراً في ليلتي ،
بسيطة هي الحياة ، لا صوت ولا حراك على هذا الكوكب الصغير
وفي هذه القرية الجميلة تهب أنسام المساء تداعب أوراقي المعثرة محاولة بعثرتها أيضاً معيداً ترتيبها من جديد كلما هبت تلك الأنسام ..
أنسام باردة حقا محملة بطيب المكان وعبق الزمان .. تنفستُ بعمق واستنشقت أريج قريتي فهاهي الأغصان تتمايل يمنة ويسرة وكأنها أشبه بعروس راقصة في ليلة عمرها مع فتى حُلمها ..
عندما اضمحلت الأصوات الناعمة وكان السكون في قمته ،، عندها انتابني اشتياق وحنين ووجد وحزن وألم لا أعرف مصدره ولمَ كل ذلك على قلبي .. ..!!
فلم أعد أقوى على مضاجعة الرحيل
ومسامرة الفراق ..
وملاطفة البُعد ،
كفى ما اجتاح مشاعري !! .. كفى ...كفى حسرةً وألما .. لا أريد الذكرى ، لا أريد العودة لن أعود إلى غرامك ثانية !!
سأنتظر الصباح .. علّه يحمل مع أنسامه ومع دفئه روح الحياة وأمل القادم ....
حتما سيكون الصباح ذا شكل آخر ....
بقلمي .. أبو فواز