نافذتنا الثالثة سوف نفتحها على بعض أناشيدنا التراثية.
لقد جرت العادة على أن هناك بعض الأناشيد التراثية عند أهل زمان تتعلق بالنساء أكثر من الرجال لأن الأناشيد التراثية تحتاج إلى صوت ناعم وهذاالصوت الناعم لاتجده إلا المرأة نظراً لماتتمتع به من أنوثة بخلاف صوت الرجل الخشن الذي لايتناسب مع أداء بعض الأناشيد التراثية مع ذلك فإننا لانحرم الرجل عند أهل زمان من أداء بعض هذه الأناشيد التراثية وخاصة الأناشيد التراثية المناسبة لرجولته.
وقد اشتهرت المرأة عند أهل زمان بصوتها الشجي الذي يشنف الآذان لسماعه حيث استغلت المرأة صوتها الجميل في أداء بعض الأناشيد التراثية بلحن مثير يتناسب مع المقام عند الأداء لهذه الأناشيد التراثية التي عُرفت عن المرأة عند أهل زمان ومن هذه الأناشيد التراثية ماتتعلق بالمناسبات وغيرها فعلى سبيل المثال سوف نذكر بعض الأناشيد التراثيةالتي تتعلق بالمرأة عند أهل زمان ومنها:
-أناشيد تتعلق بالختان ومن هذه الأناشيد نشيد "السرور"ويكون نشيد السرورفي اليوم الذي يتم فيه ختان الدرم وخاصة بعد الختان مباشرة وطبيعة أسلوب نشيد السرور أنه يكون بألفاظ تدل على التهنئة لأم المختون بخلاف أناشيد الختان التي تكون قبل ختان الدرم بأيام قليلة وليالي متواصلة من قبل النساء في بيت أم الدرم حتى يحين موعدختان الدرم ومن مميزات هذه الأناشيد أنها تكون في مدح الدرم ثم في أهله وقبيلته وذلك لبث الروح المعنوية في نفس الدرم حتى يتحلى بالشجاعة عند الختان.
-أناشيد تتعلق بالزواج ومن هذه الأناشيد نشيد خاص بليلة "الحمل"ويكون في ليلة الزواج ثم نشيد"النقول"ويكون نشيد النقول بعد نهاية لعب الحمل عند انتقال العروسة إلى بيت عريسها ثم نشيد "الخمرة" وهذاالنشيد الخاص بالخمرة يكون بعد الزواج بأيام قليلة ويأتي ممن قدمت لهن العروسة بعض الهدايامن الكساوي ومقضى العسب للأهل و الأقارب والجيران وغيرهم ثم نشيد "السمية"ذهاباً وإياباً..ذهاباً أي عندما تذهب العروسة إلى بيت سميتهاببعض الهدايا"ممشية"..ثم إياباً عندما تذهب السمية إلى بيت سميتها العروسة"رادة".
-أناشيد للترويح عن النفس وليس لها أي علاقة بأي مناسبة ومن هذه الأناشيد نشيد يُقال عند"الطحين"ثم نشيد يُقال عند جمع"الحطب"من أشجار الوادي ثم نشيد يُقال عند جمع"العلف"للمواشي من الخبت أو الوادي ثم نشيد يقال عند"جلب الماء"من الحاسي ثم نشيد يقال عند"الرجاح"وغالباً ماتأتي هذه الأناشيد من النساء المراهقات اللاتي في سن الزواج وذلك للترويح عن النفس ثم للتسلية حتى لاتحس البنت بالتعب أثناء قيامهابأي عمل شاق كالطحين وماأشبه ذلك وهذه الأناشيد غالباً ماتشتمل على بعض الألفاظ ربماقد تكون لها علاقة بالغزل العذري باستثناء نشيد الرجاح ولكل مقام مقال يناسبه.
ولكن:
هل هذا المقطع التراثي الذي أصبح منتشراً في المنطقة صوتاً ودبلجة بالصور التراثية على أنه يمثل أناشيدنا التراثيةيحكي صورة حقيقية لتراثنا الأصيل المنبثقة من عادات أجدادنا وتقاليدهم؟
بالنسبة للنشيد لايختلف عليه اثنان على أنه يمثل أناشيدنا التراثية .
وبالنسبةللصورالمصاحبة للمقطع والمكونة من"عشة-طراحة-قُعد-صرف-فناجين-جمنة-مطحنة+ودي-مهجان طحين-قشبة" فهي أيضاً صور تراثية تمثل سكن الأجداد وهوبيت العشة ثم بعض الأواني التراثية والمنافع الأخرى المعروفة والمشهورة عند الأجداد وقد وُفق صاحب المقطع الاتختيار لهذه الصور التراثية حيث جاءت مناسبة للمقام فأضافت بعض الجمال التراثي للمقطع المسموع.
أما بالنسبة للرجل والمرأة فقد أصاب صاحب المقطع وأخطأ في الاختيار:
أصاب:عندما اختار الرجل بالزي التراثي يلبس"حطيم-مدرعة"ثم مكشوف الرأس ذو شعر طويل يعرف عند أهل زمان باسم"الجهاف".
أخطأ:في اختيار امرأة مكشوفة الرأس ترقص مع رجل وهذا يتنافى مع عاداتنا وتقاليدنا التي عليها بنيت ألعابنا الشعبية المعروفة عند أجدادنا..فالمرأة عند أهل زمان أصيلة بطبعها فلاتفضل أن تشارك الرجل في الألعاب الشعبيةفي أي مناسبة من المناسبات وقد جرت العادة عند الأجداد أن لكل من الرجال والنساء ألعابهم الشعبيةالخاصة بهم وكل يمارس لعبه مع طبيعة جنسه..أيضاً الرجل عند الأجداد لايرقص على الأناشيد التراثية وهذا خطأ آخر قد ارتكبه صاحب المقطع.
والآن:
فهل توافقونني على أن هذاالعمل لايمت لتراثنا بصلة وأن من قام بدبلجة الصور وخاصة وجود الرجل و المرأة يرقصان في مكان واحد قد أخطأ في اختياره؟..أليس هذا تشويه لتراثنا؟..أترك لكم التعليق.
شاهدوا المقطع: