لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: مثقفو المجازر ..!

العرض المتطور

  1. #1
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية شذى الحكامية
    نبـ صامطة ـض
    نبض لمع في سماء الإشراف
    تاريخ التسجيل
    11 2011
    المشاركات
    2,360

    مثقفو المجازر ..!





    الثقافة ثوب يرتديه كل من كتبَ عدة مقالات في الإعلام القديم أو الجديد، ولكن هذا الثوب كثياب الناس التي تدل على أعمالهم. فأنت تستطيع أن تعرف الجندي والضابط والمهندس والطبيب وحارس الأمن وطاقم الضيافة في الطيران والجزار من خلال ملابسهم التي يلبسونها. والمثقف كذلك، في أوقات الذروة وأوقات العمل يلبس اللباس ليس الذي يدل على عمله بل الذي يدل على قناعاته وأفكاره وإيمانه. ومن أصناف هؤلاء المثقفين مثقفو المجازر، الذين يستمتعون برؤية دماء الأبرياء ويبررون لها، ويرجون من وراء ذلك ما يرجون من الدنيا. وهم مع ذلك لا يسلمون من الأيام تفضحهم وتظهر عوار ثقافتهم المزعومة.

    فهم لا يتوانون عن رسم صورة ذهنية تبرر لقتل الأبرياء وتدعمه. رغم أنهم يكتبون المقالات الطوال في احترام الرأي الآخر وضرورة الحوار والنقاش وحقوق الإنسان وحرية الرأي، إلا أنهم عندما تتعرض أفكارهم للنقد وبيان فسادها تجدهم يتحولون إلى كائنات مفترسة وديناصورات متوحشة. فيبدؤون بإعطاء الذهن الغافل جرعة من أن بعض الأفكار لا يمكن أن توقفها إلا بالقوة والعنف وإن كان المعارضون سلميون ولم يرفعوا سلاحاً. حتى إذا استأسدوا ببعض طغاتهم وبُغاتهم؛ دعموهم بالمقال والبرنامج الحواري ليهيئوا الناس لأفلام مرعبة مع الصباح المبكر على صفحات الجرائد وقنوات التلفاز ومواقع التواصل الاجتماعي. فإذا حصل قتل للأبرياء وإسالة للدماء برروا ذلك واستعانوا بكل وسائل الإقناع والدفاع عن ثقافتهم الدموية بأن ما حصل كان لا بد أن يحصل.

    إن من يقف ضد دماء الأبرياء لا يمكن أن يكون مثقفا صادقاً أبداً، بل إن له مآرب قذرة يشتريها بيد مضرجة وجثث محترقة وأشلاء ممزقة. إنهم يبررون ذلك انتصاراً لفكرتهم ومذهبهم، وأي مذهب هذا الذي يقف في وجه الأبرياء بالحديد والنار إلا مذهب مثقفي المجازر؟! إنهم يظنون أنهم بهذا يقهرون مخالفيهم في الفكر والرأي، ومنذ متى في عالم الثقافة الصادقة كانت تصفية الحسابات الفكرية على جثث الأطفال والنساء والأبرياء؟ لقد كشفت الأيام أن كثيراً منهم قد اصطاده طعم المال والثراء والمنصب والحظوة عند الطغاة الظالمين فباع إنسانيته وبشريته لكي يستمتع لحظات بهذا النعيم الذي لن يأتي إلا على قدر الأرواح التي يتم تخليصها من أجسادها.

    ولكن هذا الورم في جسد الثقافة لا يمكن أن يستمر ويبقى، لأن التاريخ قد تكفل ببيان فضائحهم الثقافية وعقيدتهم الدموية وقناعاتهم الديكتاتورية. إن الجيل الصادق الإنساني في الحاضر والمستقبل لا يمكن أن يستمع ويقرأ لمن يبيع الإنسان ويستحل كل شيء فيه بحجة مخالفة في الرأي أو مشادة في الكلام. هذا العبث بالإنسان باسم الثقافة والإعلام والبحث عن الحقيقة لن يستمر طويلا في ظل الفضاء المفتوح والعقول الحرة والنفوس الواعية البصيرة وفي زمن الثورات والتغيير تبدأ كل الأفكار والقناعات تتزلزل وتتكشف إلا راسخةُ الجذور وباسقةُ الثمار.

    كانوا يقولون إذا بدأ أحد المتحاورين باستخدام القوة الجسدية ضد صاحبه فاعلم بأن رصيده الفكري والعلمي والثقافي قد انتهى. وهذا يعني أن الواجب على المثقف أن يواصل في الاستزادة العلمية والثقافية وأن يناضل ثقافيا وفكريا وأن يعلم تمام العلم أن كل شيء يأخذه أو يعطيه هو لأجل (الإنسان) قبل كل شيء، فإذا كانت ثقافته ضد الإنسان؟ فما هي الثقافة التي يحملها؟! وماذا أبقى للعقول العسكرية إذا كان هو يفكر في الدم؟!


    محمد عسيري








    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


  2. #2
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية ريحااانة

    المرح والألعاب والصور
    تاريخ التسجيل
    09 2011
    الدولة
    قلوب أحبتي
    المشاركات
    20,704

    رد: مثقفو المجازر ..!

    والله إنه صادق
    ماذا أبقى للعقول العسكرية إذا المثقف يفكر في الترهيب الجسدي !!؟

    مقال رائع .. سلمت يداكِ شدا نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ماشي توقيع لين يرجعون الحبايب
    لـ هنا


    😍😍😍

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •