جمال طبيعة أملج يحذب السياح من مختلف مناطق المملكة
باتت محافظة أملج الواقعة غرب المملكة مدينة سياحية حالمة يتوافد إليها العديد من السياح من مختلف مناطق المملكة للاستمتاع بالطبيعة الخلابة والمقومات السياحية الجميلة التي تمتلكها , وتتميز أملج بتنوع طبيعتها مابين البرية والبحرية وتحتضن على ساحلها منتزه الدقم السياحي والذي يغطي نصفه أشجار النخيل الباسقة حيث تقضي العائلات تحت ظلالها أجمل الأوقات على زقزقة الأطيار الهادئة ولجلجة الأمواج الرائعة , كما يتميز النصف الآخر من المنتزه بالرمال البيضاء الجميلة حيث المكان المناسب للتخييم وقضاء الأوقات الجميلة للشباب وممارسة الرياضات المختلفة , ولعل مايشتهر به المنتزه النخلات الثلاث التي انزوت في أحد أركانه وشكلت في نفسها لفظ الجلالة "الله" وأصبحت من أشهر المعالم التي تعرف بها المحافظة ويقصدها الكثير من السياح لمشاهدتها . وتضافرت الجهود لخدمة سياح أملج حيث وفرت بلدية المحافظة كافة الخدمات والمرافق من نظافة دورية وخدمات تشجير وترصيف وإنارة وحاويات نفايات ووفرت كافة وسائل الترفيه للأطفال وغيرها من خدمات ليقضي السائح أيامه فيها وسط تكامل لكافة الخدمات , كما أن لحرس الحدود دور بارز في خدمة السائح حيث تتواجد دورياته على ساحل المحافظة وعلى مدار الساعة وسط تأهب لأي طارئ لاسمح الله , كما أن للنشرات والمطويات التوعوية التي يوزعها على السياح بشكل مستمر الدور الكبير في توعية السائح عن البحر ومخاطره وإرشاده لأماكن السباحة الصحيحة وغيرها بمايحفظ أمنه على الساحل بإذن الله , وتشهد أملج حالياً سباقاً قوياً من قبل المستثمرين حيث يقام الآن بناء العديد من الفنادق والشاليهات المطلة على البحر . ولا تقتصر عوامل الجذب السياحي بأملج على السياحة البحرية فقط بل حباها الله طبيعة متنوعة ما بين تلال وجبال وسهول وكثبان ومناطق جبلية مرتفعة وباردة وممطرة مناسبة للرحلات البرية طوال العام ولاسيما أوقات الأمطار . [COLOR=darkred]صحيفة أملج الإلكترونية تجولت في أرجاء منتزه الدقم السياحي وأجرت العديد من اللقاءات .. (تصوير اللقاءات للزميل ناصر المنزلاوي) .. زرنا بداية احد الفنادق المطلة على البحر حيث أكد لن موظف الاستقبال مستور محمد إشغال كامل الفندق بنسبة 100% لاسيما أوقات الإجازات ونهاية كل الأسبوع , ودعى مستور السياح القادمين لأملج بالحجز قبل القدوم بـ 24 سـاعة لكي لايقعوا في ورطة عدم وجود السكن . وفي قسم العائلات التقينا بفضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن العثيم رئيس المحكمة الجزئية بجدة حيث يقضي وعائلته الإجازة في أملج فقال : أملج جميلة وأهلها طيبون وهي منطقة سياحية بكر واهيب بأصحاب الأموال والمستثمرين إلى سرعة الاستثمار فيها لما تتميز به من مقومات سياحية جميلة وأدعوا السياح والمصطافين إلى زيارتها والإطلاع على مافيها من مناطق بحرية جميلة وشواطئ رملية لاتوجد في كثير من الدول فضلاً عن المناطق والمحافظات . والتقينا بالسائح عبدالله محمد الأحيدب فقال:أنا من الرياض وأتيت للتو من محافظة ينبع في رحلة برفقة عائلتي لإستكشاف أملج ومافيها من مناطق سياحية وإمكانات متوفرة , ووجدتها مأهلة للجلوس ولقد اعجبتنا وأنوي قضاء العديد من الأيام بها وسأنهي الآن حجوزاتي في أحد الفنادق المطلة على البحر, وأضاف : أملج مدينة سياحية جميلة ولم أكن أتوقع أن تكون بهذا الجمال والسبب أنها مغمورة ولم تخدم إعلامياً من ناحية إظهارها كمدينة سياحية بكر . وشارك أحمد وغازي وصالح علي الزهراني ووليد الزهراني والذين قدموا من الطائف لأملج حيث قالوا : جئنا إلى أملج ملبين لدعوة ابننا الذي يعمل فيها ضابط في أمن المنشئات ولقد قدمنا اليها منذ خمسة أيام وتفاجئنا كثيراً لأنها مدينة سياحية متكاملة وكل شئ فيها جميل ويجذب السائح كنظافة الشواطئ وجمالها وكذلك نظافة السكن وقلة أسعاره لكنها تحتاج إلى إهتمام كبير من الدولة لأنها مدينة سياحية ناشئة ولابد من إظهارها كمدينة سياحية متكاملة , وأختتموا حديثهم بأن هذه الزيارة الأولى لكنها لن تكون الأخيرة لأننا سنعاود المجئ لها . من محافظة أملج التقينا لطفي محمد العلاطي والذي لفت أنتباهنا قيامه بلفتة تربوية جميلة حيث وجدناه معلماً لأبنائه المحافظة على نظافة المكان حينما قام أحد أطفاله رمي مخلفات الرحلة على الأرض فأشار له على كيس النفايات والذي جلبه معه ليترك المكان أنظف مماكان عليه , وقال العلاطي : الأجواء السياحية الجميلة شجعتنا على الخروج من المنزل بصحبة العائلة لقضاء بعض الوقت في لعب الكرة والشواء على البحر . والتقينا بالشبان عبدالرحمن احمد العلي وسالم فهد ومحمد فهد العلي حيث قالوا : قدمنا في رحلة عائلة لمنتزه الدقم ووجدناه مكتض بالزوار حيث لم نجد مكان للجلوس إلا بعد عناء , لكننا في النهاية قضينا وقتاً ممتعاً وسط أجواء ماطرة خلال إجازة عيد الأضحى المبارك . توجهنا إلى قسم الشباب حيث تقام مخيمات شبابية والتقينا بالشباب ماهر الحمدي وعبدالكريم عبدالهادي الجهني و عبدالعزيز القوفي , محبوب أمين , وليد علي سعد , أنور الدريني , حبيب أمين , موسى محمد حيث أكدوا على التطور الكبير الذي تشهده المحافظة من الناحية السياحية حيث في السابق لم يكونوا يلحظون وجود أي سياح من خارجها لكنها الآن تشهد وجود الكثير من السياح والذين يتوافدون اليها لقضاء الإجازات وأكد الجميع على جهود بلدية أملج في توفير كامل الخدمات والإحتياجات كما أثنوا على جهود سلاح الحدود في عملية تنظيم المنتزه وتقسيمه بين الشباب والعائلات لكي يتمكن الجميع من الحصول على الأرياحية التامة ويقضي أجمل الأوقات واشادوا بتعاون رجال حرس الحدود في سرعة اخراج تصاريح نصب الخيام على الشاطئ وتواجدهم لحفظ الأمن وسلامة المتنزهين . وأبدى الشباب سعادتهم بتسابق المستثمرين في اقامة الفنادق والشاليهات فيها لأن هذا سيوفر احتياج السياح للسكن , وسط تأكيد منهم على الترحيب بكافة الزوار والسياح والمستثمرين في المحافظة . و اختتمنا بلقائنا بالسائح عبدالمجيد فهد المحيميد وسألناه عن رأيه بالمحافظة سياحياً فأجاب : أتيت وستة من رفاقي في رحلة سياحية لأملج ولقد وجدناها جميلة جداً وتطورت كثيراً عن زيارتنا الماضية لها قبل خمس سنوات وبلدية المحافظة واضح أنها مهتمة بالنظافة والتطوير وموفرة كافة الخدمات , لكن واجهتنا مشكلة عدم وجود سكن فجميع الفنادق والشاليهات ممتلئة بالسياح الكثر لكن في النهاية وجدناه بعد عناء ولذلك أنصح السياح بالحجز مسبقاً قبل المجئ هنا . وأكمل : زرنا سوق السمك وذهبنا في رحلة بحرية إلى أحدى الجزر تخللها ممارستنا لهواية الصيد وأتمنى أن لاتكون هذه زيارتي الأخيرة لأملج فسنعود لها دائماً .
جبل حسان.. جزيرة تسحرها الطبيعة ويسكنها الغموض
صحيفة أملج (فايز السميري) المدينة : "جبل حسان" هو جزيرة في البحر الأحمر، تطل في الساحل الشمالي الغربي للمملكة، وتتبع إدارياً لمحافظة أملج بمنطقة تبوك.
وتبعد جزيرة جبل حسان عن شاطئ مدينة أملج نحو 18 كيلو متر، وسميت بجبل حسان نسبة لبطن «الحساسنة» من جهينة، حيث يقال أنهم سكنوها منذ القدم، أما الآن فالجزيرة غير مأهولة بالسكان، فيما كانت ممرا للسفن بين مصر والجزيرة العربية والأردن، وهناك 103 جزر بأملج يعد جبل حسان أكبرها.
يوجد بجبل حسان العديد من الآبار العذبة. ويمتاز بشواطئه الجميلة وشعابه المرجانية وثروته السمكية، وكان الرومان يستخرجون الزجاج من سهوله.
ولجزيرة جبل حسان في وسط بحر أملج مكانة تاريخية قديمة، سكنها الناس، وحفروا بها الآبار للشرب وسقي الماشية، ولها مكانة مميزة عند كبار السن بأملج، واهتمام كبير عند زوار وسياح المحافظة، حيث أصبحت مكاناً سياحياً فريدا بين جميع مناطق المملكة.
«المدينة» زارت الجزيرة، لتلقي الضوء على بعض جوانبها السياحية والتاريخية، وتفك ما قد يكتنفها من غموض، حيث تتمتع بطبيعة ساحرة، بينما ترقد هادئة في أحضان البحر.
يقول المؤرخ عبدالاله عزازي العنزي أن جبل حسان هو أهم جبال البحر الأحمر وأكثرها تميزاً، حيث يقف شامخاً مقابل مدينة أملج، ويبعد عنها نحو 18 كيلو متر، ويصل طوله من الشمال للجنوب 5.5 كيلو متر، وعرضه من الشرق للغرب 3.7 كيلو متر، ويصل ارتفاعه لحوالي 200 متر فوق سطح البحر. وقد سكن الجبل قديماً أناس من أهالي أملج، وكانت به مزارع وآبار صغيرة، وفي بعض السنين كانت تنقل له قطعان الغنم للرعي، فهو عبارة عن سلسلة من الجبال بينها شعبان وتتوفر فيه بعض أنواع النباتات، ويمكن وصف الجبل على أنه جزيرة بها جزء ساحلي كبير في الجانب الشرقي، وتمتد السلسلة الجبلية من الجنوب للغرب وتميل للجهة الغربية، وطبيعة الجبل جيرية والساحل عبارة عن رمال بيضاء تكونت من فتات القواقع بأنواعها المختلفة، فكونت مزيجا من الإبداع، كما تنتثر القبور في الجزء الشرقي من الجبل مما يعطي دلاله بأنه كان مسكونا ولفترات طويلة.
أما الأديب والمهتم بشؤون أملج محمد حامد السناني فيقول: جزيرة جبل حسان تصنف على أنها من الجزر الكبيرة والمعروفة في البحر الأحمر، وتبلغ مساحة الجبال 6 كلم طولا، و4 كلم عرضا، وتضاريسه عبارة عن سهل ساحلي ممتد؛ من الشرق والجنوب جبل، ومن الشمال والغرب يتخلله بعض الأودية، والى الجوار منه من الجهة الغربية ولا تبعد عنه إلا 300م تقريبا جزيرة لبنة، وهو متصل بجزر الفوايدة، ومن الشمال تفصله بعض الفصام المعروفة، ويقع بمحاذاة لمحافظة أملج من الغرب، ويبعد عنها 25 ميلا بحريا، ويفصله عن املج جزيرة أم سحر إلى الجنوب قليلاً، ومليحة إلى الشمال منه.
ويضيف السناني قائلا: سمي «جبل حسان» بهذا الاسم نسبة لقبيلة «الحساسنة»، وهي قبيلة عريقة ومعروفة وهي بطن من بطون جهينة. وللقبيلة فيه ملكية قديمة، والآثار الموجودة به تدل على ان الجبل سُكن، واستغل في العهد الروماني القديم، واستخرج منه الزجاج. وفي عهود ما بعد الإسلام استوطن وعاشوا به من أهالي محافظة أملج خاصة في فصل الشتاء لوفرة المراعي به، ويوجد عدد من الآبار القديمة أيضا، ولم يتم حتى اليوم اكتشاف كامل للجبل لمساحته الكبيرة، وقد ورد ذكره في العديد من المصادر التاريخية، ويمكن أن يكون متنفسا سياحيا هاما مستقبلا إذا ما تم الاهتمام به
.
أما العم أمين سنوسي رئيس طائفة الصيادين بمحافظة أملج فيقول: أن جبل حسان تحيط به المياه من جميع الجهات، وهو موقع سياحي رائع لمناظره الخلابة وشواطئه النظيفة، وتحيطه من جميع الجهات شعب مرجانية، وحوله مواقع لصيد الأسماك وهو شاسع المساحة.
ونقلا عن والدي رحمه الله أنه كان في قديم الزمان يقول لنا أنه ولأكثر من 80 سنة بعض قبائل جهينة يقومون بتربية المواشي من ابل وأغنام لترعى في الوادي، حيث نزول الأمطار في الأودية، وكانت الناس تسكنه بسبب قربه من معيشتهم لسد رمق جوعهم من البحر، حيث الأحياء البحرية والأصداف، ويقومون كذلك بتصديرها على خارج الحدود مثل السودان ومصر وغيرها عن طريق السفن الشراعية الكبيرة التي تزيد حمولتها عن 100 طن، كما توجد فيه آبار شرب كما تزرع الحبوب مثل القمح وغيره، والآن أصبح الجبل منطقة سياحية يأتيه الزوار من كل حدب وصوب من جميع مناطق المملكة، وبعد توحيد البلاد في عهد الملك عبدالعزيز واتساع سبل الرزق في المدن والضواحي نزلوا من جبل حسان جميعهم لتصبح هذه الجزيرة معلما سياحيا، ويصبح ميناء أملج هو الميناء الرئيسي، وتوجد حوله مناطق تكاثر الأسماك. ويتم الوصول إلى الجزيرة عن طريق سفن سياحية معدة للسياحة ومهيأة بأدوات السلامة، وتنطلق بتعليمات تطبق شروط حرس الحدود.
قصر الاماره القديم بأملج دمرته البحرية الإيطالية وأعاد بنائه الشريف فيصل
صحيفة أملج (طلال العنزي) :يعتبر قصر الأمارة القديم من أهم المعالم التاريخية بمحافظة أملج والتي شهدت أحداثا تاريخية قبل أكثر من مائة عام وإبان الحكم العثماني وأعيد بنائه الى الطراز المعماري الحديث بعد تدميره من قبل القوات البحرية الايطالية ، ويقع القصر في قلب المحافظة وأمام مينائها على هضبة مرتفعة للاستطلاع عن السفن القادمة الى الميناء في ذلك الوقت .
"صحيفة أملج" التقت بالباحث والمؤرخ بتاريخ أملج موسى نويفع الحمدي والذي بين بأن قلعة أملج تقع وسط البلدة شمال الميناء الحالي حيث تم بنائها عام 1304 بأمر من الحكومة العثمانية لتكون مركزاً للحكم ومقرا للحاكم والحامية العسكرية ، والتي بنيت من الصخور البركانية السوداء التي تم جلبها من موقع الحوراء الأثري شمال املج بشكل مستطيل يبلغ طوله 30 م وعرضه 25 م ، وللقلعة بوابة واحدة من الجهة الجنوبية يعلوها روشان يبلغ ارتفاعه 4 أمتار داخله درج حلزوني يصعد إلى أعلى الروشان للاستطلاع عن السفن القادمة إلى الميناء ، ويوجد بها عدة حجرات بعضها خاص بسكن الحاكم وبعضها لاستقبال الوفود وأخرى تستخدم كسجن .
ويضيف "الحمدي" : في عام 1336هـ تم تدمير القلعة تدميراً كاملاً من قبل القوات البحرية الايطالية حيث توجهت إليها سفينتان تسمى احدهما فوكس يقودها القبطان "بوبل" وتم قصفها بالمدافع حينما كانت بطريقها إلى ميناء ينبع البحر ، وبعد مرور شهرين من ذلك الحادث حضر إليها القبطان "بوبل" مع الضابط البريطاني لورانس ونزل على الشاطئ ورأى ما فعل بالقلعة حيث كان شديد الأسف على ذلك العمل وقال "إنني خجل جداً من تدمير هذا البناء الخزفي".
وتابع : كلًف الشريف فيصل بن حسين أهالي املج بإعادة بناء القلعة من جديد وقام بجلب بنائين من جده لإعادة إعمار القلعة ولكن البناء الجديد اختلف تماماً عن البناء القديم والذي بني على الطراز المعماري السائد في منطقة الساحل الغربي السعودي ، واستمر مقراً للحكومة العربية الهاشمية وحاكم أملج من الأشراف "محمد علي أبوشريان " وعرف عند أهالي املج حينها بقصر الشريف إلى أن زال حكم الأشراف ، ثم أعيد ترميمه في عام 1375 هـ وزيادة عدد الغرف بداخله وزيادة طابق ثاني في البناء حيث تم اتخاذه مقراً للأمارة وحاكم أملج ثم انتقلت منه الإمارة للمبنى الجديد في عام 1395 هـ إلى ان أسند الاهتمام به مؤخراً إلى هيئة السياحة والآثار .
![]()