لا تحزن
ربما من الصعب جدا أن لا تحزن, لأنك في الدنيا
وفي الدنيا كتب علينا فيها الشقاء "فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى"
فكل من كابد الدنيا لابد أن يشقى
لاتحزن ولن أحزن بإذن الله ...لأني مسافــر...
هل رأيت مسافرا يكترث بالقرية التي يمر عليها..؟
لن أحمل رزقي فوق ظهري لأن الله تكفل به
حتى عمري تكفل الله به...فلن اخشى عدوا ولا مرضا ولا شيـئا
فمتى ما حل الأجل؟...فلا مناص
لن أحزن... إذا خاصمني أحد فنبينا آدم عليه السلام قبل نفخ الروح خاصمه إبليس وكان له عدوا
فهناك من يعاديك لطبعه لا لطبعك
نوح عليه السلام...صنع ما ينجي به القوم فاتخذه القوم سخريا
سليمان عليه السلام...حارب السحرة فاتهمه الأعداء لأنه من السحرة
محمد عليه الصلاة والسلام...جاء لتوحيد القلوب فاتهمه القوم بالتحريض وتفريق القلوب.
هكذا بعض الناس يتهمونك بالذي أنت تحاربه
فلن أحزن إذا خاصمني أحد
لأن الأيام تجري..فمن أحبني فيومي يجري بدونه
ومن كرهني لن يغير في يومي شيــئا
لن أحزن...إذا وقعْت لا قدّر الله في فقر ...فإني لن أموت حتى استوفي رزقي
فالنبي عليه الصلاة والسلام قال: "للرزق أشد طلبا للعبد من أجله"
فلماذا أحزن على الرزق؟
لن أحزن لأني رأيت كل الدواب التي لا تعقل لا تحمل رزقها فوق ظهرها "وما من دابة في الارض إلا على الله رزقها"
فلماذا أجعل الرزق الذي تكفل الله به أكبر همومي
كنت في رحم أمي ..الله اطعمني وأسقاني حتى امي التي انا كنت في أحشائها لا تملك رزقي
لن أحزن..على الرزق أبدا..وقد أخرجت للدنيا لا اعلم شيــئا
وهداني الله النجدين والنطق والمشي
فلماذا احزن على رزقي؟
ونبينا عليه الصلاة والسلام خرج من بيته جائعا..لن احزن بإذن الله
لن أحزن:على مرض "وإذا مرضت فهو يشفين" فلن أحزن على مرض..فإن الله, نسب الأمراض لنا,
والشفاء له فإن أصابني مرض أعلم أن الشافي هو الله
وعافا أيوب عليه السلام من مرضه بالماء البارد رغم أن أيوب عليه السلام كان يرى الماء كل يوم
وشرب الماء لكن الله يهدي من يشاء لأسباب الشفاء لهذا لن أحزن على مرض بإذن الله كفارة لي
..تكفير من الخطايا لأني غاق بالخطاياريد الجنة وللجنة ثمن فلن احزن على مرض
أعظم مرض... هو مرض القلوب "في قلوبهم مرض" "فيطمع الذي في قلبه مرض"
أما مرض الاجساد...كفارة للخطايا أما مرض القلوب مجلبة للخطايا
فمن مرض بجسده فليقل الحمد لله : أصابني بما هو فاني ولم يصبني بما هو باقي "إلا من أتى الله بقلب سليم"
لهذا لن احزن على مرض بإذن الله
لن أحزن إذا ظُلمت فقد قرأت في كتب أهل الإسلام وأهل الكفر والكل يتفق على أن الظلم من أشد البلايا
فلن أحزن إذا ظُلمت: فإن المظلومين جلهم من الصالحين والظالم لا يعلم للصلاح طريقا
رب العباد حرم الظلم على نفسه ...ويأتي عبد من العباد يحلل الظلم له ولغيره
الظلم ظلمات: لن أحزن على ظلم يصيبني
فمريم عليها السلام انبتها نباتا حسنا, أحصنت فرجها, كفلها زكرياء
كل أسس التربية اجتمعت في مريم عليها السلام ..ومع هذا بمجرد طفل تحمله.."يا مريم لقد
جئت شيئا فريا" مجرد طفل تحمله "وقولهم على مريم بهتانا عظيما"
وجمعت أسس التربية الصالحة..فالصالح هو صالح لنفسه ولذاته ولمجتمعه إلا ان المجتمع بيت من
زجاج بمجرد أن يأتي رجل مجهول يقذف ويرمي عليك حجرا على سمعتك على اخلاقك في مجتمعك
ينهار عليك زجاج المجتمع ويقطعك إلى أشلاء.
لهذا لا تحزن على ظلم يقع عليك...فإن الله توعد بنصرالمظلوم وأقسم بذاته العليه: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين
وجعل للمظلوم دعوة مستجابة وسهاما لا تخطئ ونصر قريب فلماذا الحزن؟؟
لهذا لن احزن إذا رأيت الظالم يرتع لأني سمعت النبي عليه الصلاة والسلام يقول:" إن الله ليمللي للظالم حتى إذا أخذه لن يفلته" فاعلم أن الظالم له أياما, ومعدودة
لن احزن لتربص الحساد ولا تحزن لتربص الحساد
فالحاسد ناقم يرى كل نعمة عليك ثوبا من النار على قلبه
ونار الحاسد تشتعل بقلبه قبل أن تصل إليك لا تحزن وإن كثُر الحساد لأنك تعلم وأنا اعلم أن لكل
خطوة ضريبة ومن علا يُرى
لا تحزن لكل حاسد يتربص بك لأن الفضل بيد الله
والحاسد هو الذي سخط على امر الله...قبل أن يسخط على نعم الله عليك لأن الله هو الذي
أعطى وهو الذي منع
لا تحزن لان كانت تنام قرير العين والحاسد يتقلب بفراشه
لا تحزن لحاسد لانك تخرج لترى النعم وتقلب البصر بالنعم والحاسد يقلب البصر عليك
لا تحزن...أنت تسعى لرزقك وهو يسعى ليأخذ رزقه من رزقك
وهيهات.....إذا فاليحترق الحاسد
إن الله جعل الحاسد في كتابه في آخر استعاذة لعظيم شره
فقال الله في آخر السورة "