عنها حين تغيب
وعنها حين لا يبقى من الأثر ..أثر .. وحين تبدأ رائحة الفل بالرحيل رويدا رويدا
عن الأمكنة المتروكة لي وحدي
لا شكل للمكان الذي سرعان ما يتلوث بأنفاس الغرباء , وأصواتهم , ورنين هواتفهم ,
و إقتحام وجوههم للمرايا .
لا شكل لي ... ليستدل عليّ الأصدقاء , ضاع ملمحي بين تمويه الضباب ..
عنها حين تغيب ...
وتتركني لشيطاني يبارك لعناتي , ويصفق لي كلما خسرت المزيد من إمكانية
رحمة الله بي !
وحيد أنا بما فيه الكفاية لأضحك ..
مكتظ أنا بما فيه الكفاية لأبكي ..
عنها حين تغيب .. وعني حين أصير لا غالب ولا مغلوب
فقط شيء ما أفعله خلسة لأحيى
خلسة لأموت ..
خلسة عنها حين تغيب .. وخلسة عني حين أصير كضمير مستتر لا تقدير له.
لا مفر منها حين تكون أو لا تكون ...
غير الهروب إلى حيث من يغسلني كل مساء و يعصرني
و يتركني في النهار للشمس .. أن تفعل بي ما تشاء ..