جريدة الرياضية
عندما يتعاطف البعيد ماذا نقول عن القريب؟
كتب خالد قاضي مقالا عبر فيه بصدق عن تحقيق نادي حطين لبطولة المملكة للناشئين فكان السباق الى تغطية هذا الحدث .
والسؤال ماذا ينتظر حطين من ابناء منطقته؟
(صامطة) تقتحم الجغرافيا الكروية!
هذه المرة لن أكتب لكم عن مباراة الاهلي والاتحاد غداً، ولن أكتب عن قرار الجروان بطرد كريري ثم التراجع، وسأذهب بكم بعيداً عن الساحل الغربي والعاصمة الحبيبة إلى محافظة صغيرة في أقصى الجنوب في منطقة جازان الغالية على قلوبنا، حيث محافظة (صامطة)، التي سيحتفل شبابها عصر غد الخميس بأول بطولة كروية على مستوى السعودية يحققها صغار فريق حطين من صامطة، هذه القرية الصغيرة النائية عن الأضواء والتلفزيون وكاميرات الصحافة وعيون الإعلام الرياضي وحتى غير الرياضي.
وإذا كانت محافظة (صامطة) التي تبعد عن جازان ما يقارب الـ60 كم قد عرفت بأنها مدينة العلم في منطقة جازان، فإن كرة القدم التي يبدو أنها أصبحت أكثر شهرة من العلم قد وضعت (صامطة) على الخارطة الرياضية الكروية على المستوى السعودي وليس فقط على مستوى الخمسة أندية الأخرى الموجودة في جازان وهي التهامي واليرموك من أبو عريش والأمجاد من صبيا وبيش من بيش والصواري من جزيرة فرسان.
فالبطولة التي ستحتفل بها صامطة غداً الخميس أمام الطائي في مباراة لاتؤثر على فوز حطين بدوري الناشئين السعودي لكرة القدم، لاشك أنها تسجل باسم رئيس النادي ورجل الأعمال (فيصل بن هادي مدخلي)، وهو أستاذ الجغرافيا السابق الحاصل على درجة التفوق العلمي، والذي وضع صامطة كعلامة بارزة ومضيئة على جغرافيا الرياضة السعودية، ونجح في دعم ناديه مالياً بإنشاء الملاعب الجديدة وتقديم الحوافز المالية للجهاز التدريبي واللاعبين، حتى تحقق هذا الإنجاز في بطولة شاركت فيها أندية كبيرة لها أسماء جماهيرية رنانة وملايين تصرف، إلا أن المدخلي دخل بـ(حطين) التاريخ الكروي من أوسع الأبواب، ولاشك أن فوز فريق صغير ببطولة سعودية كروية ستكون انطلاقة نحو إعداد فريق من الكبار على مستوى الفريق الأول في المستقبل، وهذا ما نأمله، وأن يكون طموح حطين وحلم رئيسه (فيصل مدخلي) أكبر من بطولة ناشئين، وإن كانت خطوة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة.
* إن ما حققه فريق حطين هذا الموسم يذكرني بما حققه نادي الروضة من قرية (الجشة) التابعة للأحساء عندما صعد فريق الروضة إلى الدوري الممتاز لكرة القدم قبل عدة سنوات وهزم الاتحاد والأهلي في ذلك الوقت، لكن المشكلة بالنسبة للأندية الصغيرة إنها تملك مواهب كروية لكن تحتاج إلى مواصلة الدعم المالي، وجهود رئيس ناد مقتدر مالياً قد يفيد لموسم أوموسمين، ولكن الأهم الاستمرارية، فالدعم الجماعي مطلوب من أبناء المنطقة التي يكون منها الفريق، وإلا فإن المواهب ربما تموت أو تهاجر، خاصة أن شبح الاحتراف وإغراءات الأندية الكبيرة ستأكل المواهب في الأندية المغمورة.
وفي المقابل فإن التشجيع الإعلامي لهذه الأندية الصغيرة مطلوب من جميع القنوات الإعلامية المرئية والمقروءة، فهل تفكر القناة الرياضية السعودية في نقل مباشر لمباراة حطين أمام الطائي عصر غد الخميس من محافظة صامطة، والتي ستشهد تتويج أبطال حطين؟ وكذلك نقل مباشر لمباراة شباب الاتحاد أمام الاتفاق عصر بعد غد الجمعة، وهي المباراة التي قد تشهد تتويج الاتحاد ببطولة دوري الشباب لكرة القدم في حالة فوزه على الاتفاق؟
ولا أشك في حماس ورغبة الزميل عادل عصام الدين مدير القناة الرياضية في مشاركتي هذه الرغبة حتى لاتكون القناة حكراً على الكبار فقط.
|
 |
رد مع اقتباس
