احد القصائد الرائعه للشاعر الجميل عيسى جرابا
أَشْجَـاهُ بَعْـدَ الشَّـيْـبِ ذِكْــرُ شَبَـابِـهِ
وَبَـرَاهُ بَعْـدَ الوَصْـلِ فَـقْـدُ صِحَـابِـهِ
طَافَـتْ بِـهِ الذِّكْـرَى فَـبَـاتَ مُسَـهَّـداً
نَهْـبَ الأَسَــى وَاللَّـيْـلُ لَـيْـسَ بِـآبِـهِ
يَـشْـدُو وَلَــوْلا شَــدْوُهُ فِــي حَـالِــكٍ
دَاجٍ لَـكَــانَ الـهَــمُّ قَـــدْ أَوْدَى بِــــهِ
رِيْـحُ التَّـشَـوُّقِ مَــا تَــزَالُ تَنُـوْشُـهُ
حَتَّـى هَــوَى فِــي حُـزْنِـهِ وَعَـذَابِـهِ
فَجَعَتْـهُ أَحْـدَاثُ الـزَّمَـانِ بِـكُـلِّ مَــنْ
يَهْوَى وَغَاضَ الأُنْـسُ فِـي أَكْوَابِـهِ
وَسِـنِـيْــنُــهُ شَـيَّــبْــنَــهُ وَأَحَــلْــنَـــهُ
عَظْـمـاً تَـعَـرَّى مِــنْ جَمِـيْـلِ ثِيَـابِـهِ
ذَهَــبَ الـرَّبِـيْـعُ بِـزَهْــرِهِ وَرُوَائِـــهِ
وَأَتَــى الشِّـتَـاءُ بِثَـلْـجِـهِ وَضَـبَـابِـهِ
شَاخَتْ خُطَاهُ وَشَاخَتْ الطُّرُقُ الَّتِي
فِيْهَـا مَشَـى شَاخَـتْ عُيُـوْنُ رِغَابِـهِ
بَـلْ شَـاخَ نَبْـضُ فُــؤَادِهِ وَتَكَـسَّـرَتْ
سُفُـنُ الحَيَـاةِ عَلَـى عُبَـابِ مُصَابِـهِ
وَعَـلَـى فَــمِ الـذِّكْـرَى سُــؤَالٌ تَـائِـهٌ
مَــازَالَ مَلْهُـوْفـاً لِـحِـضْـنِ جَـوَابِــهِ
لَمْ يَحْتَمِلْ عَيْـشَ الغَرِيْـبِ وَلِلـرَّدَى
هَـــــمٌّ أَنَــــــاخَ بِــلُــبِّــهِ وَبِــبَــابِــهِ
دُنْـيَـاهُ قَــدْ غَــدَرَتْ بِـــهِ وَتَـنَـكَّـرَتْ
فَـغَــدَا بِـهَــا وَحُــضُــوْرُهُ كَـغِـيَـابِـهِ
عَهْـدُ المَشِيْـبِ أَتَـى كَلَيْـلِ المُبْتَـلَـى
وَمَضَى كَوَمْضِ البَرْقِ عَهْدُ شَبَابِهِ
قصيدة موغلة في الوجدان
شكرا لك