قضية ولا أبا التعليم لها
في زمن تتصارع به شتى الحضارات وترتقي به عدد كبير من المجالات الحياتية والمعرفية لا بد من نظرة فاحصة لما ستؤول إليه أيام الغد ... وذلك بمراجعة جدية لكثير من القضايا سواء على مستوى الإستراتيجيات ذات المدى الأبعد أو ما يخص الأمور الحياتية القريبة ...
وإن كان ذلك يجب بشأن المتطلبات الحياتية العامة ،، فمن باب أولى أن ينال التعليم
القدح المعلى من ذلك كله .
وأي أمر أجل من التربية وغرس البذرة الأولى في التركيبة الذهنية والنفسية بفلذات أكبادنا وغراس وطننا الغالي .. ( أطفال اليوم ورجال الغد )
أيها السادة .. قضية كبرى أصبحت ميدان تصارع ولا أغرب منه ! .. ترتفع به الأصوات وتحمر به الحدق ، ولا نتيجة ...
إنها القضية التي يعانيها كل مديري المراحل الإبتداية كل بداية عام دراسي جديد ..
ألا وهي : ( من سيعلم الصفوف الدنيا ) ؟؟؟ .. وبالأخص من سيكون فارس العام المدجج بأسلحة الصبر والتضحية ليكون معلم الصف الأول الابتدائي ؟؟؟!!!!
إنه كابوس حقيقي كما سميته ذات مرة .. يجثم على صدور الكثير من المعلمين ..
و لا أظن أن هذه القضية ستحل جذريا ، أو تنحو منحا آخر يؤتي ثماره أو يخرج من خلاله زكاة الأمانة المرجوة منه ...
إلا إذا كانت هناك رؤية جديدة من المقاعد العليا بالتعليم ، انطلاقا من الوزارة نفسها وانتهاء بالإدارات التعليمية .. وهل يمكن أن يكون في تخصصات الجامعات أو الكليات بند يختص بتعليم هذه المرحلة المهمة والخطيرة والتي تحتاج إلى جانب كبير من الخبرة من تأهيل نفسي وتربوي .. يتناسب ومتطلبات هذا السن الصغير ..
وهل للإدارات التعليمية رؤية في مسألة تكليف مؤهلين من المعلمين للقيام بهذا الدور، وإعطائهم محفزات ودورات تضمن لهم النجاح المؤكد في إتمام هذه الرسالة المقدسة من جانب ، وتحفظ ماء وجوه مديري المدارس الابتدائية من جانب آخر ... فلا ضرر ولا ضرار .. أو ( لا إحراج ولا تحريج )على حد قولي ؟؟!!!!..
عند ذلك تنتهي ( قضية الصفوف الدنيا ) والتي ذهب ضحية اكتئاب معلميها أو تهاونهم جيل كبير من أبنائنا .. خرجوا إلى الحياة بشهادات مريضة جلهم يفتقر إلى أساسيات التعليم قراءة وكتابة .
وختاما هل ستكون قضيتنا هذه محل نظر لدى المسئولين ، نرجو من خلالها أن ننتظر القادم الأجمل في انفراج للتصحيح والبناء عما قريب ..
أم هي قضية ولا أبا التعليم لها ...
حسين صميلي