المطر هطل مبكرآ تلك الليلة...
والعواصف الحزينة..
أضفت على الجو رعبا
تحطم قلبي من تلك السوداوية
وبدأ الرعب ينتقل إلى روحي
قوته تحطم القلب
ولكن ثمة نسيم يغزو المكان
قادم من المدينة..
شممته بقلبي
أعطاني قليلآ من الهدوء
حبست المطر والرياح
وأغلقت خلفها الباب
خلعت معطفها ووشاحها..
وجلست بجانب النار تحرك الحطبا
جعلت الدفء يسكن كوخي الصغير
نزعت قبعتها
حررت شعرها الأسود المبلول
إلى خصرها المجنون قد ذهبا
جرت جسدها نحوي
انحنت...
وضعت خدي على كتفها المكشوف
أضفت على المكان الجميل رهبا
كانت تتمتم أحبك.. أحبك
لاصوت يجيبها...
كأنها تغازل من لا يفهم العرب
متعبة جدآ كانت..
ضعيفة جدآ كانت..
فسفرها المضني لها غلبا
قالت بتعال خافت..
(أفتخر بأن أعطيك نفسي للأبد)
لكنها ماحركت مني العجبا
في الريح والأمطار قد جاءت
ليس في همها المال والذهبا
ولكم نظرت إلى عيونها لم أجد
غير حب لروحها نهبا
إنها تحبني لدرجة العبادة
إني متأكد من ذلك
قالت (جعلت قلبي يتفتق عشقآ)
قالت (جعلتني هالكة قاتله لنفسي فيك)
جعلتني وجعلتني وجعلتني
سكتت قليلآ...
وأنا متيقن في نفسي..
أنها لم تقل كذبا
لم أكن أعلم ماأفعل
تضاربت كل الموازين في رأسي
وفجأة وبلاشعور..
لففت شعرها على عنقها لفتين
وخنقتها
كنت أتوقعها تقاوم
لم تشعر بألم..
لم تصرخ..
لم تقاوم..
أغلقت عينيها..
كبرعم زهرة احتضن نحلة
ماتت مبتسمة..?!
في ملامحها الطيب والعجبا
فتحت عينها وجدتها تضحك علي
قبلت يدها الباردة
كأني أريدها لي وحدي
قتلتها ..
فأين حكام الهوى?
أين القضاة?
هذه جريمتي..
فليحكموا فيها
فأنا هنا
لن أغادر..
لن أرحل..
لن أقرر الهربا