الجنادرية 23 : جهات حكومية وقطاعات خاصة تكف يدها عن المهرجان .. ورجال الأمن يحفظون للجنادرية هيبتها في مشهد مميز
تقرير : سعود الشهراني
لم يكن مهرجان الجنادرية التسويقي مملاً بقدر ما أنه افتقد للكثير من الإبداع والتجديد الذي يبحث عنه الزائر خصوصاً وأنه يمثل ثقافة واحدة ، ويجمع مناطق متناثرة .
انطلقت (سبق) لتستوضح إيجابيات المهرجان فاتضح حماس الجمهور الذي بلغ الآلاف أثناء سيرهم من خلال طريق الثمامة نحو المهرجان باحثين عن التراث راغبين التجديد والخروج عن أجواء عصرية تكاد أن تضيق بهم الأحياء والطرق السريعة في الرياض ، فكانت جموع المركبات تبلغ مسافة أكثر من 5 كم عن المهرجان والجماهير تسير على الأقدام نحوه .
الطريق لا يتسع سوى لسيارات معدودة ، والرمال تصنع عاصفةً ملأت الأجواء أتربة رغم ذلك لم يتوانى الأطفال والشباب والشيب من الوصول إلى أرض الميدان بحثاً عن الحقيقة واستمتاع بالجنادرية .
قبل الوصول إلى البوابات تسمع الرقصات الشعبية متقطعة نوعاً ما فتنصدم بضعف التفاعل من قبل بعض المناطق وتتفاوت الجهود بينهم لتبقى الجهود محصورة في بعض الدوائر الحكومية إضافة إلى تواجد بعض المناطق دون الأخرى فتبقى العديد من الجماهير صامتة أمام مناطقهم النائية دون أي تفاعل يذكر ، وفي الجانب الآخر يبقى ميدان الجنادرية دون أي تحديث في ترميمه أو حتى تغطية واجهة الميدان بشيء يمكن أن يضمن أجواء بيئية مناسبة .
القطاع الخاص يقف صامتاً أمام مهرجان الجنادرية الذي صنعه خادم الحرمين الشريفين ليكون مهرجاناً عالمياً بإذن الله ولكن ما تراه من مؤشرات تشير بخوف إلى من يقف خلف افشاله أو حتى تمييعه في ظل النجاح الذي حققه طيلة الأعوام الماضية .
أمانة مدينة الرياض والتي عهدناها تهتم بالمسرحيين على خشبة المسرح تكف أياديها عن الثمامة ومتنزاهاتها وطرقها لتتركها مهملة بعيدة عن أحاسيس البيئة النظيفة ، ولم تكن الطرق فقط سيئة بقدر ما أن كانت الأوساخ والمرامي في مهرجان الجنادرية لا يجد مكان يمكن حفظها فيه بعيداً عن ضيوف المهرجان من أنحاء العالم والمملكة .
الاسعار ترتفع 100% بتصرف جهات غير معروفة داخل المهرجان القصد هو استغلال الموقف والإقبال الكبير الذي شهده المهرجان في حين لو كان لغرفة التجارة في الرياض دوراً تجاه توظيف الشباب ودعمهم للاستثمار داخله لكان الصواب هو ذلك .
الهيئة العليا للسياحة التي اعطتنا أملاً نحو شيئا من ألا شيء ولكنها هنا تقف صامتة نحو ثقافة دولة ومهرجان أمة دون أي تفاعل معه خصوصاً وأنها تصرف الملايين على ميزانية التسويق السياحي دون أي أثر ايجابي يمكن أن يثني عليه المراقبين في الجنادرية .
لم ترصد (سبق) تلك السلبيات بقدر ما أنها رأت تكاتف رجال الأمن في الموقف وحضورهم الفعال الذي أعطى المهرجان هيبته وحفظ له شيئاً من مميزاته ، إلى جانب ذلك الحضور الإعلامي الجيد نوعاً ما مع أنه دوماً ما يركز على معاني ضعيفة لا يمكن أن تكون هي الهدف الذي يمكن أن يعود بالفائدة على المهرجان .
تبقى الجنادرية ثقافة واحدة لشعب واحد حمل كلمة التوحيد لا يمكن أن تنفك عن مسطحات الثمامة ، ولا عن ذاكرة الأجيال لكنها تبقى الأمل الوحيد الذي يمكن أن يعبر من خلالها الشعب والمجتمع بأسره .
![]()