الخبر، الدمام: سعد العريج، سفر العزمان، مسفر العصيمي
حسم مقاول مشروع جسر الدمام أمر المسؤولية عن حادثة الانهيار التي وقعت أول من أمس، في جانب من الجسر وخلّفت قتيلاً واحداً وأربعة جرحى، حيث اعترف رئيس شركة الدرباس للمقاولات عبدالرحمن الدرباس بمسؤوليته الشخصية وشركته عمّا حدث، في مؤتمر صحفي عقده صباح أمس في مقرّ الشركة.
وأعرب الدرباس عن أسفه الشديد لما نال الضحايا، مؤكداً التزام شركته بحقوق العامل المتوفـّى وزملائه المصابين فيما يخصّ التعويضات حسبما تنصّ عليه أنظمة المملكة.
وقدم الدرباس شرحاً تفصيلياً لأسباب الواقعة من وجهة نظر شركته، موضحاً أن الانهيار وقع بسبب خطأ بشري تمثل في اصطدام إحدى الرافعات بالعصب الأسمنتي السادس في الجسر الخارجي للمشروع، وتسبب ذلك في حدوث ميول ضغط على العصب الأسمنتي السابع الخارجي.
وأضاف أن سائق الرافعة لم يتمكن من رؤية العمال الذين كانوا خلف العصب السابع ليحدث ما حدث عن طريق الخطأ البشري الخارج عن الإرادة. وقال: إن الجميع لم يتوقع وجود العمال في الجسر الخارجي خاصة بعد انتهاء أعمال صب الخرسانة.
وأشار إلى أن حالات الإصابة كانت بسبب هروب العمال من الموقع بسرعة خشية حدوث سقوط الأعصاب الأسمنتية. وقال: إن شركته تنفذ العديد من المشاريع دون الوقوع في أخطاء، ولديها اهتمام بوسائل السلامة حيث لم تسجل حالات إصابة في كل المشاريع التي نفذتها، على حدّ قوله.
وقد خصص الدرباس المؤتمر الصحفي لموضوع حادثة جسر تقاطع طريق الملك فهد بطريق الأمير نايف؛ لكنّ "الوطن" سألته عن بقية مشاريع الجسور والأنفاق التي نفذتها شركته في المدينة، ودورها ـ كمقاول ـ في الأخطاء التي تناولتها جهات مختلفة وصارت سبباً في مواجهات بين المجلس البلدي وأمانة الشرقية فرد بأن شركته سبق أن خاطبت أمانة المنطقة بوجود إشكاليات في التصاميم قبل الشروع في التنفيذ، لكنّ الأمانة لم توجه بشيء بعد ثلاثة خطابات وجهتها شركته لها.
وأوضح أن الأخطاء تصميمية وليست تنفيذية، مخلياً ساحة شركته من أية أخطاء تصميمية.
واختتم الدرباس حديثه بتقدير جهود الدفاع المدني في التعامل مع الحادثة، وتفقد الموقع بعد رفع الأنقاض، مشيراً إلى أن العمل في الجسر سوف يُستأنف يوم غد السبت، وقال إن شركته سوف تطلع أمين الشرقية المهندس ضيف الله العتيبي صباح غد أيضاً بكافة التفاصيل رسمياً.
ورغم تصريحات الدرباس؛ فإن أمين المنطقة المهندس ضيف الله العتيبي قال لـ"الوطن" إن الأمانة أوقفت المقاول عن العمل حتى انتهاء التحقيق في الحادثة، مشيراً إلى أن لجان التحقيق سوف تنهي عملها في حدّ أقصاه أربعة أيام، مضيفا أن حادثة الجسر لا تـُعد انهياراً للجسر، بل هي مقتصرة على أحد أطرافه فقط.
وحول القضية المتفاعلة حول أنفاق وجسور المدينة، قال العتيبي إن الأمانة ما تزال في انتظار نتائج التقارير النهائية لدراسة ملف الجسور والأنفاق المكونة من قبل فريق تشارك فيه وزارة الشؤون البلدية والقروية والأمانة وجامعة الملك فهد وشركات عالمية متخصصة.
وعلمت "الوطن" أن الأمين عقد اجتماعاً مغلقاً أمس حضره القياديون في الإدارات لمناقشة موضوعات لم تُفصح المصادر عن تفاصيلها، لكنها قالت إنها تتمحور حول قضية الجسور والأنفاق وبالذات حادثة أول من أمس.
وعلى صعيد آخر تأخرت أعمال المسح والتفقد لدى الدفاع المدني في الموقع، ولم يُتمكن من انتشال جثة العامل المتوفـّى إلا في الساعة الثامنة من صباح أمس. وأعاد مدير الدفاع المدني بالمنطقة اللواء حامد الجعيد تأخر انتشال الجثة أكثر من عشرين ساعة إلى وجود تضارب في المعلومات حول وجود ضحايا خلف الجزء المنهار من الجسر، وقال إن الفرق التسع التي عملت في الميدان أدّت عملها بحذر شديد خوفاً من زيادة عدد الضحايا المحتملين.
وفيما يخصّ الضحايا أكدت مصادر طبية في مستشفى الدمام المركزي استقرار العدد عند متوفى واحد تمّ إيداعه ثلاجة الموتى، وإصابة أربعة. وقالت المصادر إن اثنين من المصابين غادرا المستشفى، في حين لا يزال اثنان آخران تحت الرعاية الطبية، وأضافت أن العامل مصطفى أسد علي "هندي 30 سنة" خضع لجراحة عاجلة استمرّت حتى بعد منتصف ليل الأربعاء، وهو يخضع حالياً لمتابعة طبية دقيقة لمراقبة وضع ساقه وقدمه اليُمنى بعد إصابتهما بتهشم.