نقص الإنتباه والإضطراب الناجم عن فرط النشاط
أساليب فعّالـة للإستخـدام داخـل الحجـرة الصفيــة
--------------------------------------------------------------------------------
يؤثر الـتشتت اللانتباه و فرط الحركة على ما نسبته 3-5% من أطفال المدارس تقريبا0 وحالياً يعتبر هذا الإضطراب إضطراب عصبي نفسي يحتوي على مكونات جينية وراثية تتأثر بعوامل بيئية (باركلي ، 1998) 0 وعلى الرغم من خطوط وإتجاهات الباحث التي ظهرت وتبشر بالخير ، فإن أسباب الـتشتت اللانتباه و فرط الحركة تبقى غير أكيدة (باركلي ، 1998) وبالإضافة إلى المشاكل الناتجة عن الإصابة بالـتشتت اللانتباه و فرط الحركة والمتعلقة بالسلوكيات الفوضوية فإن الأطفال المصابين بالـتشتت اللانتباه و فرط الحركة غالباً ما يواجهون صعوبات ومشاكل أكاديمية أيضاً ، وتدل الدراسات التي اجريت على عينات من الأطفال أن ما نسبته 50% من الأطفال المصابين بالـتشتت اللانتباه و فرط الحركة يجب أن يخضعوا لبرامج التعليم الخاص والذين يندرج غالبيتهم تحت صعوبات التعلم اوالإضطرابات السلوكية (ريد ، ماج ، فازا ورايت 1994) ، ومع ذلك فإن الـتشتت اللانتباه و فرط الحركة لا يعتبر مشكلة تعليم خاص فقط 0 فإن معظم الأطفال المصابين به يدرسون ضمن المدارس العامة النظامية (ريد ، ماج ، فازا ورايت 1994) 0 ولذلك ، فإن العمل الفعّال مع الأطفال الذين يعانون منه يتطلب الإنتباه إلى التعليم العام وبيئتـه وبيئة التعليم الخاص 0
واليوم هناك إتجاه متعدد الوسائل لعلاج الـتشتت اللانتباه و فرط الحركة والذي يطبق ويلقى تأييداً واسعاً (مثال : باركلي 1998 ، دوبول وستونر 1994) 0 ويتضمن هذا النموذج أربعة مجالات رئيسية يتم فيه توجيه أسلوب التدخل وهي :
(أ) البيئة التعليميـــة 0
(ب) التشجيع على السلوكيات المناسبـة 0
(ت) الإدارة الطبية العلاجيــة 0
(ث) الخدمات الخاصة الدعم المقدم للاباءوالاطفال(مثال: الاستشارات، مجموعات الدعم المقدمة للاباء 0
امـا هـذه الدراسـة فستركـز علـى اول مجالـين فقـط :
البيئة التعليمية :
وتوجه نحو التلاعب بالبيئة الصفية في محاولة لمنع حدوث المشاكل السلوكية والهدف هنا تغيير بيئة الصف حتى تتناسب بشكل افضل مع احتياجات الطفل0 ولذلك فان التلاعب بالبيئة الصفية قد يعطي فرصة كبيرة للمدرس ليستغل وقته وجهده بشكل افضل (دنلاب ،كيرن 1993 ) 0
واضافة الى ذلك فان التلاعب بالبيئة الصفية امر عملي وسهل التطبيق ومهم جدا ويتطلب مجهود ووقت قليل من جانب المدرس 0 ويعتبر هذا من الاعتبارات الهامة خصوصا في الصفوف المنتظمة حيث يمتلك المدرسون وقتا محدودا 0 ففي الصفوف التي يتراوح عدد طلابها من 20-25 يصعب على المدرس واقعياً أن يكرس معظم وقته لطالب واحد 0 ومعظم البيئات الصفية تتضمن ثلاثة مجالات رئيسية هـي :-
أ ) البيئة والمحيـط الصفـي 0
ب) المهمـات والمـواد 0
ت) المنهـاج والتعليم 0
الجـدول رقم (1) يرينا بعض هـذه المجالات وجميعها للطلاب الذين يعانون من الـتشتت اللانتباه و فرط الحركة 0
البيئة والمحيط الصفـي :
ويعود هذا النوع إلى الممارسات في الإدارة الصفية والترتيب المادي للحجرة الصفيـة 0 فالتغيير في هذان الأمران قد يعود إلى نتائج حاسمة وآثار على سلوك الطالب 0 وهناك احتمال ان يحدث غير ذلك فالتعاون من شأنه أن يجعل إدارة الصف أسهل أو أكثر فعاليـة 0
الإدارة الصفيـة :
الهدف هنا هو أن نستخلص السلوكيات الجيدة من الطلبة ونزيد من تكرار حدوث هذه السلوكيات 0 فالقدرة على التصرف بشكل صحيح داخل الحجرة الصفية يعتبر متطلب ضروري لنجاح الطفل أكاديمياً 0 (والأطفال المصابين بالـتشتت اللانتباه و فرط الحركة يجب أن يوقفوا إذا كان الصف مزعجاً وغير مرتب ومضطرب و الأنظمة الثابتة والتوقعات 0 وحتى ينجح أولئك الأطفال يحتاج المدرسون إلى :
(أ) خلق أنظمة تعليمية منتظمة ومتوقعة وثابتـة 0
(ب) أن يتواصلوا مع طلابهم حول التوقعات المرجوة منهم 0
والأول سهل وبسيط وأمر مباشر جداً ويتعلق بكتابة جدول للنشاطات اليومية التي سيقسم إليها اليوم المدرس والمحافظة على هذا الروتين (بندر ومابشز ،1995 ، روبول وستونر 1994) 0 يجب ان يكون البرنامج اليومي واضح ومحدد يجب على المعلم ان يذكر ببعض التلميحات للاشياء التي سيحتاجها الطالب لبداية ونهاية النشاط0 مثلا ستحتاج الى كتاب القراءة وقلم رصاص الان 0 على المعلو ان يبرمج الوقت بحيث تكون المواضيع الاكاديمية والرئيسية والتي فيها تحديات في فترة الصباح والنشاطات التي لاتحتاج الى تركيز تكون ظهرا ، وبما ان الابحاث تشير الى ان تصرفات هؤلاء الاطفال تسوء خلال اليوم ( بفنر وباركلي ،1998 ) 0 لهذا السبب البرنامج المنظم يجب ان يلائم وضع الطفل اثناء قدرته على الاداء .وأفضل الممارسات نقترح أن يبدأ المدرسون بالنشاطات غير المرغوبة قبل القيام بالنشاطات التي يرغب بها الطلبة ، فالرياضيات يجب أن تأتي حصته قبل حصة القراءة 0
اما الإجراء الثاني فيتطلب من المدرس أن يقوم بتأسيس إجراءات وقوانين فعّالة ومناسبة وأن يراقب سلوكيات الطلبة بفعالية 0 الجدول رقم (2) يعطينا مؤشرات ودلائل لخلق قوانين صفية فعالة يوصي بها الباحث بين ورفاقه (بين ، راديتشي ، روزيلليني ، ديوتش مان ودارتش 1983) 0وهناك وسيلتين فعالتين على المدرس أن يستخدمهما لمراقبة الطالب وتزويده بالتغذية الراجعة (بيفينر وباركلي 1998) :-
01 ضع قطع من النقود في جيبك وانقلها في كل مرة تراقب فيها الطالب وتقدم له التغذية الراجعـة 0
02 إستخدم ساعة الوقف ، فعند توقفها سيتذكر المدرس أن يراقب السلوك ويقوم بتزويد التغذية الراجعـة 0
أما كيفية تقديم المدرسين للتغذية الراجعة فهو أمر مهم جداً 0 فقد بينت لنا الأبحاث عن الأطفال المصابين بالـتشتت اللانتباه و فرط الحركة أن القوانين الصفية الفعالة ينتج عنها تحسن في السلوك عندما تقرن هذه القوانين بالتعزيز الإيجابي والمديح الذي يقدمه المدرس للسلوكيات الإيجابية عند الطلاب وعندما يتجاهل العقاب القاسي عند إنتهاك القوانين (آكرو أوليري 1987 ، بيفيرني وأوليري 1987 ، بيفينر ، روزن وأوليري 1991) بالإرشادات التالية للعقوبات الفعّالـة :-
قم بمعاقبة الطالب بهدوء وبطريقة غير عاطفية (ويفضل أن تعاقبه على إنفراد وليس أمام الطلاب) 0
ضع العقاب بحـزم (مثال : اشتغل بمهمتك الآن) 0
اجعل العقاب مختصراً ومباشراً وإلاّ فإن الإنتباه قد يعزز السلوكيات غير المناسبة ويجلب إنتباه الطلبة 0
عاقب الطالب بمجرد حدوث السلوك السلبي 0
تجنب الخلط بين المديح والعقاب والجمل الإيجابية التي قد تعزز السلوكات السلبيـة 0
زد من فعالية العقـاب من خلال الإقتراب من الطالب ، التواصل الجسدي ، والنظر في عينيـه 0
بعد أن يتحسن سلوك الطالب ويثبت فعلى العقاب أن يخبو بشكل عام 0 وقد يحدث هذا أيضاً بشكل طبيعي ، وعندما يتحسن السلوك فإن العقاب غير ضروري أبداً بعدهـا 0
وبالإضافة إلى القوانين الصفية ، على المدرسين أن يكونوا قادرين على أن يوجهوا الطلاب بوضوح 0 فعلى الأطفال أن يفهموا ماذا يتوقع منهم أن يفعلوا إذا ما قاموا بإنجاز مهامهم بالشكل الصحيح .
وهذه بعض الإرشادات التي تساعد على إعطاء توجيهات فعّالـة :
إجذب إنتباه الطلبة قبل إعطائهم الإرشادات 0
إجعل الإرشادات قصـيرة وهادفـة 0
كن محـدداً إتجاه السلوك الذي تود أن يؤديـه الطالب 0
تجنب إعطاء أكثر من إرشاد في آن واحـد 0
إجعل الإرشادات واضحة دائمـاً 0
أعد الإرشاد على الطلبة ثلاث مـرات 0
تأكد من أن الطلاب قد فهمـوا ما تريده منهـم 0
وقد تكون عملية إنتقال الطالب من صف لآخر أو مجموعة لأخرى أو نشاط لآخر أو مادة لأخرى صعباً وهذا يسبب مشاكل كثيرة للطلاب المصابين بالـتشتت اللانتباه و فرط الحركة 0 هذه الأمور قد تكون مصدر كبير للسلوكيات الفوضوية ، وبإدارة مشاكل الإنتقال هذه بفعالية سيكون التعليم أكثر فعالية 0 ويقدم لنا الباحث ماستروبيري وسكرجز (1994) الوسائل المتعددة التاليه للتأكيد على الإنتقال السريـع :-
1) اجلس جانباً عندما تبدأ عملية الإنتقال ، مثلاً عندما يشرب الطلبة أو يبروا أقلامهم 0 وحدد أوقات معينة لقيام الطلبة بهذا الأمر حتى تقلل من حـدوث الفوضـى 0
2) أسس توقعاً من الطلاب أن ينتقلوا بسرعة من نشاط لآخر وقم بتعزيزهم عند إطاعة أوامـرك 0
3) أخبر طلابك أن أي وقت سيضيعوه من وقت الحصة خلال عملية الإنتقال سيتم إقتطاعه من وقت فرصتهـم 0
التنظيم المـادي :
ويعـود إلى عاملـين : الترتيب الحقيقي للصف وموقع الطالب داخل الحجرة الصفية 0 ويقترح باركلي وبيفيز(1998) أن الحجر الصفية المغلقة مناسبة أكثر من تلك المفتوحة للطلبة المصابين بالـتشتت اللانتباه و فرط الحركة لأن المفتوحة قد تسبب الكثير من المشاكل للأطفال لأنها تعطيهم فرص لعمل الفوضى 0 وحجم الصف أيضاً أمر ضروري جداً 0 فالصفوف المزدحمة سينتج عنها فوضى أكبر وبالتالي ضياع وقت المـدرس 0
فبإمكان المدرس أن ينظم أدراج الطلبة بطريقة تسمح لهم بحرية الإنتقال من درج لآخر دون إحداث أي ضجة أو إزعـاج 0من لإجراءات الأخرى إستخدام الأدراج الطويلة التي تمكن الطالب من الوقوف فيها بأريحية والعمـل 0ولا بد من إجلاس الطالبة بمكان قريب جداً من المدرس للسيطرة على الصف وإعطاء التغذية الراجعة الفعّالة 0 ولا بد ان توضع الأدراج بعيدة عن الشبابيك والأبواب وأي جهة يسمع منها أصوات قد تشتت الإنتباه ، كما يجب أن يبعد درج الطالب عن مكان وجود مبراة أقلام الرصاص 0 (بندر وماثز 1995) 0
المهمـة والمـواد :
وتتعلق بآثار المواد والمهمات على سلوك الطالب 0 فقد يصعب على المدرس أن يبقي الطالب الذي يعاني من الـتشتت اللانتباه و فرط الحركة منهمكاً معظم الوقت في أداء الواجبات الصفية بسبب ضعف الإشراف من قبل المدرس ، وفرص التواصل القليلة ، ولأن العمل المستقل يتطلب النظام والذي يشكل صعوبة للطالب المصاب بالـتشتت اللانتباه و فرط الحركة 0
والإبقاء على إنتباه الطلبة خلال النشاطات الجماعية أمر صعب أيضاً 0 فالطلبة المصابون بالـتشتت اللانتباه و فرط الحركة قد يظهرون مشاكل سلوكية كثيرة عندما لا يتجاوبون بفعالية أولا يتم تزويدهم بالتغذية الراجعة على الاداء 0 أما العوامل التي تؤثر على سلوك الأطفال المصابين بالـتشتت اللانتباه و فرط الحركة خلال المواد والمهمات فتشتمل على : صعوبة المهمه ، طول المهمه ، ومقدار ونوع التغذية الراجعة المقدمة خلال أداء المهمه 0 وهناك إستراتيجيات متعددة يمكن إستخدامها للتلاعب بهذه العوامـل 0
المنهاج وطريقة التدريس :
فما يدرّس وكيف يدرّس لهما تأثير كبير على سلوكيات الطلاب المصابين بالـتشتت اللانتباه و فرط الحركة 0 فالطلبة عادة يبدءون نشاطهم وحبهم للتعلم عندما نعلمهم أشياء قيمة في نظرهم ومرتبطة بما يهمهم (جلاسر 1992) 0 وفي حالة الطلبة المصابين بالـتشتت اللانتباه و فرط الحركة والذين يحتاجون إلى الكثير من التجهيز فإن هذا الأمر بالنسبة لهم غاية في الأهمية 0 ولكن المدرسين لا يملكون سلطة في تغيير المنهاج والتطوير على بعض مجالاته فالرياضيات والقراءة منهاجان ضروريان ولكن بإمكانهم أن يضيفوا أمور مشجعة للطلاب في منهاجهم الخاص 0
فبإمكان المدرس أن يقسم المنهاج إلى تقسيمات أسهل كما يمكن تقسيم المهمات إلى مهمات صغيرة نسبياً وتنظيمها جيـداً (هامل وآخرون 1993) 0
التحفـيز :
إن أداء وإنتباه الطلبة المصابين بالـتشتت اللانتباه و فرط الحركة يكون أكثر عندما يؤدون نشاطات ذات معنى بالنسبة لهم (مثال : دنلاب ، كيرن – دنلاب ، كلارك وروينز 1991، دنلاب ، وايت فيرا ، ويلسون وباناك 1996) 0 ولذلك لا بد للمنهاج أن يحتوي على أمور تهم الطلبة وتفيدهم في حياتهم اليومية 0 ويقترح الباحث زنتال عام 1993 أن بإمكان المهمات والواجبات المدرسية أن تكون أكثر تحفيزاً من خلال :
1) إضافـة التغييرات اللونية والشكليـة 0
2) المراوحة والتغيير في شكل تقديم الواجبات والمهمـات 0
3) تقديم المهمات بشكل يراوح بين ما يهم الطلبة بشكل كبير وما تتدنى أهميته بالنسبة للطلبـة 0
4) إستخدام المهمات التي تتطلب إستجابة حركية عكس تلك التي تتطلب إستجابات أكثر سلبيـة
الإنخــراط :
يعاني الطلاب المصابين بالـتشتت اللانتباه و فرط الحركة من مشكلة أو صعوبة الإبقاء على الإنخراط المعرفي خلال عملية التعليم التي تشمل مجموعة كبيرة من الطلاب ، فقد يفقدون إنتباههم خلال الحصة ، وبالتالي يلتفتون إلى القيام بالتصرف بسلوكيات فوضوية ومما يزيد المشكلة تعقيداً أن هناك مجموعة كبيرة من الطلبة المصابين بالـتشتت اللانتباه و فرط الحركة أيضاً يعانون من صعوبات التعلم (دوبول وستونر 1994) 0
وحتى نزيد من إنخراط الطلبة ، على المدرس أن يتأكد من أن الطلبة يستطيعون متابعة محتوى الدرس 0 ولتحقيق ذلك ، على المدرسين أن يقدموا المادة بمستوى مناسب من الصعوبة ، وأن يوضحوا الأهداف والنقاط الرئيسية التي يودون تغطيتها وذلك بتقديم المادة الجديدة بشكل تدريجي خطوة بخطوة ، وأن يوفرون النموذج الصحيح للأداء والإجراءات الجديدة ، وأن يراقبوا فهم الطلبة ، ويعدلوا في التعليمات وطريقة التدريس كلما تطلب الأمر ذلك ، وأن يقوموا بتوفير تغذية راجعة صحيحة 0 (ماستروبيري وسكرجز 1994) 0
وعلى المدرسين أيضاً أن يأخذوا بعين الإعتبار الصعوبات التي قد يواجهها بعض الطلبة المصابين بالـتشتت اللانتباه و فرط الحركة في القدرة على الإنتباه لأكثر من مهمة في آن واحد ان الإستماع للمدرس والقيام بأخذ الملاحظات قد يسبب مشكلة للطلبة المصابين بالـتشتت اللانتباه و فرط الحركة 0 وفي هذه الحالة على المدرس أن يراعي تزويد هؤلاء الطلبة بنسخة من المحاضرة وأن يستخدم المخططات التي تساعد الطالب على تنظيم ملاحظاته (لازاروس ، 1996) أو أن يقوم بتسجيل المحاضرات والحصص للطالب على شريط كاسيت أو أن يقوم أحد الأقران بأخذ الملاحظات ومن ثم تصويرها للطالب المصاب بالـتشتت اللانتباه و فرط الحركة 0
إن الطريقة التي يسلكها المدرس في التدريس قد تساعد على إيقاف الطالب المصاب بالـتشتت اللانتباه و فرط الحركة 0 فالإرشادات العامة تتضمن تقديم الدروس بطريقة وأسلوب تركيزي وحماسي ، وأن يتجنب المدرس المحاضرات الطويلة وأن يسمح للإستجابات الفعّالة النشطة من قبل الطلبة بشكل متكرر ودائم (بيفيز وباركلي 1998) 0 إن تزويد الطلبة بالفرص المتكررة لأن يجيبوا بدلاً من جلوسهم السلبي بينما هم ينتظرون فرصة لكي يجاوبوا يعتبر أمر حاسم لإبقاء الطلبة المصابين بالـتشتت اللانتباه و فرط الحركة منهمكين في الـدرس 0
إن واحد من الأساليب الفعالة يتضمن إستخدام بطاقات إجابة (هاوارد وآخرون 1996) 0 فقد تكون بطاقات الإجابة تتضمن نعم أو لا ، أو أ ب جـ للأسئلة ذات الإختيار المتعدد ، أو أنها ترتبط بمحتوى معين (مثال : أن تحمل كل بطاقة إسم معركة مشهورة) 0 وهذا من شأنه أن يمنح الفرصة لجميع الطلبة بأن يشاركوا بفعاليـة 0
ومن الأساليب البسيطة أيضاً والفعالة هو أن يسمح للطالب بإختيار نوع النشاط الذي يريد 0 وقد دلت الكثير من الدراسات على فعالية هذا الأسلوب في تقليل السلوكيات الفوضوية وتحسين أداء الطلبة للواجبات وإنهائها داخل الحجرة الصفية (دنلاب ، كيرن – دنلاب وآخرون 1991، دنلاب ، ديرزل وآخرون 1994 ، دنلاب ، وايت وآخرون 1996، باول ويلسون 1997) 0 فيتم إعطاء الطلبة قائمة تحتوي على مهمات مختلفة ويسمح لهم بأن يختاروا واحدة يرغبون بأدائها 0 ويتم إستقاء جميع المهمات من المنهاج المدرسي العام وأن تكون على مستوى مناسب من الصعوبة إن أداء الإختيارات يسمح للمدرس بأن يستخدم المنهاج الموجود دون أن يضطر لإجراء تعديلات 0 وقد يمكن ربط هذه المهمات بأساليب التدخل المعتمدة على الإقتصاد الرمـزي 0
اساليب التدخل المشجعة على السلوكيات المناسبة :
لا بد لأساليب التدخل من أن تركز على تقليل السلوكيات غير المناسبة وتعليم الأطفال سلوكيات بديلة تساعدهم على تحسين أدائهم الصفي (ريد وماج ، 1998) 0 وتقليل السلوكيات غير المرغوب بها لا يعتبر كافياً 0 فيما لم يتم إستبدالها بسلوكيات مناسبة ، فستحدث مشاكل من نوع آخر 0 ولا يوجد أسلوب تدخل واحد خاص للتعامل مع الطلبة المصابين بالـتشتت اللانتباه و فرط الحركة 0 وبعض الإرشادات العامة التي يجب أن توجد عند إستخدام أساليب التدخل مع الطلبة المصابين بالـتشتت اللانتباه و فرط الحركة تتضمن التالي : (دوبول وستونر 1994 ، بيفيفنز وباركيلي 1998) :-
أن تكون أساليب التدخل للسلوكيات المستهدفة من النوع الذي يؤثر على أداء الطالب الأكاديمي أو الإجتماعي الجيد 0 فلا بد من التركيز على السلوكيات المتعلقة بمعاملة الطلبة المصابين بالـتشتت اللانتباه و فرط الحركة 0
يحتاج الطلبة المصابين بالـتشتت اللانتباه و فرط الحركة إلى معززات غاية في القوة فإذا كانت المعززات كافية ، لن يجد الطالب صعوبة في المداومة على السلوك الإيجابي 0 وحتى نحدد أفضل المعززات ، يستطيع المدرسون تزويد الطلبة بقائمة من المعززات المحتملة وأن يسمحوا لهم بإختيار أي منها يفضل هؤلاء الطلبة 0 أو أن يقوم المدرسون بمراقبة المعززات التي يختارها الطلبة خلال النشاطات عندما يسمح لهم بالقيام بعملية إختيار تلك النشاطات (ماج 1999) 0
يجب أن تكون المعززات وما يترتب عليها ويلحق بها مباشرة ولحظية ، هذا مبدأ جيد جداً ومهم جداً مع الطلبة المصابين بالـتشتت اللانتباه و فرط الحركة والذين يعانون من مشكلة تأجيل المعززات 0
ومع مرور الوقت لا بد أن تنكمش قوة المعزز الممنوح للطلبة ، هذه الظاهرة صعبة جداً لمن يعانون من الـتشتت اللانتباه و فرط الحركة 0 وحتى نتجنب الوقوع في هذه المشكلة فقد يلجأ المدرسون إلى تغيير المعززات في كل فترة أو بين فترة وأخرى إذا وجدوا إنحرافات في السلوك 0 وعلى المربين أن يقوموا بعمل تقييم لهذه المعززات كل أسبوعين أو ثلاثـة (بيفيز وباركلي ، 1998) 0
على الأقل في بادئ الأمر ، يجب أن يتم تعزيز الطلاب المصابين بالـتشتت اللانتباه و فرط الحركة على اداء السلوك المستهدف حتى يزيد حدوث هذا السلوك (دوجلاس وباري 1983 ، باري ودوجلاس 1983) 0 فالتعزيز الإيجابي وحده قد يكون غير فعّال ما لم يتم ربطه بعقوبات بسيطة (بيفيز ، روزن ، وأوليري 1985 ، روزن ، أوليري ، وجويس ، كون وي وبيفيز 1984) 0 فلا بد من تقديم التعزيز الايجابي أولاً ومن ثم يتم تقييم فعاليته 0 وأخيراً ، تقدم العقوبات إذا لم يكن التعزيز الإيجابي وحده كافياً لتغيير السلوك 0
لا بد من توجيه المشاكل السلوكية ضمن البيئة التي تحدث فيها 0 فأساليب التدخل المعتمدة على المنزل أو تلك التي تدرس في بيئة واحدة (مثال : غرفة المصادر) والتي ينوي إستخدامها في بيئة أخرى (مثال : غرفة الصف المنتظمة) قد تكون غير فعّالـة 0
لا بد أن تكون المواد الأكاديمية مدمجة كجزء من العلاج ، فالكثير من الطلبة المصابين بالـتشتت اللانتباه و فرط الحركة يعانون من مشاكل أكاديمية والتي ترتبط مباشرة بمشاكل سلوكية أخرى 0 إن تحسين الأداء الأكاديمي قد ينتج عنه تقليل في السلوكيات غير المناسبة الأخرى 0 فالمشاكل المتمثلة بالرسوب أو الفشل في إكمال الواجبات ، او فقدان الواجب ، أو العمل غير المنظم يجب أن يتم التغاضي عنها بعض الأحيان 0
يجب أن يتم إنخراط الطالب بأكبر قدر ممكن من الواقعية ، فيستطيع الطلاب تزويدنا بمعلومات قيمة عن سبب حدوث المشاكل السلوكية (ريد وآخرون ، 1997) ، ويستطيعوا أن يقرروا أيضاً ما هي أكثر اساليب التدخل قبولاً ومناسبة لهم (إليوت ، ويت ، جوزيت جالفين وماو 1986) 0
ان الطلاب المصابين بال تشتت اللانتباه و فرط الحركة يشكلون مجموعة كبيرة ، والدراسات التي اجريت والمتخصصة بالغرف الصفية تعتبر قليليلة نسبيا ( دوبول وايكرت 1997 ) 0 فلا يوجد اسلوب تدخل واحد فعالا مع جميع الطلبة المصابين ب تشتت اللانتباه و فرط الحركة0 فجرعة واحدة ثابتة من العلاج قد لا تات بنفس النتائج مع جميع الطلبة الذين لديهم تشتت اللانتباه و فرط الحركة( دوبول وايكرت و ماك جوي ،1997 ) 0 فسلوك الطلاب لا يكون عشوائيا فجميع السلوكات تحدث ضمن السياق البيئي وتكون ذات هدف0وافضل النتائج عندما يستطيع المربون تحديد الهدف او الوظيفة التي يخدمها سلوك معين ( مثال : الهرب من مهمة مملة ، البحث عن تحفيز اكثر ، لفت الانتباه ) وأن يوائم بين السلوك واسلوب التدخل المناسب له، هذه العملية والتي نسميها التقييم الوظيفي قد اثبتت فعالية وهي الان ضرورية جدا (لمزيد من التفاصيل راجع دوبول وايرفن 1996 ،دوبول ،ايكرت وماك جوي 1997،ريد واخرون 1998 ) 0
وفيما يلي عرض لبعض اساليب التدخل التي اثبتت فعاليتها مع الطلبة المصابين بال تشتت اللانتباه و فرط الحركة وهي على التوالي :
1) تكلفة الاستجابة 0
وهي خسارة كمية محددة من التعزيز بناء على اداء سلوك غير مرغوب فيه او غير الملائم ، فهو مثل مخالفة المرور اذا خرجت عن معدل السرعة المحدد (سلوك غير ملائم )تخسر كمية محددة من المعزز ( نقود ) ، ان تكلفة الاستجابة من الاساليب القوية والتي تستخدم بسهولة وفعالة مع الاطفال الذين لديهم تشتت اللانتباه و فرط الحركة (رابورت،مارفي،وبيلي،1982( 0 انه مناسب للحالات التي يريد التقليل او الحد من السلوكات غير الملائمة ( مثل الضرب ، او الصراخ )0 *استخدم تكلفة الاستجابة عندما تفشل عند استخدام التعزيز الايجابي او اذا كان من ضروري تغيير السلوك في الحال ، ان تكلفة الاستجابة لن تخلق سلوك ملائما وانما تقلل من السلوك غير الملائم ،تكلفة الاستجابة لسلوك الملائم يرافقها اسلوب التعزيز الايجابي والذي صمم لزيادة السلوك الملائم ان خطوات استخدام تكلفة الاستجابة موضحة في جدول رقم 3 0
* عند استخدام تكلفة الاستجابة مع التلاميذ الذين لديهم تشتت اللانتباه و فرط الحركة يجب ان تتاكد المعلمة من وجود معززات قوية ،ويجب ان تنتبه انتكون حازمة غير رقيقة ، فالرقةيجب ان تكون عندما يظهر السلوك المحدد عندما المعلمة الطالب يجب ان لا تعطيه محاضرة فهذا ممكن ان يعزز السلوك غير الملائم فهو وسيلة تواصل لحال واقعي وتتابع بعده المعلمة 0 ان فعالية تكلفة الاستجابة يجب ان تقيم عن قرب اذا كانت ملائمة يجب ان تكون النتيجة مباشرهوالسلوك يقال انه تغير واذا لم تكن كذلك يجب على المعلم ان يعيد تقييم الاجراءات ومحاولة اسلوب اخر للتدخل.
2) فترات راحة TIME-OUT
اخراج الطالب من الصف( TIME-OUT ) عندما يقوم بسلوكات غير مناسبة 0
واذا اردنا ان يكون هذا الاسلوب فعالا لابد من الانتباه الى الامور التالية :
اولا: ان تكون الحجرة الصفية الاساسية ( وليس الحجرة التي يتم اخراج الطالب اليها ، هي مصدر تعزيز للطالب 0 وغير ذلك ، فان التعزيز لن يمنع الطالب ، فاذا كانت الحجرة الصفية مصدر ملل للطالب وغير فاعلة فان اخراجه منها يعتبر تعزيز له وقد يبحث الطالب عن وسائل تجعل المدرس يخرجه من الحجرة الصفية 0 ولذلك فان استراتيجية اخراج الطالب يمكن استخدامها بطريقة افضل عند ربطها بوسائل التعزيز الايجابية 0
ثانيا: قد يلجأ بعض الطلبة الذين لديهم ضعف انتباه ونشاط زائد " تشتت اللانتباه و فرط الحركة "الى التصرف بسلوكيات فوضوية كوسيلة للتهرب من اداء المهمات والواجبات او من المواقف غير السعيدة بالنسبة لهم 0 وفي مثل هذه المواقف فان استراتيجية اخراج الطالب من الحجرة الصفية سيكون غير فعال بل على العكس سيسمح له بالتهرب من اداء المهمة وبالتالي ستكون هذه الاستراتيجية بمثابة تعزيز فعال للسلوكيات غير المناسبة 0
3) الاقتصاد الرمزي
ان الاقتصاد الرمزي يعطي الطالب مجموعة من القطع عند اداؤه للسلوكات مناسبة وهذه القطع تستبدل من المعلم باشياء يريدها ( مثل وقت للفسحة ، غداء ، حلوى ) ان اسلوب الاقتصاد الرمزي من الاساليب الممتازة لزيادة السلوك الملائم لطلبة ال تشتت اللانتباه و فرط الحركة والذين يحتاجون الى تعزيز كثير والذي يكون عادة في الصف 0 تم دراسة هذا الاسلوب في اللعديد من الدراسات ( دوبول وستونر ،1994 )وبنتيجة تحسن ممتازة ( روبنسون ونيوباي وجانزل 1981 )0 ممكن استخدامها لوحدها او مع اساليب اخرى وممكن استخدامها على الافراد او على اساس مجموعة كبيرة وممكن دمجها مع المناهج الاكاديمية مثل ممكن عمل نظام بنكي بحيث يكون الطلاب هم المحاسبين ( للقطع ) جدول رقم 5 يبين خطوات العمل في الاقتصاد الرمزي 0
4) تعليم الاقران
وهناك نوعين من انواع تعليم الاقران قد تم استخدامها مع الطلبة المصابين بال تشتت اللانتباه و فرط الحركة هي :
تعليم الاقران على مستوى الصف بشكل عام والتي يقوم بها الصف باكمله او مجموعات كبيرة بالانقسام الى فرق تنافسية ، يقومون فيها باكتساب النقاط تبعا لتفوق ادائهم اليومي 0
التعلم عن طريق الاقران النظامي :
وقد اثبت كلا الاسلوبين فعاليتهما مع الطلبة المصابين ب تشتت اللانتباه و فرط الحركة فهما قد يسببان زيادة في استجابات هؤلاء الطلبة اكاديميا والانتباه للمهمات والواجبات ، والتعلم الاكاديمي وزيادة وتقليلفي نفس الوقت من السلوكيات غير المناسبة ( دوبول وهننجتون، 1993 ،دوبول ،ايرفن ،هوك وماك جوي 1998 ) ، (لوك وفوكس 1995 ) وقد يفيد هذا الاسلوب المدرس ايضا بحيث لن يكون بحاجة لمراقبة الطلاب دائما وان يستغل الوقت هذا بتوجيه وتعليم الطلاب ضمن مجموعات صغيرة 0
5) ملاحظات المدرسة التي تؤخذ مع الطالب للمنزل ويتم توقيعها من قبل اولياء الامور 0
أساليب التنظيم الذاتي :
وتشتمل المراقبة الذاتية والإدارة الذاتيـة 0
المراقبة الذاتيـة :-
وتعبر عن أسلوب إتباع الطلاب لمراقبة إذا ما كان فعلاً يقوم بأداء المهمات المطلوبة منه ويتصرف كما يجب أم لا لما يقوم الطالب بإحصاء نتائجه بنفسه 0وقد يستخدم هذا الأسلوب مع إحداث تغييرات بسيطة مع الطلبة بالـتشتت اللانتباه و فرط الحركة فقد يواجه المدرسون مشكلتين محتملتين همـا:
(1)حيث أن الطلبة يجب أن يقوموا بتقييم أنفسهم وتسجيل أدائهم لوحدهم لفترات متكررة ، فإن طول هذه الفترات قد يكون عظيم وبالتالي فإن أداء الطالب سينحرف (باركلي وآخرون 1980)
(2) قد لا يقوم الطلاب بتنفيذ أو أداء هذه الإجراءات بشكل ثابت أو صحيح .
الإدارة الذاتيـة :-
وتجمع بين تقييم المدرس وتقييم الطالب لنفسه 0 وقد أثبتت هذه الأساليب فعاليتها في تقليل السلوكيات الفوضوية وهي مناسبة لبيئتي التعليم الخاص والحجر الصفية المنتظمة ، ويقبل بها الطلاب والمدرسين معاً (هنشو وفيلينيك ، 1992 ، هوف ودوبول ، 1998) 0 وعند تطبيق هذا الأسلوب ، على الطالب أن يتفهم العلاقة بين السلوك والنسبة المعطاة لـه 0 وقد استخدم هوف ودوبول هذا التدريج عام 1998 كالتالي :
5 = ممتاز. إتباع جميع القوانين خلال كامل الحصة 0
4 = جيد جداً . ضعف بسيط واحد ولكن اتبع الطالب جميع القوانين لبقية مدة الدرس 0
3 = معتدل . اتبع الطالب القوانين في معظم وقت الحصة دون هجوم أو إعتراض حقيقي 0
2 = أقل من المعدل. لقد انتهك الطالب قانوناً أو أكثر إلى درجة أصبح معها السلوك غير مقبـول.
1 = ضعيف. لقد انتهك الطالب قانوناً أو أكثر لمعظم فترة الدرس ، وكان سلوكه العام غير مقبول أبـدا.ً
صفر = غير مقبول كلياً . لقد انتهك الطالب قانوناً أو أكثر طوال فترة الدرس .
=-( يتبع )=-