(ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكى)
--------------------------------------------------------------------------------
(ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكى)
الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على من أتى بالحق المبين , فأنار البصائر , وعم السرائر,
فكان هديه مع الأيام دائر , فمن أراد الفوز والنجاة , صار على دربه واتبع هداه . فتعلق في أطواق الفلاح والنجاة.
يقول الحق تبارك : (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكى) الكثير منا من يمر على آيات الله مر خاطفا خال من التدبر والتفكر ويأخذ اللفظ على محموله فيحينما نقرأ هذه الآية نبدأ بذكر الله باللسان (لا إله إلا الله) ولا نتفكر في قواعد البيان ففي هذه الآية العظيمة رسالة كبيرة لعدة واجبات
تقتضيها قواعد الإيمان الفعلي يقول بن كثير في تفسير هذه الآية(ومن أعرض عن ذكري" أي خالف أمري وما أنزلته على رسولي أعرض عنه وتناساه وأخذ من غيره هداه فإن له معيشة ضنكا أي ضنك في الدنيا فلا طمأنينة له ولا انشراح لصدره بل صدره ضيق حرج لضلاله وإن تنعم ظاهره ولبس ما شاء وأكل ما شاء وسكن حيث شاء فإن قلبه ما لم يخلص إلى اليقين والهدى فهو في قلق وحيرة وشك فلا يزال في ريبة يتردد فهذا من ضنك المعيشة).
والعرض المتاع ( يبتغون بذلك عرضاً من الدنيا؛ فضلوا من قبل وأضلوا كثيراً وضلوا عن ...)
والعرض الإبتعاد وذكر العرض بهذا اللفظ يحمل منحى بياني وجب الوقوف عليه وتدبره أكثر من ما تحمله لفظة الإبتعاد قد يزيد في الإصراف على ملذات الدنيا والإنصراف بها كمغريات عن كتاب الله سبحانه وعدم العمل بما جاء فيه فكل أحكام الشارع واجبة التنفيذ بالقول والفعل ومطالبة بها جموع الأمة (والله لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به) أو كما قال عليه السلام .
فذكر الله هو كتابه قال تعالى في سورة الحجر: إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون. ...
والإعراض يعني التلهي بأمور الدنيا وبقوانيها الوضعية والإبتعاد عن قوانين المشرع الخالق .
والضنكى: هي صفة على وزن فعلى والضنك كما جاء في اللسان:الضَّنْكُ: الضِّيقُ من كل شيء، الذكر والأُنثى فيه سواء، ومعيشة ضَنْكٌ ضَيِّقة. وكل عيش من غيرِ حلِّ ضَنْك وإن كان واسعاً. وفي التنزيل العزيز: ومن أَعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضَنْكاً؛ أي غير حَلال؛ قال أبو إسحق: الضَّنْك أَصله في اللغة الضِّيقُ والشدَّة، ومعناه، والله أعلم، أن هذه المعيشة الضَّنْك في نار جهنم، قال: وأكثر ما جاء في التفسير أنه عذاب القبر؛ وقال قَتادة: معيشةً ضَنْكاً جهنم، وقال الضحاك: الكسب الحرام، وقال الليث في تفسيره: أَكلُ ما لم يكن من حلال فهو ضَنْكٌ وإن كان مُوَسَّعاً عليه، وقد ضَنُك عيشُه. والضَّنْك: ضَيق العيش. وكلُّ ما ضاق فهو ضنْك. والضَّنيكُ: العيش الضَّيِّقُ، والضَّنيك المقطوع. وقال أَبو زيد: يقال للضعيف في بدنه ورأيه ضَنِيك. والضَّنِيك: التابع الذي يَعْمَل بخُبْزِه.
وضَنُك الشيءُ ضَنْكاً وضَنَاكة وضُنُوكة: ضاق. وضَنُك الرجلُ ضناكة، فهو ضنيك
والضننك له معان كثيرة تصب جميعها فيما يخدم الغرض والحث على الحكم بما أنزل الله .( وأن الحكم إلا لله) فاللذي خلق هو الأعلم بما يليق بالمخلوق وبأحواله وبمى ينفعه ويضره والله ورسوله أعلم
للفائدة نقلته لكم