خُلقنا في هذه الدنيا نُسيّر ونُخيّر .. ولانعلم ماهو مكتوب لنا ومقدّر .. ولله الحكمة في ذلك سبحانه ..
فوالله لو علمنا بما سنواجه من أقدار لما بقيت العقول ,., ولتفطّرت القلوب ..
بالأمس كنا أطفال
نلعب .. نلهو .. ونضحك ,, لم نكن نعلم ماذا سيواجهنا ..
جلّ تفكيرنا في اليوم الذي نعيشه , لانفكر في ماضٍ أو مستقبل , قلوبنا طاهرة ,بيضاء , محبة
لانكره أحدًا , وإن تخاصمنا لاتكاد تمر لحظات إلا وتعود القلوب وتتعانق ..
نظرات أعيننا كلها براءة , أحلامنا بسيطة ؛ نحلم بألعاب كثيرة , بحلوى لاتنتهي ..
حينما نتذكر هذه الذكريات نجدها مضحكة مبكية في آن واحد , ليتها أحلامنا بقيت هكذا ,
ولم يغيرها هذا الزمان القاسي , هانحن كبرنا وتحقق أحد أحلامنا , لكنه وللأسف حلم مزعج ,
رأينا للدنيا وجهًا آخر غير الذي ألفناه .. فلقد أفلت شمس طفولتنا فجأة ؛ ونحن غافلون عنها
فلم يتسنى لنا وداعها ,, ولا أمل في عودتها فليس أمامنا سوى هذه الدنيا المرّة ..
كبرنا .. وماذا جنينا ...؟! والله لم تقدّم لنا هذه الدنيا إلا الهم والحزن , شاهدنا فيها أصناف الناس
الغريبة , اكتشفنا أن الدنيا كالبحر فيه أسماك وحوت ,,
والآن بعدما تحقق هذا الحلم وذقنا مرارته , بالطبع سنرجو الله ألا تتحقق بقية الأحلام ,
لأننا أيضا إن شكونا الحال .. نطق من هم أكبر منا ( ليس بعد ,, لم تُريكم الدنيا شيئًا )
تغيرت نظرتنا للحياة بشكل كبير , كنا نرى في الدنيا السعادة والراحة ,, والآن لا والله
لإن الراحة بإذن الله في الآخرة ..
تزاحمنا الهموم والغموم .. وتضيق على أنفاسنا .. فنلفظ زفيرا كالسموم ..
وتحرق دموعنا الحارة الوجنات الناعمة ..
قلوبنا .. نحلت أجسامنا ,,مع هذا لاننكر أن في حياتنا أيامًا فرحنا فيها
وربما كانت أكثر من الأيام التي قست علينا , ولكن الأيام السعيدة تمرّ بسرعة عجيبة ,,
أما الأيام المؤلمة طوييييلة وكأنها سنوات , وكما قيل ( من كتاب لاتحزن لـ عائض القرني ) :
" دقيقة الألم يوم , ويوم اللذة دقيقة "
" ليلة السرور قصيرة , ويوم الهم طويل "
|
 |
رد مع اقتباس
