لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 79

الموضوع: نزار قباني والمجموعة الكاملة

العرض المتطور

  1. #1
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أبو فييه

    -

    أبو فراس
    تاريخ التسجيل
    04 2006
    المشاركات
    4,959

    نزار قباني والمجموعة الكاملة

    نزار قبانى

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    شاعر سورى ولد فى دمشق 21 مارس 1923
    تخرج من كلية الحقوق جامعة سوريا عام 1945
    التحق بالعمل الدبلوماسى فى الخارجية السورية ، وتنقل في سفاراتها بين مدن عديدة ، خاصة القاهرة ولندن وبيروت ومدريد ، وبعد إتمام الوحدة بين مصر وسوريا عام 1959 ، تم تعيينه سكرتيراً ثانياً للجمهورية المتحدة في سفارتها بالصين .
    وظل نزار متمسكاً بعمله الدبلوماسي حتى استقال منه عام 1966 .

    طالب رجال الدين في سوريا بطرده من الخارجية وفصله من العمل الدبلوماسي في منتصف الخمسينات ، بعد نشر قصيدة الشهيرة " خبز وحشيش وقمر " التي أثارت ضده عاصفة شديدة وصلت إلى البرلمان .

    كان يتقن اللغة الإنجليزية ، خاصة وأنه تعلّم تلك اللغة على أصولها ، عندما عمل سفيراً لسوريا في لندن بين عامي 1952- 1955.

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    الحالة الاجتماعية :
    تزوّج مرتين .. الأولى من سورية تدعى " زهرة " وانجب منها " هدباء " وتوفيق " وزهراء
    وقد توفي توفيق بمرض القلب وعمره 17 سنة ، وكان طالباً بكلية الطب جامعة القاهرة .. ورثاه نزار بقصيدة شهيرة عنوانها " الأمير الخرافي توفيق قباني " وأوصى نزار بأن يدفن بجواره بعد موته .وأما ابنته هدباء فهي متزوجة الآن من طبيب في إحدى بلدان الخليج .

    والمرة الثانية من " بلقيس الراوي ، العراقية .. التي قُتلت في انفجار السفارة العراقية ببيروت عام 1982 ، وترك رحيلها أثراً نفسياً سيئاً عند نزار ورثاها بقصيدة شهيرة تحمل اسمها ، حمّل الوطن العربي كله مسؤولية قتلها ..

    ولنزار من بلقيس ولد اسمه عُمر وبنت اسمها زينب . وبعد وفاة بلقيس رفض نزار أن يتزوج .

    وعاش سنوات حياته الأخيرة في شقة بالعاصمة الإنجليزية وحيداً .


    قصته مع الشعر

    بدأ نزار يكتب الشعر وعمره 16 سنة ، وأصدر أول دواوينه " قالت لي السمراء " عام 1944 وكان طالبا بكلية الحقوق ، وطبعه على نفقته الخاصة .

    له عدد كبير من دواوين الشعر ، تصل إلى 35 ديواناً ، كتبها على مدار ما يزيد على نصف قرن أهمها " طفولة .... ، الرسم بالكلمات ، قصائد ، سامبا ، أنت لي " .

    لنزار عدد كبير من الكتب النثرية أهمها : " قصتي مع الشعر ، ما هو الشعر ، 100 رسالة حب " .

    أسس دار نشر لأعماله في بيروت تحمل اسم " منشورات نزار قباني " .

    يقول عن نفسه :
    "ولدت في دمشق في آذار (مارس) 1923 بيت وسيع، كثير الماء والزهر، من منازل دمشق القديمة، والدي توفيق القباني، تاجر وجيه في حيه، عمل في الحركة الوطنية ووهب حياته وماله لها. تميز أبي بحساسية نادرة وبحبه للشعر ولكل ما هو جميل. ورث الحس الفني المرهف بدوره عن عمه أبي خليل القباني الشاعر والمؤلف والملحن والممثل وباذر أول بذرة في نهضة المسرح المصري.

    امتازت طفولتي بحب عجيب للاكتشاف وتفكيك الأشياء وردها إلى أجزائها ومطاردة الأشكال النادرة وتحطيم الجميل من الألعاب بحثا عن المجهول الأجمل. عنيت في بداية حياتي بالرسم. فمن الخامسة إلى الثانية عشرة من عمري كنت أعيش في بحر من الألوان. أرسم على الأرض وعلى الجدران وألطخ كل ما تقع عليه يدي بحثا عن أشكال جديدة. ثم انتقلت بعدها إلى الموسيقى ولكن مشاكل الدراسة الثانوية أبعدتني عن هذه الهواية.

    وكان الرسم والموسيقى عاملين مهمين في تهيئتي للمرحلة الثالثة وهي الشعر. في عام 1939، كنت في السادسة عشرة. توضح مصيري كشاعر حين كنت وأنا مبحر إلى إيطاليا في رحلة مدرسية. كتبت أول قصيدة في الحنين إلى بلادي وأذعتها من راديو روما. ثم عدت إلى استكمال دراسة الحقوق "

    وفي ربيع 1966 ، ترك نزار العمل الدبلوماسي وأسس في بيروت دارا للنشر تحمل اسمه ، وتفرغ للشعر. وكانت ثمرة مسيرته الشعرية إحدى وأربعين مجموعة شعرية ونثرية، كانت أولاها " قالت لي السمراء " 1944 ، وكانت آخر مجموعاته " أنا رجل واحد وأنت قبيلة من النساء " 1993 .

    نقلت هزيمة 1967 شعر نزار قباني نقلة نوعية : من شعر الحب إلى شعر السياسة والرفض والمقاومة ؛ فكانت قصيدته " هوامش على دفتر النكسة " 1967 التي كانت نقدا ذاتيا جارحا للتقصير العربي ، مما آثار عليه غضب اليمين واليسار معا.

    في الثلاثنين من أبريل1998 توفى واحد من أكبر شعراء العربية المعاصرين: نزار قباني.

    وقد طبعت جميع دواوين نزار قباني ضمن مجلدات تحمل اسم ( المجموعة الكاملة لنزار قباني ) ، وقد أثار شعر نزار قباني الكثير من الآراء النقدية والإصلاحية حوله، لأنه كان يحمل كثيرا من الآراء التغريبية للمجتمع وبنية الثقافة ، وألفت حوله العديد من الدراسات والبحوث الأكاديمية وكتبت عنه كثير من المقالات النقدية .

  2. #2
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أبو فييه

    -

    أبو فراس
    تاريخ التسجيل
    04 2006
    المشاركات
    4,959

    مشاركة: نزار قباني والمجموعة الكاملة

    محاولات لقتل امراءة لا تقتل

    وعدتك أن لا أحبك .. ثم أمام القرار الكبير جبنت
    وعدتك أن لا أعود .. وعدت
    وأن لا أموت اشتياقا .. ومت
    وعدت مرارا وقررت أن أستقيل مرارا.. ولا أتذكر أني ثقلت
    وعدت بأشياء أكبر مني.. فماذا غدا ستقول الجرائد عني
    أكيد ستكتب أني جننت
    أكيد ستكتب أني انتحرت
    وعدتك أن لا أكون ضعيفاً .. وكنت
    وأن لا أقول بعينيك شعراً .. وقلت
    وعدتك بأن لا وألا وألا
    وحين اكتشفت غبائي ضحكت

    * * *
    وعدتك أن لا أبالي بشعرك حين يمر أمامي
    وحين تدفق كالليل فوق الرصيف صرخت
    وعدتك أن أتجاهل عينيك مهما دعاني الحنين
    وحين رأيتهما تمطران نجوماً شهقت
    وعدتك بان لا أكون بأي مكان تكونين فيه
    وحين عرفت بأنك مدعوة للعشاء ذهبت
    وعدتك أن لا أحبك
    كيف و أين وفي أي يوم وعدت
    لقد كنت أكذب من شدة الصدق
    والحمد لله أني كذبت

    * * *
    وعدتك بكل برود وكل غباء
    بإحراق كل الجسور ورائي
    وقررت في السر قتل جميع النساء
    وأعلنت حربي عليك
    وحين رأيت يديك المسالمتين .. خجلت
    وعدتك بأن لا وألا وألا
    وكانت جميع وعودي دخان بعثرته في الهواء
    وعدت أن لا أتلفن ليلا
    وأن لا أفكر فيك حين تمرضين
    وأن لا أخاف عليك
    وأن لا أقدم ورداً
    وأن لا أبوس يديك
    وتلفنت ليلا على الرغم مني
    وأرسلت وردا على الرغم مني
    وعدتك بأن لا و ألا و ألا
    وحين اكتشفت غبائي ضحكت

    * * *
    وعدت بذبحك خمسون مرة
    وحين رأيت الدماء تغطي ثيابي
    تأكدت أني الذي قتلت
    فلا تأخذيني على محمل الجد
    مهما غضبت ومهما انفعلت
    ومهما اشتعلت ومهما انطفئت
    لقد كنت أكذب من شدة الصدق
    والحمد لله أني كذبت

    * * *
    وعدتك بأن أحسم الأمر فورا
    وحين رأيت الدموع تهرهر من مقلتيكي ارتبكت
    وحين رأيت الحقائب بالأرض
    أدركت بأنك لا تقتلين بهذه السهولة
    فأنت البلاد وأنت القبيلة
    وأنت القصيدة قبل التكون
    وأنت الدفاتر وأنت المشاوير وأنت الطفولة
    وعدت .. وعدت بإلغاء عينيك من دفاتر ذكرياتي
    ولم أكن أعلم أني سألغي حياتي
    ولم أكن أعلم أنك رغم الخلاف الصغير أنا وأنا أنت
    وعدتك أن لا أحبك
    يا للحماقة ماذا بنفسي فعلت
    لقد كنت أكذب من شدة الصدق
    والحمد لله أني كذبت

    * * *
    وعدتك أن لا أكون هنا بعد خمسة دقائق
    ولكن ..إلى أين أذهب ..؟!!
    أن الشوارع مغسولة بالمطر
    إلى أين أرحل ..؟!!
    أن مقاهي المدينة مسكونة بالضجر
    إلى أين أبحر وحدي ..؟!!
    وأنت البحار وأنت الخلوع وأنت السفر
    فهل ممكن أن أظل عشرة دقائق لحين انقطاع المطر ؟
    أكيد أني سأرحل بعد رحيل الغيم
    وبعد هدوء الرياح
    وإلا سأنزل ضيف عليك إلى أن يجيء الصباح
    وعدتك أن لا أحبك مثل المجانين في المرة الثانية
    وأن لا أهاجم مثل العصافير أشجار تفاحك العالية
    وأن لا أمشط شعرك حين تنامين ياقطتي الغالية
    وعدتك أن لا أضيع بقية عقلي
    إذا ما سقطي على جسدي نجمة حافية
    وعدت بكبح جناح جنوني
    ويسعدني أنني لا أزال شديد التطرف حين أحب
    تمام كما كنت السنة الماضية
    وعدتك أن لا أخبئ وجهي بغابات شعرك طيلت عام
    وأن لا أصيد المحار على رمل عينيك طيلت عام
    فكيف أقول كلام سخيف كهذا الكلام
    وعينيك داري ودار السلام
    وكيف سمحت لنفسي بجرح شعور الرخام
    وبيني وبينك خبز وملح وكب نبيذ وشدو حمام
    وأنت البداية ومسك الختام

    وعدتك أن لا أعود .. وعدت
    وأن لا أموت اشتياقا .. ومت
    وعدت بأشياء أكبر مني
    فماذا بنفسي فعلت ..؟!!
    لقد كنت أكذب من شدة الصدق
    والحمد لله أني كذبت


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    قانا

    1

    وجه قانا شاحب اللون كما وجه يسوع.
    و هواء البحر في نيسان,
    أمطار دماء, و دموع…

    2

    دخلوا قانا على أجسادنا
    يرفعون العلم النازي في أرض الجنوب.
    و يعيدون فصول المحرقة..
    هتلر أحرقهم في غرف الغاز
    و جاؤوا بعده كي يحرقونا..
    هتلر هجرهم من شرق أوروبا..
    و هم من أرضنا قد هجرونا.
    هتلر لم يجد الوقت لكي يمحقهم
    و يريح الأرض منهم..
    فأتوا من بعده ..كي يمحقونا!!.

    3

    دخلوا قانا..كأفواج ذئاب جائعة.
    يشعلون النار في بيت المسيح.
    و يدوسون على ثوب الحسين..
    و على أرض الجنوب الغالية..

    4

    قصفوا الحنطة, و الزيتون, و التبغ,
    و أصوات البلابل..
    قصفوا قدموس في مركبه..
    قصفوا البحر..و أسراب النوارس..
    قصفوا حتى المشافي..و النساء المرضعات..
    و تلاميذ المدارس.
    قصفوا سحر الجنوبيات
    و اغتالوا بساتين العيون العسلية!..

    5

    ….و رأينا الدمع في جفن علي.
    و سمعنا صوته و هو يصلي
    تحت أمطار سماء دامية..

    6

    كل من يكتب عن تاريخ (قانا)
    سيسميها على أوراقه:
    (كربلاء الثانية)!!.

    7

    كشفت قانا الستائر..
    و رئينا أميركا ترتدي معطف حاخام يهودي عتيق..
    و تقود المجزرة..
    تطلق النار على أطفالنا دون سبب..
    و على زوجاتنا دون سبب.
    و على أشجارنا دون سبب.
    و على أفكارنا دون سبب.
    فهل الدستور في سيدة العالم..
    بالعبري مكتوب..لإذلال العرب؟؟

    8

    هل على كل رئيس حاكم في أمريكا؟
    إن أراد الفوز في حلم الرئاسة..
    قتلنا, نحن العرب؟

    9

    انتظرنا عربي واحداً.
    يسحب الخنجر من رقبتنا..
    انتظرنا هاشميا واحداً..
    انتظرنا قريشياً واحداً..
    دونكشوتاً واحداً..
    قبضاياً واحداً لم يقطعوا شاربه…
    انتظرنا خالداً..أو طارقاً..أو عنترة..
    فأكلنا ثرثرة و شربنا ثرثرة..
    أرسلوا فاكسا إلينا..استلمنا نصه
    بعد تقديم التعازي و انتهاء المجزرة!!.

    10

    ما الذي تخشاه إسرائيل من صرخاتنا؟
    ما الذي تخشاه من (فاكساتنا)؟
    فجهاد الفاكس من أبسط أنواع الجهاد..
    فهو نص واحد نكتبه
    لجميع الشهداء الراحلين.
    و جميع الشهداء القادمين!!.

    11

    ما الذي تخشاه إسرائيل من ابن المقفع؟
    و جرير ..و الفرذدق؟
    و من الخنساء تلقي شعرها عند باب المقبرة..
    ما الذي تخشاه من حرق الإطارات..
    و توقيع البيانات..و تحطيم لمتاجر..
    و هي تدري أننا لم نكن يوما ملوك الحرب..
    بل كنا ملوك الثرثرة…

    12

    ما الذي تخشاه من قرقعة الطبل..
    و من شق الملاءات..و من لطم الخدود؟
    ما الذي تخشاه من أخبار عاد و ثمود؟؟

    13

    نحن في غيبوبة قومية
    ما استلمنا منذ أيام الفتوحات بريدا…

    14

    نحن شعب من عجين.
    كلما تزداد إسرائيل إرهابا و قتلا..
    نحن نزداد ارتخاء ..و برودا..

    15

    وطن يزداد ضيقاً.
    لغة قطرية تزداد قبحاً.
    وحدة خضراء تزداد انفصالاً.
    و حدود كلما شاء الهوى تمحو حدودا!!

    16

    كيف إسرائيل لا تذبحنا ؟
    كيف لا تلغي هشاما, و زياداً, و الرشيدا؟
    و بنو تغلب مشغولون في نسوانهم..
    و بنوا مازن مشغولون في غلمانهم..
    و بنو هاشم يرمون السراويل على أقدامها..
    و يبيحون شفاها ..و ......ا!!.

    17

    ما الذي تخشاه إسرائيل من بعض العرب
    بعد ما صاروا يهودا؟؟…


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    منشورَاتٌ فِدَائيّة على جُدْرَانِ إسْرائيل



    -1-

    لَنْ تجعلوا من شعبنا
    شعبَ هُنودٍ حُمرْ
    فنحنُ باقونَ هُنا ..
    في هذه الأرض التي تلبس في مِعْصَمها
    إسورةً من زهرْ
    فهذه بلادُنا
    فيها وُجِدنَا منذ فجر العمرْ
    فيها لعِبنْا.. وعشِقْنا.. وكتبنَا الشِعرْ
    مُشَرِّشُونَ نحنُ في خُلجانها
    مثلَ حشيش البحرْ
    مُشَرِّشُونَ نحنُ في تاريخها
    في خُبزها المرقُوقِ.. في زيتونِها
    في قمحها المُصْفَرّْ
    مُشَرِّشُونَ نحنُ في وجدانِها
    باقونَ في آذارها
    باقونَ في نيَسْاَنِها
    باقونَ كالحَفْر على صُلبانِها
    وفي الوصايا العشْرْ ...

    -2-

    لا تسكرُوا بالنصرْ
    إذا قتلتُمْ خالداً
    فسوف يأتي عَمْرو
    وإن سحقتُمْ وردةً
    فسوفَ يبقى العطرْ

    -3-

    لأنَّ ..... قُطعتْ يداهْ
    ولم يعُدْ يُتقنُ فنَّ السِحرْ
    لأنَّ ..... كُسِرتْ عصاهْ
    ولم يعُدْ بوسعه..
    شَقَّ مياه البحرْ..
    لأنَّكم .. لستُمْ كأمْريكا
    ولسنا كالهنود الحُمرْ
    فسوفَ تهلكونَ عن آخركم..
    فوقَ صحاري مِصرْ..

    -4-

    المسجدُ الأقصى . شهيدٌ جديدْ
    نُضيفهُ إلى الحساب العتيقْ
    وليستِ النارُ ، وليسَ الحريقْ
    سوى قناديلَ تُضيُْ الطريقْ ..

    -5-

    من قَصَبِ الغاباتْ..
    نخرجُ كالجنِّ لكمْ ..
    من قَصَبِ الغاباتْ
    من رُزَم البريد.. من مقاعد الباصاتْ
    من عُلَب الدخانِ ..
    من صفائح البنزينِ..
    من شواهد الأمواتْ
    من الطباشيرِ .. من الألواحِ ..
    من ضفائر البناتْ ..
    من خَشَب الصُلْبان..
    من أوعية البخُورِ ..
    من أغطية الصلاةْ
    من وَرَق المصحفِ ، نأتيكُمْ ..
    من السُطُور والآياتْ
    لن تُفْلتوا من يدنا ..
    فنحنُ مبثوثونَ في الريحِ ..
    وفي الماءِ ..
    وفي النباتْ ..
    ونحنُ معجونونَ ..
    بالألوانِ والأصواتْ ..
    لن تُفْلتوا ..
    لن تُفْلتوا ..
    فكلُّ بيتٍ فيه بندقيةٌ
    من ضفَّةِ النيل إلى الفُراتْ

    -6-

    لنْ تستريحوا مَعَنا ..
    كلُّ قتيلٍ عندنا ..
    يموتُ آلافاً من المرَّاتْ ...

    -7-

    إنتبهوا ! ..
    إنتبهوا ! ..
    أعمدةُ النور لها أظافر
    وللشبابيكِ عيونٌ عشرْ
    والموتُ في انتظاركمْ
    في كلِّ وجهٍ عابرٍ ..
    أو لَفْتةٍ .. أو خصْرْ
    الموتُ مخبوءٌ لكمْ
    في مِشْط كلِّ امرأةٍ
    وخُصْلةٍ من شَعرْ ...

    -8-

    يا آلَ إسرائيلَ .. لا يأخذْكُمُ الغرورْ
    عقاربُ الساعات إنْ توقّفتْ
    لا بُدَّ أن تدورْ
    إنَّ اغتصابَ الأرض لا يخيفُنا
    فالريشُ قد يسقُطُ عن أجنحة النسورْ
    والعَطَشُ الطويلُ لا يخيفُنا
    فالماءُ يبقى دائماً في باطن الصخورْ
    هزمتُمُ الجيوشَ .. إلاّ أنَّكمْ
    لم تهزموا الشعورْ ..
    قطعتُمُ الأشجارَ من رؤوسها
    وظلَّتِ الجذورْ ...

    -9-

    ننصحُكمْ أن تقرأوا ..
    ما جاءَ في الزَبُورْ
    ننصحُكمْ أن تحملوا توراتَكُمْ
    وتتبعوا نبيَّكُمْ للطورْ
    فما لكُمْ خبزٌ هُنا ..
    ولا لكُمْ حضورْ ..
    من باب كلِّ جامعٍ
    من خلف كُلِّ منبرٍ مكسورْ
    سيخرجُ الحَجَّاجُ ذاتَ ليلةٍ
    ويخرجُ المنصورْ ...
    إنتظرونا دائماً ..
    في كُلِّ ما لا يُنْتَظَرْ
    فنحنُ في كلِّ المطاراتِ ..
    وفي كلِّ بطاقاتِ السَفَرْ
    نطلع في روما ..
    وفي زوريخَ ...
    من تحت الحجَرْ
    نطلعُ من خلف التماثيلِ ..
    وأحواضِ الزَهَرْ
    رجالُنا يأتونَ دونَ موعدٍ
    في غَضَبِ الرعدِ .. وزخَّاتِ المطَرْ
    يأتونَ في عباءة الرسُولِ ..
    أو سيفِ عُمَرْ
    نساؤنا
    يرسمنَ أحزانَ فلسطينَ.. على دمع الشجَرْ
    يقبرنَ أطفالَ فلسطينَ.. بوجدان البشَرْ
    نساؤنا ..
    يحملنَ أحجارَ فلسطينَ ..
    إلى أرض القَمَرْ ....

    -11-

    لقد سرقتُمْ وطناً ..
    فصفَّقَ العالمُ للمُغامَرَهْ..
    صادرتمُ الألوفَ من بيوتنا
    وبعتُمُ الألوفَ من أطفالنا
    فصفَّق العالمُ للسماسرَهْ
    سرقتُم الزيتَ من الكنائسِ..
    سرقتُمُ المسيح من منزله في الناصرَهْ
    فصفّق العالمُ للمغامَرَهْ ..
    وتنصبُونَ مأتماً
    إذا خَطَفنا طائرَهْ ...

    -12-

    تذكَّروا ..
    تذكَّروا دائماً
    بأنَّ أَمْريكا –على شأنِها-
    ليستْ هي اللهَ العزيزَ القديرْ
    وأنَّ أَمْريكا –على بأسها-
    لن تمنعَ الطيورَ من أن تطيرْ
    قد تقتُلُ الكبيرَ .. بارودةٌ
    صغيرةٌ .. في يد طفلٍ صغيرْ ..

    -13-

    ما بيننا .. وبينكُمْ
    لا ينتهي بعامْ ..
    لا ينتهي بخمسةٍ .. أو عشْرةٍ
    ولا بألفِ عامْ ..
    طويلةٌ معاركُ التحرير.. كالصيامْ
    ونحنُ باقونَ على صدروكمْ
    كالنَقْش في الرخامْ ...
    باقونَ في صوت المزاريبِ ..
    وفي أجنحة الحَمامْ
    باقونَ في ذاكرة الشمسِ ..
    وفي دفاتر الأيَّامْ
    باقون في شَيْطنة الأولاد.. في خَرْبشة الأقلامْ
    باقونَ في الخرائط الملوَّنَهْ ..
    باقونَ في شِعْر امريء القيس ..
    وفي شِعْر ابي تمَّامْ ..
    باقونَ في شفاه من نحبّهمْ
    باقونَ في مخارجِ الكلامْ ..

    -14-

    مَوْعدُنا حين يجيء المغيبْ ..
    مَوْعدُنا القادمُ في تل أبيبْ
    "نَصْرٌ من اللهِ .. وَفَتْحٌ قريبْ".

    -15-

    ليس حُزَيرانُ سوى ..
    يومٍ من الزمانْ
    وأجملُ الوُرودِ ما
    ينبتُ في حديقة الأحزانْ ....

    -16-

    للحزن أولادٌ سيكبُرُونْ
    للوجَع الطويل أولادٌ سيكبُرُونْ
    لمنْ قتلتمْ في حزيرانَ ..
    صغارٌ سوفَ يَكبُرُونْ
    للأرضِ ..
    للحاراتِ ..
    للأبواب.. أولادٌ سيكبُرُونْ
    وهؤلاء كلُّهُمْ ..
    تجمّعوا منذ ثلاثين سَنَهْ
    في غُرف التحقيق ..
    في مراكز البوليس.. في السجونْ
    تجمّعوا كالدمع في العيونْ
    وهؤلاء كلُّهمْ ..
    في أيِّ . أيِّ لحظةٍ
    من كلِّ أبواب فلسطينَ .. سيدخلونْ

    -17-

    وجاءَ في كتابه تعالى :
    بأنَّكمْ من مِصْرَ تخرجونْ
    وأنَّكمْ في تيهها ..
    سوفَ تجوعونَ وتعطشونْ
    وأنَّكمْ ستعبدونَ العِجْلَ.. دون ربِّكمْ
    وأنَّكمْ بنعمة الله عليكمْ
    سوف تكفرونْ ..
    وفي المناشير التي يحملها رجالُنا
    زدنَا على ما قاله تعالى
    سطريْنِ آخرَيْنْ :
    "ومن ذُرى الجولان تخرجونْ .."
    "وضَفَّة الأردُنِّ تخرجونْ .."
    "بقوّة السلاح تخرجونْ .."

    -18-

    سوفَ يموتُ الأعورُ الدجَّالْ ..
    سوفَ يموتُ الأعورُ الدجَّالْ
    ونحنُ باقونَ هنا ..
    حدائقاً ..
    وعطرَ برتقالْ ..
    باقونَ فيما رسمَ اللهُ ..
    على دفاتر الجبالْ
    باقونَ في معاصر الزيتِ
    وفي الأنوالْ ..
    في المدِّ .. في الجَزْر ..
    وفي الشروق والزوالْ
    باقونَ في مراكب الصيْدِ
    وفي الأصدافِ .. والرمالْ
    باقونَ في قصائد الحبِّ ..
    وفي قصائد النضالْ ..
    باقونَ في الشعر .. وفي الأزجالْ
    باقونَ في عطر المناديل ..
    وفي (الدبْكة).. و (الموَّالْ)
    في القَصَص الشعبيِّ .. في الأمثالْ ..
    باقونَ في الكُوفيَّة البيضاءِ ..
    والعقالْ ...
    باقونَ في مُروءة الخيْل ..
    وفي مُروءة الخيَّالْ ..
    باقونَ في (المِْهباج) .. والبُنِّ
    وفي تحيّة الرجال للرجالْ
    باقونَ في معاطف الجنودِ ..
    في الجراحِ .. في السُعالْ
    باقونَ في سنابل القمح ..
    وفي نسائم الشمالْ
    باقونَ في الصليبْ ..
    باقونَ في الهلالْ ..
    في ثورة الطُلاَّبِ.. باقونَ
    وفي معاول العُمَّالْ
    باقونَ في خواتم الخطْبةِ
    في أسِرَّة الأطفالْ ..
    باقونَ في الدموعْ ..
    باقونَ في الآمالْ ..

    -19-

    تِسعونَ مليوناً ..
    من الأعراب ، خلفَ الأفْقِ غاضبونْ
    يا ويلَكُمْ من ثأرهمْ..
    يومَ من القُمْقُمِ يطلعونْ ....

    -20-

    لأنّ هارونَ الرشيدَ .. ماتَ من زمانْ
    ولم يَعُدْ في القصرِ ..
    غلمانٌ .. ولا خِصْيانْ ..
    لأنَّنا نحنُ قتلناهُ ..
    وأطعمناهُ للحيتانْ ...
    لأنَّ هارونَ الرشيدَ ..
    لم يَعُدْ "إنسانْ"
    لأنَّهُ في تخته الوثير
    لا يعرفُ ما القدسُ ، وما بيسانْ
    فقد قطعنا رأسَهُ ..
    أمسِ ، وعلّقناه في بيسانْ
    لأنَّ هارونَ الرشيدَ .. أرنبٌ جبانْ
    فقد جعلنا قصرهُ
    قيادةَ الأركانْ ....

    -21-

    ظلَّ الفلسطينيُّ أعواماً على الأبوابْ
    يشحذ خبزَ العدل من موائد الذئابْ
    ويشتكي عذابَهُ للخالق التوَّابْ..
    وعندما ..
    أخرجَ من إسطبله حصانَهُ
    وزيَّتَ البارودةَ الملقاةَ في السردابْ ..
    أصبحَ في مقدوره
    أن يبدأ الحسابْ ...

    -22-

    نحنُ الذينَ نرسُمُ الخريطَهْ ...
    ونرسمُ السفوحَ والهضابْ
    نحنُ الذين نبدأ المحاكمَهْ
    ونفرضُ الثوابَ والعقابْ ..

    -23-

    العرَبُ الين كانوا عندكمْ
    مصدِّري أحلامْ ..
    تحوّلوا – بعد حزيرانَ – إلى
    حقلٍ من الألغامْ
    وانتقلتْ (هانوي) من مكانها
    وانتقلتْ فيتنامْ ...

    -24-

    حدائقُ التاريخ.. دوماً تُزْهِرُ
    ففي رُبى السودان قد ماجَ الشقيقُ الأحمَرُ
    وفي صحاري ليبيا
    أورقَ غصنٌ أخضَرُ
    والعَرَبُ الذي قلتمْ عنهُمُ تحجَّروا
    تغيّروا ..
    تغيّروا ..

    -25-

    أنا الفلسطينيُّ ..
    بعد رحلة الضيَاعِ والسرابْ
    أطلعُ كالعشْب من الخرابْ
    أضيء كالبرق على وجوهكمْ
    أهطلُ كالسحابْ
    أطلع كلَّ ليلةٍ
    من فسْحة الدار.. ومن مقابض الأبوابْ
    من ورق التوت.. ومن شجيرة اللبلابْ
    من بِرْكة الماء.. ومن ثرثرة المزرابْ ..
    أطلعُ من صوت أبي..
    من وجه أمي الطيّب الجذَّابْ
    أطلع من كلِّ العيون السود.. والأهدابْ
    ومن شبابيك الحبيبات، ومن رسائل الأحبابْ
    أطلعُ من رائحة الترابْ..
    أفتحُ بابَ منزلي..
    أدخله. من غير أن أنتظرَ الجوابْ
    لأنَّني السؤالُ والجوابْ...

    -26-

    مُحاصَرونَ أنتُمُ .. بالحقد والكراهيهْ
    فمِنْ هُنا.. جيشُ أبي عبيدةٍ
    ومن هنا معاويَهْ ..
    سلامُكُمْ ممزَّقٌ
    وبيتكُمْ مطوَّقٌ
    كبيت أيِّ زانيَهْ ..

    -27-

    نأتي بكُوفيَّاتنا البيضاء والسوداءْ
    نرسُمُ فوق جلدكمْ ..
    إشارةَ الفِداءْ
    من رَحِم الأيَّام نأتي.. كانبثاق الماءْ
    من خيمة الذلّ الذي يعلكها الهواءْ
    من وَجَع الحسين نأتي
    من أسى فاطمةَ الزهراءْ ..
    من أُحُدٍ .. نأتي ومن بَدْرٍ
    ومن أحزان كربلاءْ ..
    نأتي .. لكي نصحِّحَ التاريخَ والأشياءْ
    ونطمسَ الحروفَ ..
    في الشوارع العبرِيَّة الأسماءْ


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أبو فييه

    -

    أبو فراس
    تاريخ التسجيل
    04 2006
    المشاركات
    4,959

    مشاركة: نزار قباني والمجموعة الكاملة

    خمس رسائل إلى أمي


    صباحُ الخيرِ يا حلوه..
    صباحُ الخيرِ يا قدّيستي الحلوه
    مضى عامانِ يا أمّي
    على الولدِ الذي أبحر
    برحلتهِ الخرافيّه
    وخبّأَ في حقائبهِ
    صباحَ بلادهِ الأخضر
    وأنجمَها، وأنهُرها، وكلَّ شقيقها الأحمر
    وخبّأ في ملابسهِ
    طرابيناً منَ النعناعِ والزعتر
    وليلكةً دمشقية..
    أنا وحدي..
    دخانُ سجائري يضجر
    ومنّي مقعدي يضجر
    وأحزاني عصافيرٌ..
    تفتّشُ –بعدُ- عن بيدر
    عرفتُ نساءَ أوروبا..
    عرفتُ عواطفَ الإسمنتِ والخشبِ
    عرفتُ حضارةَ التعبِ..
    وطفتُ الهندَ، طفتُ السندَ، طفتُ العالمَ الأصفر
    ولم أعثر..
    على امرأةٍ تمشّطُ شعريَ الأشقر
    وتحملُ في حقيبتها..
    إليَّ عرائسَ السكّر
    وتكسوني إذا أعرى
    وتنشُلني إذا أعثَر

    أيا أمي..
    أيا أمي..
    أنا الولدُ الذي أبحر
    ولا زالت بخاطرهِ
    تعيشُ عروسةُ السكّر
    فكيفَ.. فكيفَ يا أمي
    غدوتُ أباً..
    ولم أكبر؟

    صباحُ الخيرِ من مدريدَ
    ما أخبارها الفلّة؟
    بها أوصيكِ يا أمّاهُ..
    تلكَ الطفلةُ الطفله
    فقد كانت أحبَّ حبيبةٍ لأبي..
    يدلّلها كطفلتهِ
    ويدعوها إلى فنجانِ قهوتهِ
    ويسقيها..
    ويطعمها..
    ويغمرها برحمتهِ..
    .. وماتَ أبي
    ولا زالت تعيشُ بحلمِ عودتهِ
    وتبحثُ عنهُ في أرجاءِ غرفتهِ
    وتسألُ عن عباءتهِ..
    وتسألُ عن جريدتهِ..
    وتسألُ –حينَ يأتي الصيفُ-
    عن فيروزِ عينيه..
    لتنثرَ فوقَ كفّيهِ..
    دنانيراً منَ الذهبِ..

    سلاماتٌ..
    سلاماتٌ..
    إلى بيتٍ سقانا الحبَّ والرحمة
    إلى أزهاركِ البيضاءِ.. فرحةِ "ساحةِ النجمة"
    إلى تختي..
    إلى كتبي..
    إلى أطفالِ حارتنا..
    وحيطانٍ ملأناها..
    بفوضى من كتابتنا..
    إلى قططٍ كسولاتٍ
    تنامُ على مشارقنا
    وليلكةٍ معرشةٍ
    على شبّاكِ جارتنا
    مضى عامانِ.. يا أمي
    ووجهُ دمشقَ،
    عصفورٌ يخربشُ في جوانحنا
    يعضُّ على ستائرنا..
    وينقرنا..
    برفقٍ من أصابعنا..
    مضى عامانِ يا أمي
    وليلُ دمشقَ
    فلُّ دمشقَ
    دورُ دمشقَ
    تسكنُ في خواطرنا
    مآذنها.. تضيءُ على مراكبنا
    كأنَّ مآذنَ الأمويِّ..
    قد زُرعت بداخلنا..
    كأنَّ مشاتلَ التفاحِ..
    تعبقُ في ضمائرنا
    كأنَّ الضوءَ، والأحجارَ
    جاءت كلّها معنا..

    أتى أيلولُ يا أماهُ..
    وجاء الحزنُ يحملُ لي هداياهُ
    ويتركُ عندَ نافذتي
    مدامعهُ وشكواهُ
    أتى أيلولُ.. أينَ دمشقُ؟
    أينَ أبي وعيناهُ
    وأينَ حريرُ نظرتهِ؟
    وأينَ عبيرُ قهوتهِ؟
    سقى الرحمنُ مثواهُ..
    وأينَ رحابُ منزلنا الكبيرِ..
    وأين نُعماه؟
    وأينَ مدارجُ الشمشيرِ..
    تضحكُ في زواياهُ
    وأينَ طفولتي فيهِ؟
    أجرجرُ ذيلَ قطّتهِ
    وآكلُ من عريشتهِ
    وأقطفُ من بنفشاهُ

    دمشقُ، دمشقُ..
    يا شعراً
    على حدقاتِ أعيننا كتبناهُ
    ويا طفلاً جميلاً..
    من ضفائرنا صلبناهُ
    جثونا عند ركبتهِ..
    وذبنا في محبّتهِ
    إلى أن في محبتنا قتلناهُ...

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    القصيدة الدمشقية



    هذي دمشقُ.. وهذي الكأسُ والرّاحُ
    إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحـبِّ ذبّاحُ
    أنا الدمشقيُّ.. لو شرحتمُ جسدي
    لسـالَ منهُ عناقيـدٌ.. وتفـّاحُ
    و لو فتحـتُم شراييني بمديتكـم
    سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
    زراعةُ القلبِ.. تشفي بعضَ من
    عشقوا وما لقلـبي –إذا أحببـتُ- جـرّاحُ
    مآذنُ الشّـامِ تبكـي إذ تعانقـني
    و للمـآذنِ.. كالأشجارِ.. أرواحُ
    للياسمـينِ حقـوقٌ في منازلنـا..
    وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتـاحُ
    طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنـا
    فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
    هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ
    ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ و لمـاحُ
    هنا جذوري.. هنا قلبي... هنا لغـتي
    فكيفَ أوضحُ؟ هل في العشقِ إيضاحُ؟
    كم من دمشقيةٍ باعـت أسـاورَها
    حتّى أغازلها... والشعـرُ مفتـاحُ
    أتيتُ يا شجرَ الصفصافِ معتذراً
    فهل تسامحُ هيفاءٌ ..ووضّـاحُ؟
    خمسونَ عاماً.. وأجزائي مبعثرةٌ..
    فوقَ المحيطِ.. وما في الأفقِ مصباحُ
    تقاذفتني بحـارٌ لا ضفـافَ لها..
    وطاردتني شيـاطينٌ وأشبـاحُ
    أقاتلُ القبحَ في شعري وفيأدبي
    حتى يفتّـحَ نوّارٌ... وقـدّاحُ
    ما للعروبـةِ تبدو مثلَ أرملةٍ؟
    أليسَ في كتبِ التاريخِ أفراحُ؟
    والشعرُ.. ماذا سيبقى من أصالتهِ؟
    إذا تولاهُ نصَّـابٌ ... ومـدّاحُ؟
    وكيفَ نكتبُ والأقفالُ في فمنا؟
    وكلُّ ثانيـةٍ يأتيـك سـفّاحُ؟
    حملت شعري على ظهري فأتعبني
    ماذا من الشعرِ يبقى حينَ يرتاحُ؟

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    حب بلا حدود


    -1-

    يا سيِّدتي:
    كنتِ أهم امرأةٍ في تاريخي
    قبل رحيل العامْ.
    أنتِ الآنَ.. أهمُّ امرأةٍ
    بعد ولادة هذا العامْ..
    أنتِ امرأةٌ لا أحسبها بالساعاتِ و بالأيَّامْ.
    أنتِ امرأةٌ..
    صُنعَت من فاكهة الشِّعرِ..
    و من ذهب الأحلامْ..
    أنتِ امرأةٌ..كانت تسكن جسدي
    قبل ملايين الأعوامْ..

    -2-

    يا سيِّدتي:
    يالمغزولة من قطنٍ و غمامْ.
    يا أمطاراً من ياقوتٍ..
    يا أنهاراً من نهوندٍ..
    يا غاباتِ رخام..
    يا ن تسبح كالأسماكِ بماءِ القلبِ..
    و تسكنُ في العينينِ كسربِ حمامْ.
    لن يتغَّرَ شيئٌ في عاطفتي..
    في إحساسي..
    في وجداني..في إيماني..
    فأنا سوف أَظَلُّ على دين الإسلامْ..

    -3-

    يا سيِّدتي:
    لا تَهتّمي في إيقاع الوقتِ, و أسماء السنواتْ.
    أنتِ امرأةً تبقى امرأةً.. في كلَِ الأوقاتْ.
    سوف أحِبُّكِ..
    عد دخول القرن الواحد و العشرينَ..
    و عند دخول القرن الخامس و العشرينَ..
    و عند دخول القرن التاسع و العشرينَ..
    و سوفَ أحبُّكِ..
    حين تجفُّ مياهُ البَحْرِ..
    و تحترقُ الغاباتْ..

    -4-

    يا سيِّدتي:
    أنتِ خلاصةُ كلِّ الشعرِ..
    و وردةُ كلِّ الحرياتْ.
    يكفي أنت أتهجى إسمَكِ..
    حتى أصبحَ مَلكَ الشعرِ..
    و فرعون الكلماتْ..
    يكفي أن تعشقني امرأةٌ مثلكِ..
    حتى أدخُلَ في كتب التاريخِ..
    و ترفعَ من أجلي الراياتْ..

    -5-

    يا سيِّدتي:
    لا تَضطربي مثلَ الطائرِ في زَمَن الأعيادْ.
    لَن يتغَّرَ شيءٌ منّي.
    لن يتوقّفَ نهرُ الحبِّ عن الجريانْ.
    لن يتوقف نَبضُ القلبِ عن الخفقانْ.
    لن يتوقف حَجَلُ الشعرِ عن الطيرانْ.
    حين يكون الحبُ كبيراً ..
    و المحبوبة قمراً..
    لن يتحول هذا الحُبُّ
    لحزمَة قَشٍّ تأكلها النيرانْ...

    -6-

    يا سيِّدتي:
    ليس هنالكَ شيئٌ يملأ عَيني
    لا الأضواءُ..
    و لا الزيناتُ..
    و لا أجراس العيد..
    و لا شَجَرُ الميلادْ.
    لا يعني لي الشارعُ شيئاً.
    لا تعني لي الحانةُ شيئاً.
    لا يعنيي أي كلامٍ
    يكتبُ فوق بطاقاتِ الأعيادْ.

    -7-

    يا سيِّدتي:
    لا أتذكَّرُ إلا صوتَكِ
    حين تدقُّ نواقيس الأحيادْ.
    لاأتذكرُ إلا عطرَكِ
    حين أنام على ورق الأعشابْ.
    لا أتذكر إلا وجهكِ..
    حين يهرهر فوق ثيابي الثلجُ..
    و أسمع طَقْطَقَةَ الأحطابْ..

    -8-

    ما يُفرِحُني يا سيِّدتي
    أن أتكوَّمَ كالعصفور الخائفِ
    بين بساتينِ الأهدابْ...

    -9-

    ما يبهرني يا سيِّدتي
    أن تهديني قلماً من أقلام الحبرِ..
    أعانقُهُ..
    و أنام سعيداً كالأولادْ...

    -10-

    يا سيِّدتي:
    ما أسعدني في منفاي
    أقطِّرُ ماء الشعرِ..
    و أشرب من خمر الرهبانْ
    ما أقواني..
    حين أكونُ صديقاً
    للحريةِ.. و الإنسانْ...

    -11-

    يا سيِّدتي:
    كم أتمنى لو أحببتُكِ في عصر التَنْويرِ..
    و في عصر التصويرِ..
    و في عصرِ الرُوَّادْ
    كم أتمنى لو قابلتُكِ يوماً
    في فلورنسَا.
    أو قرطبةٍ.
    أو في الكوفَةِ
    أو في حَلَبً.
    أو في بيتٍ من حاراتِ الشامْ...

    -12-

    يا سيِّدتي:
    كم أتمنى لو سافرنا
    نحو بلادٍ يحكمها الغيتارْ.
    حيث الحبُّ بلا أسوارْ.
    و الكلمات بلا أسوارْ.
    و الأحلامُ بلا أسوارْ.

    -13-

    يا سيِّدتي:
    لا تَنشَغِلي بالمستقبلِ, يا سيدتي
    سوف يظلُّ حنيني أقوى مما كانَ..
    و أعنفَ مما كانْ..
    أنتِ امرأةٌ لا تتكرَّرُ.. في تاريخ الوَردِ..
    و في تاريخِ الشعْرِ..
    و في ذاكرةَ الزنبق و الريحانْ...

    -14-

    يا سيِّدةَ العالَمِ:
    لا يشغِلُني إلا حُبُّكِ في آتي الأيامْ.
    أنتِ امرأتي الأولى.
    أمي الأولى.
    رحمي الأولُ.
    شَغَفي الأولُ.
    شَبَقي الأوَّلُ.
    طوق نجاتي في زَمَن الطوفانْ...

    -15-

    يا سيِّدتي:
    يا سيِّدة الشِعْرِ الأُولى.
    هاتي يَدَكِ اليُمْنَى كي أتخبَّأ فيها..
    هاتي يَدَكِ اليُسْرَى..
    كي أستوطنَ فيها..
    قُلي أيَّ عبارة حُبٍّ
    حيت تبتدئَ الأعيادْ


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أبو فييه

    -

    أبو فراس
    تاريخ التسجيل
    04 2006
    المشاركات
    4,959

    مشاركة: نزار قباني والمجموعة الكاملة

    قصيدة الحزن

    علمني حبك ..أن أحزن
    و أنا محتاج منذ عصور
    لامرأة تجعلني أحزن
    لامرأة أبكي فوق ذراعيها مثل العصفور
    لامرأة.. تجمع أجزائي
    كشظايا البلور المكسور

    ***

    علمني حبك سيدتي أسوء عادات
    علمني أخرج من بيتي
    في الليلة ألاف المرات..
    و أجرب طب العطارين..
    و أطرق باب العرافات..
    علمني ..أخرج من بيتي..
    لأمشط أرصفة الطرقات
    و أطارد وجهك..
    في الأمطار..
    و في أضواء السيارات..
    و أطارد ثوبك..
    في أثواب المجهولات
    و أطارد طيفك..
    حتى..حتى..
    في أوراق الإعلانات..
    علمني حبك كيف أهيم على وجهي..ساعات
    بحثا عن شعر غجري
    تحسده كل الغجريات
    بحثا عن وجه ٍ..عن صوتٍ..
    هو كل الأوجه و الأصواتْ

    ***

    أدخلني حبكِ.. سيدتي
    مدن الأحزانْ..
    و أنا من قبلكِ لم أدخلْ
    مدنَ الأحزان..
    لم أعرف أبداً..
    أن الدمع هو الإنسان
    أن الإنسان بلا حزنٍ
    ذكرى إنسانْ..

    ***

    علمني حبكِ..
    أن أتصرف كالصبيانْ
    أن أرسم وجهك بالطبشور على الحيطانْ..
    و على أشرعة الصيادينَ
    على الأجراس, على الصلبانْ
    علمني حبكِ..كيف الحبُّ
    يغير خارطة الأزمانْ..
    علمني أني حين أحبُّ..
    تكف الأرض عن الدورانْ
    علمني حبك أشياءً..
    ما كانت أبداً في الحسبانْ
    فقرأت أقاصيصَ الأطفالِ..
    دخلت قصور ملوك الجانْ
    و حلمت بأن تتزوجني
    بنتُ السلطان..
    تلك العيناها ..
    أصفى من ماء الخلجانْ
    تلك الشفتاها..
    أشهى من زهر الرمانْ
    و حلمت بأني أخطفها مثل الفرسانْ..
    و حلمت بأني أهديها أطواق اللؤلؤ و المرجانْ..
    علمني حبك يا سيدتي, ما الهذيانْ
    علمني كيف يمر العمر..
    و لا تأتي بنت السلطانْ..

    ***

    علمني حبكِ..
    كيف أحبك في كل الأشياءْ
    في الشجر العاري, في الأوراق اليابسة الصفراءْ
    في الجو الماطر.. في الأنواءْ..
    في أصغر مقهى.. نشرب فيهِ..
    مساءً..قهوتنا السوداءْ..
    علمني حبك أن آوي..
    لفنادقَ ليس لها أسماءْ
    و كنائس ليس لها أسماءْ
    و مقاهٍ ليس لها أسماءْ
    علمني حبكِ..كيف الليلُ
    يضخم أحزان الغرباءْ..
    علمني..كيف أرى بيروتْ
    إمرأة..طاغية الإغراءْ..
    إمراةً..تلبس كل كل مساءْ
    أجمل ما تملك من أزياءْ
    و ترش العطرعلى نهديها
    للبحارةِ..و الأمراء..
    علمني حبك أن أبكي من غير بكاءْ
    علمني كيف ينام الحزن
    كغلام مقطوع القدمينْ..
    في طرق (الروشة) و (الحمراء)..

    علمني حبك أن أحزنْ..
    و أنا محتاج منذ عصور
    لامرأة تجعلني أحزنْ..
    لامرأة تجمع أجزائي..
    كشظايا البلور المكسور..






    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    لا بد أن أستأذن الوطن

    صديقتي
    في هذه الأيام يا صديقتي..
    تخرج من جيوبنا فراشة صيفية تدعى الوطن.
    تخرج من شفاهنا عريشة شامية تدعى الوطن.
    تخرج من قمصاننا
    مآذن... بلابل ..جداول ..قرنفل..سفرجل.
    عصفورة مائية تدعى الوطن.
    أريد أن أراك يا سيدتي..
    لكنني أخاف أن أجرح إحساس الوطن..
    أريد أن أهتف إليك يا سيدتي
    لكنني أخاف أن تسمعني نوافذ الوطن.
    أريد أن أمارس الحب على طريقتي
    لكنني أخجل من حماقتي
    أمام أحزان الوطن.


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    هجم النفط مثل ذئب علينا


    من بحارِ النزيفِ.. جاءَ إليكم
    حاملاً قلبهُ على كفَّيهِ
    ساحباً خنجرَ الفضيحةِ والشعرِ،
    ونارُ التغييرِ في عينيهِ
    نازعاً معطفَ العروبةِ عنهُ
    قاتلاً، في ضميرهِ، أبويهِ
    كافراً بالنصوصِ، لا تسألوهُ
    كيفَ ماتَ التاريخُ في مقلتيهِ
    كسَرتهُ بيروتُ مثلَ إناءٍ
    فأتى ماشياً على جفنيهِ
    أينَ يمضي؟ كلُّ الخرائطِ ضاعت
    أين يأوي؟ لا سقفَ يأوي إليهِ
    ليسَ في الحيِّ كلِّهِ قُرشيٌّ
    غسلَ الله من قريشٍ يديهِ
    هجمَ النفطُ مثل ذئبٍ علينا
    فارتمينا قتلى على نعليهِ
    وقطعنا صلاتنا.. واقتنعنا
    أنَّ مجدَ الغنيِّ في خصيتيهِ
    أمريكا تجرّبُ السوطَ فينا
    وتشدُّ الكبيرَ من أذنيهِ
    وتبيعُ الأعرابَ أفلامَ فيديو
    وتبيعُ الكولا إلى سيبويهِ
    أمريكا ربٌّ.. وألفُ جبانٍ
    بيننا، راكعٌ على ركبتيهِ
    من خرابِ الخرابِ.. جاءَ إليكم
    حاملاً موتهُ على كتفيهِ
    أيُّ شعرٍ تُرى، تريدونَ منهُ
    والمساميرُ، بعدُ، في معصميهِ؟
    يا بلاداً بلا شعوبٍ.. أفيقي
    واسحبي المستبدَّ من رجليهِ
    يا بلاداً تستعذبُ القمعَ.. حتّى
    صارَ عقلُ الإنسانِ في قدميهِ
    كيفَ يا سادتي، يغنّي المغنّي
    بعدما خيّطوا لهُ شفتيهِ؟
    هل إذا ماتَ شاعرٌ عربيٌّ
    يجدُ اليومَ من يصلّي عليهِ؟...
    من شظايا بيروتَ.. جاءَ إليكم
    والسكاكينُ مزّقت رئتيهِ
    رافعاً رايةَ العدالةِ والحبّ..
    وسيفُ الجلادِ يومي إليهِ
    قد تساوت كلُّ المشانقِ طولاً
    وتساوى شكلُ السجونِ لديهِ
    لا يبوسُ اليدين شعري.. وأحرى
    بالسلاطينِ، أن يبوسوا يديهِ


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    أسألك الرحيلا


    لنفترق قليلا..

    لخيرِ هذا الحُبِّ يا حبيبي

    وخيرنا..

    لنفترق قليلا

    لأنني أريدُ أن تزيدَ في محبتي

    أريدُ أن تكرهني قليلا

    بحقِّ ما لدينا..

    من ذِكَرٍ غاليةٍ كانت على كِلَينا..

    بحقِّ حُبٍّ رائعٍ..

    ما زالَ منقوشاً على فمينا

    ما زالَ محفوراً على يدينا..

    بحقِّ ما كتبتَهُ.. إليَّ من رسائلِ..

    ووجهُكَ المزروعُ مثلَ وردةٍ في داخلي..

    وحبكَ الباقي على شَعري على أناملي

    بحقِّ ذكرياتنا

    وحزننا الجميلِ وابتسامنا

    وحبنا الذي غدا أكبرَ من كلامنا

    أكبرَ من شفاهنا..

    بحقِّ أحلى قصةِ للحبِّ في حياتنا

    أسألكَ الرحيلا

    لنفترق أحبابا..

    فالطيرُ في كلِّ موسمٍ..

    تفارقُ الهضابا..

    والشمسُ يا حبيبي..

    تكونُ أحلى عندما تحاولُ الغيابا

    كُن في حياتي الشكَّ والعذابا

    كُن مرَّةً أسطورةً..

    كُن مرةً سرابا..

    وكُن سؤالاً في فمي

    لا يعرفُ الجوابا

    من أجلِ حبٍّ رائعٍ

    يسكنُ منّا القلبَ والأهدابا

    وكي أكونَ دائماً جميلةً

    وكي تكونَ أكثر اقترابا

    أسألكَ الذهابا..

    لنفترق.. ونحنُ عاشقان..

    لنفترق برغمِ كلِّ الحبِّ والحنان

    فمن خلالِ الدمعِ يا حبيبي

    أريدُ أن تراني

    ومن خلالِ النارِ والدُخانِ

    أريدُ أن تراني..

    لنحترق.. لنبكِ يا حبيبي

    فقد نسينا

    نعمةَ البكاءِ من زمانِ

    لنفترق..

    كي لا يصيرَ حبُّنا اعتيادا

    وشوقنا رمادا..

    وتذبلَ الأزهارُ في الأواني..

    كُن مطمئنَّ النفسِ يا صغيري

    فلم يزَل حُبُّكَ ملء العينِ والضمير

    ولم أزل مأخوذةً بحبكَ الكبير

    ولم أزل أحلمُ أن تكونَ لي..

    يا فارسي أنتَ ويا أميري

    لكنني.. لكنني..

    أخافُ من عاطفتي

    أخافُ من شعوري

    أخافُ أن نسأمَ من أشواقنا

    أخاف من وِصالنا..

    أخافُ من عناقنا..

    فباسمِ حبٍّ رائعٍ

    أزهرَ كالربيعِ في أعماقنا..

    أضاءَ مثلَ الشمسِ في أحداقنا

    وباسم أحلى قصةٍ للحبِّ في زماننا

    أسألك الرحيلا..

    حتى يظلَّ حبنا جميلا..

    حتى يكون عمرُهُ طويلا..

    أسألكَ الرحيلا..


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أبو فييه

    -

    أبو فراس
    تاريخ التسجيل
    04 2006
    المشاركات
    4,959

    مشاركة: نزار قباني والمجموعة الكاملة

    إغضب


    إغضبْ كما تشاءُ..

    واجرحْ أحاسيسي كما تشاءُ

    حطّم أواني الزّهرِ والمرايا

    هدّدْ بحبِّ امرأةٍ سوايا..

    فكلُّ ما تفعلهُ سواءُ..

    كلُّ ما تقولهُ سواءُ..

    فأنتَ كالأطفالِ يا حبيبي

    نحبّهمْ.. مهما لنا أساؤوا..

    إغضبْ!

    فأنتَ رائعٌ حقاً متى تثورُ

    إغضب!

    فلولا الموجُ ما تكوَّنت بحورُ..

    كنْ عاصفاً.. كُنْ ممطراً..

    فإنَّ قلبي دائماً غفورُ

    إغضب!

    فلنْ أجيبَ بالتحدّي

    فأنتَ طفلٌ عابثٌ..

    يملؤهُ الغرورُ..

    وكيفَ من صغارها..

    تنتقمُ الطيورُ؟

    إذهبْ..

    إذا يوماً مللتَ منّي..

    واتهمِ الأقدارَ واتّهمني..

    أما أنا فإني..

    سأكتفي بدمعي وحزني..

    فالصمتُ كبرياءُ

    والحزنُ كبرياءُ

    إذهبْ..

    إذا أتعبكَ البقاءُ..

    فالأرضُ فيها العطرُ والنساءُ..

    وعندما تحتاجُ كالطفلِ إلى حناني..

    فعُدْ إلى قلبي متى تشاءُ..

    فأنتَ في حياتيَ الهواءُ..

    وأنتَ.. عندي الأرضُ والسماءُ..

    إغضبْ كما تشاءُ

    واذهبْ كما تشاءُ

    واذهبْ.. متى تشاءُ

    لا بدَّ أن تعودَ ذاتَ يومٍ

    وقد عرفتَ ما هوَ الوفاءُ...


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    أنا مع الإرهاب


    متهمون نحن بالارهاب ...

    ان نحن دافعنا عن الوردة ... والمرأة ...

    والقصيدة العصماء ...

    وزرقة السماء ...

    عن وطن لم يبق في أرجائه ...

    ماء ... ولاهواء ...

    لم تبق فيه خيمة ... أو ناقة ...

    أو قهوة سوداء ...

    متهمون نحن بالارهاب ...

    ان نحن دافعنا بكل جرأة

    عن شعر بلقيس ..

    وعن شفاه ميسون ...

    وعن هند ... وعن دعد ...

    وعن لبنى ... وعن رباب ...

    عن مطر الكحل الذى

    ينزل كالوحى من الأهداب !!

    لن تجدوا فى حوزتى

    قصيدة سرية ...

    أو لغة سرية ...

    أو كتبا سرية أسجنها فى داخل الأبواب

    وليس عندى أبدا قصيدة واحدة ...

    تسير فى الشارع .. وهى ترتدى الحجاب

    متهمون نحن بالارهاب ...

    اذا كتبنا عن بقايا وطن ...

    مخلع .. مفكك مهترئ

    أشلاؤه تناثرت أشلاء ...

    عن وطن يبحث عن عنوانه ...

    وأمة ليس لها أسماء !

    عن وطن .. لم يبق من أشعاره العظيمة الأولى

    سوى قصائد الخنساء !!

    عن وطن لم يبق فى افاقه

    حرية حمراء .. أو زرقاء .. أو صفراء ..

    عن وطن .. يمنعنا أن نشترى الجريدة

    أو نسمع الأنباء ...

    عن وطن كل العصافير به

    ممنوعة دوما من الغناء ...

    عن وطن ...

    كتابه تعودوا أن يكتبوا ...

    من شدة الرعب ..

    على الهواء !!

    عن وطن ..

    يشبه حال الشعر فى بلادنا

    فهو كلام سائب ...

    مرتجل ...

    مستورد ...

    وأعجمى الوجه واللسان ...

    فما له بداية ...

    ولا له نهاية

    ولا له علاقة بالناس ... أو بالأرض ..

    أو بمأزق الانسان !!

    عن وطن ...

    يمشى الى مفاوضات السلم ..

    دونما كرامة ...

    ودونما حذاء !!!

    عن وطن ...

    رجاله بالوا على أنفسهم خوفا ...

    ولم يبق سوى النساء !!

    الملح فى عيوننا ..

    والملح .. فى شفاهنا ...

    والملح .. فى كلامنا

    فهل يكون القحط في نفوسنا ...

    ارثا أتانا من بنى قحطان ؟؟

    لم يبق فى أمتنا معاوية ...

    ولا أبوسفيان ...

    لم يبق من يقول (لا) ...

    فى وجه من تنازلوا

    عن بيتنا ... وخبزنا ... وزيتنا ...

    وحولوا تاريخنا الزاهى ...

    الى دكان !!...

    لم يبق فى حياتنا قصيدة ...

    ما فقدت عفافها ...

    فى مضجع السلطان !!

    لقد تعودنا على هواننا ...

    ماذا من الانسان يبقى ...

    حين يعتاد على الهوان؟؟

    ابحث فى دفاتر التاريخ ...

    عن أسامة بن منقذ ...

    وعقبة بن نافع ...

    عن عمر ... عن حمزة ...

    عن خالد يزحف نحو الشام ...

    أبحث عن معتصم بالله ...

    حتى ينقذ النساء من وحشية السبى ...

    ومن ألسنة النيران !!

    أبحث عن رجال أخر الزمان ..

    فلا أرى فى الليل الا قططا مذعورة ...

    تخشى على أرواحها ...

    من سلطة الفئران !!...

    هل العمى القومى ... قد أصابنا؟

    أم نحن نشكو من عمى الألوان ؟؟

    متهمون نحن بالارهاب ...

    اذا رفضنا موتنا ...

    بجرافات اسرائيل ...

    تنكش فى ترابنا ...

    تنكش فى تاريخنا ...

    تنكش فى انجيلنا ...

    تنكش فى قرآننا! ...

    تنكش فى تراب أنبيائنا ...

    ان كان هذا ذنبنا

    ما أجمل الارهاب ...

    متهمون نحن بالارهاب ...

    ... اذا رفضنا محونا

    على يد المغول .. واليهود .. والبرابرة ...

    اذا رمينا حجرا ...

    على زجاج مجلس الأمن الذى

    استولى عليه قيصر القياصرة ...

    .... متهمون نحن بالارهاب

    .. اذا رفضنا أن نفاوض الذئب

    .. وأن نمد كفنا ل..

    أميركا ...

    ضد ثقافات البشر ..

    وهى بلا ثقافة ...

    ضد حضارات الحضر ...

    وهى بلا حضارة ..

    أميركا ..

    بناية عملاقة

    ليس لها حيطان ...

    متهمون نحن بالارهاب

    اذا رفضنا زمنا

    صارت به أميركا

    المغرورة ... الغنية ... القوية

    مترجما محلفا ...

    للغة العبرية ...

    ... متهمون نحن بالارهاب

    واذا رمينا وردة ..

    للقدس ..

    للخليل ..

    أو لغزة ..

    والناصرة ..

    اذا حملنا الخبز والماء

    الى طروادة المحاصرة

    متهمون نحن بالارهاب

    اذا رفعنا صوتنا

    ضد الشعوبيين من قادتنا

    وكل من غيروا سروجهم

    وانتقلوا من وحدويين الى سماسرة

    متهمون نحن بالارهاب

    اذا اقترفنا مهنة الثقافة

    اذا قرأنا كتابا في الفقه والسياسة

    اذا ذكرنا ربنا تعالى

    اذا تلونا ( سورة الفتح)

    وأصغينا الى خطبة الجمعة

    فنحن ضالعون في الارهاب

    متهمون نحن بالارهاب

    ان نحن دافعنا عن الارض

    وعن كرامــــــة التــراب

    اذا تمردنا على اغتصاب الشعب ..

    واغتصابنا ...

    اذا حمينا آخر النخيل فى صحرائنا ...

    وآخر النجوم فى سمائنا ...

    وآخر الحروف فى اسمآئنا ...

    وآخر الحليب فى أثداء أمهاتنا ..

    ..... ان كان هذا ذنبنا

    فما اروع الارهــــــــاب!!

    أنا مع الإرهاب...

    ان كان يستطيع أن ينقذنى

    من المهاجرين من روسيا ..

    ورومانيا، وهنغاريا، وبولونيا ..

    وحطوا فى فلسطين على أكتافنا ...

    ليسرقوا مآذن القدس ...

    وباب المسجد الأقصى ...

    ويسرقوا النقوش .. والقباب ...

    أنا مع الارهاب ..

    ان كان يستطيع أن يحرر المسيح ..

    ومريم العذراء .. والمدينة المقدسة ..

    من سفراء الموت والخراب ..

    بالأمس

    كان الشارع القومى فى بلادنا

    يصهل كالحصان ...

    وكانت الساحات أنهارا تفيض عنفوان ...

    ... وبعد أوسلو

    لم يعد فى فمنا أسنان ...

    فهل تحولنا الى شعب من العميان والخرسان؟؟

    أنا مع الارهاب ..

    اذا كان يستطيع ان يحرر الشعب

    من الطغاة والطغيان

    وينقذ الانسان من وحشية الانسان

    أنا مع الإرهاب

    ان كان يستطيع ان ينقذني

    من قيصر اليهود

    او من قيصر الرومان

    أنا مع الإرهاب

    ما دام هذا العالم الجديد ..

    مقتسما ما بين أمريكا .. واسرائيل ..

    بالمناصفة !!!

    أنا مع الإرهاب

    بكل ما املك من شعر ومن نثر ومن انياب

    ما دام هذا العالم الجديـــد

    بيـن يدي قصــــــاب

    أنا مع الإرهاب

    ما دام هذا العالم الجديد

    قد صنفنا

    من فئة الذئاب !!

    أنا مع الإرهاب

    ان كان مجلس الشيوخ في أميركا

    هو الذى فى يده الحساب ...

    وهو الذي يقرر الثواب والعقـــــــاب

    أنا مع الإرهاب

    مادام هذا العـالم الجديد

    يكــــره في أعمـاقه

    رائحــة الأعــراب

    أنا مع الإرهاب

    مادام هذا العالم الجديد

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    يريد ذبح أطفالي

    ويرميهم للكلاب

    من أجل هذا كله

    أرفــــع صوتـي عاليا

    أنا مع الإرهاب

    أنا مع الإرهاب

    أنا مع الإرهاب


  6. #6
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أبو فييه

    -

    أبو فراس
    تاريخ التسجيل
    04 2006
    المشاركات
    4,959

    مشاركة: نزار قباني والمجموعة الكاملة

    سبتمبر


    الشعر يأتي دائما

    مع المطر.

    و وجهك الجميل يأتي دائماً

    مع المطر.

    و الحب لا يبدأ إلا عندما

    تبدأ موسيقى المطر..

    ***

    إذا أتى أيلول يا حبيبتي

    أسأل عن عينيك كل غيمة

    كأن حبي لك

    مربوط بتوقيت المطر…

    ***

    مشاهد الخريف تستفزني.

    شحوبك الجميل يستفزني.

    و الشفة المشقوقة الزرقاء.. تستفزني.

    و الحلق الفضي في الأذنين ..يستفزني.

    و كنزة الكشمير..

    و المظلة الصفراء و الخضراء..تستفزني.

    جريدة الصباح..

    مثل امرأة كثيرة الكلام تستفزني.

    رائحة القهوة فوق الورق اليابس..

    تستفزني..

    فما الذي أفعله ؟

    بين اشتعال البرق في أصابعي..

    و بين أقوال المسيح المنتظر؟

    ***

    ينتابني في أول الخريف

    إحساس غريب بالأمان و الخطر..

    أخاف أن تقتربي..

    أخاف أن تبتعدي..

    أخشى على حضارة الرخام من أظافري..

    أخشى على منمنمات الصدف الشامي من مشاعري..

    أخاف أن يجرفني موج القضاء و القدر..

    ***

    هل شهر أيلول الذي يكتبني؟

    أم أن من يكتبني هو المطر؟؟

    ***

    أنت جنون شتوي نادر..

    يا ليتني أعرف يا سيدتي

    علاقة الجنون بالمطر!!

    ***

    سيدتي

    التي تمر كالدهشة في أرض البشر..

    حاملة في يدها قصيدة..

    و في اليد الأخرى قمر..

    ***

    يا امرأة أحبها..

    تفجر الشعر إذا داست على أي حجر..

    يا امرأة تحمل في شحوبها

    جميع أحزان الشجر..

    ما أجمل المنفى إذا كنا معاً..

    يا امرأة توجز تاريخي..

    و تاريخ المطر!!.


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    المهرولون

    -1-

    سقطت آخر جدرانِ الحياءْ.

    و فرِحنا.. و رقَصنا..

    و تباركنا بتوقيع سلامِ الجُبنَاءْ

    لم يعُد يُرعبنا شيئٌ..

    و لا يُخْجِلُنا شيئٌ..

    فقد يَبسَتْ فينا عُرُوق الكبرياءْ…

    -2-

    سَقَطَتْ..للمرّةِ الخمسينَ عُذريَّتُنَا..

    دون أن نهتَّز.. أو نصرخَ..

    أو يرعبنا مرأى الدماءْ..

    و دخَلنَا في زَمان الهروَلَة..

    و و قفنا بالطوابير, كأغنامٍ أمام المقصلة.

    و ركَضنَا.. و لَهثنا..

    و تسابقنا لتقبيلِ حذاء القَتَلَة..

    -3-

    جَوَّعوا أطفالنا خمسينَ عاماً.

    و رَموا في آخرِ الصومِ إلينا..

    بَصَلَة...

    -4-

    سَقَطَتْ غرناطةٌ

    -للمرّة الخمسينَ- من أيدي العَرَبْ.

    سَقَطَ التاريخُ من أيدي العَرَبْ.

    سَقَطتْ أعمدةُ الرُوح, و أفخاذُ القبيلَة.

    سَقَطتْ كلُّ مواويلِ البُطُولة.

    سَقَطتْ كلُّ مواويلِ البطولة.

    سَقَطتْ إشبيلَة.

    سَقَطتْ أنطاكيَه..

    سَقَطتْ حِطّينُ من غير قتالً..

    سَقَطتْ عمُّوريَة..

    سَقَطتْ مريمُ في أيدي الميليشياتِ

    فما من رجُلٍ ينقذُ الرمز السماويَّ

    و لا ثَمَّ رُجُولَة...

    -5-

    سَقَطتْ آخرُ محظِّياتنا

    في يَدِ الرُومِ, فعنْ ماذا نُدافعْ؟

    لم يَعُد في قَصرِنا جاريةٌ واحدةٌ

    تصنع القهوةَ و الجِنسَ..

    فعن ماذا ندافِعْ؟؟

    -6-

    لم يَعُدْ في يدِنَا

    أندلسٌ واحدةٌ نملكُها..

    سَرَقُوا الابوابَ

    و الحيطانَ و الزوجاتِ, و الأولادَ,

    و الزيتونَ, و الزيتَ

    و أحجار الشوارعْ.

    سَرَقُوا عيسى بنَ مريَمْ

    و هو ما زالَ رضيعاً..

    سرقُوا ذاكرةَ الليمُون..

    و المُشمُشِ.. و النَعناعِ منّا..

    و قَناديلَ الجوامِعْ...

    -7-

    تَرَكُوا عُلْبةَ سردينٍ بأيدينا

    تُسمَّى (غَزَّةً)..

    عَظمةً يابسةً تُدعى (أَريحا)..

    فُندقاً يُدعى فلسطينَ..

    بلا سقفٍ لا أعمدَةٍ..

    تركوُنا جَسَداً دونَ عظامٍ

    و يداً دونَ أصابعْ...

    -8-

    لم يَعُد ثمّةَ أطلال لكي نبكي عليها.

    كيف تبكي أمَّةٌ

    أخَذوا منها المدامعْ؟؟

    -9-

    بعد هذا الغَزَلِ السِريِّ في أوسلُو

    خرجنا عاقرينْ..

    وهبونا وَطناً أصغر من حبَّةِ قمحٍ..

    وطَناً نبلعه من غير ماءٍ

    كحبوب الأسبرينْ!!..

    -10-

    بعدَ خمسينَ سَنَةْ..

    نجلس الآنَ, على الأرضِ الخَرَابْ..

    ما لنا مأوى

    كآلافِ الكلاب!!.

    -11-

    بعدَ خمسينَ سنةْ

    ما وجدْنا وطناً نسكُنُه إلا السرابْ..

    ليس صُلحاً,

    ذلكَ الصلحُ الذي أُدخِلَ كالخنجر فينا..

    إنه فِعلُ إغتصابْ!!..

    -12-

    ما تُفيدُ الهرولَةْ؟

    ما تُفيدُ الهَرولة؟

    عندما يبقى ضميرُ الشَعبِ حِيَّاً

    كفَتيلِ القنبلة..

    لن تساوي كل توقيعاتِ أوسْلُو..

    خَردلَة!!..

    -13-

    كم حَلمنا بسلامٍ أخضرٍ..

    و هلالٍ أبيضٍ..

    و ببحرٍ أزرقٍ.. و قلوع مرسلَة..

    و وجدنا فجأة أنفسَنا.. في مزبلَة!!.

    -14-

    مَنْ تُرى يسألهمْ عن سلام الجبناءْ؟

    لا سلام الأقوياء القادرينْ.

    من ترى يسألهم

    عن سلام البيع بالتقسيطِ..

    و التأجير بالتقسيطِ..

    و الصَفْقاتِ..

    و التجارِ و المستثمرينْ؟.

    من ترى يسألهُم

    عن سلام الميِّتين؟

    أسكتوا الشارعَ

    و اغتالوا جميع الأسئلة..

    و جميع السائلينْ...

    -15-

    ... و تزوَّجنا بلا حبٍّ..

    من الأنثى التي ذاتَ يومٍ أكلت أولادنا..

    مضغتْ أكبادنا..

    و أخذناها إلى شهرِ العسلْ..

    و سكِرْنا.. و رقصنا..

    و استعدنا كلَّ ما نحفظ من شِعر الغزَلْ..

    ثم أنجبنا, لسوء الحظِّ, أولاد معاقينَ

    لهم شكلُ الضفادعْ..

    و تشَّردنا على أرصفةِ الحزنِ,

    فلا ثمة بَلَدٍ نحضُنُهُ..

    أو من وَلَدْ!!

    -16-

    لم يكن في العرسِ رقصٌ عربي.ٌّ

    أو طعامٌ عربي.ٌّ

    أو غناءٌ عربي.ٌّ

    أو حياء عربي.ٌّ ٌ

    فلقد غاب عن الزفَّةِ أولاد البَلَدْ..

    -17-

    كان نصفُ المَهرِ بالدولارِ..

    كان الخاتمُ الماسيُّ بالدولارِ..

    كانت أُجرةُ المأذون بالدولارِ..

    و الكعكةُ كانتْ هبةً من أمريكا..

    و غطاءُ العُرسِ, و الأزهارُ, و الشمعُ,

    و موسيقى المارينزْ..

    كلُّها قد صُنِعَتْ في أمريكا!!.

    -18-

    و انتهى العُرسُ..

    و لم تحضَرْ فلسطينُ الفَرحْ.

    بل رأتْ صورتها مبثوثةً عبر كلِّ الأقنية..

    و رأت دمعتها تعبرُ أمواجَ المحيطْ..

    نحو شيكاغو.. و جيرسي..و ميامي..

    و هيَ مثلُ الطائرِ المذبوحِ تصرخْ:

    ليسَ هذا الثوبُ ثوبي..

    ليس هذا العارُ عاري..

    أبداً..يا أمريكا..

    أبداً..يا أمريكا..

    أبداً..يا أمريكا..


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    مورفين

    اللفظةُ طابةُ مطّاطٍ..

    يقذفُها الحاكمُ من شُرفتهِ للشارعْ..

    ووراءَ الطابةِ يجري الشعبُ

    ويلهثُ.. كالكلبِ الجائعْ..

    اللفظةُ، في الشرقِ العربيِّ

    أرجوازٌ بارعْ

    يتكلَّمُ سبعةَ ألسنةٍ..

    ويطلُّ بقبّعةٍ حمراءْ

    ويبيعُ الجنّةَ للبسطاءْ

    وأساورَ من خرزٍ لامعْ

    ويبيعُ لهمْ..

    فئراناً بيضاً.. وضفادعْ

    اللفظةُ جسدٌ مهترئٌ

    ضاجعهُ كتابٌ، والصحفيُّ

    وضاجعهُ ......

    اللفظةُ إبرةُ مورفينٍ

    يحقنُها الحاكمُ للجمهورِ..

    منَ القرنِ السابعْ


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  7. #7
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية shabi82
    تاريخ التسجيل
    10 2007
    المشاركات
    76

    رد: مشاركة: نزار قباني والمجموعة الكاملة

    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . واقول لك أخي ابو فيه زدنا دررازدنا

  8. #8
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية علي بن حمود
    مشرف سابق

    صديق الضوء
    تاريخ التسجيل
    04 2007
    الدولة
    طزستان !
    العمر
    37
    المشاركات
    4,457

    رد: نزار قباني والمجموعة الكاملة

    جميلة هذه المعلومات عن نزار
    ولو أن التحفظ عليه موجود
    ولكنه علم من أعلام الأدب العربي


    أبو فييه شكرا لك

  9. #9
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أبو فييه

    -

    أبو فراس
    تاريخ التسجيل
    04 2006
    المشاركات
    4,959

    مشاركة: رد: نزار قباني والمجموعة الكاملة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دلش الطائف مشاهدة المشاركة
    جميلة هذه المعلومات عن نزار
    ولو أن التحفظ عليه موجود
    ولكنه علم من أعلام الأدب العربي


    أبو فييه شكرا لك
    أخي العزيز دلش الطائف
    شرفت ونورت كل الأركان بهذا المرور
    وشاعرية نزار ياسيدي لا يختلف عليها اثنان
    والإختلاف في عقيدته ومعتقداته
    سنتذوق ونطرب لروائعة الشعرية بكلماتها العذبة
    وسنغض الطرف عما يخالف العقيدة والفطرة
    سأتواصل لتكملة المجموعة الكاملة بمشيئة الله
    من أجل محبي التذوق الأدبي


    دمت عزيزي الغالي

  10. #10
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أبو فييه

    -

    أبو فراس
    تاريخ التسجيل
    04 2006
    المشاركات
    4,959

    مشاركة: نزار قباني والمجموعة الكاملة

    عزفٌ منفردٌ على الطبلة

    1

    الحاكمُ يَضْرِبُ بالطَبْلَهْ

    وجميعُ وزارت الإعلام تَدُقُّ على ذاتِ الطبلَهْ

    وجميعُ وكالاتِ الأنباء تُضَخِّمُ إيقاعَ الطَبْلَهْ

    والصحفُ الكُبْرى.. والصُغْرَى

    تعمل أيضاً راقصةً

    في ملهى تملكهُ الدولَهْ!.

    لا يُوجَدُ صَوْتٌ في المُوسيقى

    أردأُ من صَوْت الدولَهْ!!.

    مثلَ السَرْدينِ..

    ومثلَ الشاي..

    ومثل حُبُوب الحَمْلِ..

    ومثلَ حُبُوب الضَغْطِ..

    ومثلَ غيار السيّاراتْ

    2

    الكّذِبُ الرسميُّ يُبثُّ على كُلِّ الموجاتْ..

    وكلامُ السلطة برَّاقٌ جداً..

    كثيابِ الرقَّاصاتْ...

    لا أحدٌ ينجُو من وصْفَات الحُكْمِ ،

    وأدويةِ السُلْطَهْ..

    فثلاثُ ملاعقَ قَبْلَ الأكلْ

    وثلاثُ ملاعقَ قَبْلَ صلاة الظُهْرْ

    وثلاثُ ملاعقَ بَعْدَ صلاةِ العصرْ

    وثلاثُ ملاعقَ.. قَبْلَ مراسيم التشييع ،

    وقبل دُخُول القبرْ..

    هل ثمّةَ قَهْرٌ في التاريخ كهذا القهرْ ؟

    الطَبْلةُ تخترقُ الأعصابَ،

    فيا ربّي : ألْهِمْنَا الصبرْ..

    3

    وتُجيدُ النَصْبَ.. تجيد الكَسْرَ.. تجيدُ الجرَّ..

    لا يوجدُ شعرٌ أردأُ من شِعْرِ الدولَهْ

    لا يوجدُ كَذِبٌ أذكى من كَذِبِ الدولَهْ..

    صُحُفٌ. أخبارٌ. تعليقاتْ

    خُوَذٌ لامعةٌ تحت الشمسِ،

    نجومٌ تبرق في الأكتافِ،

    بنادقُ كاذبةُ الطَلَقَاتْ..

    وطنٌ مشنوقٌ فوق حبال الأنتيناتْ

    وطنٌ لا يعرفُ من تقنية الحرب سوى الكلماتْ

    وطنٌ ما زالَ يذيعُ نشيدَ النَصْر على الأمواتْ..

    4

    الدولةُ منذ بداية هذا القرن تعيدُ تقاسيمَ الطبلَهْ

    "الشُورى – بين الناس – أساسُ الملكْ"

    "الشعبُ – كما نصَّ الدستورُ – أساسُ الملكْ"

    لا أَحَدٌ يرقُصُ بالكلمات سوى الدولَهْ..

    لا أحدٌ يَزْني بالكلماتِ،

    سوى الدولَهْ!!

    "القَمْعُ أساسُ الملكْ"

    "شَنْقُ الإنسان أساسُ الملكْ"

    "حكمُ البوليس أساسُ الملكْ"

    "تجديدُ البَيْعَة للحكَّام أساسُ الملكْ"

    "وضْعُ الكلمات على الخَازُوقِ

    أساسُ الملكْ..."

    والسلطةُ تعرض فِتْنَتَها

    وحُلاها في سوق الجملَهْ..

    لا يوجد عُرْيٌ أقبحُ من عري الدولَهْ...

    5

    طَبْلَه.. طَبْلَه..

    وطنٌ عربي تجمعُهُ من يوم ولادته طبلَهْ..

    وتفرَقُ بين قبائله طبلَهْ..

    وأهلُ الذِكْر، وقاضي البلدة..

    يرتعشونَ على وَقْع الطَبْلَهْ..

    الطَرَبُ الرسميُّ يجيء كساعاتِ الغفلَهْ

    من كلِّ مكانْ..

    سعرُ البرميلِ الواحدِ أغلى من سعر الإنسانْ

    الطربُ الرسميُّ يعادُ كأغنية الشيطانْ

    وعلينَا أن نهتزّ إذا غنَّى السلطانْ

    ونصيحَ – أمامَ رجال الشرطة – آهْ..

    آهٍ .. يا آهْ..

    آهٍ .. يا آهْ ..

    فَرَحٌ مفروضٌ بالإكراهْ

    موتٌ مفروضٌ بالإكراهْ

    آهٍ .. يا آهْ..

    هل صار غناءُ الحاكم قُدْسيّاً ؟؟

    فَرَحٌ مفروضٌ بالإكراهْ

    موتٌ مفروضٌ بالإكراهْ

    آهٍ .. يا آهْ..

    هل صار غناءُ الحاكم قُدْسيّاً

    طَرَبٌ مفروضٌ بالإكراهْ

    فَرَحٌ مفروضٌ بالإكراهْ

    موتٌ مفروضٌ بالإكراهْ

    آهٍ .. يا آهْ..

    هل صار غناءُ الحاكم قُدْسيّاً
    ...

  11. #11
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أبو فييه

    -

    أبو فراس
    تاريخ التسجيل
    04 2006
    المشاركات
    4,959

    مشاركة: نزار قباني والمجموعة الكاملة

    الحب والبترول


    متى تفهمْ ؟

    متى يا سيّدي تفهمْ ؟

    بأنّي لستُ واحدةً كغيري من صديقاتكْ

    ولا فتحاً نسائيّاً يُضافُ إلى فتوحاتكْ

    ولا رقماً من الأرقامِ يعبرُ في سجلاّتكْ ؟

    متى تفهمْ ؟

    متى تفهمْ ؟

    أيا جَمَلاً من الصحراءِ لم يُلجمْ

    ويا مَن يأكلُ الجدريُّ منكَ الوجهَ والمعصمْ

    بأنّي لن أكونَ هنا.. رماداً في سجاراتكْ

    ورأساً بينَ آلافِ الرؤوسِ على مخدّاتكْ

    وتمثالاً تزيدُ عليهِ في حمّى مزاداتكْ


    متى تفهمْ ؟

    متى تفهمْ ؟

    بأنّكَ لن تخدّرني.. بجاهكَ أو إماراتكْ

    ولنْ تتملّكَ الدنيا.. بنفطكَ وامتيازاتكْ

    وبالبترولِ يعبقُ من عباءاتكْ

    وبالعرباتِ تطرحُها على قدميْ عشيقاتكْ

    بلا عددٍ.. فأينَ ظهورُ ناقاتكْ

    وأينَ الوشمُ فوقَ يديكَ.. أينَ ثقوبُ خيماتكْ

    أيا متشقّقَ القدمينِ.. يا عبدَ انفعالاتكْ

    ويا مَن صارتِ الزوجاتُ بعضاً من هواياتكْ

    تكدّسهنَّ بالعشراتِ فوقَ فراشِ لذّاتكْ

    تحنّطهنَّ كالحشراتِ في جدرانِ صالاتكْ

    متى تفهمْ ؟

    متى يا أيها المُتخمْ ؟

    متى تفهمْ ؟

    بأنّي لستُ مَن تهتمّْ

    بناركَ أو بجنَّاتكْ

    وأن كرامتي أكرمْ..

    منَ الذهبِ المكدّسِ بين راحاتكْ

    وأن مناخَ أفكاري غريبٌ عن مناخاتكْ

    أيا من فرّخَ الإقطاعُ في ذرّاتِ ذرّاتكْ

    ويا مَن تخجلُ الصحراءُ حتّى من مناداتكْ

    متى تفهمْ ؟

    تمرّغ يا أميرَ النفطِ.. فوقَ وحولِ لذّاتكْ

    كممسحةٍ.. تمرّغ في ضلالاتكْ

    لكَ البترولُ.. فاعصرهُ على قدَمي خليلاتكْ

    كهوفُ الليلِ في باريسَ.. قد قتلتْ مروءاتكْ

    على أقدامِ باغيةٍ هناكَ.. دفنتَ ثاراتكْ

    فبعتَ القدسَ.. بعتَ الله.. بعتَ رمادَ أمواتكْ

    كأنَّ حرابَ إسرائيلَ لم تُجهضْ شقيقاتكْ

    ولم تهدمْ منازلنا.. ولم تحرقْ مصاحفنا

    ولا راياتُها ارتفعت على أشلاءِ راياتكْ

    كأنَّ جميعَ من صُلبوا..

    على الأشجارِ.. في يافا.. وفي حيفا..

    وبئرَ السبعِ.. ليسوا من سُلالاتكْ

    تغوصُ القدسُ في دمها..

    وأنتَ صريعُ شهواتكْ

    تنامُ.. كأنّما المأساةُ ليستْ بعضَ مأساتكْ

    متى تفهمْ ؟

    متى يستيقظُ الإنسانُ في ذاتكْ ؟


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    حزب الحزن


    إذا كان الوطنُ منفيّاً مِثْلي..

    ويفكّر بشَراشِفِ أُمّهِ البيضاء مِثْلي..

    وبقطّةِ البيت السوداء، مِثْلي..

    إذا كان الوطنُ ممنوعاً من ارتكاب الكتابة مثلي..

    وارتكاب الثقافة مِثْلي..

    فلماذا لا يدخُلُ إلى المِصَحَّة التي نحنُ فيها؟

    لماذا لا يكونُ عضواً في حزب الحزنْ

    الذي يضمُّ مئةَ مليون عربي؟؟؟


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    رجل وحيد


    لو كنت أعرف ما أريد

    ما جئت ملتجئا إليك كقطة مذعورة

    لو كنت أعرف ما أريد

    لو كنت أعرف أين أقضي ليلتي

    لو كنت أعرف أين أسند جبهتي

    ما كان أغراني الصعود

    لاتسألي:من أين جئت،وكيف جئت،وما أريد

    تللك السؤالات السخيفة مالدي لها ردود

    ألديك كبريت وبعض سجائر؟

    ألديك أي جريدة ماهم ما تاريخها..

    كل الجرائد ما بها شيء جديد

    ألديك-سيدتي- سرير آخر

    في الدار، إني دائما رجل وحيد

    أنت ادخلي نامي

    سأصنع قهوتي وحدي ،

    فإني دائما ..رجل وحيد

    تغتالني الطرقات.. ترفضني الخرائط والحدود

    أما البريد.. فمن قرون ليس يأتيني البريد

    هاتي السجائر واختفي

    هي كل ما أحتاجه

    هي كل ما يحتاجه الرجل الوحيد

    لا تقفلي الأبواب خلفك..

    إن أعصابي يغطيها الجليد

    لاتقفلي شيئا.. فوجودك آخر ما أريد

  12. #12
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أبو فييه

    -

    أبو فراس
    تاريخ التسجيل
    04 2006
    المشاركات
    4,959

    مشاركة: نزار قباني والمجموعة الكاملة

    السمفونيه الجنوبيه الخامسه


    سميتك الجنوب

    يا لابسا عباءة الحسين

    وشمس كربلاء

    يا شجر الورد الذي يحترف الفداء

    يا ثورة الارض التقت بثورة السماء

    يا جسدا يطلع من ترابه

    قمح وأنبياء

    * * * * * *

    سميتك الجنوب

    يا قمر الحزن الذي يطلع ليلا من عيون فاطمة

    يا سفن الصيد التي تحترف المقاومة

    يا أيام عاشوراء،

    ويا مآذن الله التي تدعو إلى المقاومة

    يا لعلعة الرصاص في الأعراس

    يا فصائل النمل التي

    تهرب السلاح للمقاومة.


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    لا اعترف


    الى متى اعتكف؟

    عنها ..ولا اعترف

    اضلل الناس

    ولونى باهت منخطف

    وجبهتى مثلوجة

    ومفصلى مرتجف ,أيجحد الصدر الذى

    ينبع منه الصدف

    وهذه الغمازه الصغرى

    وهذا الترف

    تقول لى:قل لى..

    فأرتد ولا اعترف

    وأرسم الكلمه فى الظن

    فيأبى الصلف.

    وأذبح الحرف على

    ثغرى فلا ينحرف

    ياسرها ..ماذا يهم الناس

    لو هم عرفوا..

    لا..لن اروى كلمة عنها

    ..فحبى شرف

    لو تمنعون النور عن

    عينى..لا اعترف

  13. #13
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية shabi82
    تاريخ التسجيل
    10 2007
    المشاركات
    76

    رد: نزار قباني والمجموعة الكاملة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دلش الطائف مشاهدة المشاركة
    جميلة هذه المعلومات عن نزار
    ولو أن التحفظ عليه موجود
    ولكنه علم من أعلام الأدب العربي


    أبو فييه شكرا لك
    والله انه لشاعركبير ولكن بعض شعره ينقض الوضوء

  14. #14
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أبو فييه

    -

    أبو فراس
    تاريخ التسجيل
    04 2006
    المشاركات
    4,959

    رد: نزار قباني والمجموعة الكاملة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shabi82 مشاهدة المشاركة
    والله انه لشاعركبير ولكن بعض شعره ينقض الوضوء
    أخي العزيز shabi82
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    أسعدني مرورك هنا...... فلك الشكر
    عزيزي نزار القباني شاعر كبير جدا
    وأشعاره التي(تنقض الوضوء) حاولت
    جاهدا عدم وضعها هنا رغم روعتها
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  15. #15
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أبو فييه

    -

    أبو فراس
    تاريخ التسجيل
    04 2006
    المشاركات
    4,959

    رد: نزار قباني والمجموعة الكاملة

    إختاري


    إني خيَّرتُكِ
    .. فاختاري
    ما بينَ الموتِ على صدري ..
    أو فوقَ دفاترِ أشعاري ..
    إختاري الحبَّ .. أو اللاحبَّ
    فجُبنٌ ألا تختاري ..
    لا توجدُ منطقةٌ وسطى
    ما بينَ الجنّةِ والنارِ ..
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    إرمي أوراقكِ كاملةً ..
    وسأرضى عن أيِّ قرارِ ..
    قولي . إنفعلي . إنفجري
    لا تقفي مثلَ المسمارِ ..
    لا يمكنُ أن أبقى أبداً
    كالقشّةِ تحتَ الأمطارِ
    إختاري قدراً بين اثنينِ
    وما أعنفَها أقداري ..
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    مُرهقةٌ أنتِ .. وخائفةٌ
    وطويلٌ جداً .. مشواري
    غوصي في البحرِ .. أو ابتعدي
    لا بحرٌ من غيرِ دوارِ ..
    الحبُّ .. مواجهةٌ كبرى
    إبحارٌ ضدَّ التيارِ
    صَلبٌ .. وعذابٌ .. ودموعٌ
    ورحيلٌ بينَ الأقمارِ ..
    يقتُلني جبنُكِ .. يا امرأةً
    تتسلى من خلفِ ستارِ ..
    إني لا أؤمنُ في حبٍّ
    لا يحملُ نزقَ الثوارِ ..
    لا يكسرُ كلَّ الأسوارِ
    لا يضربُ مثلَ الإعصارِ ..
    آهٍ .. لو حبُّكِ يبلعُني
    يقلعُني .. مثلَ الإعصارِ ..
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    إنّي خيرتك .. فاختاري
    ما بينَ الموتِ على صدري
    أو فوقَ دفاترِ أشعاري
    لا توجدُ منطقةٌ وسطى
    ما بينَ الجنّةِ والنّارِ ..
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  16. #16
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أبو فييه

    -

    أبو فراس
    تاريخ التسجيل
    04 2006
    المشاركات
    4,959

    رد: نزار قباني والمجموعة الكاملة

    الأخ العزيز أبومرهف
    الأخ العزيز علي رضوان
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    أسعدني وشرفني مروركم والمكان مكانكم
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  17. #17
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية محمدالقاضي
    نبـ صامطة ـض
    نبض لمع في سماء الإشراف
    تاريخ التسجيل
    01 2007
    الدولة
    ياما حكيتك للمواني !
    المشاركات
    6,053

    مشاركة: نزار قباني والمجموعة الكاملة



    قصائد في غاية الجمال والإبداع مما جاد به نزار ,!

    رغم أنّ الموضوع مشابه جداً لموضوع آخر يكتب فيه رجل الظلام
    إلاّ أن ذلك لايمنع أن نترك كلا الموضوعين لتجديد الدماء ولأن الأخ العزيز أبوفييه متفاعل جداً ,,!!

    دمت لنا أخي الكريم ,!
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  18. #18
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أبو فييه

    -

    أبو فراس
    تاريخ التسجيل
    04 2006
    المشاركات
    4,959

    مشاركة: نزار قباني والمجموعة الكاملة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدالقاضي مشاهدة المشاركة


    قصائد في غاية الجمال والإبداع مما جاد به نزار ,!

    رغم أنّ الموضوع مشابه جداً لموضوع آخر يكتب فيه رجل الظلام
    إلاّ أن ذلك لايمنع أن نترك كلا الموضوعين لتجديد الدماء ولأن الأخ العزيز أبوفييه متفاعل جداً ,,!!

    دمت لنا أخي الكريم ,!
    أخي العزيز محمد القاضي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    أشكر لك هذا المرور الرائع
    وإعطائي الضوء الأخضر بالمواصلة
    دمت رائعا كما أنت وأكثر
    وتحياتي ياغالي

  19. #19
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أبو فييه

    -

    أبو فراس
    تاريخ التسجيل
    04 2006
    المشاركات
    4,959

    مشاركة: نزار قباني والمجموعة الكاملة

    نهر الأحزان

    عيناكِ كنهري أحـزانِ
    نهري موسيقى.. حملاني
    لوراءِ، وراءِ الأزمـانِ

    نهرَي موسيقى قد ضاعا
    سيّدتي.. ثمَّ أضاعـاني

    الدمعُ الأسودُ فوقهما
    يتساقطُ أنغامَ بيـانِ

    عيناكِ وتبغي وكحولي
    والقدحُ العاشرُ أعماني

    وأنا في المقعدِ محتـرقٌ
    نيراني تأكـلُ نيـراني

    أأقول أحبّكِ يا قمري؟
    آهٍ لـو كانَ بإمكـاني

    فأنا لا أملكُ في الدنيـا
    إلا عينيـكِ وأحـزاني

    سفني في المرفأ باكيـةٌ
    تتمزّقُ فوقَ الخلجـانِ

    ومصيري الأصفرُ حطّمني
    حطّـمَ في صدري إيماني

    أأسافرُ دونكِ ليلكـتي؟
    يا ظـلَّ الله بأجفـاني

    يا صيفي الأخضرَ ياشمسي
    يا أجمـلَ.. أجمـلَ ألواني

    هل أرحلُ عنكِ وقصّتنا
    أحلى من عودةِ نيسانِ؟

    أحلى من زهرةِ غاردينيا
    في عُتمةِ شعـرٍ إسبـاني

    يا حبّي الأوحدَ.. لا تبكي
    فدموعُكِ تحفرُ وجـداني

    إني لا أملكُ في الدنيـا
    إلا عينيـكِ ..و أحزاني

    أأقـولُ أحبكِ يا قمـري؟
    آهٍ لـو كـان بإمكـاني

    فأنـا إنسـانٌ مفقـودٌ
    لا أعرفُ في الأرضِ مكاني

    ضيّعـني دربي.. ضيّعَـني
    إسمي.. ضيَّعَـني عنـواني

    تاريخـي! ما ليَ تاريـخٌ
    إنـي نسيـانُ النسيـانِ

    إنـي مرسـاةٌ لا ترسـو
    جـرحٌ بملامـحِ إنسـانِ

    ماذا أعطيـكِ؟ أجيبيـني
    قلقـي؟ إلحادي؟ غثيـاني

    ماذا أعطيـكِ سـوى قدرٍ
    يرقـصُ في كفِّ الشيطانِ

    أنا ألـفُ أحبّكِ.. فابتعدي
    عنّي.. عن نـاري ودُخاني

    فأنا لا أمـلكُ في الدنيـا
    إلا عينيـكِ... وأحـزاني


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    خبز وحشيش وقمر

    عندما يُولدُ في الشرقِ القَمرْ
    فالسطوحُ البيضُ تغفو...
    تحتَ أكداسِ الزَّهرْ
    يتركُ الناسُ الحوانيتَ.. ويمضونَ زُمرْ
    لملاقاةِ القمرْ..
    يحملونَ الخبزَ، والحاكي، إلى رأسِ الجبالْ
    ومعدَّاتِ الخدرْ..
    ويبيعونَ، ويشرونَ.. خيالْ
    وصُورْ..
    ويموتونَ إذا عاشَ القمرْ

    ما الذي يفعلهُ قرصُ ضياءْ
    ببلادي..
    ببلادِ الأنبياْ..
    وبلادِ البسطاءْ..
    ماضغي التبغِ، وتجَّارِ الخدرْ
    ما الذي يفعلهُ فينا القمرْ؟
    فنضيعُ الكبرياءْ
    ونعيشُ لنستجدي السماءْ
    ما الذي عندَ السماءْ
    لكُسالى ضعفاءْ
    يستحيلونَ إلى موتى..
    إذا عاشَ القمرْ..
    ويهزّونَ قبور الأولياءْ
    علّها..
    ترزقُهم رزّاً وأطفالاً..
    قبورُ الأولياءْ..
    ويمدّونَ السجاجيدَ الأنيقاتِ الطُررْ
    يتسلّونَ بأفيونٍ..
    نسمّيهِ قدرْ..
    وقضاءْ..
    في بلادي..
    في بلادِ البسطاءْ..

    أيُّ ضعفٍ وانحلالْ
    يتولانا إذا الضوءُ تدفّقْ
    فالسجاجيدُ، وآلاف السلالْ
    وقداحُ الشاي.. والأطفال.. تحتلُّ التلالْ
    في بلادي..
    حيثُ يبكي الساذجونْ
    ويعيشونَ على الضوءِ الذي لا يبصرونْ
    في بلادي..
    حيثُ يحيا الناسُ من دونِ عيونْ
    حيثُ يبكي الساذجونْ
    ويصلّونَ، ويزنونَ، ويحيونَ اتّكالْ
    منذُ أن كانوا.. يعيشونَ اتّكالْ
    وينادونَ الهلالْ:
    " يا هلالْ..
    أيها النبعُ الذي يمطرُ ماسْ
    وحشيشاً.. ونُعاسْ
    أيها الربُّ الرخاميُّ المعلّقْ
    أيها الشيءُ الذي ليسَ يُصدَّقْ
    دُمتَ للشرقِ.. لنا
    عنقودَ ماسْ
    للملايينِ التي قد عُطِّلت فيها الحواس "

    في ليالي الشرقِ لمّا
    يبلغُ البدرُ تمامهْ..
    يتعرّى الشرقُ من كلِّ كرامهْ
    ونضالِ..
    فالملايينُ التي تركضُ من غيرِ نعالِ..
    والتي تؤمنُ في أربعِ زوجاتٍ..
    وفي يومِ القيامهْ..
    الملايينُ التي لا تلتقي بالخبزِ.. إلا في الخيالِ
    والتي تسكنُ في الليلِ بيوتاً من سعالِ..
    أبداً.. ما عرفتْ شكلَ الدواءْ..
    تتردّى..
    جُثثاً تحتَ الضياءْ..

    في بلادي..
    حيثُ يبكي الساذجونْ
    ويموتونَ بكاءْ
    كلّما طالعهم وجهُ الهلالِ
    ويزيدونَ بكاءْ
    كلّما حرّكهم عودٌ ذليلٌ.. و"ليالي"..
    ذلكَ الموتُ الذي ندعوهُ في الشرقِ..
    "ليالي".. وغناءْ
    في بلادي..
    في بلادِ البُسطاءْ..

    حيثُ نجترُّ التواشيحَ الطويلهْ..
    ذلكَ السلُّ الذي يفتكُ بالشرقِ..
    التواشيحُ الطويلهْ
    شرقُنا المجترُّ.. تاريخاً.. وأحلاماً كسولهْ
    وخُرافاتٍ خوالي..
    شرقُنا، الباحثُ عن كلِّ بطولهْ
    في (أبي زيدِ الهلالي)..

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    متى يعلنون وفاة العرب؟


    أحاولُ منذ الطُفولةِ رسْمَ بلادٍ
    تُسمّى - مجازا - بلادَ العَرَبْ
    تُسامحُني إن كسرتُ زُجاجَ القمرْ...
    وتشكرُني إن كتبتُ قصيدةَ حبٍ
    وتسمحُ لي أن أمارسَ فعْلَ الهوى
    ككلّ العصافير فوق الشجرْ...
    أحاول رسم بلادٍ
    تُعلّمني أن أكونَ على مستوى العشْقِ دوما
    فأفرشَ تحتكِ ، صيفا ، عباءةَ حبي
    وأعصرَ ثوبكِ عند هُطول المطرْ...
    2
    أحاولُ رسْمَ بلادٍ...
    لها برلمانٌ من الياسَمينْ.
    وشعبٌ رقيق من الياسَمينْ.
    تنامُ حمائمُها فوق رأسي.
    وتبكي مآذنُها في عيوني.
    أحاول رسم بلادٍ تكون صديقةَ شِعْري.
    ولا تتدخلُ بيني وبين ظُنوني.
    ولا يتجولُ فيها العساكرُ فوق جبيني.
    أحاولُ رسْمَ بلادٍ...
    تُكافئني إن كتبتُ قصيدةَ شِعْرٍ
    وتصفَحُ عني ، إذا فاض نهرُ جنوني

    3
    أحاول رسم مدينةِ حبٍ...
    تكون مُحرّرةً من جميع العُقَدْ...
    فلايذبحون الأنوثةَ فيها...ولايقمَعون الجَسَدْ...
    4
    رَحَلتُ جَنوبا...رحلت شمالا...
    ولافائدهْ...
    فقهوةُ كلِ المقاهي ، لها نكهةٌ واحدهْ...
    وكلُ النساءِ لهنّ - إذا ما تعرّينَ-
    رائحةٌ واحدهْ...
    وكل رجالِ القبيلةِ لايمْضَغون الطعامْ
    ويلتهمون النساءَ بثانيةٍ واحدهْ.
    5
    أحاول منذ البداياتِ...
    أن لاأكونَ شبيها بأي أحدْ...
    رفضتُ الكلامَ المُعلّبَ دوما.
    رفضتُ عبادةَ أيِ وثَنْ...
    6
    أحاول إحراقَ كلِ النصوصِ التي أرتديها.
    فبعضُ القصائدِ قبْرٌ ،
    وبعضُ اللغاتِ كَفَنْ.
    وواعدتُ آخِرَ أنْثى...
    ولكنني جئتُ بعد مرورِ الزمنْ...
    7
    أحاول أن أتبرّأَ من مُفْرداتي
    ومن لعْنةِ المبتدا والخبرْ...
    وأنفُضَ عني غُباري.
    وأغسِلَ وجهي بماء المطرْ...
    أحاول من سلطة الرمْلِ أن أستقيلْ...
    وداعا قريشٌ...
    وداعا كليبٌ...
    وداعا مُضَرْ...
    8
    أحاول رسْمَ بلادٍ
    تُسمّى - مجازا - بلادَ العربْ
    سريري بها ثابتٌ
    ورأسي بها ثابتٌ
    لكي أعرفَ الفرقَ بين البلادِ وبين السُفُنْ...
    ولكنهم...أخذوا عُلبةَ الرسْمِ منّي.
    ولم يسمحوا لي بتصويرِ وجهِ الوطنْ...
    9
    أحاول منذ الطفولةِ
    فتْحَ فضاءٍ من الياسَمينْ
    وأسّستُ أولَ فندقِ حبٍ...بتاريخ كل العربْ...
    ليستقبلَ العاشقينْ...
    وألغيتُ كل الحروب القديمةِ...
    بين الرجال...وبين النساءْ...
    وبين الحمامِ...ومَن يذبحون الحمامْ...
    وبين الرخام ومن يجرحون بياضَ الرخامْ...
    ولكنهم...أغلقوا فندقي...
    وقالوا بأن الهوى لايليقُ بماضي العربْ...
    وطُهْرِ العربْ...
    وإرثِ العربْ...
    فيا لَلعجبْ!!
    10
    أحاول أن أتصورَ ما هو شكلُ الوطنْ?
    أحاول أن أستعيدَ مكانِيَ في بطْنِ أمي
    وأسبحَ ضد مياه الزمنْ...
    وأسرقَ تينا ، ولوزا ، و خوخا,
    وأركضَ مثل العصافير خلف السفنْ.
    أحاول أن أتخيّلَ جنّة عَدْنٍ
    وكيف سأقضي الإجازةَ بين نُهور العقيقْ...
    وبين نُهور اللبنْ...
    وحين أفقتُ...اكتشفتُ هَشاشةَ حُلمي
    فلا قمرٌ في سماءِ أريحا...
    ولا سمكٌ في مياهِ الفُراطْ...
    ولا قهوةٌ في عَدَنْ...
    11
    أحاول بالشعْرِ...أن أُمسِكَ المستحيلْ...
    وأزرعَ نخلا...
    ولكنهم في بلادي ، يقُصّون شَعْر النخيلْ...
    أحاول أن أجعلَ الخيلَ أعلى صهيلا
    ولكنّ أهلَ المدينةِيحتقرون الصهيلْ!!
    12
    أحاول - سيدتي - أن أحبّكِ...
    خارجَ كلِ الطقوسْ...
    وخارج كل النصوصْ...
    وخارج كل الشرائعِ والأنْظِمَهْ
    أحاول - سيدتي - أن أحبّكِ...
    في أي منفى ذهبت إليه...
    لأشعرَ - حين أضمّكِ يوما لصدري -
    بأنّي أضمّ تراب الوَطَنْ...
    13
    أحاول - مذْ كنتُ طفلا ، قراءة أي كتابٍ
    تحدّث عن أنبياء العربْ.
    وعن حكماءِ العربْ... وعن شعراءِ العربْ...
    فلم أر إلا قصائدَ تلحَسُ رجلَ الخليفةِ
    من أجل جَفْنةِ رزٍ... وخمسين درهمْ...
    فيا للعَجَبْ!!
    ولم أر إلا قبائل ليست تُفرّق ما بين لحم النساء...
    وبين الرُطَبْ...
    فيا للعَجَبْ!!
    ولم أر إلا جرائد تخلع أثوابها الداخليّهْ...
    لأيِ رئيسٍ من الغيب يأتي...
    وأيِ عقيدٍ على جُثّة الشعب يمشي...
    وأيِ مُرابٍ يُكدّس في راحتيه الذهبْ...
    فيا للعَجَبْ!!
    14
    أنا منذ خمسينَ عاما،
    أراقبُ حال العربْ.
    وهم يرعدونَ ، ولايمُطرونْ...
    وهم يدخلون الحروب ، ولايخرجونْ...
    وهم يعلِكونَ جلود البلاغةِ عَلْكا
    ولا يهضمونْ...
    15
    أنا منذ خمسينَ عاما
    أحاولُ رسمَ بلادٍ
    تُسمّى - مجازا - بلادَ العربْ
    رسمتُ بلون الشرايينِ حينا
    وحينا رسمت بلون الغضبْ.
    وحين انتهى الرسمُ ، ساءلتُ نفسي:
    إذا أعلنوا ذاتَ يومٍ وفاةَ العربْ...
    ففي أيِ مقبرةٍ يُدْفَنونْ؟
    ومَن سوف يبكي عليهم؟
    وليس لديهم بناتٌ...
    وليس لديهم بَنونْ...
    وليس هنالك حُزْنٌ ،
    وليس هنالك مَن يحْزُنونْ!!
    16
    أحاولُ منذُ بدأتُ كتابةَ شِعْري
    قياسَ المسافةِ بيني وبين جدودي العربْ.
    رأيتُ جُيوشا...ولا من جيوشْ...
    رأيتُ فتوحا...ولا من فتوحْ...
    وتابعتُ كلَ الحروبِ على شاشةِ التلْفزهْ...
    فقتلى على شاشة التلفزهْ...
    وجرحى على شاشة التلفزهْ...
    ونصرٌ من الله يأتي إلينا...على شاشة التلفزهْ...
    17
    أيا وطني: جعلوك مسلْسلَ رُعْبٍ
    نتابع أحداثهُ في المساءْ.
    فكيف نراك إذا قطعوا الكهْرُباءْ؟؟
    18
    أنا...بعْدَ خمسين عاما
    أحاول تسجيل ما قد رأيتْ...
    رأيتُ شعوبا تظنّ بأنّ رجالَ المباحثِ
    أمْرٌ من الله...مثلَ الصُداعِ...ومثل الزُكامْ...
    ومثلَ الجُذامِ...ومثل الجَرَبْ...
    رأيتُ العروبةَ معروضةً في مزادِ الأثاث القديمْ...
    ولكنني...ما رأيتُ العَرَبْ!!...


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  20. #20
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أبو فييه

    -

    أبو فراس
    تاريخ التسجيل
    04 2006
    المشاركات
    4,959

    مشاركة: نزار قباني والمجموعة الكاملة


    قصيدة معها في باريس

    لا الشعرُ ، يُرضي طُمُوحاتي ، ولا الوَتَرُ
    إنّي لعَيْنَيْكِ ، باسمِ الشِعْرِ ، أَعتذِرُ..
    حاولت وصفك فاسعصى الخيال معي
    يا مَنْ تَدُوخُ على أقدامِكِ الصُوَرُ
    يُروِّجُونَ كلاماً لا أُصَدِّقُهُ
    هل بين نهديك حقاً يسكن القمر
    كم صَعْبةٌ أنتِ .. تَصْويراً وتَهْجِيَةً
    إذا لَمَسْتُكِ ، يبكي في يدي الحَجَرُ
    نَهْداكِ .. كان بودِّي لو رَسَمْتُهُمَا
    إذا عجزت فحسبي أنني بشر
    أيا غَمَامةَ مُوسيقى .. تُظلِّلُني
    كذا ينقط فوق الجنة المطر
    الحَرْفُ يبدأُ من عَيْنَيْكِ رحْلتَهُ
    كلُّ اللُغاتِ بلا عينيكِ .. تَنْدثِرُ
    يا من أحبك حتى يستحيل دمي
    إلى نبيذٍ ، بنار العِشْق يَخْتَمِرُ
    هزائمي في الهوى تبدو مُعَطَّرَةً
    إني بحبك مهزوم ومنتصر
    تركتُ خَلْفيَ أمجادي .. وها أنذا
    بطُولِ شَعْرِكِ _ حتى الخَصْرِ _ أفْتَخِرُ
    ماذا يكون الهوى إلا مخاطرة
    وأنتِ .. أجملُ ما في حُبِّكِ الخَطَرُ
    يا مَنْ أُحِبُّكِ .. حتى يستحيلَ فمي
    إلى حدائق فيها الماء والثمر
    ما دمت لي فحدود الشمس مملكتي
    والبر والبحر والشطاَن والجزر
    ما دامَ حُبُّكِ يُعْطيني عباءتَهُ
    فكيفَ لا أفتحُ الدنيا .. وأنتصِرُ ؟
    سأركبُ البحرَ .. مَجنوناً ومُنْتَحراً..
    والعاشقُ الفذُّ .. يحيا حين ينتحِرُ ...

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    في رثاء بلقيس

    شُكراً لكم ..

    شُكراً لكم . .

    فحبيبتي قُتِلَت .. وصار بوُسْعِكُم

    أن تشربوا كأساً على قبر الشهيدهْ

    وقصيدتي اغْتِيلتْ ..

    وهل من أُمَّـةٍ في الأرضِ ..

    - إلا نحنُ - تغتالُ القصيدة ؟

    بلقيسُ ...

    كانتْ أجملَ المَلِكَاتِ في تاريخ بابِِلْ

    بلقيسُ ..

    كانت أطولَ النَخْلاتِ في أرض العراقْ

    كانتْ إذا تمشي ..

    ترافقُها طواويسٌ ..

    وتتبعُها أيائِلْ ..

    بلقيسُ .. يا وَجَعِي ..

    ويا وَجَعَ القصيدةِ حين تلمَسُهَا الأناملْ

    هل يا تُرى ..

    من بعد شَعْرِكِ سوفَ ترتفعُ السنابلْ ؟

    يا نَيْنَوَى الخضراءَ ..

    يا غجريَّتي الشقراءَ ..

    يا أمواجَ دجلةَ . .

    تلبسُ في الربيعِ بساقِهِا

    أحلى الخلاخِلْ ..

    قتلوكِ يا بلقيسُ ..

    أيَّةُ أُمَّةٍ عربيةٍ ..

    تلكَ التي

    تغتالُ أصواتَ البلابِلْ ؟

    أين السَّمَوْأَلُ ؟

    والمُهَلْهَلُ ؟

    والغطاريفُ الأوائِلْ ؟

    فقبائلٌ أَكَلَتْ قبائلْ ..

    وثعالبٌ قَتَـلَتْ ثعالبْ ..

    وعناكبٌ قتلتْ عناكبْ ..

    قَسَمَاً بعينيكِ اللتينِ إليهما ..

    تأوي ملايينُ الكواكبْ ..

    سأقُولُ ، يا قَمَرِي ، عن العَرَبِ العجائبْ

    فهل البطولةُ كِذْبَةٌ عربيةٌ ؟

    أم مثلنا التاريخُ كاذبْ ؟.


    بلقيسُ ..

    تذبحُني التفاصيلُ الصغيرةُ في علاقتِنَا ..

    وتجلُدني الدقائقُ والثواني ..

    فلكُلِّ دبّوسٍ صغيرٍ .. قصَّةٌ

    ولكُلِّ عِقْدٍ من عُقُودِكِ قِصَّتانِ

    حتى ملاقطُ شَعْرِكِ الذَّهَبِيِّ ..

    تغمُرُني ،كعادتِها ، بأمطار الحنانِ

    ويُعَرِّشُ الصوتُ العراقيُّ الجميلُ ..

    على الستائرِ ..

    والمقاعدِ ..

    والأوَاني ..

    ومن المَرَايَا تطْلَعِينَ ..

    من الخواتم تطْلَعِينَ ..

    من القصيدة تطْلَعِينَ ..

    من الشُّمُوعِ ..

    من الكُؤُوسِ ..

    من النبيذ الأُرْجُواني ..

    بلقيسُ ..

    يا بلقيسُ .. يا بلقيسُ ..

    لو تدرينَ ما وَجَعُ المكانِ ..

    في كُلِّ ركنٍ .. أنتِ حائمةٌ كعصفورٍ ..

    وعابقةٌ كغابةِ بَيْلَسَانِ ..


    تتذكَّرُ الأمْشَاطُ ماضيها ..

    فَيَكْرُجُ دَمْعُهَا ..

    هل يا تُرى الأمْشَاطُ من أشواقها أيضاً تُعاني ؟

    بلقيسُ : صَعْبٌ أنْ أهاجرَ من دمي ..

    وأنا المُحَاصَرُ بين ألسنَةِ اللهيبِ ..

    وبين ألسنَةِ الدُخَانِ ...


    بلقيسُ :

    أسألكِ السماحَ ، فربَّما

    كانَتْ حياتُكِ فِدْيَةً لحياتي ..

    إنّي لأعرفُ جَيّداً ..

    أنَّ الذين تورَّطُوا في القَتْلِ ، كانَ مُرَادُهُمْ

    أنْ يقتُلُوا كَلِمَاتي !!!

    نامي بحفْظِ اللهِ .. أيَّتُها الجميلَةْ

    فالشِّعْرُ بَعْدَكِ مُسْتَحِيلٌ ..

    والأُنُوثَةُ مُسْتَحِيلَةْ

    سَتَظَلُّ أجيالٌ من الأطفالِ ..

    تسألُ عن ضفائركِ الطويلَةْ ..

    وتظلُّ أجيالٌ من العُشَّاقِ

    تقرأُ عنكِ . . أيَّتُها المعلِّمَةُ الأصيلَةْ ...

    وسيعرفُ الأعرابُ يوماً ..

    أَنَّهُمْ قَتَلُوا الرسُولَةْ ..

    قَتَلُوا الرسُولَةْ ..

    ق .. ت .. ل ..و .. ا

    ال .. ر .. س .. و .. ل .. ة


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو فييه ; 07 -11- 2008 الساعة 10:55 PM سبب آخر: لعدم التكرار

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •