لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: مراغمة الشيطان في الحج...!

العرض المتطور

  1. #1
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية ا.عبدالله
    صديق الضوء
    تاريخ التسجيل
    07 2007
    المشاركات
    6,412

    Frasha مراغمة الشيطان في الحج...!

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    مراغمة الشيطان في الحج

    فضيلة الشيخ/ محمد بن إبراهيم الحمد


    الحديث ههنا سيدور حول مشهد عظيم من مشاهد الحج ألا وهو مشهد المراغمة للشيطان الرجيم؛ فالشيطان عدو للإنسان مبين والله – عز وجل - حذرنا من الشيطان، وأمرنا أن نتخذه عدواً، ونهانا عن اتباع خطواته، قال - عز وجل -: (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً) وقال - تبارك وتعالى -: (وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ).
    فمراغمة الشيطان باتخاذه عدواً، وبترك الاتباع لخطواته من أعظم القربات إلى رب الأرض والسموات.
    وهذا الأمر يتجلى غاية التجلي في الحج؛ فيتجلى في مراغمة الشيطان إذا وقف في طريق الحاج يثبِّطه عن الحج، ويتجلى بمجاهدة النفس على إيقاع الحج على أحسن الوجوه وأتهمها، ويتجلى في يوم عرفة خصوصاً في عشيتها حين يجتهد الحاج في الدعاء والضراعة؛ فما رئي الشيطان في يوم أدحر، ولا أصغر، ولا أحقر منه في ذلك اليوم؛ وما ذلك إلا لما يرى من نزول الرحمة، وتجاوز الله عن الذنوب العظام - كما جاء ذلك في موطأ الإمام مالك -رحمه الله- .
    وأعظم ما يتجلى ذلك المعنى في رمي الجمار؛ حيث تظهر المراغمة والعداوة للشيطان في تلك المواضع غاية الظهور, بل هي الحكمة الخاصة لذلك النسك؛ إذ الحكمة العامة منها إقامة ذكر الله، قال العلامة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي - رحمه الله - في تفسيره المبارك (أضواء البيان) عند تفسير لسورة الحج قال: "الفرع الحادي عشر في حكمة الرمي: اعلم أنه لاشك في أن حكمة الرمي في الجملة هي طاعة الله فيما أمر به، وذكره بامتثال أمره على لسان نبيه - صلى الله عليه وسلم - قال أبو داود في سننه: حدثنا مسدد، قال: حدثنا عيسى بن يونس، قال: حدثنا عبيد الله بن زياد عن القاسم عن عائشة قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنما جعل الطواف بالبيت وبين الصفا والمروة، ورمي الجمار؛ لإقامة ذكر الله".
    وقال النووي في شرح المهذب في حديث أبي داود هذا: "وهذا الإسناد كله صحيح إلا عبيد الله فضعفه أكثرهم ضعفاً يسيراً، ولم يضعف أبو داود هذا الحديث فهو حسن عنده - كما سبق -".
    وروى الترمذي هذا الحديث من رواية عبيد الله هذا، وقال: هو حديث حسن, وفي بعض النسخ: حسن صحيح؛ فلعله اعتضد برواية أخرى، انتهى محل الغرض منه.
    قال مقيده - عفى الله عنه، وغفر له -: عبيد الله بن أبي زياد المذكور هو القداح أبو الحصين المكي، وقد وثقه جماعة، وضعفه آخرون، وحديثه هذا معناه صحيح بلا شك، ويشهد لصحة معناه قوله -تعالى-: (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ) لأنه يدخل في الذكر المأمور به رمي الجمار؛ بدليل قوله بعده: (فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ)الآية.
    وذلك يدل على أن الرمي شُرِع لإقامة ذكر الله كما هو واضح، ولكن هذه الحكمة إجمالية، وقد روى البيهقي - رحمه الله - في سننه عن ابن عباس مرفوعاً قال: "لما أتى إبراهيم خليل الله - عليه السلام - المناسك عرض له الشيطان عند جمرة العقبة فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض, ثم عرض له عند الجمرة الثانية فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض, ثم عرض له في الجمرة الثالثة, فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض" قال ابن عباس – رضي الله عنهما -: "الشيطانَ ترجمون وملةَ أبيكم تتبعون" انتهى بلفظه من السنن الكبرى للبيهقي.
    ولقد روى هذا الحديثَ الحاكمُ في المستدرك مرفوعاً ثم قال: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه".
    وعلى هذا الذي ذكره البيهقي فَذِكْرُ اللهِ الذي شرع الرمي لإقامته هو الاقتداء بإبراهيم في عداوة الشيطان، ورميه، وعدم الانقياد إليه، والله يقول: (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ) الآية.
    فكأن الرمي رمز وإشارة إلى عداوة الشيطان التي أمرنا الله بها في قوله: (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً) وقوله منكراً على من والاه: (أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ)الآية.
    ومعلوم أن الرمي بالحجارة من أكبر مظاهر العداوة". انتهى كلام الشنقيطي – رحمه الله -.
    وهكذا يفيد الحجاج من ذلك المشهد العظيم ألا وهو رمي الجمار درساً عظيماً ألا وهو مراغمة الشيطان وعداوته؛ فالشيطان عدوٌ للإنسان، والحجاج لا يرمون الشيطان، وليس الشيطان بواقف لهم يرجمونه، وإنما يرجمون المواقف التي وقف بها الشيطان لأبيهم إبراهيم؛ فرجمه الخليل - عليه السلام - فهم يرجمونه لا لمجرد التكرار وإنما للاقتداء والانتفاع والاعتبار.
    فعليهم أن يتأملوا كيف عرف أبوهم إبراهيم أن الذي وقف له ليصده عن امتثال أمر ربه أنه شيطان؛ حيث تَمثَّل له ثلاث مرات، فرجمه إبراهيم ثلاث مرات كل مرة بسبع حصيات وقال له: ليس لك عندي إلا الرجم، فخنس وخسأ، وخاب ظنه، ونكص على عقبيه.
    فأولوا الألباب يعتبرون بهذا الرجم، ويأخذون منه دروساً وعبراً؛ إذ يعاملون كل شيطانٍ من شياطين الجن والإنس ممن يريدون صرفهم عن طاعة ربهم بالرجم المعنوي الذي هو بغض من صد عن سبيل الله، وعصيانه، ومراغمته، والابتعاد عنه والاستعاذة بالله منه؛ فيعرفون أن كل من حاول صدَّهم عن طاعة ربهم، أو فتنتَهم في دينهم - أنه شيطان مهما لبس من لبوس، ومهما أظهر من مودة وتصنع.
    أيها الحاج الكريم: ما أكثر دروس الحج، وما أعظم بركاته؛ فليكن لك من ذلك أوفر الحظ والنصيب؛ لتفوز بسعادة الدارين، ولتكون من حزب الله المفلحين، ومن أولياءه المتقين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
    وصلى الله وسلم على نبينا محمد.


  2. #2
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية zhoor
    تاريخ التسجيل
    10 2008
    المشاركات
    117

    رد: مراغمة الشيطان في الحج...!

    جزاك الله كل خيــــر

  3. #3
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية ا.عبدالله
    صديق الضوء
    تاريخ التسجيل
    07 2007
    المشاركات
    6,412

    رد: مراغمة الشيطان في الحج...!

    وإياك شكرا لمرورك

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •