مَا الشَّوْقُ مُقْتَنِعَاً مِنِّي بِذَا الكَمَدِ حَتَّى أكُوْنَ بِلاَ قَلْبٍ وَلاَ كَبِدِ


وَلاَ الدِّيَارُ الّتِي كَانَ الحَبِيْبُ بِهَا تَشْكُو إلَيَّ وَلاَ أشْكُو إلَى أحَدِ


مَا زَالَ كُلُّ هَزِيْمِ الوَدْقِ يُنْحِلُهَا وَالسُّقْمُ يُنْحِلُنِي حَتَّى حَكَتْ جَسَدِي


وَكُلَّمَا فَاضَ دَمْعِي غَاضَ كَأنَّ مَا سَالَ مِنْ جَفْنَيَّ مِنْ جَلَدِي مُصْطَبَري


فَأيْنَ مِنْ زَفَرَاتِي مَنْ كَلِفْتُ وَأيْنَ مِنْكَ ابْنَ يَحْيَى صَوْلَةُ الأسَدِ بِهِ


لَمَّا وَزَنْتُ بِكَ الدُّنْيَا فَمِلْتَ وَبِالوَرَى قَلَّ عِنْدِي كَثْرَةُ العَدَدِ بِهَا


مَا دَارَ فِي خَلَدِ الأيَّامِ لِي فَرَحٌ أبَا عُبَادَةَ حَتَّى دُرْتَ فِي خَلَدِي


مَلْكٌ إذَا امْتَلأتْ مَالاً خَزَائِنُهُ أذَاقَهَا طَعْمَ ثُكْلِ الأمّ لِلَوَلَدِ


مَاضِي الجَنانِ يُرِيْهِ الحَزْمُ قَبْلَ غَدٍ بِقَلْبِهِ مَا تَرَى عَيْنَاهُ بَعْدَ غَدِ


مَا ذَا البَهَاءُ وَلاَ النُّوْرُ مِنْ بَشَرٍ وَلاَ السَّمَاحُ الّذِي فِيهِ سَمَاحُ يَدِ


حَتَّى تَبَحْتَرَ فَهْوَ اليَوْمَ مِنْ اُدَدِ حَتَّى تَبَحْتَرَ فَهْوَ اليَوْمَ مِنْ اُدَدِ


قَدْ كُنْتُ أحْسَبُ أنَّ المَجْدَ مِنْ مُضَرٍ حَتَّى تَبَحْتَرَ فَهْوَ اليَوْمَ مِنْ اُدَدِ



قَوْمٌ إذَا أمْطَرَتْ مَوْتَاً سُيُوْفُهُمُ حَسِبْتَهَا سُحُبَاً جَادَتْ عَلَى بَلَدِ



لَمْ اُجْرِ غَايَةَ فِكْرِي مِنْكَ فِي صِفَةٍ إلاَّ وَجَدْتُ مَدَاهَا غَايَةَ الأبَدِ