لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: "أوراق طالب سعودي " محمد الداود ..

العرض المتطور

  1. #1
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية الهامس جهرا
    شخصية مهمة
    تاريخ التسجيل
    07 2008
    المشاركات
    656

    "أوراق طالب سعودي " محمد الداود ..

    بسم الله الرحمن الرحيم

    " أرض الأحلام نيوزيلندا - أوراق طالب سعودي "

    قضى ( محمد الدواد ) في نيوزيلندا أربعة أشهر نقلها لقرائه بأسلوب أدبي رائع ..
    متابعة ممتعة ..
    .................................................. .



    نزلت من الطائرة وفي يدي حقيبتي اليدوية وورقة لابد من تعبئتها في الطائرة قبل الوصول، لكي تفتح لك هذه الدولة أبوابها.
    سرت في المطار أتبع الركاب القادمين لأضمن سرعة الوصول. بدأت ألحظ النظرات المتشككة الموجهة لي من الركاب وموظفي المطار، لم أكن متعجبًا فعندما تكون العربي الوحيد على متن رحلة قادمة من الشرق الأوسط وملتحيًا ومرتديًا لمعطفٍ أسود فالتهمة ثابتة لا محالة.

    الكل يبتسم، وإن كنت أقرأ في العيون غير ذلك، ففيها إحساس بأني (مشتبه به) وهذا كافٍ!
    بعد أن أخذت حقيبتي أقبل رجل أمن ومعه كلب جعله يتشمم حقيبتي، وعندما لم يجد بغيته لدي، كشر عن أسنانه فيما يشبه الابتسامة وهو يقول:
    - بإمكانك المرور سيدي.

    تبسمت في داخلي، وأنا أشعر بمرارته، ففي نظره أنا مشروع إرهابي جدير بتوقيفه والتحقيق معه، ولكنه وللأسف لم يجد دليلاً يثبت به نظريته.

    بعد انتهاء إجراءات الدخول تابعت سيري إلى بوابة الخروج، عندما استوقفني أحد الضباط وسألني عن ورقة الدخول التي قمت بتعبئتها في الطائرة، مددتها له برهبة، نظر إليها بسرعة ورفع عينيه نحوي بنظرة أشعرتني بأنني أحمل مرض معدٍ، ووضع علامة (x) حمراء على الورقة وناولها لي وهو يبتسم ابتسامة الظفر والنصر وكأن عينيه تقولان ..(أخيرًا أوقعت بك)، وقال:
    - أرجوك تقدم نحو ذلك الرجل.

    وأشار إلى ضابط يقف في آخر الممر كان يساعد امرأة كبيرة على النهوض وهو يبتسم لها، تفاءلت خيرًا، وتوجهت نحوه، وبعد أن فرغ من المرأة، التفت نحوي وسرعان ما تلاشت تلك الابتسامة من على شفتيه، ووضع يده على السلاح المعلق على صدره، واستعد لمقابلة هذا الإرهابي القادم نحوه.

    قال وهو يتمعن في عينيّ لعله يعرف أين خبأت الأسلحة النووية التي أحملها:
    - اتبعني من فضلك.

    قادني عبر ممرات طويلة، والنظرة الصارمة لا تفارق عينيه، وكل الناس يتحاشون المرور بنا خوفًا من هذا المجرم الخطير!، إلى أن دخلنا غرفة واسعة، اقشعر بدني من برودةِ المكان وهدوئه، فالصالة كبيرة وممتلئة بطاولات كثيرة أقرب إلى طاولات التشريح منها إلى طاولات تفتيش، وفي ركن قصي منها يوجد ضابط آخر يحقق مع شخص صيني وقد فتح جميع حقائبه وأُخرج كل ما فيها.
    قادني إلى أحدى الطاولات وقال لي:
    - انتظر هنا، سأعود قريبًا.

    دخل أحدى الغرف، واخذ يكلم من فيها بصوت مرتفع، وجلست أنتظر عودته بالزي (البرتقالي)،

    ليُبلسني إياه ..!!

    .
    .
    .

  2. #2
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية الهامس جهرا
    شخصية مهمة
    تاريخ التسجيل
    07 2008
    المشاركات
    656

    رد: "أوراق طالب سعودي " محمد الداود ..

    - مرحبًا ..
    انفضت من مقعدي، و التفت نحو صاحب هذا الصوت الناعم. أو بالأحرى (صاحبة) هذا الصوت.

    ضحكت وهي تبتسم لي وتقول:
    - هون عليك .. أنا لا أعض.

    نظرت لها ثم التفت إلى الغرفة التي دخل فيها الضابط الذي قادني إلى هذا المكان، فأطل برأسه نحو الطاولة التي جلسنا عليها متقابلين، وقال لها:
    - أين جيمس، لقد أرسلت في طلبه.
    - لا بأس، أنا أغطي مكانه هنا.

    وجه نظره نحوي غير مقتنع بهذا التبديل المفاجئ وعيناه تقولان ( أيها المحظوظ سنلتقي مرة أخرى، وعندها .. لن تنجو أبدًا).
    وقال لها :
    - لا بأس، هو لكِ.

    عندها فقط التقطت أنفاسي والتفت إليها وابتسمت ابتسامة من خُفف عنه حكم بالإعدام.
    - ما اسمك سيدي؟

    انتزعني هذا السؤال من خيالاتي، قلت وأنا أعيد ترتيب أفكاري مذكرًا نفسي بأني ربما نجوت من الإعدام ولكنه مازالت أمامي محاكمة ربما تنتهي بالمؤبد.
    - أنا .. اسمي محمد.
    ابتسمت، وقالت:
    -هذا اسم سهل للتذكر، أهلا محمد أنا الضابطة جوليا.
    -جوليا؟
    -نعم .
    -اسم جميل.

    وفي الواقع هو أبعد ما يكون عن صاحبته، فهي امرأة كبيرة سنًا في أواخر الأربعينات تقريبًا، من السكان الأصليين (الماوري)* ببشرة شديدة السمرة، وشعر أشعث، حاولت جاهدة أن يكون مرتب بشكل مقبول نسبيًا.
    -شكرًا لك، الآن قل لي لماذا أتيت إلى هنا؟
    وكما يقولون في الغرب هذه هو ( سؤال المليون دولار) !!
    - حقيقةً وجودي هنا له سببان : الأول أنا في إجازة من عملي، والثاني أريد تقوية لغتي الإنجليزية.
    هزت رأسها بدون اقتناع وهي تقول :
    - حقًا؟ .. لغتك تبدو ممتازة بالنسبة لي!
    - شكرًا .. ربما تبدو في الوهلة الأولى كذلك .. ولكني أحتاج لأن أزيد من حصيلتي اللغوية .

    نظرت إلى نظرة أيقنت بعدها بعودتي إلى بلدي على متن أول طائرة مغادرة.


    .
    .
    ------------------------
    * الماوري: أول شعب سكن نيوزيلندا قبل الاحتلال الغربي،

  3. #3
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية ند فرسان
    تاريخ التسجيل
    10 2007
    المشاركات
    524

    رد: "أوراق طالب سعودي " محمد الداود ..

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    ورجعت وتركت الدراسة والا واصلت وكملت دراستك

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    بصراحة شوقتني للقصة نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    يعطيك العافية والحمدلله على السلامة نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية الهامس جهرا
    شخصية مهمة
    تاريخ التسجيل
    07 2008
    المشاركات
    656

    رد: "أوراق طالب سعودي " محمد الداود ..

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ند فرسان مشاهدة المشاركة
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    ورجعت وتركت الدراسة والا واصلت وكملت دراستك

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    بصراحة شوقتني للقصة نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    يعطيك العافية والحمدلله على السلامة نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    تابعنا وأنت تعرف
    تقديري..

  5. #5
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية الهامس جهرا
    شخصية مهمة
    تاريخ التسجيل
    07 2008
    المشاركات
    656

    رد: "أوراق طالب سعودي " محمد الداود ..

    قالت وهي تمعن النظر لي:
    - هل بالإمكان أن افتح حقيبتك؟
    - بالتأكيد .. هذا حقك.
    - هل أنت من قام بإعدادها ؟
    - مجملا نعم ، فقد ساعدتني والدتي في ذلك.

    شرعت في فتح الحقيبة وإخراج ما بداخلها، أردت مساعدتها ولكنها قالت رجاءً لا تلمس أي شيء، أخرجت كل ملابسي وبعض أشيائي، وعندما وصلت إلى مجموعة من الكتب كنت وضعتها لكي أقرأها في وقت الفراغ.
    شدني ماقامت به ، فقد استخدمت كلتا يديها المغطاتين بالقفازات حيث وضعت يدها اليمنى أسفل الكتب واليد الأخرى أعلاها ثم قامت بحملها بكل حرص وعناية كأم تحمل طفلها الأول لأول مرة، حتى وضعتها على الطاولة، واعترى وجهها تعبير يجمع بين الرهبة والحرص ...

    لم أقاوم فضولي كثيرًا فخرج مني تساؤل :
    - لماذا حملتي هذه الكتب بهذا الطريقة!

    نظرت لي باستغراب وكأني أسأل عن شيء بديهي وهي تقول :
    - أليس هذا القرآن الكريم ؟؟

    عندها فقط .. نسيت كل تلك النظرات والتهكمات، وزال كل تأثير أحدثته تلك الابتسامات الصفراء والزرقاء، وحل مكانها نوع عجيب من الثقة المطلقة بشأن من هو أنا، وماذا أمثل بالنسبة لهم، وعظم ما أؤمن به، والفرق الشاسع الهائل بيننا، وكم يجهلون من نحن وما هي مبادئنا وأخلاقنا، و كم نحن مقصرون في إبلاغ رسالتنا، وعقدت العزم على أن لا أرضى هوانًا وأن افتخر وأظهر عزتنا مادمت بين ظهرانيهم.

    رفعت بصري وأنا أرى دهشتها على التأثير الجديد الذي انطبع علي وابتسمت عندما رأيت ارتباكها، وقلت:
    - لأ، هذا ليس هو القرآن، فمصحفي دائمًا معي .. أتريدين أن ترينه؟

    بلهفة قالت:
    - نعم، لو سمحت.

    التفت إلى معطفي المعلق على الكرسي ، وأخرجت مصحفي بكل عناية، وبكل هدوء أخذت اقلب صفحاته أمامها وأنا أتكلم بثقة عنه، وقلت لها :
    - ألم تري المصحف من قبل؟ أليس لديك واحد؟

    قالت والدهشة تملئ عينيها :
    - هل أستطيع أن أحصل عليه؟ فغالبًا لا يسمح لنا المسلمون بلمسه، و هذه هي أول مرة أرى ما هو مكتوب فيه، أوه .. كم هو جميل !!

    ابتسمت وقلت:
    - بالطبع بإمكانك أن تحصلي على نسخة مترجمة له أو ما نطلق نحن عليه تفسير القرآن، وللحصول عليها بإمكانك زيارة أقرب مركز إسلامي وسوف يكون الإخوة هناك سعداء بإهدائك نسخة مجانية.

    قالت وعيناها تبرقان بفرح طفولي :
    - مجانًا !! .. بالتأكيد سوف أزورهم وأحصل على واحد.

    تمنيت من أعماق قلبي أن تذهب لكي تعرف من نحن أكثر، ودعوت الله بأن يهديها ، واستمرت هي بالتفتيش وإن كان حماسها بأن تجد شيئًا ممنوعًا قد فتر قليلاً، إلى أن وصلت إلى كيس أسود اللون، ثقيل الوزن، حملته بحرص وقالت وعيناها تشع خوفًا :
    - ما هذا الكيس ؟

    تبسمت وأنا أذكر إلحاح وحلف والدتي بأن أضعه معي في حقيبتي، وقلت لها بابتسامة هادئة:
    - إنه تمر و قهوة .

    قالت بشك واضح:
    - ولماذا أتيت بهما معك؟ فكل الأطعمة متوفرة لدينا، بالإضافة إلى أن دولتنا تحظر اصطحاب الأطعمة وأنت على علم بذلك. أليس كذلك؟

    ابتسمت وأنا أقول:
    - بالطبع أعرف ذلك .. ولكن هذا التمر هو من منتجات مزرعتنا، لذلك أصرت أمي على أن اصطحبه معي، بالإضافة إلى أنها قالت لي (سوف تذهب إلى هؤلاء الأجانب ولن تجد ما يصلح للأكل هناك، وستموت جوعًا يابني).


    عندها فقط ... انفجرت ضاحكة، وارتجت الصالة بضحكتها، والتفت جميع من في القاعة إلينا، بل إن الضابط المناوب خرج من غرفته وهو ينظر إلينا نظرة استغراب وتأنيب للضابطة، فمهما يكن فما زلت مشتبهًا به.

    قالت لي وهي تغالب ضحكاتها:
    - يبدو أنك أوقعتني في مشكلة مع رئيسي، والسبب في ذلك هو أمك وتدليلها لك.

    قلت وأنا أغالب ضحكاتي أنا الآخر:
    - يحق لها ذلك، فأنا أصغر أخوتي.

    تبسمت وهي تعيد ترتيب الحقيبة بعد أن ألقت نظرة على جميع محتويتها، وقالت:
    - أحرص على والدتك.

    ابتسمت، وأقفلتُ حقيبتي ووضعتها بجانبي، وسألتني عن أوراقي فأعطيتها جميع الأوراق اللازمة، فقالت :
    - لحظات، وسأعود إليك.

    عادت لي بعد مدة وقالت وهي تعيد لي أوراقي:
    - لقد انتهينا، بإمكانك أن تذهب الآن.

    شكرتها وأرشدتني إلى بوابة الخروج،

    وعندما خطوت أولى خطواتي خارج أرض المطار، لفحني هواء بارد منعش لذيذ، استنشقت الهواء العليل متبسمًا، وأخذت أتأمل قرص الشمس يختبئ خلف تلالٍ خضراء، والسحب ترسم أجمل اللوحات في السماء الزرقاء، أدركت حينها بأني وصلت،

    فبعد أكثر من ساعتين من الانتظار والتفتيش،

    وبعد أكثر من 20 ساعة قضيتها معلقًا بين الأرض والسماء،

    وبعد تخطيط دام لأكثر من سنتين،

    ها أنا هنا ...

    أنجزت خطوتي الأولى ..

    والبقية تأتي ..

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •