ليتقي أصحاب الأقلام الله في كتاباتهم عن الهيئه
أيام أربعة، عاشت فيها مجموعة كبيرة من المتابعين والمهتمين، من رجال الإعلام والجمهور، مع قيادات دينية وثقافية وفكرية وعلمية، رجالاً ونساء.. فكانت احتفالية خاصة، امتزج فيها طعم العشق للوطن، مع الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وبالكثير من الصراحة والشفافية.
اعتبره البعض ملتقى مخصصاً للدعاة وأعضاء الهيئة، فيما اعتبره غالبية من حضروه أنه "ملتقى غني بالأفكار والمعلومات والدورات وفرصة اللقاء مع الآخر". فكان بحق، نجاحاً كبيراً للجهة المنظمة، والتي فتحت قلبها وعقلها للجميع، فكانت خير أنيس، وخير جليس.
اء معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ إبراهيم بن عبدالله الغيث، ليل اليوم الأول، لملتقى "خير أمة" في أول أيامه، من خلال لقاء مفتوح مع أعضاء الهيئة والإعلاميين والضيوف الذين حضروا الافتتاح.
وقد بدأ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ابتدأ الشيخ الغيث حديثه بالإشادة بهذا الملتقى الذي أطلقته الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرع الرياض، منذ العام الماضي. وقال: "من خلال هذا اللقاء المفتوح معكم، أفتح سمعي وقلبي لأسئلتكم واستفساراتكم، ولعلي بين يدي ذلك أقدم كلمة حول الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، مشيراً إلى أن الله سبحانه وتعالى امتدح هذه الأمة حين قال: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ }.
وقد أدار الحوار مع معالي الشيخ إبراهيم الغيث، الصحفي صلاح الغيدان من قناة السعودية.
وبداية، أجاب الشيخ الغيث عن سؤال حول وجود وسائل إعلام تحاول النيل من سمعة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتكتب ضدهم، قائلاً: "إن هؤلاء لا يخلوا حالهم من أمرين، إما أن يكونوا حاقدين، وندعو الله لهم بالهدايا، وإما أن يكون هدفهم النقد البناء، ولكن النقد لا يكون بالتفخيم من التجاوزات إن حصلت، وتكبير السلبيات إن وجدت، ومع ذلك أقول لهؤلاء الصحفيين، قلوبنا لكم ولغيركم مفتوحة، وسبق أن قامت الهيئة منذ سنوات، بإجراء لقاء مفتوح حضرته شخصياً مع مديري الفروع، واستضفنا جميع الإعلاميين والصحفيين الذين يساندون الهيئة بكتاباتهم وأقلامهم، كما استضفنا عدداً من الإعلاميين الذين يكتبون ضد الهيئة، وقد خرجنا بنتائج طيبة".
وأوصى الشيخ بأن يتقي أصحاب الأقلام الله في ما يكتبون. مشيداً بما يقوم به أعضاء ورجال الهيئة بعمل مضن وسهر الليالي في سبيل صون المجتمع ونشر المعروف ومحاربة المنكر والمشعوذين والمنجمين والكهنة.
الفعاليات النسائية وإشكالية حضور المرأة
وفيما يتعلق بمعارضة الهيئة لوجود فعاليات نسائية ثقافية ضمن الفعاليات العامة، وكون الهيئة أقامت قسماً نسائياً ضمن ملتقى "خير أمة"، أكَّد الشيخ الغيث أن الرئاسة العامة للهيئة، حرصت على إقامة قسم منفصل تماماً للنساء، في مكان منعزل عن الرجال، كما يتضمن الملتقى فعاليات نسائية خاصة، بحيث يمكن للنساء الاستماع للفعاليات الرجالية، أو المشاركة بالفعاليات النسائية، التي استضافت داعيات وعالمات لديهن سعة اطلاع وعلم. مؤكِّداً على أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من مسؤولية الرجال والنساء أيضاً.
وأضاف بأن الهيئة لا تقف حجر عثرة أمام مشاركة المرأة، ولكنها تطالب بمشاركة المرأة بقيود، "لأننا مطالبون شرعاً ونظاماً أن نحافظ على صيانة المرأة ونحافظ على كرامة المرأة، أن لا تجرح مشاعرها".
وأضاف بالقول: "إن كانت مشاركة المرأة بمعزل عن الرجال، فما وقفت الرئاسة يوماً من هذا التوجه، وأقرب مثال هو تعليم الفتيات في المملكة، فمنذ أن بدأت مدارس الفتيات منذ أكثر من 50 عاماً، لم يثبت لدي أن اعترضت الهيئات على تدريس البنات في أي من مدارس المملكة، بل شجعت، بل إن أكبر دعم من قبل الرئاسة العامة للهيئة وفروعها أنهم يراقبون بناتنا عند دخولهن المدارس في الصباح، وعند خروجهن، لئلا يسيء لهن بعض صغار العقول من الشباب المراهق".
وقال: "وهذا أكبر دليل على أن الهيئة لا تصادم عمل المرأة وتثقيفها أنها خصصت فعاليات نسائية. ولكن كما أسلفت بشروط شرعية ثم أنظمة معينة".
لجنة عليا لمعالجة مشاكل الابتزاز ومضايقة الفتيات
وفي رده على سؤال حول وجود عدة حالات للابتزاز من قبل بعض الشباب لبعض الفتيات، قال الشيخ إبراهيم الغيث: "قامت الرئاسة العامة للهيئة بالرفع لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وأصدر أمره الكريم بإنشاء لجنة عليا، وبدأت أعمالها وأنهت محاضرها ودراستها، وفي طريقها الآن للرفع للجهات العليا للإقرار". مؤكِّداً أن الهيئة تعاملت مع العديد من المشكلات التي رصدت وجود حالات من الابتزاز، وتعاملت معها بكل سرية وخصوصية، حتى على أهل الفتاة أو أقرب أقربائها. وانتهت عدّة حالات منها بإحالة الشباب المبتزين للقضاء والسجن.
كما عرّج الشيخ الغيث في رده على سؤال حول خوف البعض من رجال الهيئة، إلى أهمية الملتقى، والذي يقوم بدور إزالة الوحشة بين المجتمع وبين رجال وأعضاء الهيئة، وقال: "الهيئة ليست بعبعاً مخيفاً.. بل هي تريد الخير للجميع، تريد أن تحافظ على أخلاق الناس، على أختي وأختك، على ابنتي وابنتك.. بل إن الكثير من الناس تذهب ببناتها ونسائها إلى الأسواق التي يكثر فيها رجال الهيئة، وبعض الأسواق تطلب من الهيئة أن تكثّف من دورياتها من أجل أن تزيد مبيعاتها، ولكي تنتقي المرأة أغراضها وتشتري متطلباتها بكل أمان.
خادم الحرمين مع الهيئة
وأكَّد فضيلة الشيخ الغيث على أن جميع رجال الدولة، ابتداءً من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ثم ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، وجميع الأمراء والوزراء ورجالات الدولة، يساندون عمل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويساندون جميع أعضائها ومنسوبيها.
معترفاً بوجود نقص في عدد أعضاء الهيئة، وعدم قدرة الهيئة على التعامل مع جميع المشاكل والشكاوى التي ترد إليها، بسبب قلة الإمكانات والأعضاء. وأكَّد على أن رجال الهيئة لا يحملون أي سلاح، وأن رجال الشرطة هم المخولون فقط بحمل السلاح، وأنهم يساندون أعضاء الهيئة خلال أعمالهم.
كما كشف معالي الرئيس العام للهيئة، عن رقم الفاكس السري والخاص بمكتبه، والذي لا يطلع أحد من المسؤولين عليه قبله. وهو (4021639)، وقال: "الهدف من تخصيص هذا الفاكس، هو الاطلاع بشكل مباشر على الشكاوى والمقترحات وسماع الانتقادات، وإني أقوم بالاتصال شخصياً على الشخص الذي يحمل فاكسه اقتراحاً جيداً، أشكره، وقد أستزيد منه. كما أنه توجد فاكسات خاصة لدى مديري جميع فروع الهيئة". واستعرض الشيخ إبراهيم الغيث بقية الأسئلة والمقترحات، وأجاب عنها بكل شفافية، قبل أن ينتهي الختام، بطلب المساهمة من قبل الجميع في دعم جهود وعمل أعضاء الهيئة.
رأي الهيئة في افتتاح دور للسينما
وفي رده على سؤال حول رأيه بما تتناقله وسائل الإعلام عن افتتاح دور للسينما في جدة، قال الشيخ الغيث: "لم نسأل عن هذا الأمر، وعلى كل حال رأيي فيه المنع، وبكل صراحة أرى أن السينما شر من الشرور، وهي ليست بخير، ويكفينا ما تعرضه الفضائيات من شرور".
واغتنم معاليه هذا السؤال لتوجيه رسالة إلى التجار قال فيها: "أقول للتجار الذين يعملون عليها "دور السينما" أتقو الله في أنفسكم، ولا تضيعوا أموالك في إنشاء هذه السينما في بلادنا.. وإنكم تعلمون أن هناك أمراً بالمنع منذ زمن قديم. وهناك فتوى مشهورة لسماحة الشيخ بن باز لتحريمها وبيان أضرارها". وحول وضوح عمل النهي عن المنكر في القضايا التي تتعامل معها الهيئة أكثر من وضوح الأمر بالمعروف، أكَّد معاليه أن 4% فقط من القضايا تذهب للقضاء، فيما تنتهي 96% بالمناصحة وربط الشخص بإمام المسجد أو الصحبة الصالحة. وأضاف بالقول: "يبدو للبعض وجود نهي عن المنكر أكثر من الأمر بالمعروف، لأننا نقول إننا نهينا عن المنكر ولا نقول إننا أمرنا بالمعروف، أي عندما نأمر بالمعروف لن نقول إننا أمسكنا فلاناً ابن فلان وقمنا بنصحه. أما النهي فهو الذي يحدث أمام الناس ويستطيعون السماع عنه ومشاهدته.. والهيئة تتألف من قسمين، الأول هو الأمر بالمعروف والثاني هو النهي عن المنكر، والأمر بالمعروف سابق للنهي عن المنكر".
بأي سلاح يتم تسليح رجال الهيئة؟
وحول تطوير جهاز الهيئة عبر إدخال وسائل اتصال حديثة، وزيادة الحوافز لهذا الجهاز، أكَّد معاليه أن حوافز أعضاء الهيئة ليست بيد الرئاسة، وهي تطالب مرؤوسيها بكل ما تستطيع من حوافز وزيادات مالية وبدل خطر واتصالات لاسلكية. وأضاف قائلاً: "أما بالنسبة لإحداث جهاز عمليات، فهو موجود ولكن ليست بالصورة التي نرضى عنها، وفي كل مركز هناك شخص مناوب يستقبل الأحداث التي تقوم بالمنطقة، ويقوم بإعطاء التوجيهات للمنطقة عبر قنوات الاتصال والرجوع إلى مدير عام المنطقة أو رئاسة هيئة المدينة أو المحافظة ببعض الأمور الكبيرة، ونحن بهذا الملتقى نقوم بتطوير الهيئة وأفرادها".
وعرض أحد الضيوف مداخلة أشار فيها إلى تمركز وجود أعضاء الهيئة في أسواق معينة دون أسواق أخرى، ما قد يشير إلى منع وجود أعضاء الهيئة في بعض الأسواق، شدد معاليه على أن هذا الكلام غير صحيح، وقال: "ليس صحيحاً وجود منع للهيئة في دخول بعض الأسواق، ومن العجائب، والعجائب كثيرة، أنني في كل لقاء أتعرض لنفس السؤال، ولكنني أقول: منذ أن عرفت الهيئة وإلى الآن لم أجد مكاناً منعت منه الهيئة على الإطلاق".
وأضاف قائلاً: "أؤكد على إخواني العاملين في الميدان أن يوقفوا سياراتهم بالشعار الرسمي أمام أبواب الأسواق التجارية، ليراها الشباب الذين تحدثهم نفسهم بالسوء، وليعلموا أن الهيئة موجودة، وأن رقابتها مستمرة طيلة افتتاح السوق".
وأردف قائلاً: "ولكن قد يقول البعض إننا لا نشاهد رجال الهيئة في كل الأسواق. وأنا أقول نعم هذا صحيح، لأن رجال الهيئة قليلون والأسواق التجارية كثرت بنسبة كبيرة جداً، ومن الصعب أن نقوم بتغطيتها كلها. ومع ذلك فالهيئة موجودة ولم تمنع من أي سوق من أسواق المملكة العربية السعودية، ومن يقول إنها منعت من أحد الأسواق فكلامه غير صحيح".
وفي رده على سؤال يقول: متى ستتحول الرئاسة العامة للهيئة إلى وزارة؟ أجاب معاليه بالقول: "هذا السؤال لا يوجه لي بل إلى من هو أعلى مني. وعلى العموم فإن الهيئة تم افتتاحها في عام 1319 هـ وهي من أعظم الجهات الحكومية مكانة. والملك عندما دخل الرياض وقتها أوصى بإنشاء هيئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ثم تطور الأمر وافتتحت رئاسة عامة فرع الرياض والمنطقة الشمالية، ورئاسة للمنطقة الغربية والجنوبية، وفي عام 1396 مزجت الرئاستان في رئاسة واحدة، وأصبحت الرئاسة العامة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويعين لها رئيس عام يرتبط برئيس مجلس الوزراء مباشرة، ومنذ ذاك الوقت وهذا هو اسمها". وحول إمكانية تسليح رجال الهيئة بالسلاح، قال معاليه: "نحن نسلّح رجال الهيئة، ولكن بالعلم والمعرفة وليس بالرشاشات والأسلحة النارية، لأن هذا اختصاص الشرطة الذين قد يرافقون الهيئة في بعض الحالات إذا اقتضى الأمر ذلك واحتجنا إلى ذلك".
تشويه الفضائيات المتعمّد لصورة الهيئة:
كما أشار إلى أن الشبان الذين يخرجون بكفالة بحال تم القبض عليهم وهم يعاكسون الفتيات، مردّه إلى أن العقاب يكون حسب الجرم، فعندما تكون الجريمة كبيرة، يتم تحويل المقترفين للجرم إلى القضاء، أما عندما يكون الجرم صغيراً، وتكون أول مرة له، فيكتف بالتعهد من قبله، لأنه إذا سجن فسيخالط ويحتك هذا المراهق مع نزلاء السجن من مجرمين، وربما سيعوَجُّ ويزداد انحرافه ويتعرَّف على مروجي المسكرات والمخدرات ونقع بذلك بمشكلة نحن بغنى عنها.
وحول إمكانية مطاردة رجال الهيئة لشخص في سيارة، قال الشيخ الغيث: "هناك تعليمات بالمملكة وهي عدم المطاردة بأي شكل من الأشكال لأي سيارة، ولا حتى على الأقدام.. والاكتفاء إذا تيسر الأمر بأخذ رقم السيارة وإبلاغ أقرب مركز للشرطة أو نقطة تفتيش للقبض عليه وتسليمه. أما المطاردة فهي ممنوعة ونحن لا ندعي العصمة عن رجالنا فالمصطفى صلى الله عليه وسلم يقول: "كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون".
واختتم الرئيس العام للهيئة لقاءه المفتوح والممتع، بالإجابة عن عدة أسئلة، من بينها "لماذا الصورة المتكوِّنة لدى الناس عن رجال الهيئة أنهم مخيفون؟" قائلاً: "هناك بعض الفضائيات تقوم بالتهجم على الهيئة وأخذ عينات محددة من الناس لتشويه صُورة الهيئة، وقيل لي إنه إذا أتى أحد الأشخاص إليهم للثناء على جهود الهيئة فإنهم لا يأخذون بكلامه ويتجاهلونه".
وأضاف بالقول: "وأقول إننا بشر ولسنا معصومين عن الخطأ. وأكرر لزملائي ولرجال الحسبة أن يعملوا بقول الرسول عليه الصلاة وال(وتبسمك بوجه أخيك صدقة) وقوله صلى الله عليه وسلم: (والكلمة الطيبة صدقة).
|
 |
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اليتيم 1
