
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ضوءالحقيقة
كان يا ما كان في غابر الزمان , واحد من الغربان , كان اول شاهد على الانسان , هذا الطائر الذي يتشاءم منه النساء والغلمان,سمع ما دار بين الأخوان من الحوار وما كان قد وسوس به الشيطان لواحد من ابني آدم الإنسان , الذي ذاق مرارة عقوبة العصيان, ومرارة الطرد حينما عصى الرحمن,حينما وسوس له الشيطان , وبعد أن تاب عليه الرحمن , فإذا به يرى بوادر العصيان , ستجري في ارض الرحمن , من أحد ابنيه الذي قد استزله الشيطان , وحسنت له نفسه العصيان , هذا ما حكاه لنا القرآن, سمع أحد الغربان ما دار بين الأخوان , يوحي بأول ذنب وعصيان , ستكون الأرض مسرحا له وميدان, حوار بين هابيل وقابيل وقد عزم أحدهما على القتل والعصيان, والآخر يذكره بعقوبة الرحمن , فيقول (لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ . إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ)
ولكن الشيطان قد جرى منه في كل بنان , وأعمى قلبه وأنساه عقوبة الرحمن ,وزين له القتل و العصيان , وقد سيطرت عليه نفسه الامارة بالسوء والعصيان , وهذا ما حكاه لنا الرحمن عن الذي كان يجول في نفس المعتدي من العدوان والطغيان (فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين)
كان الغراب قد رأى الجريمة شاهد عيان , وقف ينظر بحسرة مع قومه من الغربان, كيف استطاع الشيطان ان يبث الحسد بين الإخوان, ليذيق المعتدي مرارة الخسران , والندم والحيرة والحرمان , كما فعل بأبويهما حينما كانا في جنة الرحمن 0
رأى المعتدي وقد وقف بلا فكر وبرهان , لا يدري ماذا يعمل في جثة أخيه الذي تقبل منه القربان ,
فأرسله الله له ليعلمه كيف يواري الجثمان ,فلما رأى فعل الغراب شعر بالندم وقلة الحيلة بعد ان تركه الشيطان فقال ( يا ويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة أخي فأصبح من النادمين(
ولنا لقاء مع قصة أخرى