هذه القصيدة أعجبتني فأحببت أن أنقلها لكم
يا نفسُ هـل مِـن عـودةٍ ومـآبِ
من قبل طيِّ صحيفتـي و كتابـي
مالـي أراكِ بظلـمـةٍ ومتـاهـةٍ
تستعذبيـنَ مَشَقَّـتِـي وعـذابـي
زَحَفَت جيوشُ الشَّيبِ زَحفاًفَاعتَلَت
عَرشَ الفؤادِ تَدُكُّ صَـرحَ شبابـي
و الأربعونَ تُذيعُ سِرّاً ،لـمْ أَكُـن
مِـن قَبْلِهـا أدخلتـهُ بحسـابـي
هذا الشبابُ الغـضُّ راحَزَمَانُـهُ
وَ الدَّهرُ كشَّر غاضباً عـن نـابِ
وانقَضَّـت الدُّنيـا علـى طُلاّبِهـا!
بـزخـارفٍ بـراقـةٍ و ثـيـابِ
فسقتهـمُ لمـا تَنَاسَـوْاغَـدرَهـا
كأسـاً مـن الآلامِ و الأوصـابِ
كـم أنشَبَـت أظفارَهـابِلحومِهِـم!
فاستسلمـوا كفريـسـةٍ لعُـقـابِ
وَلَكم هَوَت بالمُولَعيـنَ بسحرهـا
مِن سامقاتٍ فـي السَّمـا لتـرابِ
ولكم تمنَّاهَـا أخـو الدنيـا ،فَلَـم
يظفـر طـوالَ حياتِـهِ بِـطِـلابِ
أعيتهُ ركضاً خلفهـا ورَمَـتبِـهِ
ظَمِئاً ، كمن أعيتهُ خلـف سـرابِ
لا تدهشي يـا نفـسُ لا تتعجبـي
لاتنظري لـي نظـرةَ استغـرابِ
هذي هي الدنيا ، ألـم تتعلمـي ؟
أم أنتِ ممـن سفَّهـوا أسبابـي ؟
فتشدَّقـوا بالقـولِ أنِّـي يـائـسٌ؟؟؟
أبصرتُهـا مـن أضيـقِ الأثقـابِ
وبأننـي لمـا زهـدتُ أطايـبـي
أوصدتُ في وجه الدُّنـاأبوابـي!!
وحبستُ نفسي في قيـودِ تَغَرُّبـي
و زجرتُهـا أن بَـادَرَتبعتابـي!
كَلا َّ، فلستُ من الذيـن توهمـوا
زوراً ، و لكن من أوليالألبـابِ
والمرءُ إن أعطـاهُ ربـي حكمـةً
كانـت كبـدرٍ ساطـعٍ خــلاّبِ
يسبي العقـولَ بهـاؤهُ ، فيزينُهـا
كالوشـيِ يُبـدي زينـةَ الأثـوابِ
هذي هيَ الدنيـا كمـا أبصرتُهـا
مرَّت أمـام العيـن مـرَّسحـابِ
حدَّقتُ فيها ناظـريَّ ، فلـم أجـد
إلا ذئـابـاً أَوْقَـعَـتبـذئــابِ
و الكلُّ فيهـا شاخِـصٌ مُتَرَبِـصٌ
بقواطـعٍ مسلـولـةٍ وحِــرابِ
و رأيتُ خلقـاً يلهثـون وراءهـا
فأنَختُ في وسَطِ الطريقِرِكابـي!!
وعلمتُ أنَّ العمـرَ فيهـا لحظـةٌ
قد تنقضي فـي جيئَـةٍ وذَهـابِ
و المـوتُ آتٍ لا يُفَـرِّقُ سيـفُـهُ
بين الصبـيِّ و ذلـكالمُتَصابـي!
فأخذتُ حِذري بالرجوع إلى الذي
خَلَقَ الدُّنا، أرجـو قبـولَ متابـي
فَوَجَدتُـهُ ربّـاً غفـوراً راحِـمـاً
أنعـم بِـهِ مـن غافِـرٍتــوّابِ
أنَّبتُ نفسـي ، لُمتُهـا ، وبَّختُهـا
أن لم يكن مـن قبـل ذاكَإيابـي
لكم مني أرق تحيه