بعد توقف المطر , واشعاع شمس دافئة .
خرجت ذات نهار * ألقي نظرة على الحديقة , فإذا بها تعج بالحسناوات .
فتراجعت القهقرا .
وأعدتها مرة فإذا بهن قد توشحن الياسمين أقراطا .
فابتسمت .
رأيت تلك الحورية , تبدو فريدة المظهر ساحرة العينين , والشعر على غير المعتاد " أسود ".
فأيقنت أنها ليلتي .
فعثت في تقاسيمها فساداً بأطراف عيني , حتى جعلت من سواد شعرها يتخلل رموش عيني " كحلا "
اصطحبتها أجوب الشوارع , مختالاً .
كان ظاهراً في كل تقاسيم جسدها , أنها " سيدة نساء العالم "
في بستان الزهور , في حديقة الورود . من على ذاك الجسر , فوق ذاك النهر .
كان النسيم يداعب شعرها المجعّد وبدت كأنما الطاووس في استقامتها .
وأنا متصلّب أظهر القوة , بينما كنت أتآكل ولهاً لاحتضانها .
هويت قليلاً أبحث عن شيء أستند إليه , فما عدت أحتمل الوقوف .
فراق لقدماي الجدول . فإذا بها تقبض عليّ أن لا مفرْ .
أخبرتني أنني أشد الرجال صلابة . فازدادت خيلائي نمواً .
آه ياشفتاها . ليتك أيتها الياسمينة , لم تقوليها .
يابستان الزهور , إئذن لي بالتقاط حبات الكرز , وامتزاجها بما أنعم الله علي به ولا سواي أحد .
فما كدت أنهيها حتى وجدتها تغدق على كرزاتها مما لديّ من شهد .