صيفٌ باردٌ جداً
" واحشني موت "
رددتها ..فساورني الغرور
و زرعت في طريقي النور
عرجت بروحي لفضاءاتٍ محمومةٍ بالعاطفة
حينها توقفت عن التساؤل
و واصلت الحلم بلا هوادة
صمدت حقولي أمام همجية القيظ
و ناورت سالمةً أمام تقلبات أجوائي
واصلتُ.... معصوب الرأس كالمحاربين
أنافح عن ضوءٍ فتك بوحدتي
لم أشأ خوض غمار الخيبات
آن لي أن أكف يد الظلام
و لن يعبث بنبوءاتي
و يطويها في أعماقه
أخذت أجوب ثنايا ذاكرتي
لمحت وقع قدميها نحوي
وبريق عينيها يذهلني
و تلك الابتسامة تتنزل كالوحي :
أن اخفض جناح جموحك لتلاوة القبلات
لمحت شمعداناً ذهبياً على هامتها,
يتلألأ وهي تهتز كالراقصات
أطعمتني الأنامل و ارتويت بالشفاه
و أنا أهذي و أصحو مئات المرات
أذكر عناقاً دافئاً
عناق أشعة الشمس لرذاذ المطر
علمتني كيف تتحول يدي لوسادة
لساترٍ يحجب ضوضاء الأضواء
علمتني أني معها ملحدٌ بالأوزان
مارقٌ على حسابات الزمان
كاشفُ لزيف الطرقات واللافتات
فاقداً في لحظةٍ شعوري بالمكان
علمتني أن ثمن وجودها هو ثمن حياتي
وجدتني على أعتاب قصة حاكها الفرح
مسكوناً بمدينة مأهولة بها .. وبها فقط
أطاردها و أنا فيها و عليها و منها
سجلت باسمها عناوين أحلامي
و علقت صورها على أرجائي
أصبحت ميلادي... منطقي .. فلسفتي ..
ابتدعت بها تقويماً جديداً أنا قارئ أبراجه
علمتني و علمتني وعلمتني ...
وعلى غفلة من تاريخي,
هب ضجيجٌ مجنون...
ضباب ألقى كاهله بيني و بينها
وانقشع و تركني مسلوب الألوان
مغتصب الصوت..
منهوب البصر
لم أجد منها حولي سوى رائحة الهروب
شاءت أن تترجل عن زورقي و ما بعد أبحرت
شاءت أن تعزف عن بعد مقطوعة الغياب
شاءت أن تخفي معالم وعودها و تذوب مع لحظات الغروب
وعلى بقايا قصتي أخذت أراقب أوراقي المنكوبة
أفراحي المقلوبة
انتكاسة ابتلعت البريق في عيني
حتى ذاكرتي أنهكتني
قد تركتني مستلقياً وسط ركام الغصص
أتقاسم و دموعي فتات كبريائي
و صمتي يهمس... يتأوه .. :
يا أنتِ ,
لا عاصم لكِ من جراحي
لا عذر ينجيكِ مما اقترفتِ ..
" واحشني موت "
في الماضي ساورني بها الغرور
والآن اسمعها فأجنُ حسرات
قد كان صيفاً بارد........
بــــــــــــــــــــارد جداً
) هــــــمـــــــســــــة (
" قشعريرة الروح لا تستثني شيئاً منك إلا وتطاله بوعثائها .. آخذة بمجامع النفس, تفتك بكل لمحة نور تتأهب للطفو"
\
/
\
/
بقلمي