السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حينما يكون الإنسن ناطِق أساساً باللغة العربيّة .. فلسانه عربي .. ويزيد فوق ذلِك 15 عشر سنة من دراسة اللغة العربية , بدون الجامعة . فما بالُك بمن يواصِلها في الجامعة .
وخلال الخمسة عشر سنة هذه , يقرأ ويقرأ ويقرأ والقاعِدة واحِدة لاتتغير أبداً .. هي :
أنّ الفاعِل مرفوع والمفعول به منصوب دائماً .
حسناً :
لدينا المثال المعتاد في مادة النحو :
ضربَ زيدٌ عمراً .. أو يضربُ زيدٌ عمراً .
بالتأكيد أنّ الضارِب هو زيـــد .. لأنّه مرفوع .. وغالباً الفاعِل يأتي بعد الفِعل سواءً في اللغة العربية أو أي لغة أخرى .. ومن ثمّ المفعول به يأتي في المركز الثالِث .
في رمضان المنصرم , كنت أقرأ القرآن : ومررت بآية عظيمة جِداً :
الآية تقول : ركّزوا على التشكيل .
{وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ ربّـــُهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا }
أنا قرأتُها حسب ما اعتدنا عليه , من كون الفاعِل يأتي بعد الفعل , ويكون مرفوع .
والمفعول به يأتي ثالثاً ودائماً مايكون منصوب .
فقرأتُها كالتالي :
"وإذِ ابتلى إبراهيمُ ربّــَـه " فتوقّفت عِندَها لا إرداياً , وقلت : أعوذ بالله .
وعدت مرّة أخرى , وقرأتها على عجَل لأني عربي أساساً لم أهتَم بالتشكيل .
وقرأتها بنفسِ الطّريقة , فعدتُ وقلت : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .
كيف لـ بشر أن يبتلي ربّه ! .
إما أن أكون أنا قرأتُها بطريقة خاطِئة .. وإمّا أن يكون المصحف مطبوع بطريقة خاطِئة .
- - - - - - -
مباشرة عادَت بي الذّاكرة لنقطة في اللغة العربية درستها تقريباً في السنة الثالثة الثانوية وهذا مضى عليه الآن أكثر من 4 سنين .. وتذكّرت قضيّة : الفاعِل المؤخّر , والمفعول بِه المقدّم .
وعُدت وقرأتُ الآية بالتّشكيل , فوجدتُها كالتألي .
{ وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ ربّـــُهُ }
وإذِ ابتلى ابراهيمَ = ابراهيم : مفعول به منصوب مقدّم وعلامة نصبه الفتحة ..
ومع أنّه جاء بعد الفعل : ابتلى مباشرة . لكِن نصبَه يؤكّد لنا أنّه المفعول بِه .
وربُّه : فاعِل مؤخّر وعلامة رفعه الضمّة .
من هذِه الآيات الدقيقة / تعرِِف وتوقِن أنّ القرآن الكريم : إعجازٌ لغوي عظيم .
لمن لديه قِصّة شخصيّة مع آيات القرآن : الذي /
{هوَ الذّي أنزَلَ عليكَ الكِتاب منهُ آياتٍ مُحكَماتٍ هنّ أمّ الكِتابِ وأُخَرُ مُتَشَابِهاتٍ}.
فليتفضّل مشكوراً .