أذكر قبل سنوات أني حضرت ديوانية الشاعر الأديب / إبراهيم حسن شعبي بصامطه وكانت يومها بعنوان (رجل العامه ) وكان فارسها الدكتور/ حمزه بن حسين الفعر من أشراف مكه المكرمه والمحاضر بجامعة أم القرى ، وبين ليلتها أن الناس في هذا الزمن بحاجه ماسه لرجل عامه تجده في كل مكان على المنبرموجها ومعلما ، ومع الجيران والأقارب مؤانسا وواصلا ، ومع ذوي الحاجات خادما وميسرا...الخ
ويومها شعرت أن هذا الرجل بهذه المواصفات أصبح عمله نادرة الوجود في هذا الزمن الأناني المصالح .
وإن الرابط بين ذكرياتي الماضيه بهذه الديوانيه وبين مقالي هذا هو هذا المنتدى منتدى صامطه الذي أستطيع أن أسميه منتدى العامه بصامطه ، لأنك تلمس وأنت تتنقل بين صفحاته وتتمشى في ردحاته أنه من أسمى غاياته خدمة الناس وإسعاد الناس بإختيار وطرح المواضيع التي لها مساس بأحوال الناس . لذا أحببت أن أطرح لكم أهمية نفع الناس وأجره للنافع والمنتفع في زمن إنكفأ الناس على أمورهم الشخصيه ناسين أو متناسين ما أعده الله تبارك وتعالى للساعين في قضاء حوائج الناس مع وجود طاقات مدفونه لدى بعض الخيرين ولكنها عير متعدية لغيرها لا بنفع ولا إفاده ، ويشتد الأمر مرارة وحزنا حين تجد عابدا بجوار فاسق لم يتعد إليه شيئ من صلاحه ، وقارئا بصحبة أمي لم ينفعه بحسن تلاوته ، حينها أتذكر كلام الحبيب صلى الله عليه وسلم لأبي ذر حين دخل الإسلام
(فهل أنت مبلغ عني قومك ،لعل الله عز وجل أن ينفعهم بك ، ويأجرك فيهم )).
وإن الأصل في المؤمن أنه يسعى لتقديم الخدمة لمن يحتاجها ، والنصيحه لمن يجهلها بمبادرة منه وحرص من تلقاء نفسه فحين قال أبي برزه ـ رضي الله عنه ـ يا رسول الله علمني شيئا ينفعني الله تبارك وتعالى به ، قال له : ((انظر ما يؤذي الناس فاعزله عن طريقهم )).
وإن أبواب نفع الناس كثيره يصعب حصرها والحديث عنها الآن ولاكن أدنى مراتب نفع الناس أن يمسك المؤمن نفسه عن الشر فإته له صدقه كما قال صلى الله عليه وسلم .
فإذا كنت أخي المتصفح لمنتدانا منتدى العامه فهيا بادر بمزيد من الجهد والنصح والدعوة لمن تعرف ومن لا تعرف في عملك وبيتك ومسجدك ...الخ ،عل الله أن يبارك لك في عمرك ويسعدك بدعوة منتفع بك وتنال الخيريه التى وعد الحبيب صلى الله عليه وسلم بها : (( خير الناس أنفعهم للتاس )).
ختاما تقبلوا فائق تحياتي ومزيدا من البذل والعطاء متجنبين مايخدش الذوق الرفيع من مشاركات يُعظَم لكم به الجزاء من المحسن صاحب العطاء سبحانه وتعالى .