البكاء على الذات

[أم الوليد]

تختلف اوضاع الزمان ،، وتزهر أحلام الأيام ،، وتذبل أوراق الليالي ،، ويمضي العمر وكلنا ساعون نحو أجل مسمى ،، فما الحياة سوى غربة يكابد فيها الانسان ويسعى ،، يسعد فيها وربما يشقى
يعيش أيام العمر يكافح ،، قد يكون غنياً أو فقيراَ ،، يعيش كما كتب في جبينة ،، ثم لايلبث أن يفارق الحياة الدنيا ،، وقد عاصر فيها أنواعاَ من التغيرات والأوضاع
قد يذرف ذلك الانسان الدموع لفراق عزيز إما لسفر أو لأي ظرف آخر
،،، وقد يبكي على حبيب عانق الثرى وتوارى فيه
كل هذه الانواع من البكاء تمر على الانسان في هذه الحياه
ولكن ؛؛؛؛؛؛؛ هناك نوع آخر لايمر الى على أفراد من الناس ،، يختلف إختلافاَ كبيرا على جميع أنواع الحزن والبكاء ،،
إنه البكاء على الذات
عندما يبكي الانسان على ذاته ،، على نفسه ،، لايجد من يرى الدمعة
ولا يقوى على البوح بما يختلج في صدرة ،،
كما أنه لايجرأ على الشكوى
هذا هوه البكاء المؤلم الذي تفيض منه العين دموعا حارة يضخها ذلك القلب الأسير .
وأسفاه على ماآلت إليه حالي .

يقول تعالى : ( خلق الإنسان في كبد )
والدنيا دار امتحان ، سواء بسعادة وغنى أم بفقر وحرمان
فالكل فيها ممتحن ، والنتائج والجوائز يوم الدين عند خالق الأولين والآخرين .
والشكوى لغير الله مذلة
فهو الملجأ والمنجا والعالم بكل شيء والقادر على كل شيء
نسأل الله تعالى طول العمر وحسن العمل وحسن الختام
إنه سميع مجيب
كلمات نابعة من القلب
رعاك الله يا أختي أم الوليد

[قلب الوفا]