السلام عليكم هذا السؤال قد يحير البعض
س : ما الحكمة في أن لحم الإبل يبطل الوضوء؟ وهل حساء لحم الإبل يبطل الوضوء أيضا؟
ج : قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر بالوضوء من لحم الإبل ولم يبين لنا الحكمة ، ونحن نعلم أن الله سبحانه حكيم عليم ، لا يشرع لعبادها إلا ما فيه الخير والمصلحة لهم في الدنيا والآخرة ، ولا ينهاهم إلا عما يضرهم في الدنيا والآخرة . والواجب على المسلم أن يتقبل أوامر الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم ويعمل بها ، وإن لم يعرف عين الحكمة ، كما أن عليه أن ينتهي عما نهى الله عنه ورسوله ، وإن لم يعرف عين الحكمة؛ لأنه عبد مأمور بطاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، مخلوق لذلك ، فعليه الامتثال والتسليم ، مع الإيمان بأن الله حكيم عليم ، ومتى عرف الحكمة فذلك خير إلى خير .
أما المرق من لحم الإبل ، وهكذا اللبن ، فلا يبطلان الوضوء ، وإنما يبطل ذلك اللحم خاصة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : توضؤوا من لحوم الإبل ولا توضؤوا من لحوم الغنم وسأله رجل فقال يا رسول الله أنتوضأ من لحوم الإبل؟ قال نعم قال أنتوضأ من لحوم الغنم؟ قال إن شئت وهما حديثان صحيحان ثابتان عن النبي صلى الله عليه وسلم
وهناك حكمة من وجوب الوضوء من لحم الإبل
اود اطرحها بعد معرفتها
الحكمة من وجوب الوضوء من لحم الإبل يجاب بجوابين :-
الأول : أن الحكمة أمر النبي صلى الله عليه وسلم ، وكُلُ ماأتى به صلى الله عليه وسلم من الأحكام فهو حكمة .
قال تعالى : (وماكان لمُؤمنٍ ولا مُؤمنةٍ إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخِيرة مِن أمرِهم ) الأحزاب36.
وحديث عائشة لما سُئلت ، مابال الحائض تقضي الصوم ولاتقضي الصلاة
قالت : ( كان يصيبنا ذلك على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة ) . أخرجه البخاري
ولأننا نؤمن - ولله الحمد – أن الله لايأمر بشيء ، إلا والحكمة تقتضي فعله ، ولاينهى عن شيء إلا والحكمة تقتضي تركه .
الثاني : أن بعض العلماء التمس حكمة فقال : إن لحم الإبل شديد التأثير على الأعصاب ، فيهيجها ، ولهذا الطب الحديث ينهى الإنسان العصبي من الإكثار من لحم الإبل ، والوضوء يسكن الأعصاب ويبردها . كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالوضوء عند الغضب لأجل تسكينه .
وسواء كانت هذه الحكمة أم لا فإن الحكمة هي أمر النبي صلى الله عليه وسلم لكن إن علمنا الحكمة فهذا من الله وزيادة علم ، وإن لم نعلم فعلينا
التسليم والإنقياد .