جازان نيوز- تقرير: ابراهيم آل عسكر، عبدالصمد السهلي
من أقصى جنوب غرب مملكتنا ذات المساحة الشاسعة والأطراف المترامية وبالتحديد من مركز الموسم المتاخم للحدود اليمنية والتابع إدارياً لمحافظة صامطة بمنطقة جازان ،حيث الطبيعة الساحرة والغزل المتناغم الذي يجمع بين عنفوان بحر و شموخ رمال تنثني أهدابها خجلاً مع كل موج يغازلها فتعانقه في سكون وشاعرية تكاد لاتنتهي.
"جازان نيوز" كانت لها وقفة على واقع التنمية بهذا المركز (الموسم) الذي يخدم قرابة الـ 15,000 نسمة يتوزعون على 26 قرية تابعة له من خلال الجولة الشاملة التي قمنا بها برفقة نائب رئيس المجلس البلدي بالموسم الأستاذ/ منصور بن حسن عريبي. والذي عبر في البداية عن امتنانه لتواجدنا ثم دلف واصفاً لنا حال التنمية ومستوى الخدمات بالمركز.
حيث أبدى استياءاً شديدا من حالة البطء والتعثر للمشاريع الخدمية والتي حالت دون تقدم المركز تنموياً بالشكل المطلوب الذي يرقى لمستوى تطلعات القيادة ويوازي الاعتمادات المالية ويحقق آمال المواطن ويلبي احتياجاته. مستدلاً بما سنشهد من خيبة أمل وتعب رسم البؤس على الوجوه التي ستقابلنا وبصخب أنينها الذي يعكر صمت الطبيعة الحالمة.
ومن هنا سنأخذكم بجولة للإطلاع عن كثب على أبرز المشاهدات التي استوقفتنا قسراً في جميع الأماكن التي وقفنا عليها أثناء جولتنا المليئة بالعثرات والعقبات والمفاجئات المحبطة.
مدخل الموسم
"لاتتجاوز السرعة 40 " الظاهرة على تلك اللوحة بمدخل المركز هي كفيلة بإعطائك مؤشرات لتوخي الحذر مما قد يصادفك من حفريات في وسط الشارع المؤدي إلى مدخل الموسم أو مخلفات الأرصفة المتناثرة على جنبات الطريق أو قد تكون تحذيريه للحذر من زحف تلك الكثبان الرملية إلى وسط الطريق فأصبحت تشكل مطبات رملية على شارع يعتقد بأنه مسفلت.
مشروع سفلتة الطرق الرئيسية ويبدو سوء تنفيذه
-مشاريع سفلتة وإنارة تم اعتمادها بعضها تعثر والآخر لم يبدأ
يقول نائب رئيس المجلس البلدي الأستاذ منصور بن حسن أبو طالب عريبي بدأ العمل في المشروع قبل سنتين وتم الإعلان حينها بإحدى الصحف المحلية بضرورة مراجعة ملاك الأراضي المقرر نزع ملكيتها لبلدية الموسم لإنهاء إجراءات نزع الملكية وقد راجع البعض منهم دون فائدة تذكر, وأبرئ هنا ساحة المواطن من هذا التأخير كون الروتين الإداري الممل هو من كان ولا زال سيداً للموقف.
وعن مشروع الحزام الجنوبي (الدائري) ومشروعات السفلتة والرصف والإنارة المخصصة لطرق الموسم الرئيسية والداخلية وطرق القرى التابعة أشار بأن الأول قد انتهت البلدية من دراسته قبل عام ولم يرى النور حتى الآن ، أما مشروعات السفلتة والرصف والإنارة مشروع سفلتة ورصف وإنارة شوارع الموسم الداخلية فقد تم ترسيتها على مؤسسات وطنية لم تبدأ بالتنفيذ حتى الآن.
سفلتة الشوارع الرئيسية داخل الموسم
وأضاف أن مشاريع سفلتة ورصف وإنارة طرق الموسم الرئيسية البعض من هذه المشاريع متعثر والبعض الآخر لم يبدأ وهو نفس الحال في مشاريع أخرى خصصت للقرى التابعة في ذات الشأن التي كان التعثر أمامها وأخرى لم تبدأ بعد.
مخططات عشوائية لذوي الدخل المحدود تهدد بكارثة
يقع هذا المخطط شمال الموسم وهو معتمد من قبل وزارة الشؤون البلدية والقروية وقد قامت بلدية المركز بتوزيع كامل القطع البالغ عددها أكثرمن400 قطعة على المواطنين كـ (منح) وكان ذلك قبل 4 سنوات من تاريخه .
ويشير منصور عريبي في هذا الجانب إلى أنه قد تم توجيه الدفعة الأولى منهم للمحكمة لاستلام الصكوك وعند ذهابهم بعد ذلك للبلدية لاستخراج رخص البناء حدثت (الصدمة) حيث تم رفض طلبات الرخص استناداً على تعميم مضى عليه أكثر من 15 عام ولأن البلدية لا تملك مخطط للنطاق العمراني للمركز والقرى التابعة له مترتباً على ذلك عودة المواطن بخفي حنين وكذلك حرمانه من الخدمات والتسهيلات الأخرى التي تقدمها الدولة لمواطنيها كـ قروض صندوق التنمية العقارية وغيرها ، موضحاً بأن هذا التصرف يشجع على استمرار العشوائيات التي تقوم الدولة بمحاربتها وتصحيح وضع القائم منها لتجنيب المواطن الويلات التي تحصل بسببها كـ كارثة جدة التي حدثت مؤخراً.كذلك لعدم اندراجها تحت مسمى الحضارة, ومما يجدر الإشارة إليه هنا عدم قيام الجهة المعنية بأي من أعمال البنى التحتية على هذا المخطط.
العريبي يشير إلى الحي المتضرر ونقطة انتهاء المشروع
مجاري الأودية خطر قائم يهدد حياة السكان
قبل ما يقارب عشر سنوات اجتاح سيل عارم من وادي يسمى بـ ( بني عبدالله )هذا الحي الواقع جنوب الموسم - الواضح في الصورة التي يظهر فيها نائب المجلس - ملحقاً به أضرار جسيمة مادية وبشرية.
كما توضح الصورة النقطة التي انتهى عندها مشروع درء أخطار السيول ، والذي ينبئ عدم اكتماله بوقوع كارثة لا يحمد عقباها فيما لو جرى هذا الوادي ، وبالتحديد قبل تقاطعه مع الطريق الرابط بين الموسم وقرية العرجين .
ويذكر نائب رئيس المجلس البلدي أن بقاء المشروع بهذا الشكل أمر مخالف ومهدد ، واصفاً بقاء المشروع بشكله الحالي بـ(المصيبة) كونه منتهياً بحسابات بلدية الموسم.
سوق اللحوم والخضار بالموسم متهالك
سوق اللحوم والخضار (الحالي) مرتع لنواقل الأوبئة
يفتقر هذا السوق للحد الأدنى من التجهيزات المساندة والمقومات الصحية لقدمه وصغر مساحته التي لا تتجاوز الـ 100 م2 (بحسب قول نائب رئيس المجلس البلدي) ويضيف أن ذلك يشكل بوضعه الحالي المتهالك مرتع خصب لنواقل المرض والأوبئة على الأهالي بتواجده وسط الكثافة السكانية.
مشروع سوق اللحوم متوقف رغم الاتهاء
وكانت بلدية الموسم قد قامت بتجهيز مبنى آخر منذ عام ولم يتم تشغيله. ويفيد العريبي بأن المجلس قد توجه بالسؤال عن أسباب ذلك لرئيس البلدية فأفاد: بأنهم استلموا المشروع مبدئياً وتأخر الاستلام النهائي والتشغيل عائد لأسباب لم يفصح عنها. وفي شأن متعلق بالمبنى آنف الذكر وجهت "جازان نيوز" سؤالا لنائب رئيس المجلس حول مدى صحة واقعة السرقة التي تعرض لها المبنى قبل مدة. فأجاب: نعم الواقعة حقيقية وكانت عبارة عن سرقة 24جهاز تكييف.
أسوار المقبرة
مشروع تسوير المقابر
علق (عريبي) بقوله: لا يزال هذا المشروع حبيس أدراج البلدية رغم التهالك الواضح عليها.
قصورفي خدمات الصحة و المياه والكهرباء
لا يختلف اثنان على حاجة الإنسان في الوقت الحالي لتوفر متطلبات أساسية تكفل له أسباب المعيشة الطبيعية كالمياه والكهرباء والرعاية الصحية والتي يشكوا مواطنو الموسم قصور جوانب عدة منها ، في وقت باتت مثل هذه الخدمات في متناول اليد في مناطق أخرى .
و في حديثه عبر نائب رئيس المجلس البلدي الأستاذ منصور بن حسن عريبي عن تذمر المواطنين من هذا الوضع الذي ألحق بهم العناء والمشقة ، موضحاً لـ"جازان نيوز" حال هذه المشاريع المتوقفه
مبنى الرعاية متوقف منذ 7 أشهر
يقول عريبي توقفت أعمال الإنشاء في مبنى مركز الرعاية الأولية الجديد منذ 7 أشهر, ويراجع الأهالي بملحق تابع للمستشفى والذي يشكو هو الآخر غياب عدد من العيادات المتخصصة كالعيون.
مشروع مياه خارج الخدمة منذ عام
ويتابع/ من ناحية المياه كان الاعتماد على مشروع قرية الحثيرة الذي أُنشئ قبل 20 عام وتوقف الاعتماد عليه قبل 4 سنوات منذ بدء إنشاء المشروع الجديد بقرية زمزم والذي انتهى وأصبح جاهزاً منذ عام ولكن لم يتم تشغيله حتى الآن, ومنذ توقف الاعتماد على مشروع الحثيرة أي قبل 4 سنوات والأهالي يعتمدون على الوايتات التي أرهقتهم ونفضت جيوبهم..
وبشأن الكهرباء أوضح أنه تم قبل عام اعتماد مشروع تغذية ثان لمركز الموسم والقرى التابعة له بالكهرباء وإلى الآن لم يتم عمل شيء ولا نعلم أسباب هذا التأخير ولا يزال الاعتماد على ذلك المغذي اليتيم منذ أكثر من 25 عام والذي لم يعد قادراً على العطاء لانتهاء عمره الافتراضي من جهة وتزايد السكان والمساكن من جهة أخرى والدليل كثرة أعطاله وانقطاع الكهرباء المتكرر الأمر الذي ضاعف من حجم المعاناة للأسباب السابقة ولطبيعة المناخ الذي تتسم به المناطق الساحلية ما يجعلها أكثر حاجة لمصدر الكهرباء والذي يعتبر عصب حياة العصر الحديث.
شواطئ خالية من الخدمات
مشاريع سياحية.. بين المطرقة والسندان
شواطئ الموسم المتفردة بطيعتها الحالمة وسكونها والطيور المهاجرة التي تزورها بالإضافة لتمتعها بأشجار الشورى النادرة الممتده على طول شواطئها . ذكر عريبي أنه تمت ترسية مشروع تحسين وتطويرالشواطئ قبل أكثر من عام وتعثر التنفيذ منذ 8 أشهر بسبب ازدواجية الإشراف عليه من بلديتي الموسم والسهي لوقوعه ضمن نطاق البلديتين وبسبب خلاف نشب بين المقاول وبلدية الموسم.
مهنة الصيد تندثر..وثروة سمكية مهدرة
وفيما يتعلق بمرسى الصيادين أوضح الأستاذ/ منصور عريبي أن البلدية أنشأت مرسى جديد عوضاً عن القديم الذي أصبح داخل الحدود اليمنية بعد إجراء عملية ترسيم الحدود التي تمت مؤخرا.. إلا أن افتقار المرسى الجديد للاشتراطات والمواصفات اللازمة, كـ افتقاره لمواقف الفلوكات وعدم إزالة الصخور من المرسى أجبر بعض الصيادين على ترك المهنة والبعض الآخر راح يزاول نشاطه خارج نطاق مركز الموسم, ما يعني اندثار هذه المهنة من المركز, في وقت كانت تشكل (الثروة السمكية) من العوائد والروافد المهمة التي يعتمد عليها أهالي المركز، مبيناً في ذات الوقت أن الصيادين قد استبشروا خيراً حين اعلنت هيئة الثروة السمكية تعهدها قبل عام من الآن بإنشاء مرسى حديث بالموسم ليعيد بذلك وهج وتواجد هذه الحرفة الأصيلة, ولكن للأسف لم يرى هذا المشروع النور حتى اللحظة.
وهنا استدرك مرافقنا جزءا من الأمانة التي يحملها بحكم منصبه. وهو إيصال صوت المواطن للمسؤول
والمتمثل في المطالب التالية/
مطالب الأهالي
• توسعة الطريق الرابط بين الموسم والقرى الجنوبية كـ قرية العرجين مثلاً كونه الطريق الوحيد الذي يربط بين الجهتين.
• توفير أجهزة الصرف الآلي الغير متواجدة بالمركز تماما الأمر الذي يجبر السكان على تكبد عناء ومشقة الذهاب إلى صامطة التي تبعد بمسافة 20 كيلو متر تقريبا ناهيك عن الصعوبة البالغة التي تعانيها فئات كبار السن والعجزة في هذا الجانب..
• افتتاح فرع لوزارة الزراعة والذي يفترض تواجده منذ زمن كون معظم الأهالي يزاولون هذه المهنة (الزراعة) المتوارثة فيما بينهم منذ القدم.
• افتتاح مكتب اشتراكات للهاتف والجوال وكذلك تقوية شبكة الجوال والتي تشكو الضعف والانقطاع المتكرر.
• ضرورة استغلال الطبيعة الجغرافية (المتنوعة) التي حباها الله عزّ وجل للموسم بتجهيز وتهيئة المتنزهات وأماكن الترفيه كتلك المواقع (البكر) المحاذية للبحر والأخرى الواقعة فوق تباب الرمال الساحرة, كمتنفس للأهالي و وجهة يقصدها السياح..
ومع هذا المطلب كانت نهاية جولة عنوانها (جملة مشاريع متعثرة ووجوه بائسة.. من المسؤول؟) ونهاية حضور (باسل) من مرافقنا نائب رئيس المجلس البلدي بالموسم في هذه الجولة ختمه بقوله: أناشد عبر هذه الصحيفة الجهات المسؤولة عن هذا القصور الذي أعاق مسيرة التنمية بالموسم بالتدخل السريع وعمل ما يكفل معالجة الوضع وتنميته وبما يحقق نهضة المكان والإنسان بهذا الجزء الغالي من الوطن.
|
 |
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريسان
