لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: رحيل المفكر المغربي ( محمد عابد الجابري ) .

العرض المتطور

  1. #1
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية معاذ آل خيرات
    نبـ صامطة ـض
    نبض لمع في سماء الإشراف
    تاريخ التسجيل
    04 2006
    الدولة
    ممكن خيارات ؟!
    العمر
    39
    المشاركات
    3,381

    رحيل المفكر المغربي ( محمد عابد الجابري ) .

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    توفي يوم أمسٍ الاثنين في مدينة الدار البيضاء عن سن ناهزت 75 عاما المفكر المغربي محمد عابد الجابري، الذي اشتهر بسلسلة كتبه عن العقل العربي وتراثه الفلسفي.
    ولد محمد عابد الجابري في فكيك شرق المملكة المغربية عام 1935 حيث بدأ تعليمه ثم غادرها الى الدار البيضاء حيث نال دبلوم الدراسات العليا في الفلسفة عام 1967 ثم دكتوراه الدولة في الفلسفة عام 1970 من كلية الاداب والعلوم الانسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط التي عمل بها استاذا للفلسفة والفكر العربي الاسلامي.
    وكان قبل ذلك سافر في 1958 بعيد استقلال المغرب الى دمشق للحصول على الاجازة في الفلسفة، غير انه لم يتم دراسته هناك وعاد لينتسب الى الجامعة المغربية الفتية حيث اكمل مشواره الاكاديمي.
    كان ناشطا في خلايا العمل الوطني ضد الاستعمار الفرنسي للمغرب في بداية خمسينات القرن الماضي، كما كان قياديا بارزا في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي شغل لفترة طويلة عضوية مكتبه السياسي قبل اعتزاله العمل السياسي وتفرغه للشؤون الاكاديمية والفكرية، وقد حصل الجابري على دبلوم الدراسات العليا (الماجستير) عام 1967، ثم دكتوراه الدولة في الفلسفة بداية السبعينيات من القرن الماضي من كلية الآداب بجامعة محمد الخامس بالرباط، وكانت الأطروحة التي نال بها الدكتوراه عن ابن خلدون بعنوان "العصبية والدولة.. معالم نظرية خلدونية في التاريخ العربي الإسلامي"، وعمل أستاذا للفلسفة والفكر العربي والإسلامي في الكلية نفسها.
    وقد نشر الجابري عدة كتب منها "نحن والتراث.. قراءات معاصرة في تراثنا الفلسفي" (1980)، و"العصبية والدولة.. معالم نظرية خلدونية في التاريخ العربي الإسلامي" (1971)، إضافة إلى كتب في إطار سلسلته (نقد العقل العربي) منها "تكوين العقل العربي" و"بنية العقل العربي" و"العقل السياسي العربي" و"العقل الأخلاقي العربي".
    كما صدرت للراحل عدة مؤلفات عن القرآن الكريم، منها "مدخل إلى القرآن"، و"معرفة القرآن الحكيم أو التفسير الواضح حسب أسباب النزول" (في ثلاثة أجزاء)، وأخرى عن الحضارة العربية والإسلامية منها "المشروع النهضوي العربي.. مراجعة نقدية"، و"الدين والدولة وتطبيق الشريعة".
    حاز الفقيد -وهو عضو مجلس أمناء المؤسسة العربية للديمقراطية- العديد من الجوائز, من بينها جائزة بغداد للثقافة العربية-اليونسكو (يونيو 1988), والجائزة المغاربية للثقافة (تونس 1999), وجائزة الدراسات الفكرية في العالم العربي (2005), وميدالية ابن سينا من اليونسكو.
    محمدعابد الجابري " الآلة الكاتبة" لحزب الاتحاد الاشتراكي
    محمد بوخزار
    غيب الموت على حين غرة ، المفكر المغربي، محمد عابد الجابري، فقد ظل الراحل مواظبا على الكتابة ، حريصا ومنتظما على موافاة المنابر التي ينشر بها في المشرق العربي ،
    بعد أن نأى بنفسه عن الكتابة في الصحافة المغربية ، التي يعد من مطوريها وكتابها اللامعين على مدى عقود من الزمن ، أثناء انخراطه حتى النخاع، في معمعة الحياة السياسية والحزبية التي لم يكسب منها أي امتياز مادي أو وظيفي ، مع أنه كان "الآلة الكاتبة" التي زودت حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ، وقبله الاتحاد الوطني، بجل الأدبيات التي أعطت للحزب هويته الفكرية المستقلة .
    لا توجد وثيقة إيديولوجية أساسية صدرت عن "الاتحاد الاشتراكي" لم تخل من بصمات الجابري القوية فيها . لقد ظل الأمر كذلك إلى حين اعتزاله النشاط الحزبي ، الذي خرج منه مصدوما ،خائب الآمال ، ليعود إلى منابع الفكر الصافية ، ما مكنه من إكمال مشروعه الفلسفي الطموح ، الذي استحق عليه الثناء والتكريم والجوائز والإشادة لدى المحافل الفكرية والأكاديمية مشرقا ومغربا ، بعد أن طبعت مساره "النضالي" المحن والشدائد والمعاناة ، أثرت بشكل ما على وضعه الصحي ، إذ كان معروفا بين أصدقائه أنه يعاني من مجموعة أمراض ، أصعبها ارتفاع الضغط الدموي ، الذي يؤثر على سائر الأنسجة والوظائف في الجسم. وزاد من معاناة الجابري ، على المستوى النفسي ، أنه مثل ذلك " البدوي الصحراوي " الصافي الطبع النقي السريرة ، يرفض المساومات والدسائس والمناورات الصغيرة ، لكنه في المقابل إنسان التوافقات والتحالفات السياسية الضرورية المتلائمة مع المبادئ المؤسسة للحزب . تجاورت في جلبابه السياسي نزعة "البراغماتية" مع شكل من أشكال الثورة الرومانسية الهادئة.
    والمثير للإعجاب في سيرة "العابد" الذي فقده المغرب بحسرة ، عصاميته الفريدة ، فهو ذلك الفتى الفقير، المهاجر من واحات "فكيك" المجدبة ، المنسية على حدود المغرب الشرقية، إلى مدينة الدار البيضاء، حاضرة المغرب الاقتصادية ، بداية الخمسينيات من القرن الماضي ، لينضم إلى ثلة من أبناء بلدته ، قادهم الطموح إلى اكتساب المعرفة ، فتقاسموا الفقر والغربة عن الأهل .
    وستظل العصامية بمعناها الواسع ، ملازمة كل أطوار حياة الجابري الخصبة المعطاء ، مؤمنا بإرادة التحدي التي تستطيع أن تفل الحجر كما يقال ، إذا تمسكت بالإيمان في التغيير والرغبة في الإصلاح . إنها نفس الغايات والمثل التي عثر عليها الجابري في فكر الحركة الوطنية المغربية ، المتأثرة بما كان يموج في المشرق العربي من مذاهب وتيارات وملل ونحل ، سعت كلها، وإن اختلفت السبل والمسالك والمرجعيات، إلى وحدة الأمة العربية وتقدمها وتحررها من كافة أشكال السيطرة الاستعمارية .
    لم تطل إقامة الجابري الأكاديمية في المشرق العربي وتحديدا في سورية كثيرا، لكنه استوعب إجمالا ، أدبيات الفكر الاشتراكي الذي راج بداية الستينيات في ربوع الشام ، على يد رواد الفكر القومي وهو في أوجه ، من أمثال ساطع الحصري وزكي الأرسوزي وميشل عفلق .
    لكن الجابري لم يكن صدى لهم في تلك المرحلة من مراحل تطوره الفكري ، بل ظل محافظا على صوته الخالص وفكره النقدي الذي ترعرع معه . نسج لنفسه ، وهو المنتمي لحزب يؤمن بالعمل الجماعي ، أسلوبا في الكتابة السياسية اعتمد على الاجتهاد ،من جهة، والوضوح في شرح الأفكار وتقريبها من ذهن المتلقي ، قارئا كان أو مناضلا حزبيا ، في قالب لغوي سلس تجنب دائما الحذلقة والغموض المفتعل وكذا المبالغات الجوفاء.
    إن النزعة التعليمية والرغبة في إفهام الناس ، ستصبح مع مرور الوقت ونضج التجربة الفكرية والحياتية واكتمالها، إحدى العلامات المميزة بل المهيمنة على المسار الفكري عند الجابري في شقه الفلسفي والسياسي. ولا يجادل أحد بين دارسي الفلسفة أنه بامتياز ، أحد القلائل الذين تمثلوا الفكر الفسلفي الغربي وأدمجوه بأمانة وسلاسة في منظومة الفكر العربي ؛ليس بمنهج "التلفيق" والادعاء بأن كل شيء موجود في الفكر العربي وإنما عبر مساءلة جذور وأصول هذا الأخير، وإعادة تركيبها وبنائها وتحيينها إذا كانت تقبل التأهيل.
    وعلى الرغم من بعض الانتقادات الشكلية التي وجهت إلى الجابري في هذا الصدد، من طرف الذين ساجلوه واختلفوا معه في المشرق العربي ، فإن تلك "الهنات" البسيطة لا يمكن بأي حال من الأحوال،أن تقلل من شموخ الصرح الفكري الذي شيده الجابري، بجهده المضني ، خلال مساره الفكري الحافل ، بما اتسم به من اجتهادات وابتكارات وريادة في تناول بعض الظواهر، دون تحجر أو عناد في الرأي ، بل اشتهر الجابري بعدم هروبه من النقاش بل سعيه إليه مع الاعتراف بالخطأ في حالة ما إذا تبين له ذلك. لقد استطاع أن يعيد صياغة الفكر والعقل العربي في منظومة منطقية مترابطة الأجزاء والمفاصل.
    وسيكون من العبث اختزال فكر الجابري في هذه المرثية ، و هو الذي ظل متقدا إلى لحظة لقاء ربه . وكل ما أطمح إليه التذكير بصفحات في سجله السياسي، وإن كان نفسه رحمه الله ،قد سهل مهمة أي دارس أو محلل سيأتي بعده ، فقد دون في شكل مذكرات واسترجاعات ، أهم المحطات في حياته ، وخاصة تجربته في الخضم الحزبي.
    ولا شك أن الجابري انتبه إلى داء "الكسل المزمن " الذي جعل السياسيين المغاربة يرجئون كتابة مذكراتهم حتى يدركهم الموت، حيث لا تنفع الحسرة والألم.
    عاش الجابري ملحمة نضالية ، بكل معنى الكلمة ، في صفوف حزب الاتحاد الوطني ثم الاشتراكي ، بما تجاذب في التنظيمين الأول والثاني ،من أفكار وتيارات راديكالية وشعبوية وطموحات متعارضة وانقسامات وإخفاقات وصراعات مأساوية . غير أن ما أحزنه أكثر من غيره هو تشتت الرفاق ، وإنهاك بعضهم البعض فيما هو عرضي وعابر ، على حساب الخيار الاستراتيجي أي بناء الآلة الحزبية على أسس متينة كي لا تكف عن الدوران إذا ما اصطدمت بآية عقبة.
    وفي هذا السياق ، فإن كتابات الجابري في صحافة الحزب ومطبوعاته ، غزيرة ومتنوعة إلى حد كبير. تناولت كل القضايا والأزمات التنظيمية والسياسية التي مر بها الاتحاد الاشتراكي، وهو بمعنى من المعاني " ضمير" ذلك التجمع اليساري الكبير الذي هبطت أسهمه في السنوات الأخيرة ، نتيجة اضطراب وتقلب بورصة وأحوال السياسة.
    ومن المؤكد أنه أسلم الروح حزينا على مآل الحزب الذي استبدل جيل "المناضلين التاريخيين"بجيل المسيرين.
    لا ندري إن كان الراحل قد جمع تلك الأوراق ورتبها وصنفها خصوصا التي لا تحمل توقيعه ،أم أنه تعامل معها كوقود أججت جذوة النضال.
    وعلى العموم ، فإن الراحل الكبير ، مثير للإعجاب على أكثر من مستوى . على الصعيد الفكري نقش اسمه بدأبه واجتهاده بين النابغين ،فقد عرب كثيرا من المعارف ويسرها للقارئ العربي ،من خلال المصنفات الكبرى التي ألفها.ولعل شهرته الفكرية في المشرق تضاهي ما هي عليه في وطنه الذي اهتم بالجانب السياسي في الجابري باستثناء المحافل الأكاديمية .
    وعلى مستوى الممارسة السياسية ، عرف الراحل كيف يصارع التيارات داخل الاتحاد الاشتراكي، بل المفارقة اللافتة في هذا المجال أن الجابري المثقف ، انحاز دائما إلى صف المقاومة وجيش التحرير. لم ينس أبدا فضل الحركة الوطنية على أمثاله ، فظل شاعرا بذلك الدين التاريخي. ومن هنا كان "تحالفه التلقائي" مع أحد رموز المقاومة " عبد الرحمن اليوسفي" الذي قاد تجربة المصالحة التاريخية مع النظام السياسي المتمثل في القصر الملكي.وهو موقف قدره فيه الملك الراحل الحسن الثاني ، الذي صور له البعض الجابري على أنه من المتشددين في الحزب.
    ولا يمكن لأحد أن ينكر الدور الفكري الذي قام به الجابري من أجل إقناع "اليوسفي" بقبول عرض الملك الحسن الثاني ، وهو الذي صاغ المقال الشهير عن "الكتلة التاريخية" التي جمعت القصر الملكي بالمقاومة المغربية ضد الاحتلال الفرنسي.
    ابتعاد "الجابري" عن موقعه في قيادة الحزب ، لم يمنعه من أن يستمر مساندا لتجربة التناوب السياسي في بلاده . وإذا كان قد أصابته خيبات من نتائج التجربة ، فإنها لا تقل عن تلك التي أحس بها رفيقه عبد الرحمن اليوسفي ، مع فارق أن الأول كان يفجر غضبه في التأليف ، بينما أضمر الثاني أحزانه إلى أن فجرها ذات يوم في المكتب السياسي لحزبه ، فترك المركب ومن فيه.لم يفصح عن ما بداخله إلا في محاضرة شهيرة ببروكسل ، اعتبرها البعض شبيهة بالنقد الذاتي الذي صاغه المهدي بنبركة في كتابه الذائع "الاختيار الثوري".
    المؤكد أن حزن "اليوسفي" على رحيل هذا المثقف العضوي، النزيه والمستقيم ، سيكون عظيما مثلما هو أحساس المغاربة جميعهم.
    ليرحمه الله رحمة واسعة .




  2. #2
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية رائـــــد
    تاريخ التسجيل
    09 2008
    المشاركات
    1,947

    رد: رحيل المفكر المغربي ( محمد عابد الجابري ) .


    نسأل الله أن يرحمة برحمتة .

    تاريخه مشرق ومنير , أعمالة لن تُنسى أبداً .

    نسأل الله أن يمُد في أعمالة الصالحة ليجازيه بها إحسانا كثيرا

    شكراً لك يا معاذ




  3. #3
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية لوركا
    شخصية مهمة
    تاريخ التسجيل
    08 2009
    الدولة
    Utopia
    المشاركات
    1,621

    رد: رحيل المفكر المغربي ( محمد عابد الجابري ) .

    كل العزاء للأمـة العربية قاطبة لفقيدها الجابري

    شخصية علمية و فكرية أضاءت الفكر العربي

    كما أثرت رفوف المكاتب بؤلفه العظيم (نقد العقل العربي)

    رحمه الله ...

    شكرا معاذ

  4. #4
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية نيسَانْ ,!
    تاريخ التسجيل
    08 2008
    الدولة
    Jizan
    المشاركات
    1,655

    رد: رحيل المفكر المغربي ( محمد عابد الجابري ) .

    رحل الطيبون.
    كانت لنا أيام.

  5. #5
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية معاذ آل خيرات
    نبـ صامطة ـض
    نبض لمع في سماء الإشراف
    تاريخ التسجيل
    04 2006
    الدولة
    ممكن خيارات ؟!
    العمر
    39
    المشاركات
    3,381

    رد: رحيل المفكر المغربي ( محمد عابد الجابري ) .


    رائـــد - لوركا - نيسان


    حقاً / الرّاحل الجابري , غادرنا كغيرهِ من الكِبار .. بهــدوء .!
    رحمهُ الله



    شكراً لبياضكم هُنا

    ودٌ يمتدّ

    .
    .


    شكراً لكم

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •