للأسف الشديد، يحزنني بمنتهى الأسـى أن أبوح لكم حزينا أننا هنا في محافظة صامطة نكاد نكون أناس مكشوفةٌ سرائرهم مفضوحونَ لا تخفـى لنا خافية ولا تسكت لنا لافظـةُ كلمات سواء كانت حسية أو معنوية الحروف والتعبيرات ، وبالمحكية تارة والمحاكية تارة خلف ستارة أخــرى!
فمن عجب، كأننا لا يشغلنا سوى الاشتغال في عملية فرط وربط القيل والقال.. كأنها لا تكمل لنا المسرات الشخصية ولا تزدان مجالس أحاديثنا إلاّ بلوكِ سِيَرَ الآخرين وتعلُّكْها تحت مطاحن أفواهنا الضروس.. أحيانا لا نمتلك موضوعاً غير فلان وفلانة نبتّ فيه من أول طق طقة حنك إلى دفقة السلام عليكم!
شخصياً.. اقتطفتُ لسرّي بئراً جوّانيا دفينته فيَّ. ومؤخراً طفقتُ بدلو ماء أسراري إلى غورِهِ السحيق مدلياً إياه عبر حبل بوحيَ المنسرد بنبسه في داخل جوفه- كما أسلفت!.. لذا لا أجد عليَّ حرجاً إن صارحتكم أنني أثق في حافظة الأنثى الصدرية أكثر بكثير من اطمئاني لصدور الرجال المُفْشِيَة والمصدّرة للوشايات والاشاعات على الدوام. بمناسبة أو بدونها. وأحيانا حتى من غير أن يُطلب منههم ذلك. هم بأنفسهم يتجشمون مهمة الكلام بما هو ليس مطلوبا ولا منتظرا منهم على الإطلاق. ويحتمل أنكمن تعرفن أناث اجتمع فيهنّ بعض أو كل هذه الصفات والأساليب القبيحة والهزيلة التي خصصتُ بها بني جنسي الفحوليون !
برأيي المسألة هنا تعود إلى أدبياتنا الذوقية والأخلاقية..
ومدى ما نفسح لها وسطنا
من وشائح المرونة والوضوح والثقة،
ومنها تنبع علاقتنا، أيا كان مسماها، ببعضنا
فتغدو علاقة صافية وساطعة
لا خفية ولا سرية لدى كلا منا
آدميونَ و حوائيات.
ربمّا ذاتَ يوم شفاف..
أسرّكم بشيء من خبايايَ السرية
أو أفشي إليكم ما لم أكشفه لأحد من قبل
ربما، لمَ لا؟..
لو احرتمنا عهد الصداقة!
فـصِهٍ صه، بأمانتكم 