آرثر كومز تربوي أمريكي عمل مستشارا للمدارس والجامعات الأمريكية في كل الولايات الأمريكية خرج بحصيلة كبيرة من الخبرة أوصلته إلى نتيجة مفادها أن هناك خرافات نعتقد أنها أساس للتعلم والنجاح في حين أنها أكبر مصدر للفشل في المدارس ومستوى التحصيل العلمي وأهم الخرافات من وجهة نظره:
1) الحط من قدر المعلم: مكانة معلم الصفوف الابتدائية وبالذات الصفوف الأولى في قاعدة الهرم بعد المتخصصين في المواد الدراسية بالرغم من أن عليه مسئوليات عديدة ومختلفة فهو القادر على وضع الطالب على أولى درجات السلم التعليمي . ومهارت معلم المرحلة الابتدائية قد تبدو بسيطة للملاحظ الخارجي، لكنه بالعكس جدير بالاحترام والاعجاب والاهتمام والتقدير نظرا لجسامة وعظمة مهمته لكن خرافة التخصص قللت من قيمة عمله وحتى قيمة مرتبه ...وهذا يسبب هروب أفضل وأحسن المعلمين جريا وراء المكانة والمرتب الزائد للأدوار التخصصية ولو إلى أعمال أقل قيمة بالنسبة للهدف الأساسي من التربية .
2) خرافة طرق التدريس الصحيحة: البحث عن أفضل الطرق بحث عقيم وذلك لثلاثة اسباب:
* طرق التدريس ينبغي أن تناسب المعلم فهي أمور شخصية خاصة بالمعلم كالملابس التي يرتديها والتي تتناسب مع شخصيته وفلسفته وأهدافه.
*مناسبتها لحالة الطالب فالطلاب مختلفون في القدرة والخبرة والميول وتقبلهم لما يعرضه المعلم.
*أن تترك السياسة التعليمية القائمة للمعلمين بعض الحرية في اختيار طرق التعليم وأن تكون مناسبة لطبيعة المادة التعليمية.
كما لا ينبغي الحكم على فعالية الطرق إلا تبعا لردود أفعال الطلاب لا أي شخص آخر .
3) خرافة عدم أهمية تأثير المعلم: كثير من المعلمين تثبط هممهم عندما يستنتج أن جهودة قليلة الأهمية إذا لم يلاحظ تغيرا في سلوك الطالب وهذا خطأ فالإبداع لا يذهب عبثا وحتى وإن كان قليلا لأنها تقوي خبرات الطفل وتعزز موارده للتغلب على المشكلات في مكان آخر. كما أن توقع المعلم الكثير في زمن قليل فشل ، فالتغيير يقتضي وقتا وتغيير سلوك الطالب ليس سهلا والمعلمين والإداريين الذين لا يعرفون هذه الحقيقة يكتبون على أنفسهم الفشل والتعاسة. ويذهب المؤلف إلى نتيجة تتمثل في أن الأطفال يتعلمون وينمون نتيجة لخبرتهم بالآخرين المهمين، والمدرسة والمعلمين من الآخرين المهمين. والمعلم لا يُسأل إلا عن أربعة اشياء فقط:
تمكنه من المنهج أو المقررات.
* العناية بالتلاميذ وفهمهم ومعرفة بواعث سلوكهم.
*أهدافه التي يحاول تحقيقها في سلوك التلاميذ والمشتقة من المجتمع والمادة الدراسية وأهدافه الشخصية كمعلم.
*طرق التعليم التي يستخدمها وهذا لا يعني إلزامه بإتباع طرق معينة.
ومطالبة المعلمين بأكثر من ذلك يحول دون إصلاح النظام التعليمي ويعوق بلوغ التقدم المنشود.
4) خرافة قيمة العقاب: الضرب المستخدم على نطاق واسع في المدارس لايفعل أكثر من التحكم في السلوك، وهذا لا يكفي في التربية، فالمدارس أنشئت من أجل التعلم وينبغي أن تسهم في تحقيق الغاية ، والعقاب المادي وغير المادي له تأثيرات تقلل من قيمة التعلم الإنساني وإن كانت له فائدة فهي وقتية ولها منتجات غير مرغوبة تلازم الطالب.
5) خرافة الفصل الدراسي والحجم المناسب للفصل: هناك تجارب أجريت على المدارس غير المقسمة إلى صفوف دراسية وتدرس الطلاب الصغار والكبار معا والفصول المفتوحة ، قللت من أهمية مراعاة التصنيف تبعا للصف الدراسي والحجم المثالي ، فالهدف الذي كان وراء تنظيم الصفوف الدراسية هو جعل المدارس اكثر اقتصادا في النفقات وأخصب في التعليم وما لبث أن أصبح مقوما أساسيا للتقاليد التربوية المرعية. وبعض التأثيرات الجانبية لتقسيم الطلاب وفقا للصف الدراسي:
*يثبط همة الطلاب الذين يقصرون عن بلوغ توقعات الصف فالطالب في الصف السادس والذي لا تتجاةز قدراته في القراءة قدرات طالب في الصف الرابع يواجه خبرة فشل تؤثر تأثيرا سيئا على مفهوم ذاته.
*يفشل في إثارة الطلاب الأذكياء فتكرار ماتعلموه يؤدي إلى الملل أو اللامبالاة والنمو لا يتحقق إلا بالبحث عن حلول المشكلات غير المألوفة للطالب.
*يفرق بين الأقران استنادا إلى أسس غير طبيعية وعالم الأطفال غير مقننا ، فنظام الفصل الدراسي يقصر محتويات المنهج على ما يعتبره المربون صحيحا ولا يراعي إمكانيات الطالب وقدراته.
*يشل قدرات المعلمين والطلاب على الابتكار ويقلل من رغبة المعلمين في جعل التعليم فرديا ومناسبا لكل طالب.
الحجم المناسب للفصل: هو الذي يعتمد على تنفيذ الأعمال المرغوبة إذ يمكن تدريس بعض المواد لآلآف الطلاب في وقت واحد، وبعضها يحتاج إعداد أقل كما يعتمد الحجم على المعلم وطريقته في العمل.
عوامل تحديد الحجم المناسب للفصل:
المقرر الدراسي - مكان التعلم - حاجات واستعدادات الطلاب - الوسائل المعينة - مهارات المعلم وقدراته - أهداف المعلم والطلاب . وبالتالي يرى آرثر أن تحديد الحجم المناسب للفصل دون مراعاة هذه العوامل يعد خرافة.
المصدر: ( خرافات في التربية- المعتقدات التي تعوق التقدم وبدائلها)- آرثر كومز - ترجمة د. عبد المجيد شيحة