أبيضٌ
أسودٌ
أسودٌ
أبيضٌ
وكلّ البيادق تنحني نهاراتها
وأنتَ
ورحيلٌ باقٍ في حنجرة
غوايةٌ تاهت أقدامُها في لوحِ إبليسٍ
تسترسلُ الآهة في كأسٍ فارغٍ
تحقنُ الصمتَ بعطرِ سُلافٍ أحمر
تتوسلُ الانحناءاتِ
وقبعةَ "شاه" يلعبُ النِرد
و"طرنج" غلامٌ
يحلمُ بنبيذ توتٍ بري
ينسكبُ
على رمانتي جاريةٍ فارسيةِ النحرِ
في شارعِ الجواري ببغداد
كانت ساهية
صليبُها ينسكبُ على لبنِ صدرها
وقلبُها خافقٌ
يضاجعُ الوسنَ في وجنتيها
تبكي الناي بصوتِها
...........
كُـن حصانا جامحا
لا يعرفُ الخريفُ بابه
كــن فيلا ملعونا
يلعبُ دون قواعد
أو وزيرا مباركا
يصدحُ في قلعتي
يحاصر النصرَ دون منافسٍ
......
كُـن دمائي إن رغبتَ
وصلاتي
ومسبحة
علقتُها مُنذ زمن على دينِ أسلافي
أو شتاء باهتا في حنجرة
يستوطن الحبَّ في مئذنة مسجدٍ
هجره إمامٌ أسودٌ
أو أبيضٌ
"لا لون في عبادةِ الحب "
هكذا قال شيوخ الفقه
قبروا العشقَ في كتبِ النساء
وسكبوا فحولتَهم في محبرة وريشة
.........
لا تظمأ الآن
لم تبدأ اللعبةُ بعد
حبي وحبُك
ملكان يتنازعان البلاط
والبيادق خلفنا تنحني نهاراتها
ترتل الأناشيد
زائفون
كاذبون
عرابيد
من قالوا عن الحبِّ لعبةُ شطرنج
أسودٌ
أبيضٌ
أبيضٌ
أسودٌ
لا لون في عبادةِ الحبّ
حليمة مظفر..