عندما يقرا المرء منا مثل هذه الجواهر المكنونة والدرر المنثورة
والتي كأنها خطت بريشة رسام ، أو صيغت ونحتت بيد نحات
يقف كل منا مدهوشاً حائراً ما بين الإعجاب والتأمل
ولكن عندما يعلم إن الكاتبة هي ( صالحة السفياني )
يقف ولكن ليس من الدهشة ولكن انحناء وإعجابا
سيدتي : بالرغم إن الحب يستطيع أن يخلق من العاشق
الهمجي المتوحش ، إنساناً كاملاً مستنير الذهن ، مستوي العقل
فياض الشعور والإحساس ، وتستطيع شمس الحب المشرقة
أن ترسل أشعتها الوضاءة إلى أعماق ذلك القلب المظلم القاتم
فتنير جوانبه ، وتبدد ظلماءه ، وتستطيع شعلة الحب الملتهبة
أن تطهر بنارها تلك النفس الصدئة المتبلدة ، وتستخلصها من
أخلاطها وشوائبها ، فإذا هي سبيكة صافية من الذهب تتوهج
توهجاً وتلتمع التماعاً ...
أقول بالرغم إن الحب يستطيع عمل ذلك كله إلا إنه يجب علينا
الاعتراف بما يلي :
إن المحبين هم أبناء الدموع والآلام ، وسلائل البؤس والشقاء
وما لهم أن يبرأو من أصولهم وأعراقهم ، وأن يذهبوا مذهباً
غير مذهب آبائهم وأجدادهم !!!!
وهل يطهر معدن النفس من أخلاطه وشوائبه وينقيه من أدرانه
وأكداره ، غير تلك الألسن النارية التي تنبعث من صدور المتألمين
وقلوب المحزونين ؟؟
على إننا لابد أن نفهم الحياة كما خلقت ، خيرها وشرها ، سعودها ونحوسها
ولا بد لنا حين ننظر إلى نصف الكرة الذي يقابل وجه الشمس ، أن نعلم
أن نصفها الآخر مظلم قاتم ، وأننا ونحن في ضوء النهار سيدور الفلك دورته
فنصبح في ظلمة الليل البهيم .... وكذلك هي حالة المحبين .
تحياتي لك