من منا لا يحب إبنته ذلك الحب الإلهي الطاهر الذي غرسه الله في قلب كل أب ذلك الحب المطلق الذي
لا يرجو من خلاله الاب أي مردود مادي وترى الاب يحرص كل الحرص أن تعيش إبنته في أحسن حال
ودائما ما يشغل باله بخصوص إبنته هو من هو الرجل الكفؤ الذي سوف يتقدم لخطبة إبنته ولو لا الحياء
لذهب بنفسه واختار ذلك الزوج الذي يراه مناسبا لأحب الناس لقلبه ولكن الامر منوط بالعادات والتقاليد
التي لا ترحم.
والآن وبعد ان كتب النصيب وأصبحت انت زوجا لإبنتي فاعلم يا رعاك الله إنني والله لولا تلك الحاجة التي
لا أستطيع أن أوفرها لها وهي لا توجد إلا عندك فلن اهبها لك لو مهرتها بوزن الجبال ذهبا ولكن سنة الله
في خلقه تحتم علي القبول بهذا الامر . واعلم يا رعاك الله إنها لم تخرج من داري لجوع أو عري
لذا لي رجاء عندك ان تصونها وتحميها وكن سندا لها ولا تظلمها فلقد افضت إليك وافضيت إليها
ولاتكن كذلك المخلوق.................... يهيم على وجهه بعد ان يقضي شهوته فلا يراها إلا عند تلك الحاجة
فكن بالقرب منها واسمع لنظرات عيونها قبل ان تسمع انينها وتوجعها من ظلمك لها ربما ترى في نفسك
بأنك لم تقصر في شيئ من خلال توفير الاكل والملبس ثم تطلق العنان لنفسك بالابتعاد عنها ولا تراك إلا عند
النوم دونما سبب مقنع وايضا يا رعاك الله إمنع عنها الظلم من اقربائك فأنت لا تعلم وهي لا تريد أن تخلق
لك مشاكل مع اقربائك في حال إشتكت لك ظلمهم فكن ذكيا مبادرا فاحصا للامور لتعرف الظالم من المظلوم
فيا رعاك الله إرعى إبنتي بما تحب أن يرعى زوج إبنتك في المستقبل وكما تريد الزوج لأختك .
إبنتي أمانة في عنقك فلا تجعلها تشعر بالندم والخذلان . ارجو منك أن تستوعب معاني هذه الرسالة
قبل أن ياتي اليوم الذي تودع فيه إبنتك ليلة زواجها ودموعك على خديك فرحا وألما.
بقلم البحار