أخي ( صاحب الظلّ )
هأنذا عدت ... واسمح لي ببعض الوقفات التي لا تنقص أبدا من إعجابي بقصيدتك .... ولكنها للفائدة ... وهي قابلة للأخذ والردّ ...
القصيدة جاءت على بحر (الرّمل ) وتفعيلاته :
فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن .... فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن
وقد جاء في الأبيات بعروض تامّة محذوفة وضرب محذوف... ومما قيل في أسباب تسمية بحر ( الرمل ) بهذا الاسم تشبيهه برمل الحصير لضمّ بعضه إلى بعض ... ولعلّ هذا يفيد في مناسبة هذا البحر لمعنى الأبيات ... وعلاقة الشاعر بصديقه وضمّ قلبيهما معا...
والآن إلى الوقفات السريعة :
الأولى : في البيت الأول :
آه ياصاح الهوى ماغيّرك..... إنني الشاكي ولكن منك لك
أضفت كلمة ( الهوى ) إلى كلمة ( صاح ) ... وكما نرى فإن كلمة ( صاح ) منادى مرّخم حذف منه الحرف الأخير وأصله ( صاحب ) ولا أدري ما مدى صحة هذه الإضافة ... كما كنت أفضل استبدال كلمة ( الهدى ) ب ( الهوى ) ... ! في هذا البيت والبيت الذي بعده ...
الثانية :
ياصديق العمرمن بعد الجفى... هل ترى عدلاً إلى ماصيّرك؟
(الجفا ) هكذا تكتب ... ومثلها ( الوفا ) و ( الربا ) في بيتين لاحقين ولعله سبق قلم والأخيرة تحتمل الوجهين ... كما أجد اضطرابا في معنى الشطر الثاني ... !
الثالثة :
هل تراه حسناً من بعد ذا... أن تجافينا وإن لم نعذرك؟
لأجل الوزن سننصب الفعل ( نعذر ) وحقّه الجزم بسكون الراء ... وإن أعطيناه حقّه انكسر ...!!
الرابعة :
أي شئ ياصديقي بدّلك .... أم ترى ماجاز لي أن أسألك؟
الشطر الأول تكرار لمعنى سابق ...
الرابعة :
أنبت الزرع وأجري راكداً...بعدما كانت جناناً من ترك
لم أدرك معنى ما تحته خط... وكذا ما تحته خط في هذين البيتين :
إن لي في موطن القرفي أخاً...بثه التسليم من قلبي ولك
فإذا غاصت إلى أعماقه...ذكرته موقفي هذا درك
الخامسة :
هذه قصة إنسان له ... في مجال الحب تاريخ هلك
الشطر الأول وزنه :
فاعلاتن فعلاتُ فاعلا ... وقد حذف من تفعيلته الثانية : الثاني والسابع الساكنين وهذا يسمّى ( الشّكل ) وهو زحاف قبيح كما يقول العروضيّون ...
السادسة :
أتق الله أخي وأعذرني... عن سواتي إنني مازلت لك
الشطر الأول يحتاج لجبيرة ... كما أنّ كلمتي ( اتق ) و ( اعذرني ) هكذا تكتب دون همزات...
وعموماً فالأبيات تحمل خيالا محلّقا ... وتصويرا جميلا ... ولا ينقص من جمالها ما أشرت إليه من هنات ... وهي اجتهادات مني قد تخطىء وقد تصيب ...
وأخيراً ... أؤكد لك أخي الأديب ( صاحب الظلّ ) ... أنك تحمل روحا شاعرة ... وقليل من الوقت والمراس كفيل بتمكّنك ...
لك تقديري...
وعلى الودّ نختلف ونتفق،،،