لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: تضحية الأرملة فاتورة يدفعها الأبناء

  1. #1
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية "فلة"

    مملكة حـواء
    تاريخ التسجيل
    02 2010
    المشاركات
    16,014

    Post تضحية الأرملة فاتورة يدفعها الأبناء

    تضحية الأرملة فاتورة يدفعها الأبناء







    رغم كل ما نعرفه عن كلمات الامتنان والفخر التي يختزنها الأبناء للأمهات الأرامل،




    اللاتي رضين بتلقي صدمات الحياة فرادى حتى يصبح الرضيع شابا والخائف آمنا،




    وتصبح الفرحة عنوانا لبيت كانت تدفعه كل الظروف نحو الكآبة والضياع، برغم هذا كله




    نجد في الزوايا مشاهد أخرى لا تلتقطها الكاميرات؛ لأننا لا نهوى رؤية هذا المزيج


    المجنون داخل نفوس أحبائنا، حيث يختلط عطاء بعض الأمهات بالابتزاز، وحبهن


    بالتضحية، وكرمهن بالأنانية، وغيرها من الثنائيات الغريبة التي قد تسيطر على الأرملة




    فتتسبب في ضياع رحلة عمر كاملة، وتؤثر بالسلب على علاقة أم بأبنائها.





    أخطاء شائعة





    هناك قصص واقعية حول الأم الأرملة المتشددة أكثر من اللازم، التي تحاول تعويض




    صرامة الأب المفقود وهيبته فتقع في فخ القسوة وتحرم أبناءها الحنان.




    وعلى العكس نرى الأم التي تستغرق في تدليل أبنائها، خاصة إذا فقدوا أباهم في سن




    صغيرة، فتفسدهم وتساعد على تكوين أشخاص غير أسوياء، وهناك الأم التي تلزم أبناءها




    بدفع فاتورة تضحيتها، فعندما يفكر أحدهم في البعد قليلا للبحث عن مستقبله تسارع




    بتكبيله بدموع الندم على العمر الذي ضاع بعيدا عن الزوج، وكلمات الحسرة على العمر


    الذي سيضيع بعيدا عن الابن




    أما ما نراه من وصلات الزجر والعنف المبالغ فيها إذا ما بدر أي خطأ من أحد الأبناء




    مهما كان تافها، فهو الخطأ الشائع الذي تقع فيه معظم الأرامل، فإذا كسرت الصبية كوب


    مياه تسمع على الفور كلمات مثل "حرام عليكم.. ما حدش حاسس بي.. أنا بشوف اللي ما


    حدش بيشوفه عشان خاطركم"، والجملة الأشهر "دي آخرة سهري وتربيتي"




    ناهيك عن شكوى الصغار الدائمة من صراخ الأم المستمر والضرب المبرح أثناء


    محاولتها إحكام قبضتها على شئون الأسرة الصغيرة بعد رحيل الأب.




    حكايات من الواقع





    والأمر هنا لا يتوقف عند مناخ التأزم الذي يخلقه هذا السلوك أو ذاك، ولكنا نتحدث عن




    رحلة عمر كاملة وعلاقة لا تعوض بين ابن وأم.


    فعلى مدونته يحكي شاب تونسي في الثالثة والعشرين من عمره أنه يشعر بخلل هائل




    عندما يتذكر طفولته، فهو الابن الأكبر لأم أرملة، وأضاف: كان يعجبني نموذج الابن




    الراعي لها المنصاع لقراراتها بنفس الوقت، لكن مع تقدم العمر بدأت أشعر بخلل لا


    أستطيع تحديده.




    أما إحدى بطلات رواية "امرأة القارورة" للعراقي "سليم مطر" فتناقش الشعور الخفي




    لفتاة تطالبها أمها بدفع فاتورة رعايتها لها، وتحملها مسئولية افتقادها للرجل في حياتها،




    فترسل لها الابنة رسالة مقتضبة مع باقة ورد تقول فيها: "أمي.. لو أصبحت مكانك في


    يوم من الأيام سأختار.. فإما أن أضحي أو لا أضحي، المساحات الرمادية تقضي علينا


    غالبا باسم الحب".




    وحكايات الواقع أكثر دلالة.. تحكي إحدى الفتيات في الخامسة والعشرين من عمرها عن




    تجربتها مع والدتها عند حضور عريس إلى البيت، تقول: أقدر جدا تعبها من أجلنا لكني


    رأيت في عينيها نظرة لوم هائلة عندما فكر خطيبي في سفرنا لمدة خمس سنوات




    لحصوله على منحة دراسية للخارج، وتكمل: أعشق أمي، وأرى أنها كانت بمنتهى


    التوازن طوال عمرها خلال فترة ترملها التي استمرت 15 عاما إلى الآن، لكن بتقدم




    عمرها بدأت أشعر بحاجتها الشديدة للاهتمام والرعاية تظهر بوضوح وكأنها كانت تؤجلها


    حتى حان وقتها، ولا أعرف كيف أتصرف حيال الموقف الذي لم يكن في الحسبان، هل


    أضحي بسعادتي وأرفض مصاحبة زوجي في السفر لأبقى بجوار أمي حبا وعرفانا، أم


    أمضي في إجراءات الزواج والسفر؟




    أيضا السجلات الجنائية تحفل بحالات أخرى أكثر عنفا كواقعة الأستاذة الجامعية التي




    قتلها ابنها الطالب بالصف الأول بنفس الكلية؛ لأنه أراد الذهاب لحفلة مع أصدقائه لكنها




    رفضت، فخرج من ورائها وعند عودته لم يتحمل مجرد نظرة لوم في عينيها -وهو الذي


    تحمل مثلها الكثير- فإذا به يفتح كل الملفات المغلقة بداية من دخول الكلية غصبا، وحتى




    افتقاده لوجود إخوة له، ولومه لها لأنها لم تتزوج لتأتيه بهم، وانتهى الأمر بموتها -دون


    نية للقتل- بعدما دفعها بشدة نحو زجاج النافذة.


    اتهامات بالحب



    نهج الإفراط بشكل عام خاصة عندما يتعلق الأمر بتكوين طفل؛ لأنه برأيه يؤدي إلى خلق



    حساسية زائدة، فكل العلاقات البشرية تخضع لمساحات من التضارب وجنوح المشاعر


    من حب لعنف، ومن عطاء لطمع، لكن تبقى غالبا في مساحات محدودة ويمكن تداركها.




    وفي حالات الأم الأرملة تكون الطبيعة النفسية للأم هي العامل الحاكم أكثر من أي عامل




    خارجي، فهناك شخص بطبيعته يحب كثرة الثناء أو كثرة اللوم، لكن أيضا مدى الترابط




    بين هذه الأسرة، والاعتماد المتبادل بينهم ينجح كثيرا في إذابة نواحي الخلل إذا لم تزد




    عن حدها، لكن الإفراط سواء في الحزم أو التدليل أو اللوم يؤدي بالطبع إلى شخص غير


    سوي، قد ينجح في الحفاظ على طبيعة العلاقة بينه وبين أمه -نتيجة تأكده من حب أمه له-


    بينما يترجم مشاعره السلبية من خلال علاقته بأشخاص آخرين كالأصدقاء أو الزوج أو


    الزوجة.


    و- الموروث الشعبي المصري والعربي ككل - الذي يرهق الأرملة بكلمات مثل "اقعدي




    على عيالك" و"إنتي الأم والأب"، فتتجه هي بالتالي لإرهاق أولادها بكلمات التذكير بما


    فعلته من أجلهم وكأنها تطالبهم بأن يدفعوا ثمن ما لم يطلبوا شراءه، تقول: الأم تفعل ذلك


    غالبا دون وعي منها متأثرة بحالة التخلي التي تواجهها من المجتمع وحتى من أقرب




    الناس إليها مثل أبويها وإخوتها.


    وتنصح الأرملة خاصة المتعلمة أن تحرص على وجود مساحة دائمة من الحوار في




    اتجاهين، الأول داخل البيت بينها وبين أولادها، والثاني مع أحد الأقرباء ممن تثق بهم،


    فتتحدث معهم عن حاجاتها سواء المادية أو العاطفية، وتصارح نفسها بحقيقة مشاعرها




    تجاه تحملها مسئولية أولادها، وأن تختار ما يناسبها حتى لا تفقد حميمية العلاقة الخاصة


    الناشئة بينهم دون أن تشعر، فتتحول المشاعر من رعاية زائدة من جانبها وامتنان وافر


    من جانبهم إلى اتهامات متبادلة.
    منقول



  2. #2
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية قلب الوفا


    إبتسامة نقاء
    تاريخ التسجيل
    11 2007
    الدولة
    لكْ الحمُد رّبيْ بِقدر مآنسّعدْ وّ نتألمْ ?
    المشاركات
    37,290

    رد: تضحية الأرملة فاتورة يدفعها الأبناء

    كل الشكر والامتنان على روعهـ بوحـكـ ..

    وروعهـ مانــثرت .. وجماليهـ طرحكـ ..
    دائما متميز في الانتقاء
    سلمت على روعه طرحك
    نترقب المزيد من جديدك الرائع
    دمت ودام لنا روعه مواضيعك

    لكـ خالص احترامي


    اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    حينما يكون الإبداع .. يكون أبوفهـد نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    رحمك الله يا بارقه وغفر لك وأدخلك فسيح الجنان

  3. #3
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية "فلة"

    مملكة حـواء
    تاريخ التسجيل
    02 2010
    المشاركات
    16,014

    رد: تضحية الأرملة فاتورة يدفعها الأبناء

    لك الشكر ع المرور

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •