لِأَنَّنَا بَشَرُ
نَعَمْ, قَدَرُ
نَعَمْ, حِرْمَانُنَا قَدَرُ
نَعَمْ, قَدَرُ
بِأَنْ يُنْفَىْ بَرِيْءُ الْحُبْ..
وَأَنْ يَتْعَبْ.. وَأنْ يُغْلَبْ.. وأَنْ يُصْلَبْ
وذَاكَ; لِأنَّنَا بَشَرُ
* * *
فَلَوْ كُنَّاْ أَزَاْهِيْرَاْ
وَلَوْ كُنَّاْ عَصَاْفِيْرَاْ
وَلَوْ كُنَّاْ الْذِيْ كُنَّاْ..
بِلَاْ بَشَرِيَّةٍ.. نِلْنَاْ
مِنَ الْمَحْبُوْبِ مَاْ نَهْوَىْ..
وَكَانَ الْحُبّ يَنْتَصِرُ
* * *
فَهَذِيْ صَخْرَةٌ سَمْرَاْ
يَنَامُ بِحُضْنِهَا حَجَرُ
وَتِلْكَ بُحَيرَةٌ نَعْسَىْ
يُقَبِّلُ خَدَّهَا الْمَطَرُ
تَرَىْ الْأَغْصَانَ رَاقِصَةً
وَسِرُّ الزَّهْرِ يَنْتَشِرُ
تُمَارِسُ حُبَّهَا الْأَنْعَامُ
لاَ تَخْشَىْ فَتَسْتَتِرُ
فَلَا أَحَدٌ يُرَاقِبُهَا
وَلَا خَوْفٌ وَلَا خَطَرُ
تَرَىْ الْأَطْيَارَ شَادِيَةً
يُسَاجِعُهُنَّ مُنْحَدَرُ
وَتِلْكَ الشَّمْسُ لاَ تُخْفِيْ
بِأَنَّ عَشِيْقَهَا الْقَمَرُ
فَلَوْلَا ضَوْءُهَا الذَّهَبِيُّ
لَمْ يَنْعَمْ بِهِ بَصَرُ
* * *
وَنَحْنُ بِدُوْنِ فَائِدَةٍ
طوالَ العُمْرِ نَنْتَظِرُ
دَفَاتِرُنَا قَدْ امْتَلَأَتْ
وَمَلَّتْ حِبْرَنَا الْجُدُرُ
يَمُوْتُ الْحُلْمُ فِيْ دَمِنَاْ
يَمُوْتُ بِسِجْنِهِ الْوَطَرُ
لَنَا مِنْ حُبِّنَاْ الْأَثَرُ
لَنَا الذِّكْرَىْ.. لَنَا الصُّوَرُ
لَنَا فِيْ صُبْحِنَا دَمْعٌ
وَقَلْبٌ جَوْفُهُ سَقَرُ
لَنَا فِيْ لَيْلِنَا السَّهَرُ
لَنَا الْحِرْمَانُ وَالْكَدَرُ
لَنَا التَّعْذِيْبُ مَا عِشْنَاْ
وَذَاْكَ; لِأَنَّنَا بَشَرُ
* * *
فَلَيْتَ الْحُبَّ شَيْءٌ فِيْ
سِوَىْ الإِنْسَانِ مُنْحَصِرُ
وَلَيْتَ الْمَوْتَ مَسْمُوْحٌ
فَمَنْ يَهْوَاْهُ يَنْتَحِرُ