الحضارة المينويّة
قامت في جزيرة كريت في الألفين الثالث والثاني ق.م، وعاصمتها كنوسوس...وهي مدينة ملكية قديمة تقع في شمال إقريطش (كريتي) بالقرب من كاندية، ازدهرت فيها الثقافة في العصر البرونزي. وهي موقع متاهة دايدالوس الأسطورية وقصر الملك مينوس..فقد كانت عاصمة الملك مينوس ومركزالمينوسية...
وهي تعتبر أول حضارة أوروبية في جزيرة كريت منذ حوالي أربعة آلاف سنة. وبحسب ما جاء في الأساطير اليونانية ترجع تسمية المينية الى اسم مينيون الذي كان يحكم مملكة كريت في ذلك الوقت.وتمكن الملك مينيون من مد نفوذه التجاري والثقافي الى الممالك اليونانية في جزر بحر ايجه، بسبب امتلاكه اسطولاً بحرياً كبيراً فتأثرت بلاد اليونان كلها بالحضارة المينية.
والمشكل انّ العلماء والباحثين لم يكن لهم اي داعمة اساسيّة فلم يكن حل هذه المسألة ليكتشف في أي من الروايات التاريخية لأن المعلومات النادرة حول هذه المأخوذة عن المؤرخين القدماء لم تكن مرتكزة على الملاحظة المباشرة بل على الأساطير...
فحتى سنة 1899، حين اكتشف فيها الآثاري البريطاني "آرثر إيفانس" (Sir Arthur Evans) بقايا قصر "كنوسوس" (Knossos) بجزيرة "كريت"، لم نكن نعرف عن هذه سوى ما أشار إليه هوميروس في ملحمة "الأوديسة" بقوله:
(هناك في أعماق البحر اللجي تقع الأرض المسماة: كريت
أرض غنية ومُحَبّبة، تغسلها الأمواج من كل جانب،
تتباهى بتسعين مدينة،
حكم إحدى هذه المدن الملك "مينوس" (Minos)
وحظي بصحبة الرب القوي "زوس")
وتبين بعد الحفر أن الكريتية حضارة قديمة موازية لحضارتي الشرق في مصر ووادي الرافدين وترجع إلى عهود سحيقة، حتى أن من الآثاريين من ربط بين سكانها وسكان الدلتا المصري والليبيين {بربر شمال افريقيا} من جهة الأرومة، وقال بوجود صلات دينية قوية بين هذه المجموعات، سابقة عن توحيد الملك نارمر لمصر مع مطلع السلالات المصرية {حوالي 3200 ق.م}.
وقد استمرت هذهإلى حدود سنة 1400 ق.م، ثم انفرط عقدها ودمرت
عاصمتها: "كنوسوس" (Knossos) ولم تقم لها قائمة بعد..ولكنّ نهايتها للاسف غير واضحة فلم تكن مدونة في كتب التاريخ عند القدماء وذلك لأنها اختفت تماماً بشكل مفاجئ مثل أطلنطس.
واثناء عمليات الحفر ايضا وجد دليلاً على وجود قصر ضخم بملحقاته، تقدر مساحته بنحو 1300 متر مربع...وعلى ضوء الاكتشافات التي تمت بالموقع، ثبت أن القصر يتكون من حجرات وممرات على مستويات متعددة، والمعتقد أن القصر كانت له وظائف متعددة كمركز لجمع وتوزيع المنتجات الزراعية وسلع وورش الحرفيين ومستودع ترسل منه البضائع المختلفة إلى دول شرق البحر المتوسط.
وتوجد ضمن الحجرات الخاصة بقصر المنوسيين، حجرة يعتقد بأنها كانت تخص الملكة. وهذه الحجرة مزينة بصور على شكل دلافين ملونة تسبح في البحر. وكانت الدلافين في ذلك الوقت رمزاً للحرية والسعادة.
وقد قام المينويين بزخرفة القصر من الخارج، برسم لوحات رائعة على الجدران بألوان زاهية. وتُظهر هذه اللوحات الطقوس والشعائر التي كانت ذات أهمية في ذلك الوقت، مثل القفز على ظهر الثور أو الرقص، وكذلك بعض الحيوانات التي كانوا يقدسونها مثل الأسماك والدلافين
كما اكتشف علماء الآثار ايضا اواني حجريّة منحوتة من الحجر الصابوني الأسود،رسمت عليها صورة شخص تتقارب وتتلاؤم ملامحه بشكل قريب مع الملك"مينوس"...
النهاية..
مع انّنا ذكرنا آنفا انّ هذه العظيمة قد اختفت في ظروف غامضة منذ حوالي 3 آلاف و650 سنة،وانّنا لحد الآن لا نعرف أحد أسباب انهيارها المفاجئ...الاّ انّ بعض الباحثين كشفوا أن ثوران بركان سانتوريني تسبب في القضاء علىالمينية اولى التي ظهرت في اوروبا. وسانتوريني:جزيرة بركانية صغيرة في جنوب بحر إيجه، على بعد بضعة كيلومترات شمال كنوسوس عاصمة المملكة المينية القديمة بشمال جزيرة كريت...وتبين ان حمم بركان سانتوريني تسببت في اغلاق ميناء كنوسوس وتجارته، مما ادى في النهاية الى سقوط المملكة المينية وانتهاء حضارتها